النظام الاجتماعي بين مفهوم الاسلام والنظريات الماديه

سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان الاسلام هو دين الاصلاح الاجتماعي الذي يوفق بين مطالب الماده ومطالب الروح ومقتضيات العلم الحديث,وان التفكير الاسلامي الحقيقي يعتبر الاساليب السلميه أساسا لتحقيق الاهداف,فهو يومن بان الحياة تحتضن اكثر من جانب وتخضع لاكثر من عامل في حركتها التطوريه وانطلاقها في عملية التغير,لهذا السبب فان قضية التغير بالقوه لا تتحرك ضمن الواقع الطبقي فحسب بل تتحرك في اطار عوامل الواقع كلها ,فالاسلام هو نظام اجتماعي له منهجه في علاج المسائل التي تتصدى لها النظريات الماديه التي وضعت نفسها ندا له لانها تعاديه معاداة الخوف من منافسته في تنظيم المجتمع على قواعده واحكامه,وتعاديه معاداة الشعور بالخطر والافلاس على أثر اخفاق التجارب الماديه واحده بعد الاخرى.
ولا يقصد بالتغير هنا التبدل الشكلي للحكومه كما في الانقلاب وانما يقصد به التبدل الشامل في جميع وجوه النظام الاجتماعي والسياسي,ففي الاجتماع عندما تتراكم الفوارق بين الطبقات فتبلغ حدها الاقصى ,فتتحول السلطه الى أقليه تنحصر بها منافع الوضع القائم ويصبح الشعب في كتله كبرى لا تجد في الوضع القائم ما يعود عليها بغير الخسران,تحدث عملية التغير لتحقق تبدلا يضمن مصلحة الاغلبيه,ويسبق هذه العمليه انحطاط في جهاز الحكم ,ووعي متزايد تجتمع فيه كلمة الاغلبيه على المعارضه,وتنقطع كل صله ايجابيه بين الحكومه والشعب ,عندها تتسع الفجوه بينهما ,فيقوم التغير ليزيل وضعا فقد أتزانه وينشى وضعا جديدا تعبر فيه الحكومه عن ارادة الشعب ومصالحه,وبهذا تخسر الاقليه الحاكمه وضعا عجزت عن المحافظه عليه وضاق العدد الاكبر من الشعب به ذرعا,ولم يعد يطيق تحمل مفاسده واعباءه, ومن الشواهد التاريخيه على ان الذي يعجل في حدوث التبدل السياسي هو وقوع الكوارث الاجتماعيه والاقتصاديه مثل المجاعات والبطاله والحروب وما يرافقها من هزائم وانتكاسات وان قيام الانتفاضه العراقيه عام 1991 خير دليل على ذلك,باعتبار ان ذلك يساعد في نشر الدعوه وتقوية روح التمرد والاستياء,وتدل الشواهد التاريخيه كذلك على ان الثورات الاجتماعيه يسبقها نوع من الاضطراب الداخلي تقع فيه حوادث الاغتيال السياسي والاخلال بالامن والتخريب والاضرابات والمظاهرات التب تدل على التوتر الاجتماعي.
ان الحياة الانسانيه كثيرة العيوب لذا فهي بحاجه دائمه للاصلاح,وان المذاهب الاجتماعيه والدينيه والفكريه التي تدعو الى الاصلاح كثيره,فمن منا لا تروعه حالة الفقر والبوس التي أبتلى بها الحرومين,هذه الحاله التي تترك الاثر والحزن في النفس البشريه ,فلا أحد ينشد العدل لا يتمنى الخلاص منها ,
ان الحلال واضح ومعروف والحرام واضح ومعروف كذلك,وللحق علاماته وللباطل علاماته ولا أحد لا يعرف تلك العلامات من خلال التجارب الانسانيه على مر التاريخ وان صلاح البشريه يرجى من المذاهب التي تبشر بالتعاون والاخاء,ان كل ما فيه صلاح الانسانيه وتقدمها فهو خير والكل متفقون على ان السلم والعدل والحريه والعلم هي وسائل لهذا الصلاح والتقدم ,وبهذا المقياس يكون كل دين وكل مذهب وكل حزب يدعو الى السلم والتعاون ويناصر العلم والعدل ويضمن الحريه والمساواة للجميع فهو خير وأفضل من أي مذهب او دين او أي حزب يدعو الى الحرب او يحرض عليها ويبعث البغضاء والحقد ويشجع على العنف ويسعى الى السلطه عن طريق القتل والموامرات وخلق الازمات ويبتعد عن الممارسات الديمقراطيه.
ان للاسلام اعداء يكيدون له عن طريق الدس وتحريض المسلمين على تكفير بعضهم البعض لينالوا منهم جميعا ,لهذا نقول ان الحريه والديمقراطيه والحوار والتعاون والعمل المشترك هي السبل الكفيله لجمع السمل وتوحيد الكلمه والقضاء على الاحقاد والضغائن التي يثيرها الحاقدون واعوان الاستبداد,
فكيف نطلق كلمة مسلم على من لا يسلم الناس من لسانه ويده وهنالك من غير المسلمين من يكف أذاه عن الناس جميعا ,وغاندي خير دليل على ذلك فهو يدين بالديانه الهندوسيه وقد بلغ غاية المسالمه حتى لمن اعتدو عليه بل حتى مع اعداءه المحتلون لبلاده,من هنا نقول ان المسلم الصحيح هو من أدى حقوق الناس الى جانب قيامه بحقوق الله عز وجل .
ان الغيره الوطنيه الصادقه التي تعلمنا منها دروس التضحيه والنخوه جعلتنا نجود بارواحنا وابناءنا في سبيلها ,وان الاوطان تقوى وتزدهر بمقدار ما في النفوس من شجاعه واقدام على التضحيه والصبر على الشدائد واللهفه الى المعرفه والجمال ,والاوطان تقترب الى الزوال كلما طغى فيها طمع المال والسلطه على الشجاعه وقوة الاخلاق,وان المجاميع الارهابيه المتطرفه التي تسعى لدك قواعد الوطن وتهديم بنيته التحتيه وتدنيس حرماته الدينيه ستزول وستتحطم معاول التخريب بايديهم فليس لهم حظ في النجاح ما دام للانسانيه بناء فائم على أسس
صحيحه.
سلام خماط

#سلام_خماط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات