أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نادي التثقيف العمالي - تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الامريكية شجرة تخفي غابة الارهاب الامريكي















المزيد.....



تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الامريكية شجرة تخفي غابة الارهاب الامريكي


نادي التثقيف العمالي

الحوار المتمدن-العدد: 588 - 2003 / 9 / 11 - 03:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كراس  صدر بتعاون بين  نادي التثقيف العمالي
والنادي العمالي للتوعية والتضامن

==================================
1- الحرب بدأت إعلاميا :
          سيل جارف من التضليل و النفاق و العنصرية . 
إن إدانة العمليات الإرهابية ليوم 11 شتنبر2001، والتضامن الإنساني مع ضحاياها، لا يجب أن يعمي أعيننا عن النفاق الفاضح للناطقين باسم الإمبراطوريات الإمبريالية. فبمجرد وقوع تفجيرات 11 شتنبر، تعالت صيحات التنديد وتقاطرت رسائل التضامن على بوش من طرف أمثاله مضطهدي الشعوب، وتباكت أبواق الإعلام وتهاطلت دموع التماسيح على الأرواح المزهقة.
فما الفرق بين معاناة الشعب الأمريكي و المعاناة التي تفرضها إسرائيل بدعم الولايات المتحدة الأمريكية على فلسطين و معاناة الشعب العراقي حيث يموت الأطفال لنقص في الدواء بفعل الحصار الأمريكي منذ 10 سنوات، و معاناة سكان بلغراد، وقبلهم ملايين الفيتناميين الذين سحقتهم قنابل الإمبريالية الأمريكية بالنابالم والديوكسين ؟
 انه لمن النفاق أن تكون معاناة الأمريكيين وحدها مدعاة للشفقة.
ان كل رافض للظلم والاضطهاد لابد أن يتضامن مع اسر الضحايا ومع الشعب الأمريكي، لكن ليس مع الحكومة والقادة الأمريكيين الذين يريدون استعمال المأساة لأغراضهم. فمسؤوليتهم كبيرة فيما حل بالشعب الأمريكي بسبب سعيهم إلى إذلال الشعوب.
وان كان الطغاة المتسلطون على رقاب الشعب الأمريكي قد اعتبروا تفجير برجي مركز التجارة العالمي وقسم من البانتاغون عملا حربيا يستدعي الرد بالحرب، فإنهم بدؤوا شن هذه الحرب إعلاميا لتكييف للرأي العام لتقبل ما يُعدونه من مظالم في حق الشعوب وفق اعرق التقاليد الدموية للنظام الإمبريالي المسيطر على العالم.تحركت آلة التضليل الإعلامي الجبارة (قنوات فضائية وإذاعات وصحافة مكتوبة تسيطر عليها شركات كبرى) لترشق المواطن، عبر ربوع العالم، بوابل غزير من تعليقات مضللة بقدر ما هي سطحية، معززة بصور لأهوال جريمة قتل مدنيين لا ذنب لهم، غايتها التدويخ والتبنيج عبر إعطاء إجابات جاهزة لا تترك للمواطن أي إمكانية للتساؤل والبحث في جوهر الأمر.
إن الأبواق المأجورة في الآلة الإعلامية الإمبريالية، التي تباكت على ضحايا 11 شتنبر ونظمت في نفس الوقت أضخم حملة تحريض عنصري ضد العرب والمسلمين، هي في الحقيقة من نفس معدن المجرمين الذين خطفوا طائرات مدنية وحولوها بركابها إلى قنابل، لان تلك الأبواق إنما تزود المؤسسة العسكرية الأمريكية وقيادتها الإجرامية بالوقود النفسي والتعبوي اللازم لكي ترتكب مزيدا من الجرائم.
لقد سبق لحرب الخليج أن أبرزت الدور فائق الخطورة الذي يقوم به الأعلام، مرتكزا على التطورات التكنولوجية، في تكييف العقول وشحنها بالأفكار التي تطابق الحفاظ على النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد في العالم قاطبة وفي تمويه الجرائم التي يرتكبها المستفيدون من ذلك النظام.وها هي الحرب المندلعة مع تفجيرات 11 شتنبر تؤكد أن القنوات الفضائية لا تقل تدميرا عن الترسانة العسكرية. فهي تسوغ جرائم الإمبريالية وتهيئ المناخ اللازم لتنفيذها دون مصاعب من الرأي العام. إن تضليل هذا الأخير وبالتالي شل قدرته على رد الفعل  هو المقدمة الأولى التي تمهد طريق الآلة العسكرية المقبلة على القتل والدمار. فبسرعة فائقة جرى تفسير ما وقع بهجوم الشر على الخير و استهداف الحضارة والديمقراطية وما الى ذلك من أباطيل.وبلغ حجم تدفق الأخبار والصور والتعليقات مستوى يمنع أي تأمل،  بل يجرف المشاهد مع التأويلات والمرامي التي ترسمها وسائل الإعلام. وقد تمثل الهدف الرئيسي في إظهار الولايات المتحدة الأمريكية في صورة الضحية البريئة،دون ترك مجال للتساؤل حول ماذا فعلت أمريكا لتكون عرضة لهجمات من ذلك القبيل ؟
 لماذا يحقد ملايين البشر على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا يوجد أناس مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل تدميرها؟
 إن فهم ما جرى، وما سيترتب عنه في القريب وفي السنوات المقبلة، يستلزم إلقاء نظرة على الماضي الإرهابي للإمبريالية الأمريكية وعلى موقعها في الوضع العالمي الراهن.
2-الأسباب الجوهرية لتفجيرات 11 شتنبر:

إن سادة العالم، الذين تخدم الآلة الإعلامية مصالحهم والذين يسعون لإقناعنا إن المستهدف من التفجيرات هو الديمقراطية والحرية والحضارة، ليسوا سوى:بوش و توني بلير وشارون وأمثالهم من المجرمين.
- بوش الابن: بطل الدفاع عن حكم الإعدام، وصديق المتطرفين الدينيين الذين يحاربون حق النساء في الوقف الإرادي للحمل، ورجل اللوبي البترولي والمركب العسكري-الصناعي. هل هو " المدافع عن الحضارة " ؟
-ارييل شارون:جزار مخيمات صبرا وشاتيلا، والمسؤول عن تقتيل الفلسطينيين وإرهابهم اليومي... منذ متى كان هذا الصهيوني العنصري مدافعا عن العدالة والإنسانية؟
-توني بلير: مجرم قاتل الأطفال بالعراق، والساهر على تنفيذ المخططات النيوليبرالية في إنجلترا نفسها.
أما إذا أضفنا بوتين: مجرم الحرب الذي سحق سكان غروزني تحت نار القنابل، وعمل على محو قرى شيشانية بكاملها من الخريطة، فهل علينا أن نحييه كمقاتل من اجل "الخير" ؟
إن العمليات الإرهابية ضد مركز التجارة العالمي والبانتاغون كانت بلا شك اكبر عمل إرهابي( ترتكبه جماعة غير رسمية )، لكن من يحصي أعمال إرهاب الدولة سيجد السجل حافلا بما لا يترك مجالا للمقارنة.
" نحن في حرب " هكذا صرح الحكام الأمريكيون حتى قبل أن يعرفوا من هو العدو !
نعم الولايات المتحدة الأمريكية هي عمليا في حرب منذ عقود، فدوام سيطرتها الإمبريالية مرهون بحرب دائمة على مستوى الكوكب برمته.وهذه الحرب عسكرية وسياسية مباشرة كما أنها حرب اقتصادية لا تقل ضراوة.

 الإمبريالية الأمريكية حرب دائمة على المضطهدين في كل مكان

طوال تاريخها عملت الإمبريالية الأمريكية كل ما في وسعها لمنع شعوب العالم من الانعتاق من الاستعباد السياسي والاقتصادي، ولم تتوان في ممارسة الإرهاب ودعمه لتحقيق ذلك.
• فمن اجل استعراض القوة العسكرية وتخويف الاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب العالمية الثانية (غشت 1945)، نفذ الحاكمون في الولايات المتحدة الأمريكية وببرودة دم، عملية إبادة نووية للمدينتين اليابانيتين هيروشيما وناغازاكي. وخلف هذا العنف الأعمى ما لا يقل عن 210 ألف قتيل، علاوة على المشوهين.
•  سنة1959 تحرر الشعب الكوبي من ديكتاتورية باتيستا وعملت الثورة الكوبية على إخراج بلدها من دائرة النفوذ الأمريكي.فنظم حكام امريكا حصارا اقتصاديا لهذا البلد يتواصل منذ 40 سنة، وقاموا بعدة محاولات لاغتيال فيديل كاسترو، كما اقترفوا جريمة اغتيال المناضل الأممي تشي غيفارا في أكتوبر 1967. والآن ترفض السلطات الأمريكية الاستجابة لطلب كوبا بتسليم إرهابي مضاد للثورة، عميل للمخابرات الأمريكية CIA و مسؤول عن تحطيم طائرة كوبية وموت ركابها الثلاثة والسبعون.
•  تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا، في أواسط الستينات، ضد الشعب الفيتنامي الساعي للتحرر من الديكتاتورية وتوحيد البلد.وطيلة مدة التدخل بلغ تعداد جنود أمريكا نصف مليون و تم قتل 2 مليون فيتنامي وجرح 3 ملايين و12 مليون لاجئ. وبلغت همجية أمريكا مستوى إقدام قاذفاتها بي 52 على قصف مدينة " فينية " الفيتنامية (600 ألف ساكن) وساوتها بالأرض حتى وصف فريق طبي كندي المدينة المدمرة بأنها أشبه بسطح القمر.وقتلت القوات الأمريكية بقيادة الملازم " كالي " 10 ألف مدني فيتنامي في مجزرة "ماي لاي " الشهيرة في مارس 1968، و أتمت العدالة الأمريكية الصورة بالحكم على كالي بثلاث سنوات سجنا فقط.ومات من الامريكيين57 ألف و جرح 153 ألف، وانتهت الحرب بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية.
• ودعمت واشنطن، طوال "الحرب الباردة" مع الاتحاد السوفيتي ومعسكره، أنظمة ديكتاتورية دموية في كل أرجاء العالم وساعدتها على تقتيل وتعذيب المعارضين ومنها على سبيل المثال فقط:
-سنة 1965 ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية الديكتاتور سوكارنو باندنوسيا على تنظيم مذبحة ضد الشيوعيين أسفرت عما لا يقل عن مليون قتيل. وفي فترة السبعينات دعمت الولايات المتحدة الأمريكية نظام اندونيسيا في غزوه لتيمور الشرقية، أدى خلال أسابيع قليلة ،حسب دانييل باتريك دوميهان ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، الى مقتل 60 ألف شخص أي 10 % من السكان ، وهو عدد الخسائر البشرية التي تكبدها الاتحاد السوفيتي طوال الحرب العالمية الثانية.
- تدبير أمريكا للانقلاب العسكري لبينوشي ضد حكومة سلفادور اليندي الديمقراطية في الشيلي سنة1973، متيحة لهذا الديكتاتور تنظيم عمليات تقتيل واسعة ضد الحركة العمالية ومواطني الشيلى.
- قدمت الإمبريالية الأمريكية دعما للنظام المغربي وذلك بتكوين وتدريب زبانية جهاز القمع السري المسؤول عن الاختطافات وإبادة المناضلين من اجل الحرية والحياة الكريمة فقد صرح احمد البخاري، العميل السابق لهذا الجهاز، بأن ثلاث خبراء أمريكيين كانوا في جهاز الكاب 1 وشاركوا في التخطيط لاختطاف واغتيال المناضل المهدي بن بركة.
- ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في اختطاف 30000 أرجنتيني من طرف النظام الديكتاتوري المحلي.
- خلفت الحملة التي نظمتها ومولتها أمريكا اعتمادا على مافيا المخدرات (مرتزقة الكونتراس )ضد الجبهة الساندينية للتحرير الوطني الحاكمة بعد نجاح الثورة الشعبية1979 سقوط 30الف من الضحايا.
- دعم شاه إيران العميل في إبادته للآلاف من المعارضين.
- ساعدت أمريكا ديكتاتورية غواتيمالا على تصفية 200 ألف معارض، ،خلال المد اليساري بهذا البلد.
- دعم الولايات المتحدة الأمريكية الاستعمار الصهيوني في فلسطين سياسيا وعسكريا واقتصاديا (تبلغ قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل ما يعادل1000 دولار للفرد)، ثم التستر على جرائمها(حرب48- 67-مجازر دير ياسين وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا …)والإشراف منذ 1993 على مسلسل سلام كاذب يخدم مصالح الصهيونية.
• قصفت الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1986 تحت ذريعة " مكافحة الإرهاب "المدن الليبية ( طرابلس وبنغازي ).
•  قادت الولايات المتحدة سنة 1991 تحالفا دوليا، باسم الدفاع عن القانون الدولي،لاجبار ديكتاتور بغداد على التراجع عن تهديده لاستقرار مصالح الإمبريالية في بترول الشرق الأوسط بعد اجتياحه للكويت.لكن الضحية هو الشعب العراقي سواء أثناء الحرب أو بعدها، فمنذ ذلك الحين مات بسبب الحصار مليون عراقي اغلبهم أطفال، إذ يموت منهم 5000 شهريا، مما يعني أن عدد ضحايا تفجيرات أمريكا يسقط في العراق كل شهر منذ 1991.
• التواطؤ مع الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط(العراق وتركيا) في اضطهادها للشعب الكردي، والتواطؤ مع الموساد والمخابرات التركية في اختطاف قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان.
• القصف العشوائي للأحياء الهامشية في بناما قصد القبض على نورييغا الذي تابعته الولايات المتحدة بتهمة " الاتجار في المخدرات " ،بينما كان بدأ نشاطه اصلا لحساب واشنطن .
• آلاف القتلى والمعطوبين ضحايا القصف "الإنساني " ليوغوسلافيا السابقة إذ قصف حلف شمال الأطلسي أهدافا مدنية في كوسوفو بما فيها أسواق تجارية ومستشفيات وقوافل لاجئين وقطارات مليئة بالركاب.
•  تدمير أمريكا مصنع أدوية وسط حي شعبي حرم السودان من نصف مخزونه من الدواء، بعد خطأ اعتباره مصنعا للسلاح الكيماوي سنة 1998، ردا على تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام.
• دعم الولايات المتحدة لحكومة المكسيك في قمعها للزباتيين وللفلاحين الأهالي وللطلاب المكسيكيين المضربين الذين تم اجتياح اعتصامهم في 99.
• تحت غطاء محاربة المخدرات بأمريكا اللاتينية تتتبع أمريكا الحركات الثورية المسلحة هناك(نموذج خطة كولومبيا) حيث لا يستهدف القضاء على بنية إنتاجها.
• كما عملت على تأجيج الصراعات العرقية للاستفادة من الثروات المعدنية والطاقية، وتعتبر منطقة البحيرات الكبرى الأفريقية النموذج الذي تفوح منه روائح الجريمة الإمبريالية اللاهثة وراء مصالحها ولو بسحق شعوب بأكملها.ففي رواندا لم تتناقل وسائل الإعلام و لم تتدخل الجيوش الفرنسية تحت غطاء التدخل الإنساني إلا بعد سقوط مليون ضحية من التوتسي والهوتو رغم كونها على إطلاع كامل على المجزرة قبل وقوعها.
• ينضاف إلى هذا كله موقف وممارسات الولايات المتحدة الأمريكية المتعجرفة في المؤسسات الإمبريالية التي تدعى "أممية" (الجمعية العامة – مجلس الأمن – المؤتمرات والقمم الدولية ) إذ تعمل بكل وقاحة على رفض مقترحات باقي الأطراف عندما تتعارض مع مصالحها. ويصل الأمر مستوى تعطيل قرارات اتخذت من قبل ، كما كان شان إلغاء قرار اعتبار الصهيونية  شكلا من أشكال العنصرية المصادق عليه سنة 1975 .كما أنها،بعد أن جعلت من الجمعية العامة مجرد ديكور مشهدي بإناطة القرارات الحاسمة لمجلس الأمن ،أصبحت طيلة العقد الماضي تتدخل عسكريا ومباشرة غاضة الطرف حتى عن مجلس الأمن. علاوة على رفضها توقيع معاهدات عديدة كتلك المتعلقة بالسلاح النووي وبروتوكول كيوطو الهادف إلى الحد من الغازات المؤدية إلى الاحتباس الحراري وذلك بمبرر الإساءة إلى اقتصادها، وأخيرا انسحبت من مؤتمر دوربان بجنوب أفريقيا حول العنصرية.
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا محكمة دولية لجرائم الحرب واتفاقا لحظر الحرب الجرثومية، وسعت إلى إلغاء معاهدة الصواريخ الباليستيكية المضادة.
كما اعترضت في السابق على قرارات لمجلس الأمن منها:
-إدانة لهجوم الولايات المتحدة على سفارة نيكاراغوا في بانما ( فيتو أمريكي ) ثم تدخلت عسكريا وبشكل مباشر بعد ذلك.
- إدانة غزو الولايات المتحدة لبناما ( فيتو أمريكي فرنسي بريطاني )
-إدانة للممارسات القمعية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
-إدانة نظام الابارتهايد بجنوب أفريقيا
-صدور قرار لمجلس الأمن يدين التدخل في نيكاراغوا والاستيلاء على الأراضي بالقوة بأغلبية 151 صوت ضد ثلاث هي أمريكا وإسرائيل والدومينيكان.

ليست كل الجرائم التي اقترفتها الولايات المتحدة الأمريكية أحداثا استثنائية،بل ضرورات لضمان السيطرة السياسية والاقتصادية لأكبر دولة رأسمالية.إنها جرائم نابعة من منطق النظام الرأسمالي نفسه.
 
لسنا إذن في عالم ملؤه الطيبوبة تحت كنف الولايات المتحدة الأمريكية " حارسة الخير "وفجأة جاءت "قوى الشر "وأرادت إغراقه في الدماء.فليس الجديد هو رؤية مشهد الدم على الوجه الباسم للحياة، لان العالم مخضب بالدماء من رأسه حتى قدميه.
 الجديد هو أن الرعب طال هذه المرة مركز الإمبراطورية. لكنه يعتبر إرهابا عندما يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، ومهمة إنسانية عندما يتعلق الأمر بالآخرين.هذا هو منظور مصالح الإمبرياليين أما في منظور الضحايا فأشكال الاضطهاد الاقتصادي والسياسي والعسكري الناتجة عن النظام الرأسمالي السائد عالميا كلها إرهاب.
 
حرب اقتصادية–اجتماعية لا تقل ضراوة:

إنها الحرب من اجل بسط الهيمنة الليبرالية الجديدة على العالم.حرب صامتة تحكم على جماهير العالم بالموت البطيء من اجل مثل أعلى وحيد هو:الربح الرأسمالي بدون أي حساب للثمن الذي ستدفعه البشرية وكوكبها.فلماذا يموت 40 ألف طفل يوميا في العالم الثالث بسبب الجوع والأمراض القابلة للعلاج بسهولة، بينما تستنزف خيرات بلدانهم بالنهب المباشر وبواسطة آلية الديون ؟ هؤلاء ضحايا لا أحد من أسياد العالم وأبواقهم يتحدث عنهم، ضحايا نظام اقتصادي وحشي منفلت من عقاله فرضته الإمبريالية ووكلائها من خلال البنك العالمي وصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمي للتجارة.
إن السياسات الاقتصادية التي تضعها وتنفذها أمريكا وكافة الدول الرأسمالية لاتقيم أدنى اعتبار لمصالح الشعوب المفقرة بفعل الماضي الاستعماري والاستغلال الهمجي، بل تكرس الفوارق الطبقية وتعمقها على المستوى العالمي بين فردوس استهلاكي،ينعم فيه 20%الأكثر غنى بتقاسم 85 %من الدخل العالمي وجحيم يتعذب فيه 20% الأكثر فقرا بتقاسم 1.4 % من نفس الدخل.
تمثل بلدان الشمال 20% من سكان العالم في حين تستهلك 60 % من الطاقة و75% من المعادن و 75% من السيارات و 85 % من الخشب.
وتعتبر النساء الضحية الأولى لهذا النظام إذ يشكلن 70% من فقراء العالم.
وفي البلدان الإمبريالية نفسها ينظم هجوم شامل على مكاسب الشغيلة، عبر تفكيك الحماية الاجتماعية والخدمات العمومية و استشراء البطالة وأشكال العمل الهش، وكل ما ينتج عن ذلك من أهوال الرأسمالية.
- تجوب الشركات الأمريكية متعددة الاستيطان بقاع العالم لنهب موادها الأولية واستغلال يدها العاملة الرخيصة استغلالا مفرطا وفي ظروف عمل لا إنسانية. ولن تنسى البشرية ما اقترفته إحدى الشركات الأمريكية العاملة في الهند سنة 1984 حيث أدى تسرب 40 طن من غاز  micوغازات أخرى من مستودع شركة union carbide الى مقتل 8000 شخص في الدقائق الموالية وإصابة نصف مليون آخرين.والآن،بعد 17 سنة ،يموت منهم شهريا 15 إلى 20 شخص نتيجة هذا العمل الإجرامي.

إن جرائم الرأسمال الإمبريالي في الدول المتقدمة نفسها وما ينفذه في العالم الثالث بواسطة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وما يترتب عنه من فقر وبطالة وإجهاز على الخدمات العمومية وتدمير للبيئة لا تصفها وسائل الإعلام بالإرهاب.

حكام أمريكا: حرب على المسحوقين في الداخل

في الولايات المتحدة نفسها ترد الطبقة الحاكمة على الحركات الاجتماعية وكل مظاهر الاحتجاج بالعنف وببناء سجون جديدة [تشكل ساكنة الولايات المتحدة الأمريكية 5% من سكان العالم لكن يوجد بها 25% من سجنائه (السود واللاتينيون هم الضحية الأولى إذ يمثلون 56 % من السجناء و42% من المحكومين بالإعدام) وباللجوء إلى عقوبة الإعدام ( نموذج المناضل الصحفي الأسود موميا أبو جمال )، وبالميز العنصري( قمع انتفاضة السود بلوس أنجلوس سنة 1992) وبضرب الحقوق الديمقراطية.وغالبا ما يصطدم العمال المضربون بهذا العنف (في دراسة شهيرة للباحثة "باتريشا سكستون " حول الحركة النقابية الأمريكية قتلت قوات الأمن الحكومية 700 عامل مضرب وأصابت الآلاف بالجروح.
كما غضت الدولة الطرف عن إرهاب المنظمات المسيحية المتطرفة التي هجمت بالقنابل على مصحات الوقف الإرادي للحمل (ما يسمى بالإجهاض).
إن كل سجل الجرائم هذا ليس جديدا. فتاريخ الرأسمالية هو تاريخ الإرهاب، إذ وطدت الرأسمالية بنيانها ورسخت تطورها المزعوم على سحق الشعوب واستنـزاف ثرواتها ورعاية أنظمة دموية فاقدة لكل شرعية.وبعنجهيتها مرغت كرامة الشعوب في الوحل.
 كل هذا السجل الإجرامي الحافل كان الأرضية الموضوعية لانبعاث أعمال إرهابية. وإذا كانت الإمبريالية تبحث عن أسباب الإرهاب، فلتمعن النظر في المرآة لتكتشف وجهها البشع. الذي لا يبينه نفاق المثقفين كلاب حراسة الشركات متعددة الاستيطان ولا التضليل الإعلامي.فهل من مجال لمقارنة مجمل هذه الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها يوميا الإمبريالية في جميع أنحاء العالم بتفجيرات 11شتنبر؟
إن الأخلاقيين البرجوازيين المخادعين يستنفرون كل وسائلهم من البكاء والقداسان الدينية إلى الحرب الفعلية حين يتعلق الأمر بجريمة قتل واحدة تمس مصالحهم،لكن كل تلك العواطف الفياضة والمشاعر "الإنسانية" لا تتحرك حين يكون ضحايا الإرهاب هم أطفال العراق وفلسطين وكوبا ورواندا…الخ
هؤلاء ضحايا لا يتحدث عنهم أحد، ضحايا نظام يكرس الغنى المطلق والفقر المطلق مما يغذي الحقد وانعدام الأمل حتى يتبدى أن خوض عمليات انتحارية ضد مواطني البلد المضطهد هو البديل الوحيد.
إن المسؤولية الأخلاقية والجنائية والتاريخية المباشرة شكلا، لكن الثانوية جوهرا، تقع على المنفذين المباشرين لتلك الهجمات كأشخاص عاديين أو منظمات وهم يتحملون المسؤولية المباشرة في إزهاق الأرواح المدنية البريئة، بينما تقع المسؤولية غير المباشرة شكلا والأولى والاهم جوهرا على السياسات العدوانية والعنصرية للولايات المتحدة والدول الأوربية الاستعمارية التي ألحقت الأذى طوال قرون مضت وما زالت بعدد من شعوب الأرض من خلال الاعتداء المباشر بالعمل العسكري.
من هم إذن " أعداء الحضارة" الرئيسيين ؟
إن كانت ثمة عدالة في العالم فسيكون على الحكام الغربيين ( بوش وطوني بلير و كلينتون و… ) أن يمثلوا أمام المحكمة على الجرائم التي اقترفوها ضد الإنسانية بصفتهم اكبر إرهابيي العالم أما صدام سوهارتو وابن لادن فليسوا غير تلامذتهم الصغار.


3-إرهاب 11 شتنبر :
                    هدية للإمبريالية واضعاف للنضال ضدها

تمثل جريمة 11 شتنبر الفرصة السانحة التي لن يتركها بوش تفلت: فستكون مبررا للسير قدما في تنفيذ كل خططه العدوانية سواء ضد الشعب الأمريكي نفسه أو ضد كل من يناهض الإمبريالية الأمريكية عبر العالم.

سباق نحو التسلح وسياسة خارجية عدوانية:

سيستعمل طغاة الولايات المتحدة الأمريكية تفجيرات 11 شتنبر فزاعة لإيهام الرأي العام أن أمن البلد مهدد، ومن ثمة تبرير كل خطط زيادة النفقات العسكرية.
 إن من مصالح الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية خلق عدو وإذكاء النزعة الحربية العدوانية في الخارج والنزعة القومية الشوفينية في الداخل.
 إن من حطم البرجين إنما قدم هذه الخدمة بالذات لبوش ومستشاريه الأكثر تطرفا في معركتهم لفرض شبكة الدرع النووي وبناء مظلة صاروخية لحماية الولايات المتحدة وحلفائها من هجمات معادية عبر القارات.والنتيجة أن الشعوب ستؤدي الثمن وسيستفيد الرأسمال المالي المستثمر في صناعة السلاح .
تبلغ الميزانية العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية 300 مليار دولار سنويا أي 37% من مجموع نفقات التسلح في العالم. وكان كلينتون قد قرر رفع ميزانية التسلح بـ 110 مليار دولار في خمس سنوات(من 1999 إلى 2003)، إثر انخفاضها من 400 الى300 مليار دولار خلال فترة حكمه.وها هي الأبواب مفتوحة على مصراعيها لبوش لينفذ ذلك ويزيد تلبية لضغط اللوبي الصناعي العسكري.وقد صادق الكونغرس بعد العمليات الإرهابية على زيادة استثنائية تبلغ 40 مليار دولار.
لقد دخل العالم دورة تسلح جديدة في التسعينات (بعد انهيار الاتحاد السوفييتي)، وتسعى الإمبريالية الأمريكية الى الإبقاء على تفوقها، سواء على أعدائها أو حلفائها، وذلك عبر سباق لتطوير التكنولوجيا العسكرية وأنظمة التسلح.وقد قام الرأسمال المالي بدور نشيط في إعادة تنظيم صناعة الأسلحة.وتهدف المجموعات الكبرى المتعاقدة مع وزارة الدفاع الى تحقيق أرباح لحاملي الأسهم أي زيادة وزارة الدفاع لطلباتها ودعم الإدارة الأمريكية لتجارة السلاح.
كما إن المستهدف بالبرامج العسكرية الأمريكية هو الدفاع عن العولمة النيوليبرالية. أي تعميم حق الولايات المتحدة الأمريكية في التدخل أينما رأت تهديدا لمصالحها.
لقد كان التحالف بين الرأسمال المالي والتسلح جوهر التوسع الإمبريالي في نهاية القرن التاسع عشر، وهو مستمر اليوم في مستوى أرقى حاملا عدوانية شرسة ضد الشعوب شهدنا بعضا منها في السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي.
ستجد الطبقة الحاكمة الأمريكية المشروعية لتسريع مشاريعها العسكرية بمضاعفاتها الكارثية، وهي التقشف في الميزانيات الاجتماعية من تربية وصحة وسكن.وهي تعمل بذلك على مواجهة انحسار الاقتصاد الأمريكي بإنعاش صناعة الحرب خدمة للمصالح البترولية والصيدلية والعسكرية التي رفعت بوش وفريقه اليميني إلى السلطة.

 تقليص الحريات وتعزيز جهاز القمع:

إن ديكتاتورية الشركات الكبرى الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية ستستعمل شبح الإرهاب، الذي كرسته صور انهيار البرجين، لتمرير كافة خطط تعزيز الترسانة القمعية الموجهة ضد الشعب الأمريكي نفسه. إذ انطلقت حملة الزيادة في أعداد رجال الشرطة وزيادة سلطتها والميزانية المخصصة لها والحد من الحريات العامة.
كان بوش يواجه تجذرا متناميا للطلاب المعبئين أكثر فأكثر ضد العولمة، والذين يمدون الجسور منذ سياتل نحو اليسار النقابي، والحركة النسائية المدافعة عن مكاسب سنوات التعبئة، ونضال السود.وكانت الحركة المناهضة لعقوبة الإعدام تشهد نمو مطردا.وكان سادة أمريكا ينظرون بحذر الى الخطر الصاعد من نتائج العولمة في الحواضر الإمبريالية نفسها:خطر العدو الداخلي أي القوى الراديكالية والحركات الاجتماعية المناضلة ضد العولمة الليبرالية. والبانتاغون يعي مجالات المواجهة الجديدة التي تشكلها المدن الضخمة في البلدان الرأسمالية المتقدمة، حيث توجد ملايين الشباب العاطل والمهمش، مما جعله يمول الأبحاث لأجل تطوير الأسلحة المناسبة لتلك المواجهة.
لقد جاءت الطائرات المختطفة هبة من السماء حاملة المشروعية لكل عمل ضد المناضلين داخل الولايات المتحدة الأمريكية.إنها فرصة ثمينة لإسكات هذه الأصوات الداخلية بموجة إجماع وطني.
الآن تحت مبرر "محاربة الإرهاب " فرضت الرقابة على الحريات المدنية داخليا   و تشددت المراقبة على الاتصالات بمبرر انه لو كانت المراقبة محكمة لامكن اكتشاف الخطر قبل وقوعه.
ستواجه كل الحركات المناضلة صعوبات متزايدة، وبوجه خاص تلك المتضامنة مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بسبب استعمال هذه القضية كمبرر لتلك العمليات.
وعلى المستوى الدولي ستتأثر كثيرا حركة التضامن والنضال العالمي ضد العولمة الرأسمالية التي تؤطرها هيئات جماهيرية مثل جمعية أطاك ولجنة إلغاء ديون العالم الثالث ونقابة الفلاحين العالمية "فيا كامبيسينا ".وسوف تعطي هذه الأحداث للاتحاد الأوربي فرصة استكمال مشروع بناء جيش أوربي قادر على حمل ´القيم الأوربية " التي هي في الحقيقة مصالح الشركات متعددة الاستيطان الأوربية.

دفاعا عن الكادحين: الإرهاب ليس حلا…

يستنكر مناضلو الحركة العمالية ما شهدته واشنطن ونيويورك من عنف، لأن آلاف الضحايا الذين سقطوا هم مدنيون لا حول ولا قوة لهم في سن توجهات السياسة الأمريكية الإرهابية القائمة على تجويع الشعوب وتقتيلها.فالغالبية العظمى من الضحايا مدنيون أبرياء من مستخدمي المنشآت العاملة في البرجين والمارة السائحين وركاب الطائرات ورجال الإنقاذ:
كتب جون فيشر John FISHER وهو نقابي يعمل بأحدهما:" طبقتنا التي شيدت هاذين البرجين العملاقين هي التي عانت أيضا من هذا الإرهاب. أما الطبقة الحاكمة فلم يمسها عمليا أي سوء. كان في أعلى هاذين البرجين آلاف من زملائنا، ومات مئات آخرون خلال محاولات الإنقاذ (…) لم أتمالك نفسي عن البكاء لما شاهدت البرجين ينهاران. كنت اعلم أن القتلى أناس ذهبوا للعمل قصد إعالة أسرهم.إن كل عمل ودم وعرق عمال البناء الذين شيدوا البرجين أصبح عدما، ولماذا ؟ بسبب سيطرة الرأسمال على العالم وبسبب وحشية القوى الغربية.مرة أخرى استعملنا الرأسماليون صدرية واقية من الرصاص."
                                            (من رسالة بتاريخ 12 –09-2001)
إن قتلى البرجين أبرياء من جرائم الإمبريالية كما هم أبرياء مئات المدنيين الأفارقة الذين قتلهم ابن لادن في شوارع تنزانيا وكينيا في تفجير سفارات أمريكا سنة 98.
إن الحركة العمالية تدين كل الذين يستعملون الأسلحة ضد الجماهير، سواء كانوا فاشيين أو مسؤولين عن إرهاب الدولة أو القوى التي اغتصبت السلطة من شعوبها.أنها تدين ممارسات القمع والرعب المرتكبة من طرف الإمبريالية بهدف فتح أسواق جديدة لترويج منتجات شركاتها، أو الحفاظ على مصالحها الاستعمارية، وبالأخص رأس حربتها الأمريكية.هذه التي لا تتردد في التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب عن طريق الإطاحة بالحكومات المنتخبة ديمقراطيا وذات الشرعية، أو الوقوف في وجه البلدان ذات النزعة القومية التي تستهدف بناء اقتصاد تنموي مستقل، أو افتعال حروب لبيع أسلحتها المدمرة ( أفريقيا مثلا )، أو دعم الديكتاتوريات بالأسلحة ( سوهارتو، إسرائيل …)
يكافح المناضلون العماليون من اجل عالم بلا عنف ولا اضطهاد ولا استغلال، أي ضد الإمبريالية وضد الرأسمالية التي تخرب الكوكب وتحكم على الجماهير بحياة بئيسة. لذا فحتى لو استهدفت ضربة 11 شتنبر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ووزير حربها وقتلتهما، كوسيلة لتغيير سياسة هذه الدولة، فلن تلقى سوى الرفض من طرف الحركة العمالية المكافحة. لأن هذه الحركة، ومنذ انطلاقها على أسس نظرية علمية، رفضت الإرهاب الفردي وسيلة للنضال، وعيا منها أن الضربات الإرهابية المعزولة، مهما بدت صدامية في شكلها، لا تضر بتاتا بالنظام الاجتماعي المسؤول عن الاستغلال والاضطهاد. لقد تأسست الحركة العمالية المكافحة على أساس نظري متماسك يرى أن القلب الجذري للنظام الرأسمالي والإمبريالي لن يتأتى إلا بحركة جماهيرية تكون الطبقة العاملة والجماهير المضطهدة المنظمة في نقاباتها وأحزابها ومجالسها عمودها الفقري. أما اغتيال هذه الشخصية أو تلك ،مهما كان مقامها رئيس دولة أو وزيرا ، فلا طائل منه لان الدولة البرجوازية لا تستند على الأشخاص ولا يمكن إلغاؤها بزوالهم ،فالطبقات المستغلة تجد دوما بدائل لتظل الآلة سليمة وتواصل اشتغالها .
ليس الإرهاب المعزول عن الحركة الجماهيرية غير تفجير لطاقة من الحقد و التوق إلى الانتقام من ممارسي الاستغلال والاضطهاد. وهذا التوق مشروع، وهو دليل أن ضحايا المظالم لم يسقطوا في اللامبالاة والاستسلام.لذا يجب تأجيجه وفق منطق النضال الجماهيري وليس إخماده بالدعوات الأخلاقية الزائفة، انه طاقة النضال التي يجب توجيهها نحو الأسباب الحقيقة للاستغلال والاضطهاد.
إن الإرهاب يؤثر سلبيا على وعي الجماهير لأنه يضعف إرادة النضال لديها بما ينشره من استسلام لعجزها ووهم الاعتقاد بوجود أبطال منقذين سيخلصونها من البؤس بدل الاعتماد على قواها الذاتية في التوسع والتنظيم. فمعركة المجموعات الإرهابية الصغيرة تلقي الجماهير الى الهامش وتجعلها متفرجا على المعركة بين الإرهابيين وممارسي الاضطهاد بدل المشاركة في تحررها.
 لقد رفضته الحركة العمالية حتى كمحفز مزعوم للجماهير، وقد أثبتت التجارب أن الإرهاب المعزول لا يحفز بقدر ما ينقص اهتمام الجماهير بالتربية والتنظيم الذاتيين ولا يخلف في آخر المطاف غير تعزيز آلة القمع والخيبة والإحباط بعد آمال واهمة.
لو كان التسلح ببضعة قنابل كافيا لإلغاء الاستغلال والاضطهاد فما فائدة منظمات عمالية ضد الرأسمالية وحركات تحرير وطني شعبية ضد الإمبريالية ؟
 فالجماهير الشعبية بالشرق الأوسط لن يحفزها تحطيم البرجين لتنظم صفوفها ضد أعدائها الحقيقيين بل سيشوه وعيها القومي وسيعزز لديها الوهم بوجود من يغنيها عن النضال. أما الجماهير بأمريكا فلن تحفزها هذه التفجيرات للنضال ضد السياسة الخارجية الأمريكية بل ستغذي لديها روح الانتقام العنصري من المسلمين وكل جماهير العالم الثالث. إذن ليس الرد على جرائم الإمبريالية الأمريكية هو الهجمات الإرهابية ضد الشعب الأمريكي.
إن جريمة 11 شتنبر 2001 لا علاقة لها بالنضال لأجل عالم أفضل بل هي ستعرقله وتساعد قوى الرجعية الرأسمالية. وهذا المنطق الجهنمي ليس منطق الحركة العمالية ، لذا فهو مرفوض دون تردد وليست له أي طاقة تحررية. إن ما وقع قتل مجاني ودون تمييز للمدنيين وهو من طرائق الإمبريالية والمتواطئين معها وليس طرائق القوى المناضلة من اجل التحرر من نظام لا إنساني.

4-أهداف الحرب الأمريكية الجديدة تحت يافطة "محاربة الإرهاب"

 إن حجم الحملة الدعائية الأمريكية وقصفها الاستعماري لأفغانستان يدل على أن الولايات المتحدة دخلت حربا غير مسبوقة ومختلفة في أهدافها المدمرة. فأمريكا تعلن شيئا وتضمر أشياء أخرى من وراء حربها المزعومة على الإرهاب والدول المتهمة بدعمه.لا يقتصر هدفها على ضرب من قام بتفجيرات 11 شتنبر عبر استثمار حالة التضامن العالمي مع الضحايا. إنها تستغل المأساة لشن حرب عسكرية ليست إلا استمرارا للحرب الاقتصادية والاجتماعية التي تشنها باسم العولمة.
إن الحرب التي يقودها بوش الابن حاليا ضد " الإرهاب الإسلامي " ومن اجل " الخير " و" الحضارة " هي شبيهة بالتي خاضها أبوه في الخليج.كان الأب قد أعلن بان تلك الحرب هي حرب " القانون الدولي "من اجل " نظام عالمي جديد" ولقد رأينا ما آلت إليه الأمور: حماية مصالح الرأسمال الإمبريالي بكلفة بلغت ملايين الأرواح البشرية وأهوالا وكوارث.
 لعلنا نكتشف ما تضمره الولايات المتحدة الأمريكية عند مستشارة الأمن القومي كونداليسا رايس التي عرفت كيف تلتقط الفرصة وتعبر عن مرامي الإدارة الأمريكية الساعية إلى تحقيق أهداف أهم واثمن من مجرد مقاتلة ابن لادن وحكومة طالبان. فقد سبق في تقرير لها أن لفتت الانتباه الى ضرورة امتلاك واشنطن لسياسة واضحة إزاء الصين والهند والخطر الروسي والى ضرورة فرض السلطة الأمريكية عبر القوة .رايس هذه هي القائلة بأنه لا مكان في الإدارة الأمريكية للمهام الإنسانية ومهام الفصل والدركي الدولي بل مهمات الجيش الأمريكي محددة بهدف واحد فوق كل اعتبار وهو المصلحة القومية الأمريكية، وفرض سلطتها.ووفق هذا المنظور حصلت إدارة بوش باستعجال على تفويض غير محدد وتخصيص لمبالغ طائلة بذريعة إعلان الطوارئ ومحاربة الإرهاب. 
فما هي إذن أهداف هذه الحرب الإمبريالية التي تقودها أمريكا تحت يافطة "محاربة الإرهاب"؟ ولماذا بدأتها من أفغانستان بالضبط؟
1_ إن هذه الحرب تخدم هدف الإبقاء على التفوق العسكري باعتباره أساس الهيمنة السياسية والاقتصادية لأمريكا عالميا تعبيرا عن قوة لوبي المركب الصناعي-العسكري الباحث عن مبرر للزيادة في الميزانية العسكرية بعد أن عرفت تقليصا في السنوات الأخيرة.وقد تكونت حكومة حرب قبل هذه الأحداث من زعماء "الحرب الباردة"وشهدت قيادة أجهزة المخابرات تغيرات تسير في نفس الاتجاه.فالمدير الحالي لـ  FBI كان مكلفا بمتابعة مفجري السفينة الأمريكية باليمن والمدير الحالي لـ CIA كان مكلفا بمتابعة الحركات الرافضة لمسلسل السلام الأمريكي بالشرق الأوسط.مما يعني أن هذه التفجيرات أتت في سياقها لتكون مبررا مشروعا للتمادي في هذه السياسة.
2- تستهدف هذه الحرب إرساء الهيمنة الأمريكية على العالم ووقف محاولة أوربا واليابان وروسيا للتمايز عن بعض المواقف الأمريكية(استمرار الحصار على العراق -المفاوضات في منظمة التجارة العالمية-مشروع الدفاع الصاروخي-مؤتمر دوربان- الخروج من معاهدة كيوطو-معاهدة ستيوارن 1 و2 حول الأسلحة النووية-الحلف الاستراتيجي بين الصين وروسيا…)
3- نشر القوات الأمريكية وليس قوات الناتو أو الأمم المتحدة أو القوات الحليفة.وذلك لتأمين الحضور العسكري المباشر في هذه المنطقة ذات الأهمية القصوى سياسيا وجغرافيا واقتصاديا وأمنيا، في إطار رؤية للمصالح الأمريكية وتقوية هيمنتها العالمية.وذلك بمنع قيام أي محور أو تكتل دولي يضعفها، عن طريق تصفية القوى الإقليمية التي عملت على الاستفادة من ثمار علاقاتها بالإمبريالية في مرحلة الحرب الباردة، مثلما فعلت في الحرب على العراق، والعقوبات ضد باكستان والهند. فبعد أن كانت أفغانستان مسرحا لصراع قوى عالمية( أمريكا والسوفيات) أصبحت اليوم مسرحا لمراقبة وتصفية أمريكا لقوى محلية و إقليمية. إذن فالهدف هو استكمال الهيمنة على المفاصل الأساسية للكرة الأرضية. فانفلات الرقابة المباشرة على الهند وباكستان وإيران جعل هذه البلدان في تنافس دائم للتحول إلى قوى إقليمية مما يجعل تحول كل واحدة إلى حليف موثوق لأمريكا رهين علاقة هذه الأخيرة بالأخرى.هذا الوضع يتعارض مع حاجيات الهيمنة الأمريكية مما يستدعي خنق تحول باكستان والهند إلى قوى نووية ووضع إيران تحت الرقابة المباشرة للجيوش الأمريكية.
الهدف الخفي إذن للحرب الأمريكية المعلنة هو وضع اليد المباشرة على آسيا الوسطى وإعادة هيكلتها وإجراء تعديل نوعي على بنيتها وأنظمتها وتحالفاتها لتأمين المصالح الأمريكية في المنطقة وعلى المستوى العالمي وهذا ما يتطلب التواجد العسكري المباشر لان الحلف الأطلسي لا يمثل بمفرده ضمانة للمصالح الأمريكية بسبب وجود شركاء لهم مصالح وحسابات أخرى قد تقعده في مهمته الأمريكية حصرا.
ليس الهدف من الحرب رأسي بن لادن والملا محمد عمر، بل الخيرات التي توجد في بحر قزوين حيث تختزن جمهوريات تدجيكستان واوزباكستان وتركمنستان احتياطات بترول وغاز طبيعي اكبر من تلك المكتشفة في الشرق الأوسط في القرن الماضي.وتقدر تلك الاحتياطات بـ 178 الى200 مليار برميل من البترول و1000 الى7500 مليار متر مكعب من الغاز. وفي وتركمنستان وحدها يوجد ثاني اكبر احتياط عالمي للغاز الطبيعي.وقد استثمرت الشركات الأمريكية كـ chevron  وexon و Unocal  ملايير الدولارات قي القوقاز واسيا لتملك مواردها البترولية.إن مشاريع هذه الشركات هي ربط المنابع الرئيسية لتلك الثروات عبر الأراضي الأفغانية والباكستانية نحو المحيط الهندي(المشروع المشترك بينunocal.وdelta oïl ) .وإذا كانت أمريكا قد ضمنت باكستان ودول آسيا الوسطى(السوفياتية سابقا) فإنها لم تستطع الحفاظ على حكم مستقر يحظى بثقتها في أفغانستان، مما لا يؤمن إنجاز تلك المشاريع وهو ما تفاقم بعد إيواء طالبان لابن لادن.فكما في حالة نظام صدام أو الجنرال نورييكا في بناما فقدت أمريكا رقابتها على طالبان وابن لادن رغم كونهما من صنائعها .
لتحقيق هذه الأهداف هيأت أمريكا الى جانب الدول المحاذية لأفغانستان سيناريوهات ما بعد طالبان حيث أعدت نظاما غارقا في الرجعية بزعامة الملك ظاهر شاه ويضم عمداء القبائل والقوى التي تشكل تحالف الشمال المعارض لطالبان.
5-الإسلاميون وأمريكا:أكذوبة الحرب الحضارية
 
ما دامت الطبقات الكادحة لم تستطع اكتشاف المصالح الطبقية خلف حجاب الخطب الفكرية والسياسية والدينية … فإنها ستكون دوما ضحية لذلك.هكذا وبكل وقاحة يعلن بوش وبيرلوسكوني وغيرهم من زعماء عولمة الاستعمار بأن الحرب ضد الإرهاب حرب مقدسة وصليبية لحماية "الروح المسيحية للحضارة الرأسمالية "ضد "تخلف وإرهاب الإسلام".وبكل نفاق أيضا يعلن طالبان واسامة بن لادن بأن المسلمين يجب عليهم محاربة أمريكا الكافرة.لكن وبكل سذاجة توجد جماهير كادحة في كلا المعسكرين تقع ضحية هذا النفاق لأنها مازالت لم تفهم صراع المصالح هذا والحجب التي تخفيه.
فهل يتعلق الأمر فعلا بصراع حضارات واديان أم هو صراع طبقي عالمي؟
وهل أسامة بن لادن وطالبان حركات تحررية تناضل ضد الإمبريالية؟
 لا شك أن قسما من الجماهير الكادحة في البلدان الإسلامية، خاصة في الشرق الأوسط، تنظر لتفجيرات 11شتنبر وتحدي طالبان وبن لادن للضربات الأمريكية لأفغانستان كأفعال بطولية تستحق التعاطف والمساندة.لكن ذلك ليس مبررا لمسايرة هذا المنظور السادج.فالمستوى الذي بلغته العنجهية والهمجية الأمريكية في العالم  يجعل كادحي هذه البلدان يحسون بنشوة انتصار معنوي أمام أي ضرر يبدو مسيئا لهذا العدو مهما كان مصدره.
إن تعاطف الجماهير مع تفجيرات 11 شتنبر ومع الجماعات الدينية المتعصبة الواقفة وراءها أو المؤيدة لها نتيجة لخلو ساحة النضال ضد الإمبريالية بعد الهزيمة التي منيت بها حركات التحرر الوطني والحركة العمالية التي كانت حاملة لمشروع تحرر وطني واجتماعي. بل إن الإمبريالية والأنظمة الرجعية حفزت تلك الجماعات الرجعية لضرب الحركات اليسارية أيام الحرب على الشيوعية. 
إن هذا "الإرهاب الإسلامي" الذي قتل ظلما آلافا من الشعب الأمريكي لم يخرج من عدم ولم ينبثق من الدماغ المختل لملياردير سعودي متعصب اسمه ابن لادن. فالولايات المتحدة " قلعة الديمقراطية " هي نفسها التي حفزته بواسطة مخابراتها ودربته ومولته بدون تحفظ، وهي التي أقامت الأنظمة التي تحتضنه اليوم.
فقد استعملت أمريكا الإسلاميين ضد الناصرية بمصر. كما أن الانقلاب العسكري السلفي بالسودان سنة 1989 دبرته المخابرات الأمريكية حيث أسقطت حكومة المهدي " الديمقراطية " التي حملتها هي نفسها للحكم لان "الديمقراطية "(التي أعلنتها الولايات المتحدة في نهاية السبعينات ديانة جديدة يقاس بها مدى تقوى الأنظمة القائمة في العالم الثالث ) كانت قد فشلت في " بيع " التقشف ( وصفة صندوق النقد الدولي ) إلى جياع السودان الغارق في الديون والذين تظاهروا بعشرات الآلاف ضد إلغاء الدعم ورفع الأسعار. وهكذا فقدت حكومة المهدي مبرر وجودها، أي شرعيتها عند واشنطن، التي أسقطتها باعتراف الاستخبارات الأمريكية CIA ورفعت السلفيين إلى الحكم خشية أن تؤدي موجة التجدر الجماهيري إلى بديل تحرري.وفي الجزائر بعد انتفاضة أكتوبر 1988 كان الخيار الأمريكي في هذا البلد هو دعم قيام نظام عسكري إسلامي، وكان الذي أدى الثمن هم الجزائريون والجزائريات، إذ سقط منهم ضحية الحرب الوحشية بين المافيات الإسلامية والجنرالات، 150 ألف قتيل، وما خفي اعظم. 
 كما أن النظام الرجعي القروسطوي في أفغانستان ( طالبان ) هو نتاج الدعم العسكري الأمريكي " للمجاهدين "   الذين سمتهم الولايات المتحدة الأمريكية " مقاتلي الحرية " ضد نظام علماني   يسانده الاتحاد السوفيتي ( حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ). فبهدف إضعاف السوفيات،  انخرطت المخابرات الأمريكية خلال 10 سنوات ( من 1979 إلى 1989) بوساطة المخابرات الباكستانية والسعودية في هذا الدعم.حيث جندت أكثر من 35000 مقاتل إسلامي متشدد من 40 دولة إسلامية "للجهاد" في أفغانستان إضافة إلى آلاف أخرى أتوا للدراسة في المدارس القرآنية الباكستانية(ابن لادن هذا، المتهم في تفجيرات 11 شتنبر كان آنذاك عميلا للمخابرات الأمريكية ). واستثمرت الولايات المتحدة في هذه الحرب"المقدسة" أكثر من 3 مليار دولار كما إنها وجهت ودعمت عملهم لبناء شبكة مالية عالمية تروج اليوم أكثر من 230 مليار دولار(تضاعفت 40 مرةمنذ1982).كما حارب "المجاهدون الأفغان" إلى جانب التحالف الإمبريالي ضد العراق، وكانت باكستان بدفع من أمريكا هي التي حملت طالبان إلى الحكم في أفغانستان.
في حقيقة الأمر، فإن الإمبريالية الأمريكية قد لعبت بالنار وخلقت حركات انفلتت من أيديها وانقلبت ضدها. إذ دعمت التطرف الديني الذي بدا لها قادرا على محاربة الاتحاد السوفيتي، والحيلولة دون إيجاد الشعوب لطريق تحرر حقيقي.ودعمت عبر النظام الرجعي في السعودية العديد من العصابات الرجعية لمحاربة حركات التحرر باسم محاربة الإلحاد. وها هم ضحايا هجوم 11 شتنبر يؤدون الثمن كما أدته الشعوب التي رزحت تحت نير الاستبداد الظلامي لتلك الأنظمة المصنوعة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية.
إن ابن لادن، الذي اعتبر مجرمي خطف الطائرات وتحطيمها بركابها المدنيين فوق رؤوس آلاف الأجراء " كوكبة من كواكب الإسلام فتح الله عليها فدمرت أمريكا تدميرا "، لا صلة له بنضالات الشعوب المضطهدة لا من حيث الوسيلة ولا الهدف.
فبضرب رموز النظام الأمريكي تتظاهر جماعة "القاعدة" بالحديث باسم الشعوب المهانة وضحية البؤس، من فلسطينيين وكل ضحايا المشروع الإمبريالي –الصهيوني في الشرق الأوسط، ويشترط إيقاف "جهاده" بتحرير القدس(وهي تماما نفس الأكذوبة التي لعب بها صدام على مشاعر الفلسطينيين لتبرير أهدافه الاقتصادية والسياسية في الكويت)، لكن ما اقترفه يبرز إلى أي معسكر ينتمي.
هل يمكن الاعتقاد أن من يستطيع قتل آلاف الأبرياء لا يحتقر الشعوب بعمق ؟
فتفجير تنظيم "القاعدة" للسفارتين الأمريكيتين في دار السلام و نيروبي عام 98 خلف 4600 جريح و224 قتيل منهم 12 أمريكي و212 قتيل أفريقي. هل هؤلاء ضحايا بشرية لا قيمة لها ولم تتوقعها قنابل أسامة بن لادن؟
إنها جرائم لا علاقة لها بالعمل الثوري التحرري استهدفت قتل اكبر عدد من الجماهير الكادحة.
إن صراع جماهير الشرق الأوسط مع الإمبريالية الأمريكية نضال للتخلص من السيطرة الاستعمارية الجديدة ومن اجل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بمسلميه ومسيحييه، فأمريكا لا تحارب دينا بعينه لتنشر دينا آخر. بل تنمي وتحافظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية بواسطة أنظمة عميلة من كل الأديان، أو ليست السعودية إحدى ركائز السيطرة الإمبريالية على ثروات الشرق الأوسط ؟ وإن كانت الإمبريالية الأمريكية تحارب الإسلام في أفغانستان، فلماذا تستعمل إسلاميين آخرين من تحالف الشمال لا يقلون تعصبا وظلامية في حربها ضد طالبان ؟
 لقد حاربت الإمبريالية يوغوسلافيا والفيتنام وغرينادا وباناما وحاصرت كوبا وكوريا الشمالية…ليس لكونها بلدانا إسلامية ولكن لتمردها على الهيمنة الأمريكية.
 يقول الناطق باسم تنظيم "القاعدة" سليمان أبو غيث: "ارتفعت راية الجهاد ضد اليهود والنصارى ". إنه هذيان معتوه ينبعث من قرون الهمجية حاملا منظورا خاطئا وإجراميا للصراع.فهل سيبيد هذا المعتوه أقباط مصر ومسيحيي لبنان وسوريا وهندوس الهند وحتى المسلمين الذين لا يشاطرونه مذهبه الوهابي المتعصب ؟ إن ممارساته أشبه بممارسات هتلر وبالمنظمات الفاشية الجديدة التي تعلن الحرب على المهاجرين في الديار الأوربية وبالجزارين الداعين إلى التطهير العرقي في البلقان.
إن هذا المنظور وجه آخر لنفس الأيدولوجيا الإمبريالية حول صراع الحضارات  المستعمل لإيهام كادحي الحواضر الإمبريالية بكون الدولة الرأسمالية تدافع عن هويتهم وتحمي مصالحهم القومية. وهو الذي يسعى لأن يجعل من الإسلام شبحا. بينما الحقيقة  أن الإمبريالية متخوفة  على مصالحها في المنطقة حيث  ينتج العراق وإيران والسعودية القسم الأعظم من بترول العالم .
 إن الصراع الطبقي يخترق كل الحضارات، فهو قائم بين من ينتسبون إلى نفس الديانة، سواء اليهود أو المسيحيين أو المسلمين، أو حتى من لا ديانة لهم، وذلك لتضارب المصالح بين البرجوازيين و الكادحين.  والعدو الحقيقي لملايير البشر المستغلين والمضطهدين عبر العالم، مهما تباينت أديانهم وأوطانهم هو النظام الرأسمالي الإمبريالي، الذي تستفيد منه قلة من مصاصي الدماء وممارسي الاستغلال والاضطهاد مهما تباينت أديانهم وأوطانهم كذلك.

 مـــــــا الــــعــــمـــل ؟

ان النظام الاقتصادي-الاجتماعي السائد في العالم هو الذي ينتج ما تعانيه البشرية من مآسي، مما يستدعي ردا جماهيريا ونضالا حقيقيا ينبني على إنماء الوعي الشعبي وبالأخص لدى الطبقة العاملة من اجل إنهاء الاستغلال والاستعباد والهيمنة على العالم.
لا يمكن لهجمات 11 شتنبر إلا أن تعزز قناعة من يناضل من أجل مصالح العمال وكافة المضطهدين بأهمية واستعجال تطوير الحركة العالمية المناهضة للعولمة كحركة ديمقراطية،قوتها كامنة في طابعها الجماهيري ، ودعم الرأي العالم لها ، والالتزام الديمقراطي  للحركات الاجتماعية التي تمدها بقاعدتها وجذورها .
إن النضال ضد أمريكا لا يتطلب تفجيرات تودي بحياة المدنيين بل:
• بناء حركة جماهيرية معادية للإمبريالية مساندة لنضال التحرر القومي الفلسطيني ومعادية للوجود الاستعماري في الشرق الأوسط لأجل حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة ووقف ضرب العراق ورفع الحصار عنه.
•   النضال ضد النظام النيوليبرالي العالمي، ضد سياسات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومن اجل إلغاء ديون العالم الثالث.
•  بناء حركة جماهيرية ضد النزعة العسكرية و ضد الحروب الإمبريالية.
إن المطلوب هو شحذ القوى المناضلة وتصويبها في نضال ضد هذا النظام الرأسمالي وليس إرهاب أفراد يحط من دور الجماهير ويجعلها تشد أنظارها إلى أبطال منتقمين ومنقذين تعقد عليهم آمال خلاصها من جبروت هذا النظام ونيره.
إن التضامن الأممي للطبقات الشعبية هي الرد السليم على عنف القادة وحروبهم، وعلى الحرب والنزعة العسكرية و العولمة النيوليبرالية لأجل السلم والعدالة وحرية الشعوب.
 لا لحكم طالبان الرجعي. ولا للإمبريالية الأمريكية.. ولا لحكم تنصبه الإمبريالية وحلفاؤها في أفغانستان..
التضامن كل التضامن مع كل الشعوب المستهدفة في الخطة الأمريكية.وخاصة الشعب الأفغاني، ونعم لتقرير مصيره بحرية وديمقراطية..
---------------------------------  

 



#نادي_التثقيف_العمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة الرأسمالية الهجوم المقاومة البــديـــل


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نادي التثقيف العمالي - تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الامريكية شجرة تخفي غابة الارهاب الامريكي