أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!















المزيد.....

هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الله في عون سيِّد البيت الأبيض المقبل، فالرئيس المغادِر، أي الرئيس بوش، لا عمل له يؤدِّيه الآن، أو من الآن وصاعدا، سوى زَرْع مزيد من الألغام في طريق خَلَفِه، الذي، إنْ لم تَقَع معجزة، يجب أن يكون "ديمقراطيا" على الرغم ممَّا أظهره "الديمقراطيون" من عجز، بعضه موضوعي وبعضه ذاتي، عن محاربة الحرب بسلاح التمويل. وأحسبُ أنَّ "الديمقراطيين" يرون "نافعةً (لهم)" في أخْذِهم بـ "خيار التخاذُل"، فإدارة الرئيس بوش، أو مَنْ بقي منها على قيد الحياة السياسية، هي الآن أسيرة نهج، اختارته في حرِّية من قبل، ويشبه لجهة واقعيته جهدا يُبْذَل لجني عِنَبِ من شَوْك زُرِع، ويُزْرَع، فَلِمَ يُمَكِّن "الديمقراطيون" تلك الإدارة من الادِّعاء بَعْد أيلول المقبل بأنَّ "الإفقار المالي" للحرب هو الذي أفقرها عسكريا وسياسيا، وذهب بنصر كان ممكنا ووشيكا؟!

إنَّها المعجزة بعينها، والتي لا يجرؤ على إظهار نفسه على أنَّه مؤمِن بها إلا كل مَنْ ألْجَأَهُ العجز إلى الاعتقاد بالمعجزات في القرن الحادي والعشرين، أن يتغيَّر العراق، حيث اخْتُبِرت "الفوضى البناءة" خير اختبار، بعد أيلول المقبل، أو بدءا منه، بما يُقْنِع العالم، ويُقْنِع الناخبين هناك، أي في الولايات المتحدة، بأنَّ كوريا الجنوبية (أو اليابان، أو "نمرا آسيويا") وبما تعنيه اقتصاديا وديمقراطيا قد شرعت "تُبَرْعِم" في أحشائه، وبأنَّ هذا "الوليد المعجزة" يحتاج إلى وجود دائم لـ "المارينز" يسهرون على مهده، ويَقُونَهُ شرَّ الطامعين فيه من الأقربين والأبعدين.

ويكفي أن يَظْهَر الرئيس بوش، ووزير دفاعه غيتس، على أنَّهما مؤمنان بـ "واقعية" هذا "الهدف الطوباوي"، ويعملان، بالتالي، من أجله، حتى يتضح ويتأكَّد للعالم أجمع أنَّ الولايات المتحدة، في رُبْع الساعة الأخير من عهد إدارة الرئيس بوش، لا تجتهد في إنشاء وتطوير سياسة جديدة، تسمح لها بـ "الخروج العسكري المشرِّف" من المستنقع العراقي، الذي يكاد يَبُزُّ المستنقع الفيتنامي لجهة اسْتِنْقاع مياهه، بل تجتهد في التأسيس لوجود عسكري دائم فيه، ومن النمط الكوري الجنوبي.

هل تريد لنا إدارة الرئيس بوش أنْ نصدِّق أنَّها، وقبيل بدء معترك الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ستكون قد نجحت في تغيير العراق، سياسيا وأمنيا واقتصاديا ودستوريا، بما يجعل للوجود العسكري الدائم للولايات المتحدة فيه بيئة مشابهة للبيئة الكورية الجنوبية في أبعادها الثلاثة، الداخلي والإقليمي والدولي؟!

وأين هي الحكومة العراقية التي استوفت من شروط القوَّة السياسية في وجهيها الداخلي والإقليمي ما يسمح لها بالتوصُّل إلى اتِّفاق استراتيجي من هذا القبيل مع إدارة الرئيس بوش التي لا تملك من الحصاد السياسي إلا ما يُذلِّل العقبات من طريق "الديمقراطيين" إلى البيت الأبيض؟!

إنَّ إفصاح إدارة الرئيس بوش عن رغبتها في أن تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري استراتيجي دائم في العراق من خلال اتِّفاق تتوصَّل إليه مع الحكومة العراقية قبل مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض قد يُفْهَم على أنَّه دليل على أنَّ التفاوض المباشر الذي بدأته مع الحكومة الإيرانية في شأن الأزمة العراقية لا يستهدف سوى جعل هذا التفاوض يتمخَّض عن نتائج تَصْلُح أساسا لادٍِّعائها بأنَّها حاولت ما دَعَتْها إليه توصية تقرير "لجنة بيكر ـ هاملتون"، في هذا الصدد؛ ولكَّن إيران أثبتت أنَّها لا تملك رغبة في التعاون مع الولايات المتحدة في حل تلك الأزمة.

ولكن ليس ثمَّة ما يمنع من أن يُفْهَم هذا "الإفصاح" على أنَّه دعوة (في طريقة غير مباشِرة) إلى أن تُبْلِغ إيران، وفي القريب العاجل، إلى الولايات المتحدة شروطها للتعاون معها في حل الأزمة العراقية بما يؤدِّي إلى تذليل العقبات من طريق توقيع ذاك الاتِّفاق الاستراتيجي الذي بموجبه تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري استراتيجي دائم في العراق لحماية هذا "النمر الآسيوي الجديد" مِنْ.. مِنْ إيران في المقام الأوَّل!

إيران، وبحسب هذه الدعوة غير المباشِرة، مدعوة إلى أنْ تَسْتَخْدِم نفوذها الواسع في العراق، والذي هو من عواقب وثمار نهج إدارة الرئيس بوش، في تغييره سريعا بما يجعله بيئة آمنة لوجود عسكري دائم للولايات المتحدة فيه.

وأحسب أنَّ إيران لن تقف، من حيث المبدأ، ضدَّ هذا الهدف الاستراتيجي الكبير الذي تسعى إليه إدارة الرئيس بوش في رُبْع الساعة الأخير من عهدها، فالمبادئ لا يمكن أن تكون موضع اتِّفاق أو خلاف حقيقيين إلا في التفاصيل.

وفي التفاصيل، لا بدَّ لإدارة الرئيس بوش من أن تُظْهِر رغبة جادة وصادقة في شراء هذا التعاون الإيراني. وليس من سبيل إلى إقناع إيران بوجود رغبة كهذه ما لَمْ تُوسَّع "السوق" وتتَّسِع، فطهران تريد، في المقام الأوَّل، "وجودا سياسيا استراتيجيا دائما" في العراق في موازاة الوجود العسكري الاستراتيجي الدائم للولايات المتحدة فيه، واتِّفاقا مع الولايات المتحدة في شأن برنامجها النووي يسمح لها بالمضي قُدُما فيه على أن تعطي من الضمانات ما يكفي لجعل الولايات المتحدة متأكِّدة أنَّ "نووية" إيران لن تتحوَّل من "كهربائية" إلى "عسكرية".

إذا نجح كلاهما في إقناع الآخر بأنَّ له مصلحة كبرى وحيوية في التعاون معه فقد يتحوَّل الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق إلى وجود استراتيجي "غير قتالي"، على أن تنتقل مهمة القتال اليومي ضد "المتمردين"، إذا ما استمروا في "تمرُّدهم"، إلى الحكومة المتعاونة عسكريا وأمنيا، في هذا المجال فحسب، مع إيران.

وتعتقد إدارة الرئيس بوش أنَّ مواطنيها لن يقفوا ضد احتفاظ دولتهم بوجود عسكري دائم في العراق إذا ما ثَبُتَ أنَّه سيكون من النمط الكوري الجنوبي، أي إذا ما أصبح "المارينز" في بروج مشيَّدة لا يُدْركها الموت العراقي.

هذا هو "التعاون" الذي اقترحته إدارة الرئيس بوش على إيران في فرصته الأولى والأخيرة فإمَّا أن تغتنمها طهران وإمَّا أن تقع الواقعة، فالرئيس بوش قاب قوسين أو أدنى من التحوُّل إلى شمشون الذي فَقَد البقية الباقية من الأمل.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!