أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عصام مخول - معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض المعركة القومية من اجل التحرر والمساواة















المزيد.....


معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض المعركة القومية من اجل التحرر والمساواة


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 11:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي، عصام مخول، في خطابه أمام الحشد الكبير في افتتاح المؤتمر الـ25 للحزب:
معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض المعركة القومية من اجل التحرر والمساواة الجمعة

* ليس الانطواء تحت مظلة مخطط الهيمنة الأمريكي في العالم عموما، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وليس الاستسلام لتلقينات الاحتلال الاسرائيلي، وليس التقبل بالدور المهين والبائس الذي تلعبه الأنظمة الرجعية في المنطقة، في خدمة الولايات المتحدة، هي الخيار الأكثر واقعية، وإنما النضال ضدها ومقاومتها، هي الخيار الأكثر واقعية، والأكثر ذي صلة، والأربح بالنسبة للشعوب *
الحضور الأعزاء
مندوبي الحزب، الرفيقات والرفاق

حضوركم معنا اليوم، بافتتاح المؤتمر ألـ 25 لحزبنا الشيوعي الاسرائيلي في حيفا، المدينة العربية اليهودية، والمسماة من بين كل المدن بـ "حيفا الحمراء"، حضوركم يبعث الدفئ في القلوب ويعزز التزامنا بعلمنا الأحمر، بوحدتنا العربية اليهودية، بالنضال من أجل السلام، المساواة، الدمقراطية والبديل الاشتراكي، بالمبادئ والدرب الطويل المستقيم لحزب الشيوعي، منذ 90 عاما..
اليوم، يبدو درب الحزب، تحليله ونظرته الى العالم، أكثر صحة، والحاحا وتميزا في ظل التطورات السياسية والاجتماعية في اسرائيل والمنطقة. اليوم، صار أوضح من أي مرة أخرى، بأن الاحليلات التي جاءت لتطرح نفسها كبديل لدرب الحزب الشيوعي الاسرائيلي في هذه البلاد، كبديل للنظرة للأممية والتحليل الطبقي، وصلت آخر مأزقها. . وصلت الى رفع اليد على الجدران والافلاس المتكرر فكريا، سياسيا، بل وتنظيميا.
في هذه الأيام الحساسة بالذات، يبرز تميز الحزب الشيوعي كحزب السباقات الماراثونية بعيدة الأمد، مقابل الظواهر السياسية قصيرة النفس والرؤى، أحادية البعد، مقابل النظريات البرجوازية المختلفة، والتيارات القومجية والأصولية على أنواعها، مقابل هذا كله، يطرح حزبنا، نظريته الطبقية الأممية التي تشتمل االمسألة القومية والنضالات العادلة من أجل الحقوق القومية لكنا لا تكتفي بها. النظرية التي تربط دايلكتيكيا بين التحليل الطبقي وبين النضال الشرعي على الحقوق القومية والتحرر القومي.
النظرة الأممية، التي يفخر حزبنا العربي اليهودي، بالتمسك بها في ظروف هذه البلاد المضمخة بالحروب العدوانية، سفك الدماء، الاحتلال، القهر، السياسة العنصرية، الكراهية والصراع القومي المتواصل، هذه النظرية ليست عبئا على الحزب أو نقطة ضعف، انما هي، هي نقطة القوة والعظمة لحزبنا الشيوعي وهي قيمته المضافة، ونحن فخورون بها.

الرفيقات والرفاق

إننا ننظم المؤتمر الـ 25 بتزامن مع الذكرى الـ 40 لحرب الاحتلالات في حزيران 1967. وهنا، أؤكد التزامنا لتعزيز النضال من أجل انهاء الاحتلال بكل المناطق التي أحتلت في تلك الحرب. علينا بغياب الأنبياء والمعجزات أن نراهن على النضال العربي اليهودي للسلام بهدف اخراج "أبناء اسرائيل العصريين" من صحراء سنوات الاحتلال الـ 40 الى واحة السلام العادل والحياة الطبيعية الى جانب الشعب الفلسطيني، باقامة الدولة الفلسطينية بحدود حزيران بلا المستوطنات ولا جدار الفصل.
قبل اندلاع الحرب العدوانية في الـ 67، حذر حزبنا من خطورتها وطالب بتسوية الصراع الاسرائيلي العربي بطرق سلمية على أسس احترام الحقوق لاسرائيل والشعب العربي الفلسطيني. لكن ومنذ اندلاع الحرب، كنا الحزب الوحيد في اسرائيل الذي ناهضها بشكل تام وطالب بالانسحاب من كل المناطق المحتلة والسلام المبني على أسس العدالة للشعوب والجيرة الحسنة.
1967، والسنوات التي تلتها كانت سنوات صعبة. وجهت ضد حزبنا وقادته حملة ارهاب وتحريض. السلطات فرضت الاعتقالات والابعاد. الشيوعيون أقيلوا من أعمالهم بسبب معارضتهم للحرب، وقد وصل الأمر بالتحريض الى حد محاولة اغتيال سكرتير عام الحزب في حينه، طيب الذكر، ماير فلنر.
خلال السنوات الأربعين، لم نكل ولو للحظة، بنضالنا ضد الاحتلال وجلاائمه، ضد نهب الأرض وهدم البيوت، ضد الاغتيالات وجرائم الحرب، ضد بناء المستوطنات في المناطق المحتلة، ضد بناء جدار الفصل العنصري، وبالأساس، ضد عقلية الجدار والكراهية والمعاناة التي يغرسها الاحتلال بين الشعبين. إننا فخورون، بوقغفتنا المنهجية ضد موجة الشوفينية والعسكرة، ضد تحويل اسرائيل عمليا الى قاعدة للامبريالية الأمريكية بتحقيق أهدافها لتأجيج الحروب الأقليمية. من بين كل الأحزاب الفاعلة في اسرائيل، حزبنا الشيوعي هو الوحيد، القادر على رفع الشعار "لن نموت ولن نميت بخدمة الولايات المتحدة".
إننا نشير برضا الى أننا أول من طالب بالتوصل الى تسوية سلمية بين الدولتين، اسرائيل وفلسطين، ولعاصمتين، اسرائيلية وفلسطينية في القدس، وبقلع المستوطنات مقابل السلام- وهو ما يحظى بدعم أغلبية المواطنين في اسرائيل ودعم الشعب الفلسطيني كما أنه هو الخط المركزي بالنظرة العالمية الى حل الصراع الدموي.
السنوات الأربعون من الاحتلال ليست هي جوهر الصراع الا أنها تشكل الفرصة لحله.
على المجتمع الاسرائيلي أن يفهم، وسيأتي وقت ليذوت، بأن الحل العادل لقضية اللاجئين والمعتمد على قرارات الشرعية الدولية وباطار انهاء الصراع، ليس مصدر تهديد وخطر على المجمتع في اسرائيل انما العكس، فهو الضمانة للحل وللسلام الشامل والمستقر وللأمن الثنائي.
إننا ندرك وجود أصوات في أوساط اليسار في اسرائيل وبهامش الشعب الفلسطيني والتي يئست من النضال المعقد لانهاء الاحتلال، وقررت التنازل عن حل الدولتين، باداعاء أن اقامة الدولة الفلسطينية في حدود الـ4 من حزيران لن يكون واقعيا. وبهدف "معاقبة" سياسة الرفض الاسرائيلية وتهرب الحكومة الاسرائيلية الاجرامي من كل مبادرة سلمية بما فيها مبادرة السلام العربية، فإنهم يطرحون من جديد فكرة الدولة الواحدة ثنائية القومية في كل فلسطين. تاريخيا، كان هذا هو موقف الحزب الشيوعي الفلسطيني حتى اتخاذ قرار التقسيم عام 1947. مع فارق واحد وهو بأن بأن الهدف حينها كان انقاذ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني أما اليوم فالهدف منه هو الاجهاز على هذا الحق، اذ أنه تنازل عن النضال ضد الاحتلال والمستوطنات وحق تقرير المصير بالدولة الفلسطينية المستقلة. فهذه النظرية والتي قد تبدو لالوهلة الأولى أكثر راديكالية، هي بالفعل نظرية انهزامية تتصالح مع الظرف القائم وتتعايش معهن اذ أن هذه الدولة ستظل تفرض احتلالها على الشعب الفلسطيني لعشرات السنوات القادمة.

الرفيقات والرفاق

يسأل السؤال ما الذي منحنا القوة للالتصاق مدى 40 عاما بموقفنا المبدئي ورفضنا لأي اقتراح انهزامي يتعايش والاحتلال، والحواجز والتفجيرات والاجهاز على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره؟
في المؤتمر الـ 16 (عام 1969) شرح رفيقنا العزيز القائد توفيق طوبي، سر وقوفنا بالامتحانات الصعبة وقال:
"بمعارضتنا للحرب ورسمنا لدرب السلام، توجهنا المصالح الحقيقية للأغلبية الاسرائيلية التي تتوافق وبرنامج السلام واحترام الحقوق الشرعية للشعب العربي الفلسطيني.. إن هذا اسهام وطني حاسم من طرف حزبنا الشيوعي للنضال التاريخي في منطقتنا ضد الامبريالية، العدو المشترك للمجتمع الاسرائيلي والشعوب العربية ومن أجل السلام العادل والتعاون المستقبلي بين اسرائيل والدول العربية."
في طريقه الطويل ونضالاته المعقدة، لم يرتكب الحزب الشيوعي أخطاء سياسية جوهرية، ليس لأننا أصحاب قدرات خارقة ولا جرى الأمر صدفة. إننا لا نخطئ لأننا نحلل بأدواتنا الفكرية الصحيحة. من يحاول الرسم بالمطرقة لن ينجح ومن يحاول غرس المسامير بالريشة أيضا لن ينجح. وحزبنا لدى تحليله للواقع وتغييره يأتي مزودا بالمعدات الفكرية والسياسية الملائمة.
من أجل بلورة مواقف أممية مبدئية ومن أجل التعبير عنها بكل مرحلة من مراحل التطور السياسي الاجتامعي، لا يمكن الاكتفاء بالطموح الانساني الهام لبلوغ وقف سفك الدماء. لا يكفي الحلم حول الصداقة بين الشعوب. من أجل صياغة المواقف الصحيحة، الصامدة في الامتحانات التاريخية، والتي تشكل الركيزة للنضال السياسي المشترك لمحبي السلام في أوساط الشعبين، الفلسطيني والاسرائيلي، يجب أن تكون لدينا الرؤية الأممية، التي تشكل الترجمة للتحليل الطبقي، الماركسي اللينيني، لواقع المسألة القومية المعقد.
نحن نرفض بحزم وبشدة كل محاولة لعرض الرؤية الطبقية، التي تشدد على وحدة مصالح العمال من كل الشعوب، والتي تطمح لخلق مجتمع بشري خال من الاستغلال والتمييز والغبن، على أنها تعارض دعمنا التام والكامل للتحرر القومي والنضال غير المتهاون ضد العنصرية، وضد التمييز على خلفية قومية، وضد سلب الحقوق المدنية والقومية للأقلية القومية. هذه ليست لعبة "مجموع الصفر" (إما هذا وإما ذاك!!) zero sum game ، التي بحسبها إن التزمت بالموقف الطبقي، فعندها تتنازل عن النضال في المسألة القومية.. العكس هو الصحيح.. الرؤية الطبقية تشمل في داخلها، بشكل غير قابل للفصل، معارضة كل نوع من أنواع التمييز، ومعارضة كل نوع من أنواع الاستغلال- استغلال الأقلية القومية، واستغلال العمال، واستغلال الفقراء، واستغلال النساء، واستغلال المسنين، واستغلال سكان الضواحي، واستغلال ذوي الاحتياجات الخاصة. بل على العكس... الرؤية الطبقية تضيف الى هذه المعارضة البعد الجوهري الأهم- بعد وحدة المستغَلين (بفتح الغين)، والمظلومين، والمميز ضدهم، في المعارك اليومية ضد الخصخصة وضد القضاء على جهازي الصحة والتعليم، ضد سلب الأراضي وتقليص المخصصات، وايضا في المعركة التاريخية ضد نظام الاستغلال الرأسمالي نفسه. بفضل هذا البعد فقط، يمكن الوقوف في وجه محاولات الرجعية والسلطات إحداث شرخ، وتحريض مجموعة قومية، أو طائفية، أو اجتماعية، ضد الأخرى، وبالتالي عرقلة كافة المعارك من أجل السلام والمساواة والعدل الاجتماعي.
عندما تنتهج حكومة ممثلي رأس المال، سياسة التمييز، والتحريض ضد الأقلية العربية، وتميز ضدها على أساس عنصري، وتخوض حربا ضد شرعية مواطنة هذه الأقلية، لا يكون هدفها السيطرة على الجماهير العربية وحسب، في المعادلة الاجتماعية الاسرائيلية، إنما يكون قصدها أن تلجم في ضربة واحدة، ايضا العمال الاسرائيليين اليهود، وخلق ضباب حول وعيهم وادراكهم، من أجل إخراجهم من دائرة التأثير والسيطرة عليهم أيضا في المعركة الاجتماعية، من أجل تثبيت مصالح رأس المال في موقع السيطرة. تجربتنا أثبتت، أن الدواء الأكثر فاعلية ضد التعصب القومي، وضد العنصرية، وضد كراهية الغرباء، وضد التهديدات بالترانسفير، هي الرؤية الطبقية والأممية، التي صمدت في الامتحان طوال سنوات وجود حزبنا الشيوعي.

الرفيقات والرفاق..

في السنوات الأخيرة حاول نظام بوش، تسويق الوعي الخاطئ والكاذب في العالم وفي الشرق الأوسط، بأن الواقعية تتطلب أن يحتل الشعوب والحركات السياسية موقعا في إطار المخططات والاستراتيجيات الأمريكية العدوانية، من أجل أن يكونوا ذوي صلة. قائد الشعب الفلسطيني ياسر عرفات، الذي رفض البحث عن ملجأ تحت مظلة الاستراتيجية الامريكية، اعتبر "غير ذي صلة"، وأعلن أنه كذلك. هذا كان إقرارا عدوانيا يقول بأن القضية الفلسطينية لم تعد ذات صلة، ولم تعد جوهر الصراع في الشرق الأوسط. التطورات في عالمنا من فنزويلا وكوبا، ودول أمريكا اللاتينية، وحتى العراق، ولبنان والاراضي الفلسطينية، تعلن بشكل غير قابل للجدل، بأنه ليس الانطواء تحت مظلة مخطط الهيمنة الأمريكي في العالم عموما، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وليس الاستسلام لتلقينات الاحتلال الاسرائيلي، وليس التقبل بالدور المهين والبائس الذي تلعبه الأنظمة الرجعية في المنطقة، في خدمة الولايات المتحدة، هي الخيار الأكثر واقعية، وإنما النضال ضدها ومقاومتها، هي الخيار الأكثر واقعية، والأكثر ذي صلة، والأربح بالنسبة للشعوب.
الأمر الذي عرضته الامبريالية الأمريكية في ظل العولمة الرأسمالية، على أنه "حرب الدمقراطية ضد الإرهاب"، تبين سريعا أنه، حرب إرهابية بقيادة الولايات المتحدة ضد الدمقراطية. وإرهاب مؤسساتي رسمي موجه ضد حقوق الانسان وحريات الفرد، ليس فقط في العراق وفلسطين وأفغانستان، وإنما في الولايات المتحدة واسرائيل، وأماكن أخرى.
حزبنا لم يتردد يوما في إدانة الإرهاب بكل أشكاله- إرهاب الدولة، وإرهاب المجموعات والتنظيمات والأفراد، ضد المدنيين البريئين. ولكنه رفض كل محاولة لوصم نضال الشعوب العادل ضد الاحتلال وضد الظلم والإذلال، بصفة الإرهاب. حزبنا أكد أن سياسة الحرب العدوانية ضد الشعوب، وسياسة التلقين النيولبرالية، وانتشار الفقر، والتقطب الاجتماعي العميق، والبؤس، هي المستنقع الأمثل الذي ينبت اليأس والإرهاب. نحن ندعو لنضال مشترك، محلي وعالمي، واسع جدا، بهدف تجفيف هذا المستنقع.

الرفيقات والرفاق..

حزبنا الشيوعي الاسرائيلي، عبر، مخلصا لرؤيته الفكرية الطبقية، ولبرنامجه السياسي والاجتماعي، ولرفضه العنصرية، ولدفاعه المتواصل عن المساواة والدمقراطية- امتحانات عدة. لقد كنا الأكثر تمسكا في المعركة ضد الاحتلال وجرائمه، ولاحظنا على الفور المخاطر الكامنة في "خطة الانفصال". رفضنا النداءات لدعم هذه الخطة، لأننا قدّرنا أن خطة الانفصال أحادي الجانب جاءت لتخليص الاحتلال من الشعب الفلسطيني، دون تخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال. لم تأت هذه الخطة كجزء من العملية السياسية، وإنما كبديل لكل حل سياسي، لم تأت كجزء من إنهاء الاحتلال، وإنما كخدعة لتخليد الاحتلال وخلق الشروط لحرب جديدة. قدمنا بديلا سياسيا على أساس السلام العادل والثابت، لسياسة الحرب والضم والتجويع الكارثية. وضعنا بديلا فعليا على أساس نشاط دمقراطي مشترك لليهود والعرب، مقابل رافعي علم الترانسفير الفاشي. ناضلنا من أجل بديل على أساس العدل الاجتماعي، مقابل سياسة الخصخصة، والبطالة، والقضاء على دولة الرفاه. وقفنا بثبات ضد هدم البيوت وكل أشكال التمييز ضد المواطنين العرب، وواصلنا المعركة ضد التمييز ضد المرأة ومن أجل حماية حقوق أبناء الشبيبة والطلاب الجامعيين.

ما هو التحدي الماثل أمام الشيوعيين في اسرائيل اليوم؟

المجتمع الاسرائيلي وصل إلى مفترق طرق مصيري. على المستوى السياسي، وصلت سياسة القوة أحادية الجانب، التي اتبعها شارون وأولمرت، إلى طريق مسدود. على المستوى الاقتصادي- الاجتماعي هناك فارق كبير بين السياسة النيولبرالية المستمرة، وبين مصلحة غالبية الجمهور. المشاكل تتراكم، ولكن القيادة غير قادرة على إعطاء الإجابات.
اسرائيل غارقة في أزمة. هذه الأزمة ليست فقط أزمة المبنى السياسي القائم، وإنما أزمة الإجابات السياسية التقليدية. في هذا الاسبوع أجريت الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل، دون رسالة سياسية أو اجتماعية. رئيس الحكومة السابق ايهود براك، حصد غالبية الأصوات لأنه اختار التزام الصمت طوال معركة الانتخابات، وبالتالي أعطى انطباعا بانه سوف ينضم إلى دير الرهبان الساكتين! ولكن عندما تطلب الأمر أن يتكلم بعد الانتخابات، أعلن انه سيكون "رئيس حكومة جيد للحروب"، أي أنه كالمثل القائل: "صمت دهرا، ونطق كفرا!!". واليوم، يختزل الحسم بين ايهود براك وعامي ايالون في الانتخابات لرئاسة حزب العمل، للسؤال "هل يحتاج الجمهور جنرالا، أم أنه يفضل أدميرالا؟"، وكل الأمور الباقية غير هامة...

صحيح أن الحرب على لبنان أدت الى تعميق أزمة المؤسسة الاسرائيلية العامة، إلا أن تعميق الأزمة العامة لهذه المؤسسة يمكن أن يقود إلى حرب اقليمية في محاولة للخروج من الأزمة.
هذه الأزمة تخلق مخاطر كبيرة. قوى اليمين المتطرف، بقيادة نتنياهو، ممتطين أجواء اليأس لدى الجمهور في أعقاب الحرب وفي أعقاب ازدياد الفساد في أوساط المؤسسة الحاكمة، تتحضر لاستلام السلطة مع مواقف أخطر من الماضي- دمج المغامرة السياسية والعسكرية، والتعامل مع الدمقراطية على أنها عائق عليها إزالته، بالاضافة الى التاتشريزم الاقتصادي، والعنصرية الفظة تجاه الجماهير العربية في اسرائيل.
إعلان رئيس الشاباك ديسكين بما يخص الملاحقة الفكرية لمواطنين يحتجون على موقف ايديولوجي محط جدل، ودعم المستشار القضائي للحكومة لهذا الاعلان، يكشف المخاطر الفاشية التي تهدد الدمقراطية وحريات الفرد وحرية التعبير عن الرأي. وضع الشاباك حارسا على فكرة الدولة "اليهودية والدمقراطية" يلغي بشكل حاد الجانب الدمقراطي في تعريف الدولة. ومن الجهة الأخرى، أعلن من على هذه المنصة... وليسجل رئيس الشاباك أمامه: حزبنا لم يتعامل مع الدولة على انها دولة يهودية فقط، ولن يتعامل معها على هذا الأساس أبدا... دولة اسرائيل التي قامت قبل 59 عاما في إطار حق تقرير المصير للشعبين على اساس قرار التقسيم، هي دولة مع أغلبية يهودية وأقلية قومية عربية كبيرة، بنات وأبناء هذا الوطن، ضاربين الجذور في وطنهم، الذي لا وطن لهم سواه.
الحزب الشيوعي الاسرائيلي قاد المعركة من اجل مساواة الحقوق القومية والمدنية للأقلية القومية العربية في البلاد، وسيواصل على هذه الطريق. الحزب الشيوعي الاسرائيلي فرض مصطلح الوحدة الكفاحية للجماهير العربية في نضالها مع القوى الدمقراطية اليهودية، من أجل التغيير الدمقراطي الثوري العميق في المجتمع الاسرائيلي. في صحيفة "هآرتس" نشروا اليوم أن الحزب الشيوعي الاسرائيلي ضد التصور المستقبلي العربي. والحقيقة هي أن الحزب الشيوعي الاسرائيلي صاغ تاريخيا التصور المستقبلي للأقلية القومية العربية، وصمم على أساس رؤيته الاستراتيجية البرنامج السياسي للجماهير العربية. الحزب الشيوعي الاسرائيلي وضع أمام الجماهير العربية المناضلة من اجل حقوقها، الجدار الواقي، الفكري والسياسي، الذي يمكن هذا الجمهور من خوض نضالاته العادلة بعزة قومية، وبرأس مرفوعة وهامة منتصبة، ومن البقاء في وطنه. هذا الجمهور هو جزء من الطبقة العاملة التي تناضل في اسرائيل، وليس خملا على الدمقراطية الاسرائيلية، وإنما أحد أسس النضال الدمقراطي.


الرفيقات والرفاق..
أزمة المؤسسة الاسرائيلية العامة تخلق إمكانيات جديدة ايضا. أكثر مما في الماضي، هناك اليوم احتمال لبديل يساري حقيقي. التحدي التاريخي الكبير الماثل أمام الحزب الشيوعي الاسرائيلي، هو العمل من اجل وضع هذا البديل أمام المجتمع الاسرائيلي.
وظيفتنا هامة في تكوين البديل اليساري المطلوب. اعتمادا على رؤيتنا، استطعنا الصمود في امتحانات السنوات الماضية: لم ننجرف مع التيارات القوية، وإنما سبحنا ضدها ووضعنا بديلا قادرا- في الايام الصعبة المليئة بالبلبلة السياسية في أوساط الجمهور- على إعطاء الإجابات السياسية الواضحة والصحيحة. الحفاظ على خصوصيتنا هو الشرط الأول لنجاحنا.
من الواضح، مع ذلك، أن عرض البديل اليساري القوي أمام المجتمع، يوجب التعاون الواسع في الشارع العربي وفي الشارع اليهودي. هذه هي نقطة انطلاقنا في تفكيرنا في سبل تقوية الجبهة، وموضعتها كجبهة يسارية يهودية عربية واسعة، يمكنها إعطاء الإجابات على المخاطر، ويمكنها دفع التغيير السياسي والاجتماعي المطلوب. نحن نعلن بصورة واضحة، ومن على منصة المؤتمر الخامس والعشرين للحزب: نحن ننوي عمل كل ما في استطاعتنا من أجل الحفاظ على الحزب وتقويته كحزب شيوعي... وأنا أدعو كل أصدقاء الحزب، وكل الشركاء الذين يقبلون طريقنا الفكرية والسياسية، للانضمام الى الحزب. كونوا جزءا من انطلاقة الحزب الشيوعي الاسرائيلي في مؤتمره الخامس والعشرين.. وإلى جانب ذلك، نحن ملتزمون بعمل كل ما في المستطاع من اجل الحفاظ على الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وتقويتها وتوسيعها سوية مع شركائنا، كجبهة سياسية هامة. أنا أدعو من على هذه المنصة، كل حركات الاحتجاج والمجموعات السياسية التقدمية، التي تلتقي مع برنامج الجبهة، شركاؤنا في النضال من أجل السلام والمساواة والدمقراطية والنضالات الاجتماعية والبيئية، اليهود والعرب، تعالوا لتكونوا شركاء في الجبهة، كجبهة سياسية يناضل فيها الحزب الشيوعي سوية مع شركائه، ومع مركبات اضافية ندعوها للانضمام الينا لأننا نستطيع تكوين البديل سوية.
مؤتمرنا الخامس والعشرون هو الفرصة لتقوية هذا الرد السياسي والفكري. هو الفرضة للخروج منه حزبا أقوى وموحدا اكثر!

عاش الحزب الشيوعي الاسرائيلي!

عاش المؤتمر الخامس والعشرون!

عاش النضال اليهودي العربي!

عاشت الاشتراكية!




#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروعنا السياسي والاجتماع والفكري في بعده الطبقي والاممي وال ...
- يوم الارض كان يوما لعزل سياسة تهويد الارض العربية والتمييز ا ...
- الموقف يتطلب أن يفهم حكام إسرائيل أن المبادرة السعودية أو ال ...
- المؤسسة الاسرائيلية - مأزومة وفاسدة ومتورطة، اخلاقيا وسياسيا ...
- دور نسائي متميز في داخل حزبن - في يوم المرأة... تحية حمراء!
- موقف عدواني فظ زئيف.. زئيف والذئب -شيف-!
- أداء الحزب الشيوعي ومواقفه في المسألة القومية عصيّة على التش ...
- نحن ندعو الى التحزب للثقافة القومية الوطنية مواقف الحزب الشي ...
- جدلية المعركة على السلام والمساواة والدمقراطية العميقة!
- أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع ...
- أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع ...
- من العبث تحميل الفلسطينيين مسؤولية ضمان يهودية دولة اسرائيل!
- فشل استراتيجية بوش- يجعله اكثر خطرا
- حزبنا الاممي اليهودي العربي يشكل موضوعيا الجواب والامل والمس ...
- غيوم الخريف- وخريف الرئيس بوش!
- من مجزرة كفر قاسم إلى -تحرك أم الفحم-! دور الحزب الشيوعي في ...
- التجربة النووية الكورية الشمالية: بين نظرية الأمن الأمريكية ...
- لا بشائر حقيقية دون وقف العدوان - لإطلاق سراح الشعب الفلسطين ...
- انطلقوا.. نخترق واياكم جدران الفصل العرقي
- الإنتخابات لم تخرج إسرائيل من الأزمة السياسية والإجتماعية-ال ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عصام مخول - معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض المعركة القومية من اجل التحرر والمساواة