حطِّمْ قُيودَ الرَائحَةْ
طَعمَ الغِيَابِ
عَلى النَوَافِذِ والغُصُونْ
مِيقاتُ أشواقِ الطِيورِ النَازِحَةْ
هَذا الجُنونُ
الحُزنُ والدَمْعُ الهَتونْ ...
وأنا هُنَا .. فَمَتى أكُونُ
المُستَحِيلَ
اللا رُجوعَ
وهَلْ تَعُودُ البَارِحَةْ ؟
سَأكُونُ مُمتَنّاً لِهَذَا الصَوتْ
إنْ مَزَّقَ الصَوتُ سُكُونَ المَوتْ
أو صَاحَتِ الأشْجَارُ – حُزنَاً - نَائِحَةْ
يا لهَذَا الليلِ
ما أقسَاهُ مِنْ لَيلٍ ظَلُومْ
هَالَةُ الضوءِ تَلاشَتْ
خَلفَ غَيمَاتِ الهُمُومْ ..
واختَفَى ..
ضَوءُ النُجُومِ السَارِحَةْ ...
هَذَا العَذَابُ
المَوتُ والنَّارُ التي
تَأتي .. لتُهدِينَا اليَبَابَ ..
اللا يَقِينْ ..
في قُبحِ أحزَانِ الوجُوهِ الكَالِحَةْ
تَتَحَوَّلُ الأشيَاءُ حُلمَاً أو سَرَابا
فَخُذِي الغِيَابَ
ودَثِّرِيني .. بِارتِعَاشَاتِ المَطَرْ
حَتَّى أعُودَ إليكِ يَوماً
مِنْ مَجَاهِيلِ القَدَرْ
أقوَى مِنَ المَوجِ العَنيدِ
أَضُجُّ بالثَورَاتِ في زَمَنِ السُكُونْ
فهَلْ تَعُودُ البَارِحَةْ
وَعدَاً بأقْبِيَةِ الظُنونْ
لأَنثُرُ الأفرَاحَ ألوَانَاً كَقوسِ قُزَحْ ..
وتَضِيقُ بالأحزَانِ أنفَاسُ المحُِيطِ المَالِحَةْ
كَانَ الرَاهِبُ الأعمَى الذِي
يَحْتَلُّ ذَاتِي
يُغَافِلُنِي
ويَهرُبُ
كَي يُحِبُ فَتَاتي
ويُسْمِعُهَا كَلامَ العَشقِ
دُونَ حَيَاءْ ...
وكُنتُ أنَا
وكَانَ المَاءُ
كَانَ العِشقُ يَجْرِي فِيْ دَمِي
شَيئاً مِنَ الخَمْرِ المُقَدَّسِ
فِي تَفَاصِيلِ الدِّمَاءْ ..
وكَانَتِ الأشيَاءُ دَومَاً تَنْتَمِي
فِيْ دَاخِلي ..
للا مَكَان ...
حطِّمْ قُيودَ الرَائحَةْ ...
09/09/2003