حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:19
المحور:
الادب والفن
1
إلى الطير الخفيّ
أريد أن أتكلم معك ، أيها الطير الخفي!
طيرا يشدو متواريا عن الأنظار، ويفتح بصوته الزمان!
ماذا دهاك ،
تصيح عبر خلوتك وتنهب نشاط الحياة من يدي؟
أين أنت أيها الطير الخفي ؟
تحت شبكات الخضار اليانع، أم داخل أغصان الشوق؟
تقفز فوق عيون مستنقع خضراء ، أم تغسل الجناح والريش في نبع الإدراك؟
أينما تكن، قل لي !
ليس ثمة أثر قدم للعدوّ في الدرب.
كن شمسا!
لم يعد الرعد تطأ قدُمه سطحَ الغيوم.
ولا يخرج تنين البرق من عشّه.
لا تلتف سلاسل الطوفان على جسد الصحراء.
النهار ساكن، هادئ ،
فممَّ تخشى إذن؟
2
باسم الحق،
باسم الذي أبدع الصدق، والعشق ، واللون .
باسم من خلق الكلمة. و ما أكبر الكلمة في كلامه!
و ما أصغرها حين أردتُ أن أقول شيئا فيه.
منذ سنين أعاني ،
ما أصعب أن يبني من هو عديم القلب بيتا في القلب، و هذا القلب اللانهائي كان لا يستوعب قلبه المطفأ.
لقد رحل بدون أن أعرفه. كنت ُ أسمع في كل البابونج على الجدران أغنيته الغريبة .
لم أكن أعرفه، مثلما لم أعرف بغضي الذي يأتي بين الحين والحين.
لقد عرفته بمقدار ما كنت ُ أتبع آثار أقدام الله في الظلال التي تكلل كلامه.
کل شئ هنا موجود، وإن الحوض يمسي دون سمك لولا صدقه، و صدق كلماته ورسومه،
لعل ثمة مزرعة يقف فوقها غراب أسود ،
غراب لم يأخذه أحد ما على محمل الجد.
أهدي هذا المكان إلى من قدّم التفاح لسلالنا المليئة بالنوم ،
أسفا!
كم كنا وحيدين في تناول التفاح !
3
الجحيم التائه
احتسيت ُ الليل ،
وابكي على هذه الأغصان المتكسرة ،
دعيني وحدي أيتها العين المحمومة الضالة!
دعيني وحدي مع آلامي !
لا تدعي أمزقْ حلم وجودي !
لا تدعي أرفعْ رأسي من وسادة التوحد المظلمة ،
و أتعلقْ بثياب الرؤى المتهدمة!
بياض الخدعة ينشد الحماسيات فوق أعمدة بدون ظلال .
أنظر طلسم نومي المتكسر ،
عبثا تحدق في عقد اللؤلؤ للعيون.
قل له
إن حمّاه جحيم بارد!
قل له: لقد شربت ُ النسيم الأسود لعيونك.
شربت ُ فلا مستقر لي أبدا.
أيها الجحيم التائه ،
دعني وحدي !
من مجموعة " موت الألوان"
ترجمة من الفارسية : حميد كشكولي
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟