عبد الجسين شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 05:44
المحور:
الادب والفن
ثنائية الطفولة والروح!
في المنزل الذي ولدت فيه في "عكَد السلام" في النجف، كان صوت القرآن الكريم مدّوياً وهادراً. كان والدي يفتح نهاره بقراءة القرآن وظلّ على عادته تلك، طوال أيام حياته على ما أظن. وشكل القرآن أحد الروافد الروحية الأساسية في تكويني وفي منظومة القيم التي تأثرت بها لاحقاً خصوصاً: الخير والمروءة ومساعدة الفقير ونصرة المظلوم والتسامح والدفاع عن الحق والإنحياز الى العدل وغيرها.
والى جانب ذلك كان جو البيت الذي ترعرعت فيه يميل الى الأفكار الجديدة، التقدمية، اليسارية، وكان الشعر بشكل خاص والأدب بشكل عام ركناً أساسياً في تكوين عالمي الروحي. وظل الجواهري الكبير " أبو فرات" ملازماً لي طيلة أيام حياتي وانعقدت بيني وبينه صداقة مديدة قاربت ثلاثة عقود.
مثلما حملت دواوين الجواهري معي أينما حللت وحيثما رحلت، فقد عدت لقراءة معمقة للقرآن عام 1978 وعام 1982، وأعود حالياً لقراءة ثالثة مع التفاسير المختلفة، مثلما أستغرق في طبعة جديدة مزيّدة ومنقّحة لكتابي عن الجواهري: جدل الشعر والحياة.
ما زلت حتى هذه اللحظة أقف بخشوع أمام القرآن والجواهري، مستعيداً طفولتي، التي لن تنتهي ما حييت، فعالم المعرفة والتعّلم والرغبة في الاكتشاف تستهويني وتأسرني، كأنني أبدأ خطواتي الاولى لأنهل من عالمي القرآن والجواهري!
عبد الحسين شعبان
كاتب ومفكر
نشرت في صحيفة الزمان العدد 2704 الخميس 24/5/2007 قسم : ألف ياء
" كتاب وشعراء يبحثون عن طفولة منسية في متناول اليد"
#عبد_الجسين_شعبان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟