أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - صانع الاحتجاجات – باسم فرات














المزيد.....


صانع الاحتجاجات – باسم فرات


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 08:12
المحور: الادب والفن
    



أكرس كلمتي لزميلي الشاعر باسم فرات, فأقول:
وصلتني مخاضاتكَ, وأنا مسرورة بها, ربما استطيع الرّد على ولادتك (الثانية).

أعجبتني قدرتك العاليه في صناعة الاحتجاج الولادي, فإن أنتَ ولدتَ يا زميلي بصدفة قدر, الذي يبقيك على قدر الحياة, فالمبدعون لا يريدون ولادة طبيعية, وإذا كانت حكيمة العائلة أوصلتك على مشارف البقاء, فان الولادة الطبيعية المقصودة الآن تصل حجم الكون .
كلنا خرجنا بخطأ السرّة الخاطئة, لأننا نزلنا في هذا العالم. الحكيمات, الجدات, الأمهات, الآباء والصدفة, لم يشفعوا لنا, فنحن نعيش في عالم يحتاج إلى عودتنا داخل الرحم الحقيقي.
نحن, يا صديقي الطيب, عزاءنا الأخير هو كيف نسترجع صرختنا الأولى, ولو على مدافع الكون!

بعد قراءتي لأعمالك أقول لكَ , لا تتعب مسرتك الكبيرة بفرحنا المؤجل, فنحن على موعد خاص عنوانه (رياضيات البقاء), والقليل منا يعشق هذه المادة الجامدة, لكنا استطعنا أن نسرق نظرية (أينشتاين) منه, كي نستطيع البقاء في جوف النسبة المئوية للكون. لذلك احتفظ يا زميلي بما تراه عبر النافذة, ليس لتراقب الشمس الغائبة, بل لتشهد عودة أسراب الحمام الذي غادر بجموعه يبحث في السماء على بضع ريح, وعلى ما أظن أنكم ستلتقون في موعد خاص وسوف تتجمّعون في كأس واحده أسمها الصباح.

تعيش مع نفسكَ كلما داعب القلم أناملك, مسكون بالموروث البيئي, ولك قدرة خارقة في تجسيد جميع أشياءكَ المتعلقة بها, ما زلتَ تحتفظ بها, حتى وأنتَ في (هيروشيما). لقد أصبحت (هيروشيما) أجمل في خيالك, بالرغم من أن مطرها, وحتى الآن ينجب عيونا ضائعة, تحاول أن تحيا حياة الطفولة فيها, والشباب, وسط أنهارها الستّة, الذي لم يستطع الاحتفاظ بنخيل عراقه.
لقد صودر نخيلكم وتمركم ينتظر قاطفه الحقيقي, أحترقت مدنكم وتاهت خطواتكم, لكنك ما زلتَ مصرا على وجود البيئة الجميلة, بتواضعها, هناك, بعيدا, حيث الأحباء والأقارب والخلان.

الهواجس تملأ قمّة قلمكَ, وعقلك مشغول باستغلال جمال المكان, اخترت مكانا تقيم به, أعيد بناءه بعد الهدم, وكأنك تقول لنفسكَ, هناك أمل وسط الدخان, هناك حياة وسط الموت, هناك سهام وفاق. لكن هاجسكَ القاتل هو موت المثقف بسلاح آخر غير ناري, أقرأ هواجسكَ من بين كلماتكَ, فقد وفقت باختيار المفردات, فضمّنت صورا حياتية بسيطة مستغلا مخيلة جميلة.

تتمتع بمقدرة عالية بتوثيق الأشياء, التي ستفتح بابا جديدا في أدب المأساة, لقد أثبتَ جدارة عالية في الترنيم العالي لقراءة عالية في كتاب الحزن (ص 23).
مآذنكَ دخانها يغني, فكيف تستريح في مسرح ناره دوما تستفيق! وتأتي (بأنا ثانية) مصرا منتفضا على تلك المآذن التي ما زالت تردّد نهايات النهار لجموع ما زالت تحمل سنوات الزهور.

سأرد على بعض ومضاتك فأقول , الشمس كانت أمّنا, لكننا هبطنا بمعطف اسمه والدنا الظلام... لكن... إياك أن تنسى, سلّم على القمر قبل فوات الأوان, لأن قمصاننا البيضاء ما زالت ملطخة بلحظة التأمل, فالعطاء...



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيني تمطر خجلا
- بحثت عن أدونيس وقاسم حداد
- صدور (تراتيل عزاء البحر)للأديبة دينا سليم
- عيد البيض
- عيد الأم أشعر أني ملكة
- الثامن من آذار
- قبعتان وغمزة
- طائرات العيد
- هل بقي ما نحتفل من أجله !
- قصة قصيرة-المُهرج الباكي
- المرآة الهشّة لا تخفي الحقيقة
- (عقارب) قصة قصيرة
- كائنات في الظل
- اللوحة الخالدة
- صندوق بريد
- لماذا لا تبكي جدتي
- عيون الليل الحزين
- السماء لا تمطر أقنعة
- وتر بلا عازف
- استسلام بكبرياء


المزيد.....




- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - صانع الاحتجاجات – باسم فرات