حازم العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 11:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإجماع اللبناني الشعبي و الإجماع العربي الشعبي على إدانة العصابةالإرهابية في مخيم نهر البارد سيتآكل لأن الإدارة الأمريكية قررت أن تشترك في هذا ... فقد قررت و أعلنت على رؤوس الأشهاد أنها سـ "تدعم " الجيش اللبناني ...
كلما قررت الإدارة الأمريكية الإشتراك في " شيء " ما عقدته أكثر و أطلقت ، عن عمد ، بكل تأكيد ، سلسلة من ردود الأفعال تؤدي إلى نزاع دموي جديد آخر ، و هو ما تحتاجه ، من أجل " الفوضى الخلاقة "...
النزاعات الدموية هي نفسها " الفوضى الخلاقة "، هي الذريعة للعدوان و للهيمنة ، يريدون حرباً أهلية في لبنان ، راكضين وراء وهم " الشرق الأوسط الجديد "الذي هو المشروع الأمريكي _ الإسرائيلي و ليس أي شيء آخر
كان من الممكن لهذه الشرارة أن تنطفىء بسرعة لولا هذا التدخل الأمريكي ، هل كانت هذه " الحادثة" هكذا مصادفة ، كل الأطراف في لبنان أدانت الجرائم الإرهابية لعصابة " فتح الإسلام " هذه ، قبلها _ قبلها و بعدها الكثير _ زمرة بوش التي تدير أمريكا و تدير معها العالم _ نصفه" الثالث " على الأقل _ كانت تحتاج إلى 9/11 حتى تبدأ حملة جديدة من التوسع الإمبراطوري ، تماماً كما احتاجت حرب الإثنيات و الطوائف في البلقان
هم أيضاً يحتاجون إلى "إنجاز" ما ربما في "نهر البارد" في الوقت الذي فيه حتى الكونغرس أصبح يشكك في أهلية بوش العقلية لإدارة أي شيء ، في الوقت الذي حتى السيناتورات الأمريكيون _ بدون أن يكونوا " يساريين" بطريقة ما أو بأية طريقة إطلاقاً _ أصبحوا يرون إلى أين تقود أمريكا سياسات بوش و زمرته
حين يخسرون جنودهم يومياً في العراق و يخسرون معها هذه الحرب القذرة في العراق يذهبون إلى " إنجاز " ما في " نهر البارد "هذه المرة ، أو بإفتراض أن الحرب الأهلية في لبنان ستنقذهم من هزيمة في العراق ...
فيما تنهار و تتداعى كل منظومة بوش و زمرته و سياساته يعلنون على وجه السرعة عن إرسال أسلحة إلى الجيش اللبناني ، و هم يعرفون تماماً أن هذا الإعلان سيضعف الحكومة اللبنانية و يبدد الإجماع اللبناني حول الجريمة ،هكذا هو إعلان ٌصريح عن انحيازهم ، لا للحكومة اللبنانية ، بل إلى الحرب الأهلية
النظام الأمريكي و معه الإسلاميون ومعه كل الأنظمة العربية التابعة له ،لا يحتاج و لا يحتاجون إلى لبنان " الديموقراطي" و إن كانت هذه الديموقراطية ما تزال في حالة جنينية ، و إن كانت ما تزال مشروعاً للديموقراطية، وهذا تماماً عكس ما يعلنونه، لا يحتاجون نظاماً ما يزال حتى الآن يرعى حرية الراي و الصحافة و التعدد ، و ليست هي المرة الأولى في حروب عديدة تُشن لتدمير لبنان
#حازم_العظمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟