سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 09:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
((مابين السطور))
عظيم أيها الشعب الفلسطيني اينما كنت, صبرا ايها المرابطون في قلاع العودة , صابرين راضين على قسوة الاشقاء, لتتاكدوا أن رحمة السماء ترعاكم, وان العودة وان طال انتظارها هي ثابت مثواكم ,لايزعزعه عشرات ألوان المؤامرات والمشاريع التصفوية لاستبدال هوائكم وهوياتكم,فصبرا آل كنعان إنكم بعون الله لعائدون.
المجزرة الغير مبررة
ما أشبه اليوم بالبارحة وقد أعادنا مشهد اليوم الدموي إلى مشهد دموي بالأمس حيث القصف العشوائي,الذي لايفرق بين مجرم وشريف, لايفرق بين شيخ ورضيع, وهذه أيدلوجية حربية صهيونية,بالأمس وفي معركة الشرف حيث المقاومة اللبنانية الباسلة وشعار العزة الوعد الصادق, شاهدنا جميعا كيف أدى وقع الهزيمة الصهيونية للهروب إلى الخطوط الخلفية للمعركة,لينالوا من مقاتلين عاهدوا الله على بذل أنفسهم وأموالهم رخيصة لإعلاء رايته فأعزهم الله بنصره, ومدهم بجند من السماء توحدت مع سواعد حزب الله, وانتزعوا النصر بحول الله, رغم ثقافة المجزرة والقتل الجماعي لآلاف المدنيين في المدن والقرى والمخيمات اللبنانية الشامخة.
ما أشبه اليوم بالبارحة عندما حيكت اكبر مجزرة في التاريخ مابين كتائب لحدية وكتائب صهيونية لارتكاب مجزرة (صبرا وشاتيلا) حيث قطعت أعضاء الشيوخ والأطفال, ومزقت أشلاء النساء والأجنة الأبرياء,وكان ذلك المشهد الأسود برعاية وغطاء صهيوني عن قرب ومباركة أمريكية عن بعد.
يعلم القاصي والداني إن الفلسطينيون الشرفاء يعتمدون على إستراتيجية حطمها الأعداء, وهي الحرص على سلامة الأمة العربية والإسلامية انطلاقا إلى تضافر الجهود العربية والإسلامية كطريق اقوي للتحرير, فكم تحمل لبنان الشقيق من فاتورة باهظة لاحتضان حلم التحرير الفلسطيني, وقد خرج من وسط إيمانهم الأشرار لتحطيم هذه الأسطورة اللبنانية الفلسطينية, وقد أنكروا على ضيوفهم الفرسان حقهم في العودة, فعمدوا إلى اللعب في النار وحياكة المؤامرة من اجل إقصائهم عن حدود العودة, لابل أرادوا استبدال العودة بالإبادة تنفيذا لأوامر أسيادهم الصهاينة, وكم أساء البعض الفلسطيني إلى هذه الحاضنة الإستراتيجية لبنان, خدمة لأعداء آخرين, فكان السواد الأعظم المرابط في لبنان ضحية مجرم لبناني متصهين ومتامرك, وضحية أشباه المقاومة الفلسطينية, وهم في الهدف سواء, والضحية هم المغلوب على أمرهم القابعين في مخيمات العودة إلى أن يأمر الله في أمرهم وصوت ضميرهم قائل(سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري واصبر حتى يأمر الله في أمري واصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمر من الصبر), وبالمحصلة فان المستهدف هو لبنان وفلسطين, المستهدف هو الدم اللبناني والدم الفلسطيني على حد سواء, فليس منا وليس بيننا كفلسطينيون في الوطن والشتات من يريد للبنان الحبيبة شرا, ومن يعمل باسم فلسطين لزعزعة استقرار لبنان, فهو مرتزقة, وفلسطين منه براء, بل يعمل لحساب جهات مشبوهة لاتمت للعروبة ولا للإسلام بأي صلة, وتاريخ فتح ناصع في هذا المضمار.
الجريمة والتأييد الأمريكي:
كما ندين ونشجب ونستنكر العدوان الإجرامي من أفراد لاعلاقة لهم بفلسطين ولابفتح ,فيما ارتكبوه من أعمال فردية إجرامية بحق قوى الأمن اللبنانية, فندين بشدة ونستنكر ونستهجن فعل القوات اللبنانية بإتباع طرق القتل الجماعي والوحشي للآمنين القابعين بنهر البارد, فما ذنب هؤلاء كي يتعرضوا لمؤامرة إجلاء جديدة عندما يندس احد باسم فلسطيني كي يجر الموت لهم بهذه الهمجية الهستيرية المنفلتة,إنها المؤامرة تلو المؤامرة, والهدف هو تبييض الساحة اللبنانية من الجنس والعرق الفلسطيني, إنها حقا الإبادة السياسية, ولا غرابة أن تنبري الولايات المتحدة الأمريكية بدعم انفلات الجيش اللبناني لتبارك المجازر الجماعية , بدل أن تدعوا لضبط النفس, وحماية المدنيين, ولكن هؤلاء المدنيين في فلسطين والعراق ولبنان هم جنس لاحل معه إلا الإبادة وفق الأيدلوجية الصليبية الصهيونية الجديدة!!!
وأخشى ما أخشاه ونتيجة الصراع السياسي في لبنان والذي اقترب من فوهة البركان, أن تكون هذه شرارة الانفجار بعد مرور ستة أشهر على الاعتصام والعصيان المدني والشرعي السياسي بين المتخاصمين اللبنانيون, ويحمل الفلسطينيون وزر تلك الخلافات السياسية التي وصلت إلى طريق مسدود, بفعل التدخل الأمريكي السافر في السياسة اللبنانية, من اجل تغيير معالمها السياسية, ودعم فريق على حساب فريق أخر, بل أخشى ما أخشاه ورغم الحقيقة, أن يحسب من يعمل باسم فتح وفلسطين على فريق لبناني ويكونوا شرارة لسقوط الحكمة والتعقل,في ظل تصميم أمريكي وعربي ودولي على نزع سلاح حزب الله, وبالتالي ضرب سوريا ومن ثم اتفاقية في الأفق بين لبنان المأمرك والدولة العبرية المتربصة بلبنان ووحدتها شرا!!!
لذا فإننا نتوجه إلى دولة الرئيس السنيورة , ودولة الرئيس لحود, ودولة الرئيس بري, وكل الدول اللبنانية, وقلاع الشرف في ربوع لبنان أن يوقفوا المجزرة اللبنانية بحق أهلنا الآمنين الصابرين المسالمين في مخيم نهر البارد, وان ينتهجوا طرق أمنية في التعامل مع فئة خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني, وان يتقوا الله في إراقة الدم الفلسطيني الطاهر, أم هي المؤامرة المتواصلة والمتلاحقة بوجه واحد في لبنان وفلسطين والعراق, فكل القتلة دينهم وجنسيتهم واحدة , ومن قال انه ليس للإرهاب جنسية ولا وطن فهو مخطئ, فأم أوطان الإرهاب العنصرية الصهيونية, والغطرسة الأمريكية.
فمهما بلغت الجرائم الفردية لأشخاص يحملون أجندات مشبوهة في كل أرجاء وطننا العربي الكبير, فليس مقبولا أن تواجه الجريمة الفردية بجريمة منظمة جماعية, وان تقصف المخيمات الفلسطينية الآمنة بهذه الوحشية التي يندى لها جبين العروبة والإسلام والمسيحية والبشرية, وإذا كان الجيش اللبناني بهذه الأخلاق وقيادته بهذه الهستيرية لانتهاج العقاب الجماعي ,فلماذا نحتج على العقوبات والإبادة الجماعية الصهيونية في لبنان وفلسطين والعراق, الإجرام بحق الجيش والمدنيين اللبنانيين هو إجرام بحقنا فالمؤامرة تستهدف بؤرة الصراع العربي الصهيوني فلسطين, تستهدف كل من رفع شعار المقاومة لتحرير القدس أو حتى تحرير أي قطعة من الأراضي العربية المحتلة, وفي نهاية المطاف لمن يعقلون, فلا صديق للصهاينة ولا للأمريكان, فصديق اليوم هو عدو وهدف الأمس.
دولة الرئيس السنيورة,ولحود, وبري الأرواح الفلسطينية أمانة في أعناقكم, الدم الفلسطيني مسئولية ضمائركم
فلا تجعلوا من ردات الفعل على جرائم لاناقة لهؤلاء الآمنين فيها ولا بعير, جرائم جماعية ووحشية بربرية لامبرر لها, فلم تنجح الصهيونية بإتباع الإبادة الجماعية في تصفية الوجود الفلسطيني ومقاومته الباسلة, وشتان مابين الوجود الفلسطيني في لبنان وفلسطين, فإذا اعتقد البعض باستغلاله لمطاردة مجموعة مجرمين , أن هذه فرصة تاريخية سانحة لهجرة فلسطينية جديدة إلى المنافي بعد تهجير 82 فهو مخطئ ومجرم, فلا تكونوا مجرمين, بل نخالكم بقناعاتنا إخوة رحيمين, فاحقنوا دماء هي أمانة بين أيديكم ويسجل التاريخ حفظكم لأماناتكم إلى يوم الدين.فلسنا جزء من الاختصام السياسي في لبنان , لسنا جزء من المؤامرة الأمريكية الصهيونية على لبنان, وإنما نحن وأهلنا في مخيمات العودة والصمود,جزء أصيل من استقرار لبنان,وانتصاره على أعداءه , وداعمين بأرواحنا إلى الإفلات من شبح المشروع الصدامي الدموي التي تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية على الأرض اللبنانية.
لا للإجرام بحق أشقائنا اللبنانيين,
لا للإبادة الإجرامية ,
لا للتطهير العرقي,
لا للتهجير القسري بحق اللاجئين الفلسطينيين .
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟