عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على هامش زيارة الملك عبدالله للمغرب أقام السفير السعودي حفلا بهيجا على شرف الصحفيين المغاربة
و أثناء الوليمة رحب الضيوف بقدوم الملك عبد الله بصفته حاكم دولة شقيقة تعمل على رأب الصدع و تقريب المواقف و إخماد النزاع بين الأشقاء !!! ....الغريب في الأمر أن الغالبية العظمى من الصحافيين المغاربة الذين حضروا المأدبة وأبلوا فيها البلاء الحسن كانوا قد نعتوا النظام السعودي فيما قبل بأقدح الأوصاف وأبشع النعوت ....يا للنفاق!!! فعلى سبيل المثال وإبان حرب الخليج الأولى كانت الصحف المغربية الأكثر رواجا قد وصفت النظام بالخائن والعميل لسماحه بتواجد قوات أجنبية تنطلق من أراضي "الحرمين" لضرب العراق، و أثناء الحصار على الشعب العراقي رأينا أعمدة بارزة تخصص حيزا هاما لتواطؤ الرياض الصريح مع الغرب في تشديد العقوبات على بغداد، و عند سقوط البعث تلقى النظام السعودي أطنانا من الانتقادات اللاذعة من الصحافة المغربية لخنوعه ضلوعه في الجريمة .....نفس الصحافيين المدعوين الذين ملئوا كروشهم على مائدة السفير بما لذ وطاب كانوا ينتقدون بشدة تجاوزات النظام الصارخة في مجال حقوق الإنسان بالسعودية و غياب الديمقراطية واحتكار آل سعود لإمكانيات و مقدرات البلد و استفرادهم بالمناصب الوازنة "... وزراء .....سفراء... أمراء مناطق ....."
منتقدو الأمس يتحولون بقدرة قادر إلى مادحين لطويل العمر ومشيدين بمناقبه ومنوهين بالدور السعودي البارز ...!!!
سبحان مغير الأحوال كيف تحول صحافيونا هؤلاء إلى مرحبين تجود قرائحهم بكل أنواع الإشادة بالنظام السعودي ...فالسفير من خلال استدعائه لممثلي الصحافة بالمغرب يريد بذلك تغطية صحافية لزيارة طويل العمر ،تغطية تحفل بمعسول الكلام وحسن البيان و كل أنواع المديح بمواقف السعودية...
إذن فهي رائحة الرشاوى...
إذن فالمسؤولون عن الزيارة قد رموا بفتات و عظام لكي لا يكونوا عرضة للنقد...
إذن فصحافتنا مستعدة لتغيير المواقف تحت ظروف ما ....
إذن فصحافتنا من المؤلفة قلوبهم والقائمون عليها من" المؤلفة جيوبهم" بإكراميات و أريحيات طويل العمر ...
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟