أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لمياء لطفى - كل هذا الخوف: عرض لتجارب اغتصاب فتيات الشوارع














المزيد.....

كل هذا الخوف: عرض لتجارب اغتصاب فتيات الشوارع


لمياء لطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من بين كلماتها تسلل إلى قلبى الكثير من الخوف، استطاعت فقط بالكلمات، أن تأخذنى بعيدا عن مقعدى الآمن -الذى أجلس عليه فى إحدى منظمات المجتمع المدنى التى تعمل مع من يسمونهم أطفال الشوارع- لأعيش ما عاشته منى من رعب، عندما تم اختطافها من مكان نومها فى أحد الحدائق، لينقلونها إلى منزل مهجور فى أحد الزراعات التى لا تعرف مكانها حتى الآن، ويتركونها هناك بلا طعام، تعانى الجوع والبرد والخوف، بل والآثار الجسدية المؤلمة لتناوب الاغتصاب عليها، وتظل فى هذا المكان لمدة أربعة أيام، يأتى اليها من لا تعرفهم ليكملوا ما بدأه رفاقهم من اعتداء جنسى بشع على طفله فى السادسة عشر من عمرها. بالتأكيد عاشت منى فى هذه اللحظات آلاما يمكن وصفها بالبشعه، ولكنها عاشت بالـتأكيد ألما أكثر بشاعة وخوفا أكثر عمقا عندما شعرت بأنها ستصبح أما لطفل هو نتاج ما عانته من خوف ومهانه وذل، ولا يمكننى حتى تخيل شعورها عندما حملته وتوجهت به لهذه الجمعية لتحصل على الحماية والدعم، وتبدأ معهم سلسلة من العذابات لتستطيع فقط استخراج شهادة ميلاد لهذا الطفل، وتواجه من قبل المسئولين عن السجلات المدنية بمطالب تبدو بالنسبة إليها محض خرافة، فقد طلبوا منها اخطار ولادة وعندما سألتهم عما يكون هذا الإخطار أجابوها بأنه إقرار من المستشفى الذى ولدت فيه بتاريخ الولادة ونوع الجنين، ولم تفهم منى التى ولدت على أحد الأرصفة على يد واحدة من زميلاتها فى الشقاء معنى انه يجب عليها الولادة فى مستشفى ليكون هذا الطفل طفلها، وعندما لم تستطيع توفير اخطار الولادة قررت منى التخلى عن طفلها لأحد الملاجىء لينشأ لقيطا مجهول الأب والأم، ورغم أن منى استطاعت ببساطة ان تنقل لى إحساس خوفها وألمها لحظة الخطف والاغتصاب، إلا أنى عجزت حقا عن تخيل ألم أم تضطرها حماية طفلها إلى التخلى عنه وتركه ليتربى بعيدا. ما آلمنى أكثر وما يجب أن يقض مضاجع المسئولين فى هذا البلد أن منى ليست حالة وحيدة فى مصر، آلاف الفتيات اللاتى يتعرضن يوميا للاغتصاب، وآلاف الأطفال الذين يعشون بلا وجود أو هوية أو أمان، وآلاف الأمهات الخائفات والمحرومات من أبسط حقوق الأمومة فى رعاية أطفالهن.
منى وجه من آلاف الوجوه وفى بعض الإحصائيات ملايين الوجوه لأطفال وطفلات تتعامل معهم الداخلية باعتبارهم مجرمين، ونفكر فقط عندما نراهم كيف نحمى أنفسنا وسياراتنا وحدائقنا ومتنزهاتنا منهم، وتفكر الدولة كيف تلقى بتبعة تفاقم ما أسموه بظاهرتهم عن كاهلها إلى كاهل الجمعيات والمؤسسات الأهلية، ويفكر النقاد والمثقفين فى إدانة مخرجة سلطت عليهم الضوء باعتبارها أساءت لسمعة مصر، وكأنهم ليسوا مواطنين مصريين لن نكفى أن نغمض عيوننا عنهم حتى يعود ثوبنا أبيض من غير سوء.

لمياء لطفى



#لمياء_لطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يعلموننا الانحناء
- قضايا اثبات النسب بين الازدواجية والتواطؤ
- عودة ال....... ليس فيلما: بطولة الداعية أحمد الفيشاوى.. وأبو ...
- المقاومة عبر الابداع: قراءة فى رحيل المرافئ القديمة لغادة ال ...
- قتل النساء فى ظل غياب القوانين


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لمياء لطفى - كل هذا الخوف: عرض لتجارب اغتصاب فتيات الشوارع