أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد المنصوري - أسس المرجعية عند الحركة الثقافية الأمازيغية، و أهم مميزات الخطاب الذي تتبناه















المزيد.....

أسس المرجعية عند الحركة الثقافية الأمازيغية، و أهم مميزات الخطاب الذي تتبناه


خالد المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الحديث عن أسس المرجعية الفكرية عند الحركة الثقافية الأمازيغية، هو حديث عن خصوصية الخطاب، ومدى تمايز خطابنا عن باقي الخطابات الرائجة في الساحة الجامعية، وهذه الأسس هي التي تضمن انسجام الخطاب وتماسكه، وتمنحه القوة والمناعة والفعالية، بمعنى أن المرجعية هي إطار شامل لتحديد رؤيتنا للعالم بالمنظور أو بالمفهوم الذي حدده " لوسيان غولدمان" لهذا المصطلح، ولهذا لابد من توضيح ما المقصود بالمرجعية من وجهة نظرنا حتى لا ننساق مع بعض المفاهيم الجاهزة التي تعيق التواصل الأمثل.
إن بعض الخطابات المتناولة في الساحة السياسية تربط المرجعية بأصنام مقدسة، أو بنص محدد وتقدمه على أنه لا يقبل النقاش، وهذا من خصوصيات الفكر الإطلاقي الذي يؤمن بمقولة :"أنا ومن بعدي الطوفان"? أو يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، والفهم الصحيح، وما عداه مجرد أساطير الأولين وهذيان المحمومين. ولهذا وجب الاحتياط من السقوط في منطق القوالب الجاهزة والتوجهات الاحتكارية لمفاهيم بشرية تخضع للتطور والتغير باستمرار. فالمرجعية لا تعني بتاتا نصا بعينه أو فكرة مطلقة جاهزة، بقدرما تعني مجموعة من الأسس والمبادئ والتصورات والمفاهيم التي تحدد الرؤية الاستراتيجية وسبل تجسيدها في الواقع عبر سيرورة زمكانية متحركة ومتغيرة، أو بعبارة أخرى هي اجتهاد بشري مفتوح يهدف إلى إسعاد المجتمع، وتطوير قدراته، وتنظيم أموره، وتسهيل سبل التعايش ? التواصل من أجل بناء صرح مجتمع متقدم، وحضارة متميزة في خدمة الإنسانية جمعاء، والمرجعية كذلك هي منبع متجدد لصياغة المواقف واتخاذ القرارات وبلورة رؤية شاملة للإشكالات والقضايا المطروحة على المجتمع، وعلى المؤسسات التي تنظم شؤون المواطنين في شتى مجالات الحياة.
وانطلاقا من هذا المفهوم، فإن الحركة الثقافية الأمازيغية حددت مجموعة من العناصر والمبادئ التي تؤطر تصورها للواقع ولمظاهر الحياة العامة. ولهذا، فإننا في الحركة الثقافية الأمازيغية نتبنى مرجعية ديناميكية، وهي حصيلة نضال البشرية من أجل مجتمع أفضل، وهو ما نعبر عنه بعصارة الفكر البشري المتنور، وهذا يعني الاستفادة من هذه العصارة من الناحية المفاهيمية والمنهجية والفكرية لاستيعاب آليات اشتغال المنظومات الفكرية المختلفة، وذلك لاستثمار هذا المخزون الإنساني من أجل صياغة تصور متميز، ينسجم مع تاريخنا وواقعنا المغربيين. وبمعنى آخر، نتبنى القيم الإيجابية للحداثة والتي ساهمت في الرقي بمجتمعنا البشري إلى ما هو أفضل، ونؤمن بالعقلانية، والعقل كآلية لفرز التراكمات المختلفة، وتحليل الواقع ودراسته للوصول إلى اقتراح الحلول المناسبة بعيدا عن الإسقاطات المتسرعة لمنظومات فكرية جاهزة. ولهذا نعتمد على آليات علمية ومناهج فعالة لبلورة خطاب مؤسس على معطيات علمية واضحة، وذلك لتأكيد الوقائع والبرهنة على مدى صحتها أو خطئها. وهذا ما أتاح لنا مجابهة ومقارعة الخطابات الديماغوجية بكل سهولة، وكذا فضح الإيديولوجيات الشمولية التي تعتمد على التضليل والمراوغة وعلى تأجيج العواطف لاستمالة الجماهير. ولصياغة مرجعيتنا المتميزة اعتمدنا على مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية والسياسية وعلى شتى مجالات المعرفة ( الانتروبولوجيا، اللسانيات، القانون، التاريخ، المنطق، السوسيولوجيا، علم الحفريات، الفكر الفلسفي...إلخ (.
ومن هنا، فإن الحركة الثقافية الأمازيغية لا تؤمن بقدسية الأفكار البشرية والمنظومات الفلسفية، وبالمقابل تؤمن بدينامية الفكر، وحركية التاريخ، وتعدد أوجه الحقيقة، إذ ليس هناك حقيقة بشرية مطلقة أي إننا نتبنى النسبية في التفكير، ونؤمن بتعدد الاجتهادات والتصورات والرؤى، ولذلك ندافع باستمرار عن حق الاختلاف وعن التعدد الفكري واللغوي والثقافي والسياسي كمدخل لإشاعة ثقافة حقوق الإنسان، وفتح أبواب الحوار أمام جميع مكونات المجتمع من أجل تفاهم أفضل. كما نؤكد على أن الديمقراطية، كآلية وكقيم، ضرورية لإفراز مؤسسات وهياكل ومنظمات مسؤولة أمام الجماهير والقواعد الشعبية وتكون قابلة للمراقبة والمتابعة والمحاسبة، وذلك من أجل دمقرطة المجتمع ودمقرطة السلطة السياسية وكافة التنظيمات والقوى الفاعلة في المجتمع. وفي هذا الإطار، تناضل الحركة الثقافية الأمازيغية من أجل أن تسود الديمقراطية قيما وممارسة داخل الحرم الجامعي وخارجه، وتلح على ضرورة احترام إرادة الجماهير في صياغة القرارات وتنفيذها، وكذا الالتزام باستقلالية منظمتنا النقابية "أوطم" عن الدولة وعن مختلف القوى السياسية وذلك لتدبير شؤونها بشكل حر وديمقراطي، وبعيدا عن كل أشكال التبعية والوصاية.
وفي جانب آخر، أقرت الحركة مبدأ التضامن مع جميع الشعوب المضطهدة في العالم، وذلك انطلاقا من كون هذه القضايا ذات طابع إنساني. وفي هذا السياق، ننتقد المكونات الطلابية الأخرى التي تقدس قضايا الشرق الأوسط، وتغض الطرف عن قضايا شعوب أخرى مضطهدة، وأقربها إلينا شعب الطوارق الأمازيغي الذي يناضل من أجل البقاء، ويكافح ضد أنظمة عسكرية توتاليتارية جنوب منطقة "تامزغا".
وهكذا، تجد بياناتنا المختلفة تسجل تضامننا مع كل الشعوب التواقة إلى التحرر والانعتاق ومنها (الطوارق، الأكراد، فلسطين، الشيشان، أفغانستان... الخ (
وعلى صعيد آخر نعتبر الوعي بالذات هو المدخل لفهم مختلف الصراعات الحاصلة في المجتمع، والإنسان الذي يعيش استلابا فكريا وحضاريا لا يمكن له أن يرى الأمور على حقيقتها، مادام عقله في الشرق الأوسط أو في مكان آخر، بينما كيانه يتواجد بأرض المغرب. ولهذا نرى أن الهوية الأمازيغية للشعب المغربي يجب أن تتجسد في المجتمع وفي مختلف مؤسسات الدولة، وذلك عن طريق دسترة اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، وإدخالها إلى كل الإدارات والمؤسسات ومجالات الحياة العامة والخاصة.. ويجب أن تحظى بتكافؤ الفرص أمام اللغة العربية، وكذا يجب إعادة قراءة وكتابة التاريخ المغربي المؤدلج، وذلك انطلاقا من رؤية وطنية وبمناهج علمية، واستثمار القيم الأمازيغية والتراث المغربي النير والمشرق، من أجل الرفع من وتيرة التطور والتنمية.
إن هذه الإجراءات وغيرها سوف تحصن الذات المغربية ? تمنعها من الانسياق وراء الوهم العروبي الذي يحتقر هذه الذات، ويمجد كل ماهو آت من الشرق الأوسط. بمعنى أن المواطن المغربي يجب أن يحس بوطنيته ويتمتع بمواطنته وحقوقه المشروعة. وهذا يتطلب بناء ثقافة وطنية جادة وملتزمة بقضايا الإنسان، وكذا يجب العمل على تشجيع ثقافة الحوار والتسامح والانفتاح، وبالمقابل مناهضة كل أشكال التطرف والتزمت، ومظاهر العنف التي تنخر جسد المجتمع المغربي، وذلك لأننا نعتبر أن الخواء الفكري والعقلية التكفيرية التي توظف الدين الإسلامي الحنيف من أجل تحقيق أغراض ومصالح سياسية ضيقة، هذه المعطيات هي التي أنتجت وغذت التطرف الأعمى الذي أزهق أرواح المغاربة والأجانب في الأحداث الإجرامية المؤلمة التي هزت مدينة الدارالبيضاء يوم 16 ماي 2003? والتي استنكرناها كحركة ثقافية أمازيغية في البيان الوطني الصادر عن التنسيقية الوطنية، ونددنا بهذا المسلك أو الفعل الشنيع الذي رفضته مختلف القوى الحية للمجتمع المغربي.
لذا، فنحن في الحركة الثقافية الأمازيغية نعتبر الدين الإسلامي ? الذي هو دين الغالبية العظمى للشعب المغربي ? دينا يدعو إلى الحوار والتسامح وليس إلى القتل والتكفير، ونؤكد على وجوب احترام الشعور الديني للمغاربة، ونؤمن بحرية المعتقد الديني، وبحق المغاربة الذين يدينون بديانات سماوية أخرى، في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.
لذا، ليس من حق أي طرف فرض الوصاية على الدين الإسلامي أو احتكاره، أو استغلاله لأغراض سياسية أو لمصالح شخصية. فللحقل السياسي مجاله وشروطه وآلياته وقوانينه، والتي تخض لمعايير دنيوية يتفق عليها أهل السياسة من أجل ضبط الممارسة وخدمة المجتمع والأفراد.
أما الدين فهو مجال مقدس لا يجب تدنيسه بممارسات سياسوية تستعمل فيها كل الأسلحة المشروعة منها وغير المشروعة من أجل كسب الرهان وربح المعارك الانتخابية والفوز بالمناصب والمقاعد المريحة، وذلك لأن الدين معطى مشترك بين المواطنين المغاربة بينما البرنامج السياسي يختلف من حزب لآخر، وادعاء المشروعية الإلهية لممارسة السلطة معناه إلغاء إرادة الشعب وضرب اختياراته والتمهيد لتكريس سلطة استبدادية باسم الدين. ولعل التجارب في هذا الميدان أثبتت أن هذا التوجه التيوقراطي جر على المجتمعات البشرية ويلات وكوارث ومعاناة وقهر لا مثيل له في التاريخ، لذا يجب عدم السماح بتكرار التجارب الفاشلة، التي لن نجني منها سوى المزيد من التخلف والدمار الشامل لمختلف المكتسبات والإنجازات التي حققتها البشرية بعد كفاح طويل ضد الاستبداد والتسلط.
وهكذا، فمرجعية الحركة الثقافية الأمازيغية تتسم بالانفتاح والعقلانية والدينامية والتسامح والنسبية والديمقراطية، وخطابنا خطاب علمي مؤسس على مجموعة من المعطيات والحقائق، وهذا كفيل بضمان انسجامه وقوته وفعاليته.



#خالد_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد المنصوري - أسس المرجعية عند الحركة الثقافية الأمازيغية، و أهم مميزات الخطاب الذي تتبناه