أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - تمسيد القنفذ














المزيد.....

تمسيد القنفذ


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهى كل شىء... احتل العراق بثلاثة اسابيع... سقطت بغداد بدبابتين...صدام وجدوه في حفرته وحيدا.
ولان الصيد كان سهلا, ارتكبت امريكا الكثير من الاخطاء. دولة عظمى تمتلك ناصية العلم والتكنولوجيا والكفاءة الادارية العالية, لكنها لم تستطع التعامل مع قضايا بسيطة بساطة البداهة وبشكل يثير الحيرة. ابتداءا من الغاء اجهزة الدولة بجرة قلم مرورا بترك حدود العراق مشرعة امام كلاب القاعدة الضالة واجهزة استخبارات دول تعتبرها عدوة... واتنهاءا بعجزها عن تأمين ابسط الخدمات لسكان البلد الذي توسلت تشريع احتلاله بقرار دولي.
قال الرئيس الامريكي بوش حينها, بأنه يريد محاربة تنظيم القاعدة الارهابي في العراق بدلا من محاربته في امريكا. ولكنه لم يفعل. فقد كانت الميليشيات المختلفة تتدرب تحت سمع وبصر قواته. كما كان جنوده يطلقون سراح ارهابيين بعد اعتقالهم متلبسين بجرمهم بدون سبب مفهوم. وفي تراجع فاضح عن اداء دورهم كجيش دولة محتلة ازاء سكان البلد المحتل , كان جنود نقاط التفتيش الامريكية حول ديالى يستفسرون من العوائل المهجرة من بعقوبة عن طائفتهم ليرشدوهم الى طرق تسيطر عليها ميليشيات طائفتهم, حفاظا على حياتهم. ياللانسانية!!!
وكان دبلوماسيون من الاتحاد الاوربي قد ابدوا خشيتهم من ان يكون الجيش الامريكي ضحية دور سري لجهاز المخابرات المركزية الامريكية, لكنهم لم يبينوا كنهه. فهل يعقل ان يعمل جهاز استخبارات دولة ضد جيشها وهو في حالة حرب؟كما ان شيوخ صحوة الانبار قد طالبوا الجيش الامريكي بالحزم مع الارهابيين.
نظرية المؤامرة تقول بأنهم يتعمدون ذلك. وهذا يجافي المنطق. فجنودهم الذين يقتلون ومواردهم تهدر وكرامتهم تهان في حين ان السيطرة على الوضع الامني تخدم مصالحهم, فهي تجعل استثماراتهم تتوسع وارباحهم تتضخم وهيبتهم تتنامى.
بعض فكاهيي الصحوة الاسلامية من ايديولوجيي نظرية المؤامرة يدعون, بانه ماجاء الامريكان الا ليقضوا على الاسلام... ولكن هل ترك الاسلاميون للامريكان شيئا من الاسلام لتخريبه؟ فانهم من خلال جهادهم وفتاواهم وممارساتهم أساءوا للاسلام بشكل لايمكن ان تفكر به شياطين الجن والانس مجتمعين.
البعض فسرها بأنه تكريس لمفهوم " الفوضى الخلاقة" (هل يمكن ان تكون الفوضى خلاقة؟) وهو مايقوم به الامريكان لادامة تواجدهم. ولكن هل هم بحاجة لذلك فعلا؟ .. فمسألة تواجدهم اصبحت محسومة بفضل حملات التقتيل الطائفي المتبادل التي جعلت من الناس شيعة وسنة وديانات اخرى تلوذ بالمحتل الامريكي لحمايتها من ابناء جلدتها وطائفتها وتهديدات دول الجوار.
يدعي البعض بأن مشاريع المصالحة تتطلب التغاضي عن جرائم معينة لخدمة مصالح عامة... ولكن أليست المصلحة العامة هي ايقاف نزيف الدم اولا؟ فلماذا لم يتوقف نهرالدم من التدفق لنتصالح؟
ان الحزم هو مايحتاجه الوضع الحالي وليس سياسة تمسيد القنفذ, لان سياسة التساهل مع قوى الارهاب سواء كانت عصابات القاعدة او ايتام النظام البائد او الميليشيات الطائفية او عصابات الاجرام, ستلد لامحالة مسخا يسمى دولة العراق الاسلامية بغض النظر عن طائفتها, بدون عراقيين لانهم سيكونون قد قضوا على يد مجاهديها.
الامريكان ماينحزرون!... كما يقول العراقيون لذا فان اعتماد برنامج عمل وطني ديمقراطي يستند الى تحالف شعبي عريض ضد العنف والطائفية ومن اجل تكريس حقوق المواطنة والانتماء للوطن... والوطن فقط, هو الحل.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب هو الضحية... الدين هو الجاني
- أنسنة الدين !
- الاول من آيار, ثلج ...خزامى احمر...تضامن
- هل -رهبوت خير من رحموت-؟
- سعادة الطفل العراقي...اولوية !
- اين نحن من مازوشية هؤلاء وسادية اولئك؟!!
- الحجاب يباب
- قانون ديمقراطي للاحزاب لتقويض الطائفية السياسية


المزيد.....




- -أريد استعادة جلدي-.. شباب يعمدون إلى إزالة الوشوم بسبب شعور ...
- الحرب التجارية.. الدولار يهبط لأدى مستوى منذ 2022 أمام اليور ...
- خمس دقائق بين الموت والحياة
- الجراد الصحراوي يجتاح جنوب ليبيا مجددا... خطر يهدد المحاصيل ...
- ردا على ترامب.. الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريك ...
- دونالد ترامب يوقع قرارا رسميا -للعناية بشعره الجميل-!
- نائب عن -حزب الله-: منفتحون على أي حوار داخلي تطلقه الدولة ا ...
- أزمة جديدة.. سحب كريمات تجميل شهيرة بسبب احتوائها على مادة م ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى -تصحيح أخطائها-
- أنقرة.. ندعم الحوار بين موسكو وواشنطن ونرحب به


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - تمسيد القنفذ