|
خذوا الحكمة من افواه المتصوفة
سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 08:28
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
منذ اليوم الاول لانطلاق مسيرة عمل مجلس النواب العراقي ورئيسه ،محمود المشهداني (جبهة التوافق ) ،لايضيع فرصة ـ لا ندري ان كانت بقصد او بدونه ـ لاثبات انه ليس مجرد عضو برلمان انتخبه زملائه لادارة جلسات عملهم ،وانما هو مؤسسة صنع قرار هذا المجلس ،او ،وبمعنى ادق ،هو اداة تمرير القرارات التي يجب ان تصدر باسم او بماركة مجلس النواب ،وبين هلالين : ممثلي الشعب والسلطة التشريعية . وقد دأب السيد المشهداني على استخدام اساليب التهكم والسخرية او تجاهل الاصوات المعارضة او المحتجة على القرارات التي يجب ان تصدر باسم المجلس ،ليردف بها تصميمه اللامبرر ـ بالنسبة لبعض من تنقل لنا اصوات احتجاجهم وسائل الاعلام من زملائه على الاقل ـ على تشريع ما يدخل به الى قاعة المجلس من مشاريع القوانين ويجب ان لايخرج من تحت قبة البرلمان من دون اقرارها ،ولو كلفه ذلك العراك والشتم لنواب كتلته البرلمانية انفسهم .. بالمناسبة ،من الطريف والملفت هو ان نواب كتلة المشهداني هم اكثر المعترضين على قرارات المجلس ،او هذا ما يتظاهرون به امام وسائل الاعلام على الاقل ،وهم كذلك ،اصحاب النصيب الاكبر من اهاناته وشتائمه . الا ان المشهداني له ميزة اخرى لابد من تسجيلها له وهي شطحاته اللاصوفية ـ المشهور عنه انه متصوف ـ التي يوظفها في اغلب لحظات تجليه للكشف عن حقيقة لعبة التدليس التي تمارسها ادارة الاحتلال وادواتها الحكومية ـ للامانة الرجل لا يستثني اعضاء كتلته البرلمانية من الضلوع في لعبة التدليس هذه ـ بحق الشعب العراقي ،تحت قبة البرلمان وفي دهاليز مجلس الوزراء على حد سواء . الا ان افضل تجليات الرجل المشهود له بها هي تلك التي يفلت لسانه بها بالتزامن مع (اشراقات عقله النير) لينشر فيها القطع الاشد قذارة من بين غسيل الحكومة العراقية والتي كان آخرها ما جاد به علينا في جلسة مجلس النواب ليوم 9/5 /2007 والتي اتهم فيها ثلاثة ارباع اعضاء مجلس النواب ـ لم يستثني منهم اعضاء كتلته البرلمانية ـ بالمسؤولية عن جرائم القتل المجاني والتهجير القسري التي يتعرض لها الشعب العراقي! شطحة المشهداني تلك ، جاءت على خلفية مطالبة اثنين من اعضاء البرلمان باستدعاء رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع لمسائلتهم عن سبب ومسؤولية جرائم القتل والتهجير القسري التي يتعرض لها الشعب العراقي ،كما اسلفنا . المضحك المبكي في الامر هو ان المشهداني قد اتبع اتهامه الخطير ذاك بواحدة من اشد سخرياته لذاعة وكشفا للمستور والتي تمثلت برده على احد نواب كتلته : (انتم قادة البلد وساسته واليوم فقط تذكرتم مسائلة الحكومة عن جرائم القتل والتهجير وهي تجري على مرأى ومسمع منكم منذ عام كامل ... ثم اننا سبق وان بعثنا بكتاب استدعاء لرئيس الوزراء ووزيريه ولم يستجيبوا لاستدعائنا )!! وهذا ان دلل على شئ فانما يدلل على ضعف السلطة التشريعية (مجلس النواب) وعدم سيطرته على السلطة التنفيذية (الحكومة) التي تعمل كسلطة مستقلة عن ارادة المجلس ، التي ،من المفروض انها انبثقت عن كتله التمثيلية . الملفت للنظر ان السيد المشهداني لم يتراجع عن (هفوته) تلك ولم يعتذر لزملائه ،رغم ان اغلبهم قاطع الجلسة غاضبا وخرج ،بما فيهم ـ بل كانوا في مقدمة المقاطعين الغاضبين ـ اعضاء كتلته ؛وهذا ما يدعم ما ذهبنا اليه من ان المشهداني هو مفوض بما هو اكثر من رئاسة برلمان ،وانه يتعامل مع زملائه كسلطة مستقلة ومخولة وخارج حدود سيطرة البرلمان واجماع اعضائه ! ويبدو ان اشد المعترضين على اتهام المشهداني ذاك كانوا اعضاء كتلته انفسهم لانه ختم تلك الجلسة الساخنة بضرب ـ بمساعدة افراد حمايته الخاصة ـ النائب حسين الفلوجي ،وهو احد نواب كتلته البرلمانية والحزبية ايضا ! الغريب هو ،رغم ان شطحات المشهداني صار احصائها يملأ سجلا كاملا ،الا ان احدا لم يتقدم بطلب لعزله او تنحيته عن رآسة مجلس النواب ،لا من اعضاء كتلته ـ الذين ذاقوا من اهانته واعتدائاته بالضرب الامرين ـ ولا من باقي الكتل ! وكأن سلوكيات المشهداني الشاذة صارت واحدة من بين مواد نظام المجلس الداخلي التي لايمكن تجاوزها او الاقتراب منها . ترى ،أي سلطة تشريعية تلك التي لا تستطيع السيطرة على سلطتها التنفيذية ،واي برلمان ذاك الذي لا يستطيع تنحية رئيسه الذي يشبع اعضائه ضربا واهانات ؟! ترى من كان خلف الاتيان بمثل هذا الرئيس الموهوب للبرلمان العراقي ؟ ولمن يخدم مثل هذا الرئيس الذي يعترف على الملأ بمعرفته ومعرفة اعضاء برلمانه بمن يمارس قتل وتهجير ابناء شعبه ويسكت عنهم ويداري على جرائمهم ،ان لم يكن هو من بينهم ؟
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعر ومهمة البحث عن السؤال
-
جبهة التوافق وعصا الطاعة الامريكية
-
نقابات العمال والعمل السياسي
-
ماذا لو انسحبت امريكا من العراق ... ؟
-
الذئب الزجاجي
-
سيرة جدار
-
جبرا ابراهيم جبرا والرواية العراقية
-
ازمة المالكي الجوية
-
مسرحية-حذاء ملكي
-
العلمانية ومهمة بناء المجتمع الحديث
-
انجاز جديد مضاف لحكومة المالكي
-
مؤسسات المجتمع المدني وبناء العملية الديمقراطية
-
منظمة مجاهدي خلق في معادلة التوازن الامريكي – الايراني
-
هل نحن على اعتاب حرب باردة جديدة؟
-
في سبيل بناء مجتمع مدني
-
على حافة الراس
-
لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي
-
ايران و استراتيجية بوش الجديدة
-
ايران وحلم الضيعة العراقية
-
مكافآت الصبيان
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|