أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السعدي مصطفى - ماي 2005- ماي2007 سنتين من عمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية















المزيد.....

ماي 2005- ماي2007 سنتين من عمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية


السعدي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماي 2005- ماي2007
سنتين من عمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية(*)
بمرور18 ماي من هذا الشهر نكون أمام سنتين من عمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها جلالة الملك في خطاب 18 ماي 2005 , مما يفرض الوقف أمام حصيلة سنتين من اجل التقييم والمتابعة ..من خلال الفقرات التالية:
1- المبادرة وتكريس الفاعل الوحيد
2- المبادرة والطابع ألاستعجالي
3- المبادرة والمجتمع المدني
4- المبادرة وبعض شروط النجاح
5- المبادرة و الالتزام
1-المبادرة وتكريس الفاعل الوحيد

كرست المبادرة مرة أخرى إشكالية النظام الديمقراطي بالمغرب فالشكل الذي تم به الإعلان عن" المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "و انجازها الى حدود الان يدفع إلى تأكيد أن بنية النسق السياسي المغربي القائم على العلاقة المباشرة للمؤسسة الملكية مع المواطن يتضح ذلك من خلال 3 مستويات:
الأول يظهر في الخلفية السياسية للمبادرة قائمة على توطيد ذلك الارتباط الملكي المباشر مع الموطن، وبالتالي تجاوز كل الفاعلين السياسيين الآخرين مما يؤكد أن النخبة بالمغرب لازالت ترتكن إلى ما تقدمه المؤسسة الملكية في حالة انتظار وهرولة وبالتالي تكريس عجز الاحزاب وتأكيد دور المؤسسة الملكية في الارتباط بالمجتمع مع ما يصاحب ذلك تكريس غياب لكل وساطة بين الملك والمجتمع، وهذا ما يميز الديمقراطية المغربية.
وبالتالي تظل الحكومة،الأحزاب والنـقـابـات يقتصر دورهم فقط في تنشيط الحياة السياسية و إضفاء طابع المشاركة السياسية عليها وتزكية ما تقوم به المؤسسة الملكية ولا يملكون دور أساسي في رسم مختلف توجهات الدولة (المبادرة / الحكم الذاتي /هيأة الانصاف والمصالحة/الجنسية للابن من ام مغربية ) ، وهكذا يبقى دور الفاعلين السياسيين الآخرين ثانوي إلى جانب الفاعل السياسي الأساسي ولا يرقى دورهم إلى درجة الفاعل الحقيقي في توجيه وصنع القرار السياسي مما ينتج عنه غياب مضمون حقيقي وواضح لمفهوم التعددية السياسية القائم على تعدد البدائل السياسية المطروحة.
والثاني يتعلق بالمضمون العام للمبادرة رغم الاستحسان الكبير الذي لاقته من قبل غالبية الأحزاب السياسية و فعاليات المجتمع المدني إلا أنها لم تحترم تطلعات ومتطلبات هذا الأخير الذي غيب تماما أثناء صياغة الخطوط الكبرى للمبادرة فهذا التغييب يزكي غياب مفهوم الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركي الذي يتردد في خطاب الدولة ومبادراتها على كافة المستويات و المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.
لأن المعضلة الاجتماعية هي معضلة الجميع كما جاء في الخطاب و بالتالي لن يكون الحل الأمثل إلا بمشاركة الجميع في التفكير وفي تنفيذه وفي أنجاز التقييم، كما أن غياب ذكر أسباب المعضلة ومسبباتها واستمرار نفس النهج .. يجعلها تسقط مرة أخرى في الشعارات التي طبعت البرامج التنموية السابقة.
و الثالث يتمثل في أنجازبرامج المبادرة سواء في البرنامج ألاستعجالي أو برامج السنة الماضية أو الحالية قام به جلالة الملك سواء عند تدشين أو وضع الحجر الأساس في أغلبها مع ما يصاحب ذلك من مسلكيات يقوم بها المسؤولون ,تتعارض أحيانا مع أهداف المبادرة . من أجل مرور الزيارة الملكية بسلام
2- المبادرة والطابع ألاستعجالي

تم الاعلان عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تتضمن حلولا للمعضلة الاجتماعية قبل صدور تقرير 50سنة من التنمية البشرية وأفاق سنة 2025 الذي تضمن تشخيص هذه الوضعية فعلى سبيل المثال برنامج محاربة الفقر في العالم القروي وبرنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي في الميدان الحضري تتواجد الخطوط الكبرى والحلول المقترحة في التقرير الموضوعاتي الذي أعده محمد عياد وأمينة بلافريج (انظر الصفحات 16-18-41-42-68 من التقرير الموضوعاتي السالف الذكر).
وكذلك تم إعلان عن المبادرة يوم واحد قبل مصادقة البنك الدولي على برنامج التعاون الأسترتجي بين هذا الأخير و المغرب التي تتمثل في:
- تعزيز التنمية البشرية من خلال دعم التمدرس , المساواة بين الجنسين، الخدمات الصحية،بنيات تحتية .
- تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الربط بين فرص الشغل والتقليص من الفقر في المدن والبوادي على السواء
- التقليل من خطر الجفاف عبر دعم الإصلاحات في مجال الفلاحة للانتقال إلى الزراعة الاستهلاكية و المحافظة على الماء حيث يتوقع البنك الدولي أن نصيب الفرد من الماء سوف يقل إلى النصف بحلول سنة2020
عند اطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كانت تعتبر جزء من المشروع المجتمعي تم تحولت الى ألية للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
و عرفت عملية تشكيل اللجان المحلية و الاقليمة واعلان طلب المشاريع نفس الاستعجال بذريعة احترام الآجال المحددة لها وهو عمل كان من المفترض أن يسبق تكوينها، حيث طلب من الجمعيات مثلا إعداد مشاريع متيحة لدخل في أقل من عشرة أيام كيف يمكن تقديم مشاريع تنموية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعتمد التشخيص التشاركي، التخطيط الاستراتيجي وتستجيب لتطلعات الساكنة عبر إشراكها في تحديد حاجياتها وأولوياتها داخل هذه المدة؟ إذا علمنا أن مثل هذا العمل يتطلب قدرة كبيرة على الإصغاء وتنظيم حلقات متعددة وعنصر بشري مؤهل يستطيع بلورة مشاكل وحاجيات المواطن في مشاريع تنموية... كما أن هناك جمعيات لاتزال تنتظر الشطر الاول من التمويل لمشاريع مدرجة في برنامج2006.
تتضح عملية الاستعجال كذلك في عملية تحديد ألأحياء والجماعات القروية المستهدفة فالخطاب الملكي حدد 360جماعة و250حي لكن المذكرة التوجيهية لانجاز مشاريع المبادرة حددت 348 جماعة و260 حي
3 المبادرة والمجتمع المدني

دعوة المبادرة المجتمع المدني للمشاركة في إنجازها جاء ليس نتيجة الخبرة التي أصبح يتمتع بها وقدرته على انجاز المشاريع التنموية قربه من المواطن خصوصا في الأحياء والدواوير المهمشة بل استجابة للمطلب البنك الدولي ودعوة الامين العام للأمم المتحدة من خلال ورقة عمل قدمت في ماي2003 تحت الأمم المتحدة والمجتمع المدني
ومن جهة أخرى تماشيا مع أجندة 21 التي تضمنت في الفصل 27 تعزيز دور المنظمات غير الحكومية في التنمية المستدامة حيث أكدت على ضرورة التعاون و الاتصال بين المنظمات الدولية و الحكومات المحلية والمنظمات غير حكومية كما حثت على التشاور مع المنظمات غير الحكومية من اجل وضع السبل الكفيلة بإشراك هذه المنظمات(ص415الفصل 25)
كما هناك رهان أخر للدولة يثمتل في استقطاب نخب المجتمع المدني لها مصداقية وشابة أكثر من نخب الاحزاب وفي المحاولة احتواء الشأن الجمعوي للتحكم في أتجاهته خاصة بعد بروز مطالب الإصلاحات السياسية الاقتصادية داخل الجمعيات.
4 المبادرة وبعض شروط النجاح

أذا كانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أحدى مكونات المشروع المجتمعي للعهد الجديد تحمل مقاربة جديدة للتنمية وتقوم على سياسة مندمجة ضمن رؤية شمولية فأن نجاحها رهين بتوفر مجموعة من الشروط هذه بعضها :
* الديمقراطية السياسية التي تشكل العتبة الأولى في سلم التنمية فلا يمكن الحديث عن التنمية في غياب ديمقراطية حقيقية التي تمكن المواطن من ممارسة جل الحقوق السياسية والمدنية
* تجاوز مقاربة التقليدية للتنمية التي تعتمد تلبية الحاجيات إلى المقاربة التي تمكن من تلبية الحاجيات والاستفادة من ممارسة الحقوق المدنية و الاجتماعية
* اعتماد التشاور من خلال أشراك الفاعلين المحلين لبلورة مشاريع حقيقية تهدف إلى توفير حاجيات المواطن أو حل مشاكله
* الاستمرار في تأهيل العنصر البشري في الميدان الاجتماعي من خلال تكوين يتلائم وطبيعة العمل الاجتماعي
* الموضوعية في أنجاز مشاريع المبادرة وذلك بتجاوز الحسابات السياسوية واستبعاد الرغبة في التحكم في نتائج انتخابات 2007 لأن المعضلة الاجتماعية للحد الذي لا يمكن التهاون فيه
* توحيد الجهود عبر أعادة النظر في أدوار المتدخلين في الميدان الاجتماعي على صعيد الحكومة والمؤسسات الأخرى
* إخراج بعض ألاليات المنصوص عليها في برنامج المبادرة إلى حيز التطبيق لأنها تشكل الضمانة الحقيقية للتتبع وتقييم أنجاز المبادرة

5- المبادرة و الالتزام

جاء في الخطاب الملكي ليوم 18 ماي 2005 " ...وإنه لعهد وثيق يجب أن نأخذه جميعا على أنفسنا لتكريس كل الجهود، من أجل انتشال الفئات والجهات المحرومة من براثن الفقر والإقصاء والتخلف، وتمكينها من الأخذ بناصية التقدم، وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، باعتبارها المعركة الأساسية لمغرب اليوم والغد" فهل سنوفي بالعهد؟

(*) مصطفى السعدي
مدير مركز التنمية المحلية
[email protected]



#السعدي_مصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السعدي مصطفى - ماي 2005- ماي2007 سنتين من عمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية