أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - قادة في العراق














المزيد.....

قادة في العراق


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبرر القادة السياسيون في العراق اجراءاتهم او قراراتهم باعتبارها نتيجة ضغوط قواعدهم وجماهيرهم. وكذلك تبرير تهديداتهم، ومنها مواقف حادة تتقاطع مع الاتجاهات المعلنة سابقا. ان تبرير المواقف القرارات والتهديدات، وغيرها يعني عدم اقتناع القائد به بالكامل، ويبدو عندها ضحية للموقف الجماعي والاغلبية (وياتي التبرير بان الجهل منتشر بين الجماهير والشعب). وهذه التصرفات تحدد دور القائد في عكس مطالب الاغلبية في الصياغة على شكل مطالب او تهديدات او انذارات او اجراءات عبر بيانات وتصريحات ومذكرات عبر وسائل الاعلام، مع ما يرافق ذلك من انفعالات وهيجان عصبي وحركات هستيرية!.
ان ذلك هو دور قديم للقائد او شيخ العشيرة، ويعبر شاعر، في الجاهلية، في تبريره تواجده في المكان الخطا وكذلك الزمن الخطا في ضغط الجماعة (القبيلة) رغم معرفته باشكاليات ذلك الموقف، فكانت تداعياته:
فلما عصوني وكنت منهم وقد ارى
غوايتهم واني غير مهتد
وهل انا الا من غزية ان غوت
غويت وان ترشد غزية ارشد
فهو ضحية لموقف جماعته وقبيلته، ورغم ايمانه المغاير لذلك الموقف (انظر كلمة عصوني).
ويتشبه بالشاعر (دريد بن الصمة) قادتنا السياسيون فيظهروا باعتبارهم ضحايا الجموع ويقدمون اعذارا واوهاما وتبريرات شتى (وردت امثلة في مقالات عديدة على المواقع الالكترونية). فان كانت القبيلة والعشيرة بعلاقتها الخاصة (شيخ العشيرة اب لكل الافراد، علاقة ابوية) منعت الشاعر من مغادرة المكان للوقاية من ضربة!. فان القادة السياسين يخشون عاقبة مواقف مغايرة، حيث تنفض جماهيرهم من حولهم! واشكالية الانتخابات القادمة. ورغم اختلاف الزمان والمكان والاسباب فان النتيجة واحدة، حيث يتخلف القادة عن صياغة راي عام ينسجم والتغيرات في الواقع والعالم، وتخشى كوادر مهنية مخالفة خطا شائع.
ويرفض شاعر عراقي في ثلاثينات القرن الماضي موقف دريد بن الصمة باصرار، بقوله:
ولا قائل: اصبحت منكم، وقد ارى
غوايتكم او انني غير مهتد
ولكنني ان ابصر الرشد اؤتمر
به، ومتى ما احزر الغي ابعد
فيتجاوز ثوابت العرب منذ الجاهلية! وتظهر بشكل واسع في هذه الايام في تصرفات القادة السياسيين او غيرهم من قادة المجتمع مثل اساتذة الجامعة وكوادر الصحافة ... الخ. والاشارة الى الرشد باعتباره محرك اساسي للسلوك والتصرفات وبناء المجتمع. ويتجاوز العصر في اشارته الى احتمالات الغي (احزر الغي)، واحتمالات خطأ الموقف والاجراء والتجمع والاستجابة للنداءات مهمة جدا، فلا ينتظر النتائج ليعرف الخطا بل يخمن ذلك. اما القادة في العراق هذه الايام يشكون للعالم ضعفهم في تصريحاتهم عبر الفضائيات (تنقل الفضائيات الاحداث لكل العالم)، وهذه صيغة اعتذار من العالم المتقدم. ويتسابق البعض على التصريحات والانذارات الحادة مع الاشارات والاصوات العالية، فيظهر الجانب الهستيري (الرحامي) من الشخصية، عندما يكون الهدف جذب الانتباه للموقف والتصرف وطريقة التصريح.
ان القائد من يشكل الراي العام، ويكون دافعا له ومحركا لكل مصادر تشكيله (الندوات وورش العمل والاعلام والاحزاب والجمعيات وغيرها). الا ان ذلك مفهوم حديث على قادتنا، حيث يتشكل الراي العام من اقوال القائد (صاغ صدام احاديث طلب حفظها من قبل الطلبة ووضعها على الكتب الرسمية!)، وتكون بعدها المظاهرات العارمة (طلبة المدارس والجامعات وعمال القطاع العام)، حيث اوامر القيادة، وقد طالبت تلك الفئات في بلد اخر قائدا مهزوما! بل سبب رئيسي للهزيمة ليبقى في السلطة. لنترحم على القائل:
سلام على خالع من غده فخارا على امسه الدابر
الدكتور جواد الديوان




#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بعد لقاء السوداني والشرع، ما دلالات ذلك بالنسبة للعراق وسوري ...
- هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تُكبد قناة السويس خسائر بـ6 م ...
- اليمن.. الحوثيون يعلنون ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الأمريكية ...
- قاضية أمريكية تعلق العمل بخطط إدارة ترامب لتنفيذ عمليات التس ...
- الأمين العام لحزب الله: نزع سلاحنا بالقوة خدمة للعدو الإسرائ ...
- دعاوى جنائية ضد المتورطين في تزوير ملفات الجنسية الليبية
- -واشنطن بوست-: روبيو ووالتز يؤيدان تدمير القدرات النووية الإ ...
- ترامب لا يستبعد وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
- انكشف أمرها بعد 16 عاما.. إسبانية تدعي فقدان القدرة على الكل ...
- -تشرنوبيل الصامتة-.. كارثة جيولوجية نادرة في بحر آرال!


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - قادة في العراق