جريس الهامش
الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإنتخابات في أي بلد من بلدان العالم المتمدن فرصة ممتعة لجميع أفراد الشعب وطبقاته المختلفة ليعبروا عن اّرائهم واجتهاداتهم لتطوير حياة الشعب عموماّ وحياتهم الخاصة وتطوير بلدهم ووطنهم ليأخذ مكانه المحترم بين الأمم بمقدار ما يحترم الإنسان والرأي فيه ..... كان عرساّ يوم الإنتخاب
في فرنسا في 22 نيسان المنصرم شاهدناه بأنفسنا وشاهدنا البشر والفرح على الوجوه في كل مكان .. عامل بريد مناضل , وفلاح يساري مناضل صديق للثورة الفلسطينية وسيد محترم يدافع عن البيئة وسيدة تقود الحزب الشيوعي على كل حال ليست كالسيدة المماثلة في سورية التي تعمل في جبهة شهود الزور _ وسيدة أخرى تقود الحزب الإشتراكي ,, وحتى صيادي السمك قدّموا مرشحهم في مواجهة اليمين الذي يملك السلطة .... الكل في عرس وطني كبير يتكرر كل خمس سوات .... حتى أفريقيا تعلمت بل استعذبت شعوبها طعم الإنتخابات وفرحة عرسها رغم كل شوائبها من موريتانيا إلى الكونغو وجنوب أفريقيا وغيرها ...
وشاءت الصدفة في نفس اليوم 22 نيسان قيام مأتم الحرية وأبسط حقوق الإنسان في بلدنا الأسير سورية ... مسرحية يجترها نظام المافيا الأسدية
كل أربعة أعوام لإعادة تعيين الإمعات المدرّبة بنجاح على التصفيق والهتاف : بالروح بالدم - في ما يسمى , مجلس الشعب , علّه يضحك على نفسه
بأنه شرعي , وزاد شرعيته هذه المرة أن أحد الإمعات نادى بالوريث الأسدي خليفة للمسلمين دون أن يستأذن خلافة إبن لادن ؟؟ _ من الذين لاعمل لهم في جلسات المجلس سوى النوم حتى يوقظهم الحراس بعد انفضاض الجلسة فيرفعون يدهم صائحين : موافق موافق ..!؟
كما وصفهم قديماّ الوطني الكبير حبيب كحّالة صاحب جريدة ( المضحك المبكي ) التي صادرها حكم البعث العتيد , في كتابة ( مذكرات نائب ) ...كنا نشاهد مأتم دمشق الإنتخابي قال لي أحد الأصدقاء الوطنيين القدامي : ألاترى معي كان الأفضل أن نكسر أيدينا عندما كنا نرمي الحجارة على جنود الإحتلال الفرنسي قلت له بلى وتتكسر أيدينا عندما كنا نكتب على جدران دمشقنا في الليل : نريد جيشاّ وطنيأّ ....!؟؟ أهذا الجيش الذي ناضلنا من أجله ليحمي الوطن والشعب ويحرر الأرض .. لا ليغتصب السلطة ويفرز الطغاة ويحميهم ؟؟؟؟ هكذا وصل جيلنا الذي جابه الإحتلال لينعم بالإستقلال والحرية , وجابه الديكتاتوريات العسكرية لينعم بالديمقراطية والحياة الكريمة على أرضه مع أهله وأحبائه ... هذا واقع معاش كل يوم ومع ورود نبأ كل جريمة ترتكبها المافيا الأسدية ضد أحرار سورية الأسرى في سجونها , أو التي تواصل ارتكابها في لبنان والعراق .. نعم لم يفعل الإستعمار الفرنسي في بلادنا ما فعلته المافيا الأسدية بشعبنا وإقتصادنا وثقافتنا وتاريخنا وأرضنا وإنساننا ...ولو راجع أي مواطن أرشيف المحاكم المختلطة
إبان الإستعمار الفرنسي لايرى الحكم بالسجن على الوطنيين السوريين لمجرد إصدار بيان أو تصريح أو تنظيم تظاهرة ضد الإحتلال وممارساته وحتى الدعوة للإضراب والثورة ضده .. أكثر من ثلاثة أشهر في أسوأ الحالات ...ولم ينهب المحتلون اقتصاد البلاد وينهبوا المال الخاص والعام ويفرض الإتوات على الناس وينتهكوا الأعراض مع استثناءات معروفة ... كما فعل الإحتلال الأسدي ... صحيح أن المنقبين عن الاّثار الفرنسيين سرقوا كمية من اّثار تدمر وبصرى التي اكتشفوها ووضعوها في متحف اللوفر لكنهم لم يجرؤا على سرقة متحف دمشق الذي بني في عهدهم وبيع قطعه الأثرية الثمينة , كما فعل النظام الأسدي الذي نهب القطع الأصلية ووضع مكانها قطعاّ مزورة .....ولم يستطع المحتلون الفرنسيون زرع الفتنة الطائفية وتدمير المجتمع المدني السوري والأحزاب السورية الوطنية المختلفة التي ولدت ونمت تحت ظل الإحتلال .... كما لم يستطيعوا خلق تشكيلات أصولية دينية . كما فعل النظام الأسدي بضربه التيارات العلمانية واليسارية والتقدمية حتى السحق أو الشراء لتنمو في كنفه تيارات القتلة وسفاكي الدماء بقيادة مايسمى أمير الجهاد المدعو
( عدنان عقلة ) زعيم الإخوان المسلمين في مجازر حماة وغيره من الذين يرتعون تحت حماية المخابرات الأسدية حتى اليوم .. إلى جانب المنظمات
الأصولية الإسلامية الجديدة في عهد الطاغية الإبن التي ترعاها مخابراته كجمعية المرتضى وجمعيات التشيع وجمعيات أنصار السنة المختلفة .. كما تنتشر كالوباء بين النساء جمعيات أصولية إسلامية متحجبة بجلباب يمني أو سعودي لم تعرفه سورية في عهد الإحتلال التركي برعاية المخابرات طبعاّ تحت لافتة تدريس القراّن والتجارة بالبضائع المهربة الأرخص من السوق وتخريب العائلات وتربية الإطفال والدعاء لولي الأمر الخليفة طبعاّ في هذا المناخ العصبوي الموبوء لتلف المجتمع كله تحت لافتة ( القبيسيات المحجبات ) اللواتي يدخلن البيوت دون استئذان يبعن التعصب الديني والتجهيل مع البضاعة . كما ابتكرت تلميذات ( المغفور له ( الشيخ كفتارو ) خدين حافظ الأسد والذي منحه لقب ( إبن بنت رسول الله ) إبتكرن منظمة جديدة تحت اسم
( الإخوانيات ) المسلمات عوضاّ عن الإخوان المسلمين .... وستفرخ هذه المنظمات طبعا خصوصاّ في هذه الأيام العصيبة التي يهتز بها الشعور القومي في رؤوس زعماء المافيا وترتعد فرائصهم في الليل والنهار .. رغم جزرة رايس البلاستيكية التي سال لعابهم عليها خصوصاّ أيضاّ بعد أن أضحت المحكمة الدولية ( التي لاتعنيهم طبعاّ ) أمام مجلس الأمن ... أما انتهاك الشعور القومي الأسدي الخاص بمحكمة وقانون محكمة جنايات دمشق التي وزعت الإتهامات على أحرار سورية وأصدرت أحكامها الجائرة بحقهم التي لاتختلف عن محكمة عاليه العرفية وحكم السفاح جمال باشا عام 1916 فسنتناوله في مقال خاص قادم .....بعد كل ماتقدم .....تعيد القيادة القطرية العتيدة برئاسة أحد أزلامهم عبدالله الأحمرتعيين وريث العرش الأسدي رئيساّ ويصادق مجلس ( الإمعات )عليه مع التصفيق والهتاف ,,و بعد هذا الإنجاز العظيم والديمقراطي الخاص بسورية الأسد...... لماذا الإستفتاء الشعبي إذاّ ؟؟ وعلى أي شيْ ...؟
يتم الإستفتاء ؟؟ مادام المرشح واحداّ محفوظاّ باللوح السماوي والمباركة الأرضية ومصاناّ بأجهزة القمع ومافيات القتل واللصوصية وتكميم الأفواه .. ولماذا تبذير الملايين من دم وبؤس الشعب لتحقيق الفانتازيا الأسدية .. وعلى من يضحكون على أطفالنا الصغار الذين شبوا عن الطوق ومزقوا العصابات السوداء عن أعينهم وشبابنا الذين سيدفنون هذا المسلسل الكراكوزي المملوكي الذي يعيش خارج التاريخ والحضارة ؟؟؟ أم يضحكون على العالم الذي يتسابق لامتلاك ناصية العلوم وتطويرها لرفع نسبة النمو الإقتصادي والسياسي والإجتماعي لسعادة الإنسان وتحرره الحتمي رغم أنف النظام الرأسمالى المتمركز في القطب الواحد .. وأتباعه الذي خلق هذه الأنظمة الأوليغارشية الهمجية في بلادنا لتؤمن له مصالحه ..؟؟ أم يضحك على نفسه بغباء ( هبنقة ) الشهير في تاريخ الإستبداد العربي والديني الذي كان يلبس قلاده للاّخر قائلاّ له : ( أنت أنا فمن أنا ..؟؟ ) فإذا هبنقة القرداحة وريث سورية الأسد لايعرف من هو والمرتزقة الملتفين حول عرشه لايجرؤون على البوح بالحقيقة ... فلماذا نستغرب أن يتكرم المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة شهداء لبنان بالطرق على رأس هذا ( الهبنقة ) لوضعه في مكانه الطبيعي إنقاذاّ له وللشعب السوري الذبيح وللسلم والأمن في المنطقة والعالم ...؟ من سوء حظ هذا الوريث أن التجديد لرئاسته هذه المرة لم يتم بمراسيم أمريكية صهيونية كما في المرة السابقة عام 2000الذي تم بإشراف الصهيونية مادلين أولبرايت مباشرة ... لأن الأرض غيرت محورها واتجاهها وبقي ( هبنقة وأنصاره ) يحللّون الأبراج ويلعبون بعقول الناس ...
ورب ضارة نافعة - لهذ الشعب الأسير في محبسين : محبس الديكتاتورية الفاشية الهمجية ...ومحبس الأصولية والخلافة الهمجية الطائفية وكلاهما ولّد الاّخر على أشلاء العقل وحقوق الإنسان والعلم والتقدم ....
بعد كل هذا على أي منجز حققه النظام الأسدي يستحق منحه الثقة في الإستفتاء المزعوم ...؟؟؟ منذ البدء تسليم الجولان للعدو الصهيوني دون قتال عام 67 إلى مسرحية حرب التحريك 1973 .. إلى ضرب المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى مسلسل الإغتيالات والإعتقال الكيفي وقتل الناس بالجملة والمقابر الجماعية واّلاف المفقودين في سورية ولبنان إلى تكريس القوانين والمحاكم الفاشية تحت قانون الطوارئ والأحكام العرفية منذ 44 عاماّ حتى الساعة إلى تدمير المجتمع المدني وأبسط العلاقات الإنسانية والإقتصاد الوطني ... وسد منافذ الثقافة السياسية الوطنية الديمقراطية الخلاّقة أمام شبابنا وشاباتنا .. وتهجير العقول والرساميل الوطنية .. وتخريب ونهب القطاع العام والخاص ومصادرة الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الصحافة والفكر والأحزاب والنقابات والقائمة طويلة جداّ .... وبيع البلاد كلها للبترودولار ودول الخليج وإيران الذين استولوا على أجمل المواقع السورية المتبقية من المواقع التي احتلها رؤوس النظام وجنرالاته وبنوا عليها قصورهم بل قلاعهم القرووسطية التي لم يبني مثلها سوى طغاة التاريخ العبودي في الأزمنة الغابرة ....؟؟؟؟؟؟
لماذا الإستفتاء المهزلة الذي دشنته بإصرارك على اغتيال الكلمة الحرة وأصحابها ؟؟؟؟ أم على الرعشة التي تنتابك أيها الفاتك الصغير كلما سمعت بنداء الحرية والتحرر والديمقراطية والعقل وحق المواطنة العادلة الذي أطلقة : عارف دليلة وحبيب عيسى وعلى العبدالله والشهيد معشوق الخزنوي – وأنور الني وميشيل كيلو وكمال اللبواني ومحمود عيسى وطلاب الجامعة الإثني عشر ذياب سرّية ورفاقه إلى عشرات المعتقلين من أبناء شعبنا الكردي وغيرهم من معتقلي الرأي والضمير في سورية أو المحكومين غيابياّ ومشردين الذين شملتهم الأحكام الجائرة التي صدرت عن محاكم التفتيش الأسدية ....؟
كيف ينتخب حاكم يخاف من الكلمة , يخاف من توقيع عريضة تدعو لاستقلال لبنان الشقيق وإقامة علاقات أخوية طبيعية واحترام متبادل بين الشعبين والبلدين الشقيقين , يخاف من المواطنة العادلة والمتساوية وحقوق شعبنا الكردي المشروعة ضمن الوطن الواحد بعيداّ عن الشوفينية العمياء من أي جهة كانت .... ؟؟؟؟
كل هذه الجحافل المسلحة بالسلاح الفتاك والمال وجيوش المخابرات والمخبرين والبصّاصين والوعّاظ والمشعوذين وتجار الرقيق والسماسرة وأسواق النخاسة التي تسجل في سجل الخالدين لعهدكم وعهد والدكم – المغفور له – كل هؤلاء الملتفين حول عرشك وتخاف من الكلمة وزقزقة العصافير رغم اغتيالكم للغوطة حديقة دمشق الطبيعيية وحولتم بردى إلى خندق للقمامة وقيح وقذارة عهدكم ... دون خجل حتى تكرمت شركة يابانية بتنظيفه من قمامتكم وقيح وقذارة عصابتكم .... بل اغتلتم الأحياء الشعبية حول سور دمشق حتى لا يغرد عليها طائر حنون يزعج لحنه تماسيح اغتيال دمشق وحذفها من تاريخ عمره سبعة اّلاف سنة .... ألهذا أصدرت هذه الأحكام الجائرة بحق الأقلام والضمائر الحرة بحق ميشيل كيلو ومحمود عيسى وأنور البني وكمال لبوانى ومحمد تمو والرستناوي .... - وغيرهم وغيرهم مؤخراّ ...؟ أليس كل هذا هو برنامجك الإنتخابى الذي تدعو الناس للإستفتاء عليه ؟؟؟؟ ألم تسمع في لندن التي عشت فيها
بالبرامج الإنتخابية التي يقدمها المتنافسون للشعب ليمنحوهم ثقتهم .... ولكنني نسيت أنك المرشح الأوحد فهل تنافس نفسك ك ( هبنقة ) مرة أخرى والتاريخ دائماأ يعيد نفسه ..؟ وأخيرا أختم بما قاله الدكتور محيى الدين اللاذقاني – الذي لاأعرفه شخصياّ – تحت عنوان ( المهزلة السورية الكبرى ) – في موقع منتدي سورية – أود الإعتذارعن استخدام مصطلح , النظام السوري , لشيوعه فواقع الأمر إن النظام يقتضي وجود اّليات ومؤسسات .. لصنع القرار , وليس في سورية شيْ من هذا . إنما هناك مافيا عائلية يتبدل شخوصها مع الوقت وكلما أثرى أحدهم وصار عنده بضعة مليارات أرسلوه إلى الخارج ليرعى ثروات الذين بقوا في الداخل , لأنهم يعرفون أن ساعتهم اّتية لا ريب فيها ...وهم يتجنبون أن يحصل لهم ما حصل لتكارتة’ العراق .... إن غداّ للمناضلين الشرفاء وشعبنا الطيب الصبور أكثر من طيور القطب لقريب ..؟؟؟؟
لاهاي –15 / 5
#جريس_الهامش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟