أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ولكنهم يتخيلون














المزيد.....


الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ولكنهم يتخيلون


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نلاحظ دائما أن في حديث الطفل ، الكثير من الكلام المغلوط أو المبالغ فيه ، ... وقد يجده البعض عيبا يعود على الطفل أو على طريقة تربيته بشكل خاطيء في جانب ما .
إن الكذب من العلامات الواضحة والطبيعية في سلوك الطفل وفي كلامه ، ويصدر عنه كنوع من أنواع الحماية التي يلجأ اليها حين يشعر أنه سيتعرض الى الأذى ، فهو وسيلة سهلة لتجنب الأذى والعقاب ، إلا أن هذه العادة السيئة تنمو إذا ما توفرت لها عوامل النمو المناسبة في سلوك الطفل ، ومنها :
(1) الخوف من العقاب / يلجأ الطفل الى الكذب ، فيقول ما يريده الكبار ، ويخفي الأمور التي قد تسبب غضبهم وسخطهم وأذيتهم له ، وبذلك يتبنى هذا الأسلوب لتفادي المواقف الصعبة وليجد منفذا سهلا لتحقيق رغباته الممنوعة وسترها بستار الكذب .
(2) التخيل / يمتلك بعض الأطفال قدرة واسعة على أضافة أحداث كثيرة لحدث بسيط ، قد يعتبره الكبار كذبا ، فحين نسأل الطفل عن حالته الصحية بعد توعك بسيط ،.. يروي لنا قصة مفادها ذهابه الى الطبيب وحقنه بالأبرة ، وقد يعطي أعراضا إضافية لم تحصل له ، وقد يهول في وقوع الحدث ، فنراه كذبا ، ويراه الطفل إبداعا وقدرة على التعبير وجذب الأنتباه .
(3) المساندة وتقديم العون / قد يرى الطفل من وجهة نظره ، أنه إذا ما أخفى الحقيقة عن الكبار ، نتيجة لخطأ قام به زميله أو أخاه ، فهو يراها مساندة ودعم ومساعدة لهذا الصديق أو الأخ ، .. بينما تنمو في داخله ( بشكل شبحي ) مادة سيئة ، قد يلجأ اليها بين الحين والآخر .
إن الكذب بمفهومه العام لدى الطفل ، أمر غير معترف به ، فهو لا يعرف ماذا يعني الكذب ، بقدر ما يستعمله تجنبا للمخاطر التي تجابهه في حياته اليومية .
والكذب عند الأطفال ، يعبر عن سعة في التخيل وصوغ الأحداث ، فالشخصيات التي قد يراها في أفلام الكارتون المفضلة ، يتقمصها ، أو البعض منها ، وقد يصوغ قصة ذات أحداث مترابطة لها بداية وخاتمة ، ولا تحمل في ثناياها سوى كلمات حقيقية بسيطة مزينة بكثير من الأحداث الأبداعية التي يضيفها لها .
وتلعب التنشئة الأسرية ، الدور الأعظم في توضيح المفاهيم الأجتماعية ومدى قبولها أو رفضها من وجهة نظر المجتمع الذي ننتمي اليه بالنسبة للطفل ، فبعض الوالدين يعلمون الأطفال الكذب ، دون قصد مسبق ، من خلال محاولتهم تجنب محادثة صديق على الهاتف مثلا ، فيطلب الأب من ولده الرد ، بعدم تواجد الأب في المنزل ! ، والحقيقة هي عكس ذلك ، أو قد يتجنب الطفل عقاب المدرسة ، فيدعي المرض ، .. وقد يجد الكثير من الأعذار التي توفرها بيئته الأسرية ، كأرض خصبة يقطف منها ما يريد من الأعذار ويقدمها على طبق من الكذب .
وقد يلعب الجانب النفسي دورا مهما في تكوين قواعد الكذب ، فالطفل الذي يخاف الظلام مثلا ، ولا يريد أن يظهر خوفه من الظلام ، تجنبا لسخرية الآخرين أو الأستهانة بخوفه ، فيلجأ الى أعطاء الكثير من المبررات ( الكاذبة ) المقنعة ، كي يتفادى وجوده في غرفة مظلمة ، أو النوم لوحده ليلا ، ... الخ .
وفي بعض الأحيان ، حينما يتقن الطفل مهارة الكذب ، من خلال ترتيب أحداث معينة يبتدعها من خياله ، ويشجعها الكبار من خلال الضحك والمرح الذي قد يجلبه هذا التصرف الطفولي ، فيتحول من كذب لمجرد المتعة الى كذب يدفع صاحبه الى إيذاء الآخرين بأتهامهم بتصرفات قد لا تنسب اليهم فيجدها متعة لفائدة سلبية بقصد إيذاء الآخرين ، وقد ينقل كلاما وأحداثا خالية عن الصحة ، بهدف تحقيق مآرب شخصية أو تحقيق غاية معينة ، أو لتعويض نقص قد حصل لديه ، .. فالطفل الذي لا يؤدي فروضه المدرسية بشكل جيد ، ويرى زميله ناجح في دراسته ، فأنه يغويه ويحبب فيه بعض ما يرغبه ذلك الزميل ، فيلهيه عن واجباته بقصد الأيذاء وتحويله الى تلميذ كسول مثله ، وقد يصبح الطفل أداة لأيذاء الآخرين بشكل غير مباشر ، حين يكذب على والدته ، فيتهم أخاه ، بأنه قد كسر القدح ، بينما تعمد هو كسره ، وأتهام أخاه ، كي يتعرض للعقوبة ، وبذلك يصبح أداة للعقوبة الغير مباشرة .
إن ما يجب أن نفرق بينه ، هو الكذب لمجرد الكذب وإحداث إيذاء للآخرين ،.. والكذب ( الأبداعي والتخيلي ) الذي يتصف به الطفل في طفولته المبكرة ، فهذا الأخير هو حالة من الأبداع ، ويعتمد على ما يلي :
( أ ) - ذكاء الطفل / إن الأطفال الأذكياء ، هم الذين يصوغون أحداثا أضافية للأحداث التي وقعت فعلا ، أكثر من أقرانهم الأقل ذكاءاً ، فيصبحون قادرين على التلون في الحديث ، ونرى فيهم قدرات على حل المشكلات الفرضية التي يضعونها ويجدون حلا ً لها بأنفسهم .
( ب ) – المثيرات الحسية / تعمل المثيرات الحسية ( والتي تشمل كل ما يراه الطفل ويسمع عنه ويلمسه ) وكل ما يتعلق بالحواس الى أضافة خبرات جديدة الى خبراته ، يستفيد منها في أضافة العناصر المهمة لصوغ كلامه ،.. وخلق مواقف جديدة فيها الكثير من التخيل للحوادث والشخوص .
( ج ) – الأحتكاك مع الآخرين / إن أتساع دائرة أتصال الطفل مع أفراد المجتمع الذي ينتمي اليه ، يجعله عرضة للتعرف على السيء والجيد من سلوك الآخرين ، فينتقي ما يجده مناسبا من سلوكهم مع الموقف الذي يتواجد فيه ، فيستعمل الكذب للتخلص من مأزق ما ،.. أو تكليف ما .

ويمكن القول ، أن الكذب ، سلاح ذو حدين ،.. يجب على الوالدين الحذر منه والعمل على أعطاء النصح والتوجيه المستمرين للأطفال وتقييم سلوكهم وعدم السكوت على كذب الأبناء ، وإن كان بسيطا ، ومحاولة تفهم كذبهم وتدريبهم على قول الحقيقة التي فيها النجاة الأكيدة .



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة السادسة .. التبول اللاإرادي . ...
- الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
- الأطفال لا يرثون الخوف
- الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
- الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
- اللعب ... قناع الطفل المستعار
- الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم
- الاضطراب في الكلام .. اضطراب في أساليب التنشئة الأسرية
- تفكيرنا .. عمقنا وأسرارنا الخفية
- لغتنا قارئة ُ فنجان ٍ لأفكارنا
- التوافق الإجتماعي والتكيف الإجتماعي وجهان لعملتين مختلفتين
- الغافل عن الشيء لا يدركه
- تكوين المفاهيم عند الأطفال
- شخصيات متعددات في أنسان واحد


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ولكنهم يتخيلون