أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - سامي مراد - جريمة كبرى مع مرتبة الشرف الأولى















المزيد.....

جريمة كبرى مع مرتبة الشرف الأولى


سامي مراد

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


جريمة كبرى مع مرتبة الشرف الأولى
المرأة مجرمة كونها أنثى ،مجرمة عندما تحب ،مجرمة أن تختاربإرادتها الحرة شريك حياتها بنفسها ، مجرمة عندما تريد أن تكون حرة ولا تريد الزواج ، مجرمة إذا أرادت أن تكون لها كيان مستقل عن إرادة الرجل، مجرمة أن تعتز بأنوثتها أو أن تثق بنفسها، مجرمة إن لم تخضع وتطيع باستكانة للأب أو الأخ أو الزوج أو ولي الأمر، مجرمة أن لا تكون خاضعة لقهر الرجل وقهر العادات والتقاليد وقهر القوانين العشائرية القبلية السلطوية الإذلالية ، كيف لا ؟ ووصمة العارتلاحقها أينما ذهبت وكيفما حلت،أليست امرأة وتقترف أيضا كل هذه الجرائم ؟ ألا تستحق أكبر عقاب ؟ لذا يجب التخلص منها وقتلها ، ويجب أن يكون قاتلها الرجل مستحقا لقب القاتل مع مرتبة الشرف الأولى ؟ ؟ ؟ ؟
عندما تتعرض المرأة وحتى الطفلة الصغيرة للإغتصاب أو تحمل سفاحا تقتل الفتاة لمحو العار؟ فقد يقتلها قريبها الذي قام بعملية الإغتصاب الاجرامية وتسبب بحملها و مع ذلك يرفع القاتل رأسه عاليا ويرفع علامة النصر أمام عائلته وجيرانه ويأخذ وساما رفيعا بدرجة عالية مع مرتبة الشرف الأولى من مجتمعه .
سلطة الحكومات في الغالبية العظمى من دولنا العربية والإسلامية تشرع في قوانينها الحكم بالإعدام تدعمها السلطة الأبوية القبلية الهمجية ، فالسلطتان تتحكمان في رقاب البشر سيما رقاب النساء.
نعيش الآن في الزمن الرديء باقتدار وامتياز ، زمن العهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، زمن الردة عن الحرية والتقدم والعدالة الجتماعية والمساواة والد يمقراطية، زمن الجسد المقلوب الذي فيه أخمص القدمين إلى أعلى وذروة المخ إلى أسفل . زمن التيارات الدينية الأصولية التي تستشري فيها الظلامية وإغلاق نوافذ العقول وعدم الانفتاح على الآخر ، والتقوقع حول الذات ، والعمل على قهر الآخر المختلف فكرا أورأيا أو دينا، وحتى المختلف بيولوجيا عن الرجل وهو الأنثى تؤيد سحقه وإخفاءه من الحياة .عندما تقتل المرأة على خلفية ما يسمى ( شرف العائلة ؟؟ ) ببركة الإسلام السياسي نلمس كذبه ورياءه ونفاقه في منابره ووسائل إعلامه الذي ما فتيء يردد حقوق المرأة في الإسلام و يتشدق بأن المرأة المسلمة تكرم وتأخذ حقها مع أنه يساهم في قتلها وإعدامها تحت مسمى الشرف ،فأي حق يبقى لها بعد قتلها ؟وينعتون هذا القتل بالشرف. فأي شرف في هذا الذي يتعلق بعقوبة الإعدام وبغير محاكمة وتحرم فيه الأنثى من الدفاع عن نفسها كما تحرم فيه من حقها الطبيعي في اختيار خياراتها واختيار شريك حياتها ؟ . أي شرف هذا الذي يتعلق بهمجية معاملة الأنثى كالحيوان عندما تساق إلى حتفها فتذبح قربانا للشرف أو ترجم بالحجارة في عرس وحشي همجي.
تقتل العشرات بل المئات من النساء سنويا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية على خلفية المساس بما يسمى ـ شرف العائلةـ ؟؟ .
على أفراد مجتمعاتنا من الرجال قبل النساء التصدي له بكافة السبل و مقته مقتا شديدا حتى نتبرأ منه تبرئة لا رجوع عنها . ولأن هذا الشرف مقرونا بالاجرام نفتخر بأنه لا يشرفنا لأنه عمل وحشي همجي يقوم به رجال لا تليق بهم صفة الإنسانية أو الانتماء للحضارة والتقدم البشري .
تقول كينيث ووكر إحدى النشيطات في الحركة النسائية العالمية :
( إن جهل الرجل بالمرأة ليس فقط جهله بجسمها إنما جهله بأنها إنسانة مثله تماما .)
المجتمع الذكوري الأبوي يريد أن تكون للمرأة طبيعة أخرى غير طبيعة الرجل ، ويطلب منها أن تكون أنثى باسمها وجمالها وقلبها وبمشاعرها ولينها ورقتها وضعفها وخضوعها وذلها ، وأهم من كل هذا أن تكون أنثى أدنى درجات من الرجل بعقلها ، وينظر إليها أنها كائن بشري مختلف عن الرجل تماما وكأنه آت من عالم سوبرماني وهي من عالم هلامي .أو أنها جاءت من كوكب آخر أدنى في السلم الحضاري من كوكب الأرض ،وإلا لماذا لا يعترف باستقلاليتها وبأن لها إرادة مستقلة عن الرجل ، وجسد مستقل عنه ، وعقل وفكرحر غير تابع لأحد ؟ و لماذا يريدها خلف الرجل دائما وليس بجانبه ؟ فيتشدق ويفتخربمقولة الرجل الإستعلائية (وراء كل رجل عظيم امرأة ) بدل المقولة الأخرى المنصفة : (بجانب كل رجل عظيم ، امرأة عظيمة مثله أو أعظم منه)
في جيناتنا الثقافية مورثات القهر الأنثوي فطالما نكرس تبعية المرأة للرجل فنردد دائما أن المرأة بحاجة إلى رجل تعتمد عليه ، والمرأة بحاجة إلى رجل لحمايتها وكأنها لا تستطيع الاعتماد على نفسها لو أرادت ولا تستطيع حماية نفسها بنفسها إن أرادت أيضا. ونرى الزوجة سائرة في الشارع وهي تعلق يدها بساعد أو عضد الزوج وهو فخور بهذا لأنه يعتبر نفسه القائد والسيد لها عوضاعن وضع أيديهما ببعض على قدم المساواة حتى لا تتعود أن تكون المرأة عالة على الرجل أو تكون منقادة إليه دون تفكير.
المرأة يفرض عليها أن تكون محجبة الرأس والقلب واللسان والأولى من هذا كله أن تكون محجبة العقل ، وأن يكون الرجل مسيطرا عليها بكل أسلحة الرجولة المعهودة أما هي فمنزوعة السلاح، وبالتالي تكون الرجولة مبنية على أساس العنف ضد النساء وعليهن الخضوع الكامل للرجال دون اعتراض منهن وكلمة ـ لا ـ يجب أن تلغى من قواميسهن اللغوية حتى لو كانت اعتراض على قتلهن .
إن أكثر ما يلوث سمعة مجتمعاتنا ويجلب الخزي والعار لها حسب اعتقادي هو السكوت عن جرائم قتل النساء مع سبق الاصراروالعمد والترصد ، والسكوت عن إعلام الجماعات الدينية الأصولية الإرهابية التي تبارك إرهاب النساء وقتلهن .أين إنسانيتنا ، أين قلوبنا ؟ أين ضمائرنا ، أين عقولنا ؟
إن الرجولة الحقيقية تقتضي الغضب المشروع والمقدس تجاه قتل النساء على أية خلفية كانت، بوجه المجتمعات المنتفخه بعادات وتقاليد وقيم ومفاهيم الرجولة المتخلفة المتعفنة المقززة للقلوب والعقول والضمائر والتي تقشعر لها الأبدان وتدمر العاطفة الإنسانية تجاه البشر فتلغي إنسانية الإنسان .
إن حقوق المرأة جزء من الحقوق الإنسانية، ومدى تقدم المجتمعات في السلم الحضاري الإنساني مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى احترام حقوق المرأة فيها . إن المواقف تجاه حقوق الإنسان والمرأة وقيم احترام الذات واحترام الغير ، ومعاملة الأفراد ذكورا وإناثا على قدم المساواة تتكون منذ الطفولة ، فتنشئة الأفراد على ذلك منذ السنوات الأولى لحياتهم يجب أن يؤخذ في الحسبان والتغيير الاجتماعي ضرورة لا بد منها في هذا المضمار .
يقول تقرير صادرفي بداية سنة 2001 عن المخابرات المركزية الأميركية حول أوضاع العالم العربي سنة 2015 : ( العرب سيعجزون في الخمس عشرة سنة المقبلة عن تغيير نظمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وستبقى على ماهي عليه من ضعف وتخلف ، ولن يتمكنوا من استثمار طاقاتهم البشرية والمادية وسيستمر تعثرهم في جميع الحقول ) .
إن أعداءنا من الذين يرسمون السياسات الخارجية الأميركية والإسرائيلية يعون تماما أن الخطر الأكبر عليهم ليس في عملية التسلح العسكري بقدر ما في تغيرنا الاجتماعي . إن مفتاح التغير الاجتماعي لدينا يكمن في وضع حد كامل للإرهاب الذي يمارسه المجتمع على أبنائه وبناته على وجه الخصوص بمختلف أنواعه السياسي والديني والاجتماعي والأبوي داخل الأسرة ، وضمان الإستقلال و الحرية الكاملة المسؤولة ، كي يتعلموا ويتعلمن كيف يتدبرون ويتدبرن و يعالجون ويعالجن أنفسهم بأنفسهم وأنفسهن بأنفسهن دون إكراه أو إلزام ويتحملون ويتحملن حل مشاكلهم ومشاكلهن دون خوف أو ضغط ، وخلق أنظمة تربوية وتعليمية وثقافية تشجع الفتاة بنفس المقدار الذي يشجع فيه الفتى على الثقه بالنفس وبالرأي الحر واتخاذ مواقف حاسمة دون تردد في أية قضية مصيرية في حياتهما كالتعليم والعمل واختيار الشريك للزواج وعدم قبول السيطرة الخارجية سيما سيطرة الأب أو الأخ أو الزوج وتجنب تربية الفتاة على ثقافة الخضوع والخنوع والذل والإنكسار أمام الرجل ،وخلق ذهنية متحركة قادرة على التفكير والنقد والتحليل وطرح الأسئلة باستمرار حول ما يجري في مجتمعاتنا لأن طرح الأسئلة أهم من الإجابات عليها فتنمية روح السؤال والتساؤل هو مفتاح الحل .
التغيير لا بد قادم لا محالة والتطور سنة من سنن الحياة البشرية وشريعة من شرائع الطبيعة الإنسانية وهو مرتبط بمرور الزمن
المجتمعات العربية ليست كتل جامدة من الناس فالتغيير سيدركها لأنه يحدث في كل أنحاء العالم ،فكل شيء يتغير حتى قانون التغير فرغم أننا نعيش في حالة تراجع إلا أن المثقفين المخلصين والنشطاء التقدميين وكافة الحركات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني ستقود التغيير في عصرنا وسيهزون الضمائر الإنسانية التي تاهت في صحاري المحبة ومستنقعات التخلف والجهل والقهر والاضطهادالجنسي التي فاضت بقاذورات المفاهيم المخجلة كمفاهيم العيب والحرام والقيم العقيمة المترسبة في وعي ولا وعي الرجال كقيمة الشرف المقلوب التي تهدر الكرامات الإنسانية سيما كرامة المرأة وتحرمها من أهم وأول حق لها وهو حقها في الحياة .
إن مجتمعاتنا تكيل بمكيالين عوضا عن مكيال واحد عندما يتعلق الأمر بالشرف . مكيال لشرف المرأة ومكيال آخرمختلف لشرف الرجل ، لذا تفرض على المرأة العفة المعلبة فيفرض عليها حجاب الرأس ويفرض عليها عدم الاختلاط بالرجال كي تحافظ على شرفها ، أما الرجل فله أوضاع مختلفة تماما ويبقى شريفا دائما .
يطارد الرجل المرأة بشتى الطرق ويفرض نفسه عليها ويتحرش بها جنسيا ويغتصبها ، ويبقى مع ذلك شريفا في نظر المجتمع . أما إذا وثقت المرأة بالرجل وأحبته يقال عنها أنها سقطت في بركةالرذيلة فيقوم مجتمع الرجولة الهمجية الوحشية بقتلها .
الرجل الشريف حقا هو الإنسان الصادق الأمين الذي ينأى بنفسه عن التملق والتزلف والرياء والفساد بكل أشكاله والمخلص في عمله ولأسرته ولمجتمعه والمرأة أيضا يجب أن نحكم على شرفها بنفس هذا المكيال وليس بمكيال آخر يتعلق بجسدها فقط الذي يعتبركل عضو فيه يجلب العار لصاحبته.
العار هو جرائم القتل التي ترتكب بحق النساء، العار هو التمييز بين حقوق المرأة وحقوق الرجل لصالح الثاني . العار هو فرض الحجاب على رأس المرأة وعلى ما تحت رأسها من عقل . العار هو وضع الحواجز أمام المرأة في تحركها وعملها ودراستها واختياراتها الحرة للزواج ولإبداعاتها الفكرية والعلمية والعملية . العار هو تعطيل وشل نصف المجتمع وتكبيله بقيود تحد من حريته وتحد من إنتاجية عمله . العار هو نهب المال العام وسرقةالمتنفذين في الدولة لقوت الشعب من الفقراء في وضح النهار.العار هو تضليل السلطتين السياسية والدينية لشعوبهما بشعارات مخدرة للجماهير.العار هو خلق مجتمعات زائفة ومقنعة ومحجبة بألف قناع وحجاب وتدعي الشرف والفضيلة وهي تمارس سرا وعلنا ما يناقض ذلك تماما فتعمل بكل جهدها في تصنيع الكبت الجنسي وتنمية المحرمات الكثيرة التي ينجم عنها هذه الجرائم . . . جرائم الشرف الرفيع ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
جرائم كبرى مع مرتبة الشرف الأولى





#سامي_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال زينب السعداوي حالة إنسانية من التمرد والإبداع
- جرس للدخول إلى البوابة الماركسية الإنسانية في ذكرى ميلاد كار ...
- عقلانية ابن رشد في مواجهة روحانية الغزالي


المزيد.....




- كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء على العن ...
- مقتل 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنح ...
- أولى جلسات توجيه لائحة الاتهام بحق المتهمين في قضية الاغتصاب ...
- تقرير أممي: جرائم العنف الأسري تقتل امرأة كل 10 دقائق في الع ...
- ابتكارات لمكافحة العنف ضد النساء في مناطق النزاع والحروب
- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - سامي مراد - جريمة كبرى مع مرتبة الشرف الأولى