كلمة شعرية الحزن الأكبر يا محمد بنعمارة ليس يقال

ثريا حمدون

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 10:40
المحور: الادب والفن
    

في الصالون الأدبي بالدار البيضاء كان لنا موعد مع الشعر، شعراء أتوا من كل أنحاء المملكة كي يحتفلوا بالكلمة السنبلة ويعانقون حروف الشعر
كنت هنا في البيضاء لكني كنت هناك في وجدة لأن ابنك يا صديقي أخبرني أنك دخلت في غيبوبة تامة. لم أسمع صوتك كعادتي وأنت تخبرني عن تطورات مرضك..
ولم يقل لي ابنك لطفي انتظري أبي معك …
عندما جاء دوري كي أقرأ قصيدتي حييت الحضور الكريم، وقدمت تحية خاصة لك لأنك الحاضر الغائب في ذاكرتي.
كنت أقرأ بعين القلب نصا آخر أحسه ،لكن لم يسمعه الجمهور رغم أن النص الذي انتقيته هو “سبحانك إن الحزن ابتلاء”
شعرت برعشة تسري في جسدي ،وكأني أذبح من الوريد إلى الوريد فأمسكت يدي بيدي كأنني أعانقني تغيرت نبرات صوتي كنت هنا وهناك:
سمعت أنينك في أذني
سمعتك وأن تناديني وتقول لي أختي ثريا وتشكو لي ألمك وتخبرني أنك لم تنم ولم يغمض لك جفن.
سمعتك وأنت تلهو مع حفيدك نزار الصغير.
سمعتك وأنت تناجي الله ..
سمعتك وأنت تتلو القرآن..
سمعت دعاء الأصدقاء وهم يدعون لك بالشفاء بعد كل زيارة.
سمعت دعاء الأطفال كانوا يقولون ببراءة “اللهم اشف بنعمارة.”
سمعت صوت بناتك اللواتي كن يتصلن بك هاتفيا وهن خارج المغرب يسألن عنك أيها الأب الرائع وترد عليهن أنك بخير كي لا تقلق راحتهن.
سمعت صوت زوجتك ورفيقة دربك وهي تئن لأنينك ،لم تعلمها يا صديقي أن تعيش بدونك، لأنها كانت ترافقك في كل مكان….
سمعتك وأن تقول لي اكتبي عن المنتخب المغربي قصيدة هجاء إذا لم يسجل هدفا .
لمن أكتب يا صديقي قصيدة هجاء الآن؟
ألم تقل في حوارك الأخير الذي نشره العلم الثقافي ليوم الخميس10ماي2007 بأن المؤسسات الحكومية مهملة متجاهلة تدعي ما لا تفعل وتقول ما لا تنجز …..
لم يعرفوك يا صديقي فهم يجهلونك وأنت علم على رأسه نار.
كلنا أحبابناك كبارا وصغارا،لذلك لا أستغرب كيف أحبك المرض واستوطن جسدك فقاومت مرفوع الهامة.
أحببناك لأنك كنت الأب والصديق والأخ ،لأننا كنا أسرة واحدة هي أسرة الشعر .
أحببناك لأنك الكلمة الطيبة جدورها في الأرض وفرعها في السماء ،فكيف لا تحب الأرض السنبلة؟
صدقت يا صديقي نحن في هذا البلد غرباء والله ولينا وصدق الشاعر حين قال: “فالحزن الأكبر ليس يقال.”

#ثريا_حمدون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات