أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الخالدي - التقدمية: ما معنى أن نكون تقدميين؟














المزيد.....

التقدمية: ما معنى أن نكون تقدميين؟


محمد الخالدي
كاتب وباحث مغربي

(Mohammed El Khaldi)


الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التقدمية ،كما يستفاد من معناها اللغوي،انحياز لقيم التقدم و المستقبل و رفض لقيم التأخر و التقوقع في قوالب الماضي و تناقضاته، فالإنسان هو ابن الحاضر التواق للغد المستشرف لأرحب الآفاق عبر مستويات و جوده المختلفة .
لكن هل فعلا أن التقدمية مرتبطة بالزمن؟هل كل قيمة آتية من الماضي مرفوضة وكل قيمة جديدة مقبولة؟
بالطبع لن يكون الجواب بالإيجاب، و ذلك لسبب بسيط هو أن جوهر التقدمية المميز لها هو الإيمان بالإنسان،بألف و لام العهد، مما يجعلها ذلك الموقف المنحاز والمنتصر له،بغض النظر عن دينه أو لونه أوعرقه أو لغته أو موقعه المجتمعي، ومن غير ارتهان لأي بنية اجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية.
إن الإنسان هو الأولوية بل والمركز الأساس الذي ينبغي أن يدور في فلكه كل بناء اجتماعي أو سياسي أو ثقافي أو اقتصادي.
لقد وجدت الدول و المجتمعات والثقافات بفعل جهد الإنسان فهي منتجاته وأدواته التي ينبغي أن تكون خادمة له عوض أن يتحول هو إلى خادم لها تتحكم فيه وتسيطر عليه .
لا يمكن لأي منطق أن يبرر استغلال الإنسان وتشييئه بل وتسليعه ،وإن ادعى البعض وجود هذا المنطق أو المبرر فلن يكون وراءه إلا شخص أو فئة مستفيدة من هذا الاستغلال وحتما فإنها عندما تتصرف على هذا المنوال تنزع من الآخر المستغَل صفة الإنسانية التي توجب احترامه و تجعلها قاصرة عليها، مهما حاولت إضفاء المشروعية بل والإنسانية على سلوكها اللإنساني.
إن الموقف من الظلم الواقع على الإنسان هو من العلامة الفارقة المميزة للإنسان التقدمي و التقدمية ،فالعبودية مثلا كنظام اجتماعي لو وجد في مجتمع معين لا يمكن للإنسان التقدمي إلا أن يكون ضده لما يمثله من هدر لكرامة الإنسان و اعتداء على حريته،في حين أن القوى الرجعية يمكن أن تتعامل معه بل وتنتصر له دفاعا منها على قيمة اجتماعية أو ثقافية أو مصلحة اقتصادية ،أو من باب حفاظها للسلم الاجتماعي الذي لا ينبغي المساس به.
إن ظلم النساء أو أي فئة اجتماعية مستضعفة لأي سبب من الأسباب يمكن أن تدافع عنه القوى الرجعية أو المحافظة ،حفاظا منها على قيم المجتمع و اسسه وتقاليده،عندما تكون ثقافة المجتمع تنظر إلى المرأة ككائن متدني عديم القيمة أو مجرد أداة ووسيلة متعة وشغل ،ونفس النظرة أو أقبح يمكن أن تعاني منها فئة مجتمعية لأسباب دينية أو ثقافية أو سياسية،
أما القوى التقدمية فلا يمكنها إلا أن ننتصر لهذه المرأة أو لتلك الفئة الاجتماعية المعتدى عليها ، لأن الإنسان كائن مستحق للاحترام و التقدير ومعاملته على قدم المساواة مع غيره من أبناء مجتمعه بل ومع غيره من أبناء البشر أينما وجد ومتى وجد.
إن التقدمية هي الموقف الإنساني الأصيل ،الذي يؤمن بأن الإنسان هو مركز الكون ، الذي ينبغي أن يكون كل ما ينتجه من قيم و بنيات في الثقافة أو الاقتصاد أو السياسة في خدمته، فلا يمكن قتل الإنسان أو تجويعه أو ترويعه ، عبر الحروب و الاقتصاديات القائمة على تسليعه والأنظمة السياسية الشمولية التي لا ترعى له حرمة ،فلا يمكن لأي مصلحة عليا أن تبرر ظلم الإنسان و قهره لأنه الأعلى من كل المصالح و المطامع.
إن من يزعم أن الدفاع عن مصالح مجتمعه أو وطنه أو طائفته يبرر ظلم إنسان بسبب لونه أو عقيدته أو لغته أو أصوله العرقية ينبغي أن يعلم بيقين أن الأوطان و المجتمعات و الدول و الطوائف وجدت لتخدمه و تحميه وتوفر له إطار الأمن و الحياة ولم توجد لتدمره و تسحقه.
أما من يدعي بأن الانتصار للإنسان لا يمكن أن يقوم إلا على نقيض الإيمان بالله ، بمعنى أن التقدمية نفي
للإحترام الواجب لله ، فكأنما أن ملكوت الله لا يقوم إلا بقتل الإنسان و استباحته وحرمانه من كل إرادة ، فهو واهم وجاهل إما بحقيقة الله أو بقدر الإنسان.
إننا عندما نقيم للإنسان سلطانا فنحن بذلك نقيم سلطان الله وملكوته.
إن الإنسان بنيان الله ،ملعون من هدم بنيانه.



#محمد_الخالدي (هاشتاغ)       Mohammed_El_Khaldi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية : إطلالة تاريخية
- إلى أجلِّ الناس..
- مناجاة شهيدة
- التطرف بين الهوس و الخيانة
- زهرة من القدس
- زهرة مقدسية
- العولمة
- الصراع السني-الشيعي...إلى متى؟
- حكاية شهيدة - إلى روح الشهيدة سعيدة المنبهي-
- الشباب المغربي: بين الواقع المرير و الآمال المنزعة من أفواه ...


المزيد.....




- صعدت الرصيف وصدمته.. شاهد لحظة دهس سيارة لطفل يركب دراجة هوا ...
- الكرملين يكشف عن رسالة بعثها بوتين إلى ترامب بشأن أوكرانيا
- مع تصاعد تهديدات ترحيل الطلاب الدوليين بأمريكا.. ما حجم تمثي ...
- لبنان.. 2700 خرق إسرائيلي منذ وقف النار أوقعت 180 قتيلا
- بعد تحسن العلاقات الروسية الأمريكية... شركة معلبات قد تفجّر ...
- ترامب يتهم -هارفارد- ببث -الكراهية والغباء- وتهديدات بمنع تس ...
- صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية .. ...
- إطلاق أكبر عملية لمكافحة المخدرات في تركيا (فيديو)
- بوتين خلال استقباله تميم بن حمد: قطر أحد أهم شركاء روسيا في ...
- دوديك يحدد أسباب رفض الإنتربول ملاحقته بطلب من قضاء البوسنة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الخالدي - التقدمية: ما معنى أن نكون تقدميين؟