طارق العربي
الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 05:56
المحور:
الادب والفن
عادتْ من فرنسا..
و مرتَ أماميْ كقطعةٍ من سحابْ..
يا لفرنسْا...حينَ تطمسُ على القلبِ و الذاكرةْ..
فلا حبٌ تتركُ لي...و لا أحبابْ.
لم تذكرنيْ..
لا قارورةَ عطرٍ بحقيبتهْا لي
و لا كتابْ
**
مرتْ عجافاً على محرابِ صمتيٍْ
تخشى مؤانستيْ... . ويعزُ... ويعزُ
على يدَيهْا أن تمسَّ
دمعةً على الخدِ تنسابْ
فمنْ يومٍ أصبحتْ على غير تُرابْ
انتهى الوُدُّ وكأنيْ كنتُ لها
مِنَ الأغرابْ
كأنهُ ما كانَ لي فيها ذكرىْ ورؤى
وصبا و، شبابْ
**
عادتْ..وكانَ الحبُ
يعصفُ على شواطئِ عينيْ
دمعٌ و أسىْ وعذابْ
يا لفرنســــــــــــــــا
حينَ تستبيحُ الهوىْ
وتغيرُ الوجوهُ والأسماءُ والأثوابُ
من اليوم الذي فيه
سافرتْ مسرعةٌ..مكتفية بهاتفٍ
وقالت صار لا بُدَ لنا من وداعْ
قلتُ....لك إيابــــــــــــٌ
مهما طالَ فيكِ الغيابْ
فالبعدُ عن هنا فجيعةٌ
البعدُ عن هنا خطيئةُ
و البعدُ عنْ لغتي مصابْ
فماذا سيبقى من الحب إن سألتهُ
وكان الصمتُ والجفاءُ جوابْ....!
**
عادتْ وجئتُ استجديها كأساً
من سرابْ
فإذا بي اسقطُ بلظى اشتياقيْ
وانهلُ النارَ من شهابْ
قلبتُ مواجعيْ ورُمتُ كأسيْ
وشيعتُ الهوىْ في مدى الغيابْ
سبحانه مسبب الاسباب
كيف لفرنسا أن تُغير
الأصحابْ
كيف لفرنســـــــــــا
أن تُذهبَ الحبُ وتفقر
الألبابْ
**
عادتْ وموعدنا كانَ فبي الغدِ
في صباحٍ مشعِ القبابْ
أتىْ الغدُ ولم تأتيْ ...
فكيفَ يتيهُ قلبهُا المصيبُ
عن الصوابُ
كيفَ تبعثرُ
اللغةَ من يديْ والشعرَ من عقلي
وكيف تحرق الأعصابْ
ما عاذ اللهُ أن انتظرَ منها هديةً
أو "قارورة عطرٍ أو كتابْ"
فماذا يفيدُ القلبُ إن يبسَ
ندى شفةٍ طيبةِ الرضابْ
وماذا يفيد بعض الصدق إن كانَ
كلهُ كذابْ
**
و عادت من فرنسا ونسيت أني شاعرها
أسكنتها الأهداب
يا لفرنسْا...حينَ تطمسُ على القلبِ و الذاكرةْ..
فلا حبٌ تتركُ لي...و لا أحبابْ
#طارق_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟