أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد ديمال - ما اضيق العيش لولا فسحة الامل














المزيد.....

ما اضيق العيش لولا فسحة الامل


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 10:41
المحور: الادب والفن
    



لاتستقيم الحياة دون أمل، دون بصر مفتوح تجاه غد أجمل، و دون بصيرة مستنيرة بإشراقة المستقبل ، فمهما اشتدت وطأة الظلمة لابد للنور أن يبزغ ،هي إحدى سمات الكون، وربما ميزته الأساس. كيف تتشكل سبل الحياة من دون بوصلة تقود نحو الهدف، أيما كان نوعه؟ هو في داخل كل إنسان بمثابة الكتاب المقروء دوما، و باستفاضة أيضا، و بحروف بارزة كلما داومت حرقة الألم باطن النفس لابد أن ينقلب أملا، و لو بعد حين، أو جهد جهيد، هي الدنيا إذن ، بكل منغصاتها، بل شدائدها، تفعل في النفس الشيء الكثير ، بوخزها المر أحيانا، طالما يكون أشبه بالعلقم، لا يهم، المهم أنها تتشابه، لدى الكل تقريبا.
العيش، نتحدث إذن عن العيش، نقول عنه الشيء الكثير هو الآخر، هل نقول حياة اجتماعية سليمة، سوية، أو اقتصادية متوازنة، أم نفسية، السيد الحكم فيها استقرار دائم ، أم تطلع إلى مثل أعلى غالب على الواقع ، و لايوجد إلا في غياهب الذاكرة، قد نسميه جنة أرضية ، لكن هل توجد جنة أرضية حقيقية ؟ أم مجرد حلم زائف؟ لايغدو الإنسان يستفيق منه لبرهة و جيزة. لكن الحلم يأتي برغبة الأمل ،استجلاب معالمه، الرضى بكل شيء، أي شيء، فلسفة خاصة نسميها جزافا قدرا، وقد نسميها"مكتاب" بلغتنا الدارجة. كل ما يجود به الواقع مقبول، كيفما كان شكله، أو لونه، حتى ولو كان طاحونة تدور في مكانها، بثبات محكم، و عزاؤنا الوحيد في ذلك هو "الصبر"، يقال "الصبر مفتاح الفرج"، أو بوادر الفجر الأولى، المهم أن نعلق بالفتات، بالنذر القليل، ربما يكون دواؤنا ضد وهم العظمة، أقصد جنون العظمة ، في كل شيء، التطلع إلى المراتب العليا، ولو كان ذلك على حساب البسطاء من الناس ، الصعود على أكتافهم، دون رقيب ، التسامي إلى كل ما تحقق فيه الذات كيانها ، و لو كان مصطنعا، و باستماته أيضا، لكن هل فعلا تحقق الذات كينونتها بهذه الكيفية، و ماذا نقول عن رمزية التحقق ؟...
العمران في الذات قبل الجدران، فالمثل يقول أو الأغنية إن صح التعبير" ماهموني غير الرجال إيلا ضاعوا، الحيوط إيلا رابو، كلها يبني دار" ... ماذا بوسعي أن أقول ، عن الضياع، عن تشتت الأفكار، عن اشتداد وطر الألم، و في خضم كل هذا، كيف يكون تحقيق الكينونة؟.. لاأعلم.
إذن، الصبر هو اللغة الوحيدة الكامنة في الذات، و هو ما يعني الإنتظار، ربما طول الإنتظار، و لنسميه جزافا أملا، و ليأخذ هذا المعنى، بل هو المعنى الوحيد نحو غد أجمل ، أومجهول غامض إن صح التعبير.
لكن الأمل هو الفرملة ضد كل صفوف اليأس، ضد كل مواصفات القنوط، و ضد كل ملامح التجهم، و هو يفيد في معناه ، حب الحياة ، لايهمنا شكل الإستمرار، المهم أنها تستمر
و كفى"عش حتى تموت"... كلمة تنطقها دائما عجوز الحي، و هي على حق ، لأن الحياة تستنهي حتما بالموت ، أليس كذلك، إن بالغنى أو بالفقر، بالمنصب أو بغيره، بتحقيق الذات، أو العكس، لكن هذا لايعني أن نكون سلبيين، أو متواكلين، أو مزدرين للوضع شجبا و تنديدا فقط، أوبا لتحول نكوصا نحو الفراغ، و الهدم، "هدم الذات أولا"، بل البناء شريعة البشر، و قد سبق ابن خلدون دوركهايم في التنظير للبناء، وسماه" العمران"، وهو التشييد في كل شيء في الذات "عبر التثقيف" في المجتمع "عبر التوعية"، في الدولة"عبر بناء المؤسسات"، وفي التشريع "عبر التأطير القانوني العادل"، وفي الثقافة "عبر حفز الإبداع ، أيا كان نوعه، أدبيا، فكريا، علميا، لأن به تكون الحضارة"...الخ.
و حتى و إن اشتد لفح المنحدرات، و استفحلت الأزمات، فبفسحة الأمل، نخرج من بؤر الظلام، متجهين صوب نقاط العبور نحو ضوء النهار، لأن به تحيا الحياة.
إذن، "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ".
.



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق أربعاء الغرب: من وراء إقبار مهرجان المدينة؟.
- نهب المال العام كارثة تقود المغرب نحو الهاوية
- لا ديمقراطية، و سلطة الامتيازات لا زالت قائمة بالمغرب‼
- تدمير المجال البيئي كارثة تهدد الأرض والإنسان
- المزج بين الحياة الخاصةوالمسؤولية العامة يعرقل قانون التصريح ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد ديمال - ما اضيق العيش لولا فسحة الامل