أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - والعنف قادم لامحالة : عن تأميم الدولة لصالح الحزب














المزيد.....


والعنف قادم لامحالة : عن تأميم الدولة لصالح الحزب


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم من السياسة بالضرورة , أن هناك فارق كبير بين دور الدولة , وبين الحزب , وهذا الفارق يتبدي في أمور كثيرة متضحة ومحددة ملامحها في الدول الديمقراطية التي تنتهج المنهج الديمقراطي في أساليب السياسة , وأنظمة الحكم , أما الأنظمة الشمولية الإستبدادية التي تدعي أنها تحكم بالنظام الديمقراطي , في حين أنها تمارس الشمولية في الحكم والسياسة , وتؤمم الدولة بجميع وزاراتها , وهيئاتها , ومؤسساتها لصالح الحزب الحاكم , ومن هنا تتحول سلطة الحزب الحاكم , إلي سلطة المارد الجبار , الذي تعجز معه العديد من الطرائق والأساليب التي تقومه في حالة حياده عن جادة الصواب , علي إعتبار أن المعارضة هي الألم الواقع علي جسد الدولة والذي ينبه الحزب الحاكم إلي أن هناك مرض كائن في جسد أو روح الدولة , ويتوجب علي الحزب الحاكم أن ينتبه إلي علاج هذا المرض , من خلال تشخيص الدواء من قوي المعارضة , والقوي الوطنية الأخري الغير ممثلة في سلطة الحكم , أو الحزب الحاكم !!
أما أن تنفرد سلطة الحكم ممثلة في الحزب الحاكم , بإتخاذ كافة القرارات المصيرية وحدها , ودون الرجوع لباقي القوي السياسية في المجتمع , ودون إعارتها أي إهتمام , فهذه تمثل مصيبة من جملة مصائب إنفراد السلطة الحاكمة , وإحتكارها للحكم والسلطة , موظفة كل إمكانيات , ومقدرات الدولة للتخديم علي مصالح الحزب الحاكم , حتي يتسني له البقاء في مؤسسة الحكم والسلطة إلي حيث تكون الإرادة الإجتماعية علي درجة من الوعي بالمصالح الوطنية / الإجتماعية , وفي حالة إنتظار أعلي درجات الوعي المترابطة مع أعلي دراجات التأزيم للواقع الإجتماعي المعاش , ويكون هذا هو بدايات التغيير لسلطة أي حزب , أو حكومة مستبدة , ولكن التغيير في هذه الحالة غير مأمون العواقب والنتائج , لأن الشعور الطاغي في مثل هذه الحالات , أن الوطن ليس مملوك للمواطنين , وإنما ملكيته شائعة بين أعضاء الحزب الحاكم , وبين سلطات الحكومة المسيطرة أو التي كانت مسيطرة علي الدولة , وقامت بتوظيف سلطاتها في تأميم الدولة لصالح الحزب الحاكم , محولة المواطنين , إلي أمواج هادرة من مشاعر الغضب والكراهية , في إتجاه تدمير الدولة , وتدمير سلطة الحزب , وتكون النتيجة في نهاية المطاف كارثية , ولاتؤمن عواقبها , ولاتتوقع نتائجها إلا بكل ضرر وخسران !!
وحينما تغيب الرقابة الوطنية علي أعمال الدولة المختزلة جميع وظائفها في سلطة الحزب الحاكم , وتصبح السلطة التشريعية , مؤتمرة بما تمليه عليها السلطة التنفيذية , التي بدورها تختزل دور السلطة القضائية , بإعتبار أن السلطة التنفيذية هي القائمة علي تنفيذ الأحكام القضائية الواجبة النفاذ , والتي تصدرها السلطة القضائية , وحينما يكون رئيس الحزب , هو رئيس الدولة , وهو الذي بيده تنعقد جميع السلطات , والغالبية ترتجي رضائه , وتتجنب سخطه , وتبتعد عن اسباب غضبه , لدرجة يكون معها الحاكم , إله , أو علي أقل تقدير إله في صورة صنم معبود , تقدم له القرابين , وتطلب من الحاجات , وترتجي منه الشفاعات , في جميع أمور المواطنين , سواء من كان تحت إمرته في الحزب , والحكومة , او من كان خارجاً عن طاعته , عاصياً لأوامره من المعارضة والقوي الوطنية , التي تعتبر في نظر سلطة الحزب الحاكم , المختزل للدولة في شخصية الحزب ورئيسه , ومن ثم تعتبر هذه القوي المعارضة متهمة بالخيانة , والعمالة , والعداء للوطن , والوقوف ضد مصالح المواطنين !!
وتظل السلطة المطلقة هي المفسدة المطلقة , وتظل الدولة المختزلة في الحزب الحاكم , بلارقابة , ومن ثم تتحول السلطة الحاكمة إلي عصابة !!
وحينما تتحول الدولة إلي عصابة , فالدمار قادم لامحالة !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هويدا طه : من يستحق العقوبة ؟!!
- هل العمال يحتفلون بعيدهم : فماذا عن أطفالهم ؟ !!
- عن المرجعية الإسلامية في برامج الأحزاب السياسية المدنية : مل ...
- حرية العقيدة : مابين الموروث الديني والإلزام الدستوري
- هل يريد مبارك الأب إحتراق مصر ؟ !!
- عن الحل : كيف يكون الإسلام هو الحل ؟ !!
- أيكون شيخ الأزهر سباباً ؟!!: فهذا مانرفضه
- فلنقلب الصورة : ماذا لوحدث تحالف عربي إيراني ؟!!
- العبودية
- ياوطني : أصبحنا كلنا مرضي !!
- الإنسان
- علماء الدين : أين خطابكم الدعوي الواقعي ؟!!
- الدين والمفاهيم : أين الأزمة ؟
- الردة الحضارية : غياب العقل : تسيد الإستبداد : إحتكار مفهوم ...
- ويسألونك عن السجن : فقل لست بيوسف الصديق
- الحرام السياسي : بين الإخوان المسلمين والسلطة الحاكمة والمجت ...
- ماذا يشغل عقل المفكر الإسلامي ؟ : محمد عمارة نموذجاً !!
- رجال الدين الرسمي والتعديلات الدستورية : بين مفهوم الإسلام و ...
- هذا ليس بوطني , والحاكم ليس بإنسان
- إنتشار السل في مصر : هل هو مسؤلية المعارضة المصرية ؟ !!


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - والعنف قادم لامحالة : عن تأميم الدولة لصالح الحزب