الطيب طهوري
الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 03:15
المحور:
الادب والفن
لي متسع من عميق النخيلِ..
رذاذ المساءِ..
ولي دارة من دم الرملِ..
عشب المسافاتِ..
فصل البهاءْ
ثم ..لي وجعي الشاعريُّ..
طيور البحيراتِ..
ماء المحيطاتِ..
والزبد المتوهجُ..
صخر الشواطئِ..
غيم التواصل..والفاصله
وكذلك لي كف زينبَ تنقذني من ثلوج القساوةِ
لي حلم ياسين ينقذني من جراد الجنوبِ..
وشيب الشوارع في المدن المستحمة بالضوء والصمتِ..
لون القرى الخائفه
ولي ..جثتي..ومروج التلول تحمِّلني حزنها..
وضباب المقابرِ..
ماء الجفافِ..
سراب الصدى..
وصهيل الخيول البعيدة تركضني..
والمدى!
وأيضا..سلال الخضار مبعثرةً في الزحامِ..
نهيق الحمارِ..
دم الماعز المتجلي..
وشخشوخة الخضراءِ..
روَّينة الديسِ..
ناقة قديشةَ الراحله
ولي ..جثتي..مرة ثانيه..
أتحملها في البعيدِ..
وفي القربِ..
في الماءِ..
في النارِ..
في العشبِ..
في الشاهدات على القبرِ..
في الشرقِ..
في الغربِ..
والطرق القاتله
آه ياصاحبي..
ولي.. وطن من حنين/ صفاء
أنتمي لمساءاتهِ..
وصباحاتهِ..
وتعانقه الشجرَ المترمد فيهِ
حقولُ السواعد في العرق المرِّ..
شيحُ التناسلِ..
سدرتُه المنتهى..
وطماطمُ عنابةَ..
كسكسُ عباسةَ..
ليمون ُمتيجةَ..
تمر الصحاري الحزينةِ..
هندُيها الحضنةَ..
بيض القوابعِ..
زقزقة الزراعِ..
دفء الندى..
ولي .. حمرة الدلاعِ..
كسرتها القافله..
حين تبدأ ريح الجنوب زوابعها..
وينفض حب الرمان توابعهُ..
وتروح الطيور إلى جهة في السماء
آه ياصاحبي..
لي .. كل ذا..
فكيف إذن لاأسير إلى جهة في الجبالِ..
أحصِّن فيها.. دمي..
وإلى.. جهة..في القصائدِ..
أو ..في الجرائدِ..
أزرع فيها فمي..
وأشْرع عاصفة البرقِ..
في الخاصره..
ثم أغزو القصورَ/
بنوك الذين مشوا في الطريق إلى البحرِ..
أو..
في الصعود إلى الصخرِ..
أفتح نافذة المبعدينَ..
وباب القرى الصابره..؟!
آه ياصاحبي..
لي..كل ذا..
فكيف إذن لاأوسد شوك الأرامل رأسي..
وحزن الحقول دمي..
وكفيَّ لون الجنونْ..؟!
كيف لاأترجع ماء الصدى في الكمائنِ..
رعشة أمي يدق السلاح على صدرها ..
وكلاب الحراسة تنبح ضد الذي غرَّب الأرض في صمتها..
ثم خرب أسماءها..
وروى ..
من دمي..
عمرهُ..؟!
آه ياصاحبي..
لي..كل ذا..
فكيف إذن لاأوزع جسمي جسوما..
على مد هذا البصرْ..
وأبدأ من قامة الله في ..
ورذاذ الحجرْ..
أفتتني..
ثم أنثر كل رمادي..
على تربتي الـ..
…قاحله؟!
آه يا صاحبي..
لي كل ذا..
ولي المدُّ..والعدُّ..
والركض..والرفضُ..
والطلقات التي تقتفي أثري..
حجري..
والسجون/ العيون التي تتربص بي..
والسماء..السماءْ..
أتمدد في لونها..
أتتبع خطو الدخول/ الخروجِ..
الجبال/ المروجِ..
الحدود/ القيودِ..
الدماءْ..
أنحني في الأزقة للنائمين على مدها..
وتحت الحجارة للمتعبينَ..
وأمشي إلى جهة..لاتراني ..
أسيرُ..إلى موجة..لاترد يدي..
ثم أبدأني مطرا نازلا من شقوق الذهول ..هنا..
صاعدا من زرقة الكتفينِ
(الجلاَّد هنا يحتمي بالسياطِ..
يوجهني..)
تبدأ الدورة الدموية حرقتها..
وتجيئ الفصول ملبدة بالرمالِ..
الحقول مضمخة بالعويلِ/
القتيلِ..
المقاهي مفجرةً..
والمباني/ القرى..
صمتها من يد اللهِ..
قامتها/ الرعدُ من كفه القرمطيِّ..
ومن وجع الحلاجِ..
خطو الغفاريِّ
في الربذه..
يحضن الآن ذرا..عمارةَ..
غيم المسافات يخنقه بإشارات عثمانَ
والرملُ..
يرجعهُ..
للنخيلْ
آه يا صاحبي..
لي كل ذا..
ولي الحواسُ..
والناسُ..
واسنيُ الغريب/ الحبيب إلى الأرضِ
عمار في لحظة المد والجزرِ..
والقارب البحرِ..
خيمة جاووت في البحث عن شمسه الضائعهْ
لي كل ذا..
ولي الحجل/ الوجلُ..
الزعتر/ البصلُ..
النمل والقملُ..
روث الدوابِّ على البابِ..
سرو الغرابةِ..
عين الطريقِ..
حجارة تندوفَ..
ملح الشطوط/ الخطوطِ..
وجوه الصبايا يزغردن للولد المرِّ..
في رعشة الموتِ..
موج الغوايةِ..
ماء السنين البعيدة تنشرني ..
في الخفاءْ
ولي..وجه أحمدَ..
أكمام قمصانه تتلوى على جسد الثعبانِ..
تغسل ماء القرى..
ولي الورق/ الأرقُ..
القدر والحجرُ..
العشب والشجرُ..
الحرمل المتجذر في الضلعِ..
والأغنيات ..على طبق..من فطيرٍ..
وجرح السنابلِ..
ماء الغديرِ..
ولي جثتي/ عدتي..
وعميق الثرى..
وحدو القوافلِ..
وعوعة الذئب خلف الصخورِ
ودالية الوقتِ..
ريح الصبابةِ..
تين الرحيل المفاجئِ..
هدي القطا
آه ياصاحبي..
لي ..كل ذا..
ليَ الوجع/ البجعُ..
الحوت والموتُ..
والسفن الغاربه
ليَ الشمع والدمعُ..
نار الفيافي..
المنافي..
الخطى..هاربهْ
آه يا صاحبي..
ليَ الورد والوعدُ..
والوجد والرعدُ..
والكلمات/ السواحل.. والمبتدا..
ليَ المدُّ..والأرصفهْ
والشوارع تمتص لوني..
تجر انكساراتها في العيونِ..
وترجعني..
للمدى..
ولي ما تبقى من الذكريات/ الخرابِ..
الممرات/ الغرابِ..
الصدى..
منافذ كفي إلى الجرحِ..
في الصمتِ..
راية مايٍ..
صعود السنابل في المنجل/ الحَرّ..
فأس السواعد في البرِّ..
مطرقة السنديانِ..
المباني الغريبةُ في الرملِ..
طين المسافاتِ..
ماء السرابِ..
الجحور/ القبورُ..
الكتابة..والنفي..والأرغفهْ..
ولي مطري/ وتري..
وثلوج الربابة في الكفِّ..
نار الندى
آه يا صاحبي..
لي .. كل ذا..
ولي القارعات/ الشقاءْ..
ليَ البدءُ..
في العنق القيدُ..
والرجل متسعٌ..للبقاءْ..
تسحب الخيل جسمي..
دمي يشرب الصهدُ ملح فواجعهِ..
وفمي يتكسر فوق الصخورِ..
المتاهات ترتد بي..
والشطوط/ الخطوط تفتت في القلب أشجارهُ..
ليَ البدء.. والمنتهى..
ليَ المشتهى..
ليَ العرق المتصبب في الرملِ..
شاحنة الموت تجتر عظمي..
النتوء يمزق صدري..
المساء..المساءْ
ليَ العادياتُ..
ليِ المورياتُ..
ليَ الضبْح.. والقدْحُ..
والدهشة الفُصْحُ..
والصبحُ..
والزنجبيلُ..
ليَ الأرض دائرةً..
ليَ الممكن السهلُ..
والمستحيلْ
آه يا صاحبي..
لي..كل ذا..
ولي.. جثتي والعميقُ..
فكيف إذن لاأعانق بدئي..
النهايات أ رجعها للصهيلِ..
أوسد كفي دم الذاهبين إلى الأرضِ..
أنثرني في الطريق إلى خطو أقدامهمْ ..
هاهناك..هنا..
وأنشرها زرقةَ الكتفين على سعف النخلِ/..
…زيتونةَ القادمينْ..؟
#الطيب_طهوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟