أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدي شندي - نجاة النادي














المزيد.....

نجاة النادي


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 08:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذه ليست مقطوعة غزلية بقدر ماهي مرثية لجيل منقرض , صاحبة الفضل فيها نجاة النادي .
نجاة سيدة فلسطينية لها وجه قطة أليفة وقلب نمرة , هي بالقطع ليست من هذا الجيل وإنما سليلة أقوام عظام كانوا يعيشون يوما على هذه الأرض , لا تشبه نساءنا وفتياتنا الأخريات , بل هي من جنس الزباء بنت عمرو بن الظرب والخنساء بنت عمرو الأسلمية وجليلة بنت مرة الشيبانية وأسماء بنت ربيعة التغلبية واليمامة بنت كليب.
كان العالم العربي منشغلا كعادته صبيحة الأربعاء الماضي بشرم الشيخ , ورايس, والمتاعب التي تواجه أولمرت , وانشغالات بعض الزعماء بالتمكين لأنفسهم في السلطة لأجل غير مسمى , ومحاولات البعض الآخر لنسيان الشبح الموريتاني ... وكانت نجاة وحدها على حاجز حوارة قرب نابلس تستدعي كل ما في تاريخ العرب من شمم وإباء وتنقض كنمرة مفترسة على جنود إسرائيليين انتزعوا ولدها( نادي رائد – 17 عاما) من يدها بحجة حيازة عبوات ناسفة . في لحظة رأت ابنها معصوب العينين بعد اعتقاله وايقافه الى جوار سيارة جيب إسرائيلية , فاندفعت نحوه , احتضنته وأخذت تقبله رغما عن الرشاشات المشهرة والرصاص المحرم المتعطش إلى جسد عربي , وحينما انتزعوه من أحضانها دخلت في عراك مع ثلاثة جنود إسرائيليين فيما وقف عشرات المتفرجين يظللهم خزي وعجز واحساس بالمهانة والفخر في آن واحد .. إذ أن امرأة تتجرأ على فعل مايجبنون هم عنه.
ليست المرة الأولى في تاريخنا القريب الذي تردد فيه وكالات الأنباء اسم إمرأة عربية فيما لاتجد سببا مقنعا لترديد أسماء مئات الملايين من الرجال , فقبلها كانت جميلة بوحيرد وجميلة بوعزة وجميلة بوباشا وشادية أبو غزالة ودلال المغربي وليلى خالد وسهى بشارة ووفاء إدريس وآيات الأخرس وعندليب قطاقطة وهبة دراغمة وهنادي جرادات وريم الرياشي .
نجاة أكثر شجاعة من مئات الملايين إذ أنها لم تدع للخوف طريقا إلى قلبها .. فهي على أرضها وهم أغراب , وهي ابنة حسب ونسب وهم شذاذ آفاق .. لم تدع تذكر أبنائها العشرة الآخرين يوهن عزمها , فما فائدة أحد عشر ابنا يعيشون في ذل , ولماذا لاتضحي بعدد منهم لتتنسم عبير الحرية فوق أرضها , وتمشي مرفوعة الرأس لا يوقفها حاجز ولا يتجرأ كلب حراسة للمصالح الغربية فينبح عليها .
هل أقول اني مفتون بها وأراها أجمل الف مرة من ملكات الجمال ومغنيات الفيديو كليب وعارضات الأزياء والكاسيات العاريات اللاتي يخرجن من المصاعد وشاشات التليفزيون وبوابات المراكز التجارية ومن حنفيات المياه.
ترى هل منحتها الشجاعة هالة من نور فرأيتها بدرا في ليلة تمامه , أم أن عزة النفس تعطي صاحبتها بريقا يأسر القلوب ويذهب بالألباب .. لماذا أرى هؤلاء المناضلات كحوريات نزلن على الأرض , وما كل هذا السحر الذي يتدفق حين تنفض صاحبة حق غبار المهانة, وربما كان موقف السيدة زينب بنت علي (رضي الله عنهما ) في مواجهة يزيد بن معاوية من أكثر المواقف التي تدلل على بطولة المرأة العربية المسلمة . قالت زينب ليزيد: أظننت يا يزيد أنه حين أُخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء فأصبحنا نُساق كما تساق الأسارى، أن بنا هوانًا على اللَّه وأن بك عليه كرامة؟ وتوهمت أن هذا لعظيم خطرِك ، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفيك، جذلان فرحًا حين رأيت الدنيا مستوثقة لك والأمور متسقة عليك .. واللَّه ما فريت إلا في جلدك، ولا حززت إلا في لحمك. وستعلم أنت ومن بوأك ومكنك من رقاب المؤمنين - إذا كان الحكَم ربنا، والخصم جدنا، وجوارحك شاهدة عليك- أيُّنا شر مكانًا وأضعف جندًا. فو اللَّه ما اتقيت غير اللّه، وما شكوت إلا للَّه، فكِد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك".
موقف نجاة النادي دليل على أن هذه الأمة مزرعة أبطال . إن نام رجالها همت نساؤها تزود عن العرين , وتنفض غبار اليأس عن اليائسين .
كم أحب هذه المرأة .. فالحرة لا تحنى رأسها للطغيان.





#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ..الخارجة من التاريخ (1من2
- على اسم مصر
- سطوة الأمن المصري
- دستور الاستعباد
- في رئاء عطية حسن
- تحرش وسط القاهرة
- غزة المرابطة
- الرئيس الذي تحتاجه مصر
- ماذا نفعل بأسمائنا؟
- آخر أجيال الهزائم
- حضرات الكتاب المزايدين
- ضرورة المراجعة
- أوهام-الصديق- الأميركي
- الورقة الأخيرة
- صناع الفتنة في العراق
- صمت التواطؤ
- بذاءة الدولة
- تباريح التغيير


المزيد.....




- بقصف مدفعي لـ-قسد-.. مقتل امرأة وإصابة طفلها ومواطنين آخرين ...
- ما هي خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر ...
- العثور على ملكة جمال ميانمار مدفونة تحت مبنى بعد محاولتها إن ...
- 800 دينار سجلي حالاً.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا ...
- الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف ...
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- “سيلفيا فايز” استغاثة جديدة لمكاتب مساندة المرأة الجديدة


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدي شندي - نجاة النادي