أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله المدني - شيء ما في الصين باتجاه الإصلاح السياسي















المزيد.....

شيء ما في الصين باتجاه الإصلاح السياسي


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


توقف الكثيرون في مارس الماضي أمام مقال كتبه رئيس الحكومة الصينية "وين جياباو" في صحيفة الشعب المحلية و قال فيه أن الديمقراطية لا تتعارض مع نظام البلاد الاشتراكي. ثم توقفوا أكثر أمام إجاباته و توضيحاته في مؤتمر صحفي عقده لاحقا و قال فيه " تسألون عما تعنيه الديمقراطية الاشتراكية ، و إجابتي أن الديمقراطية الاشتراكية في التحليل النهائي ما هي إلا تمكين الشعب من حكم نفسه بنفسه، و هذا بدوره يعني الحاجة إلى ضمان حق الشعب في انتخابات ديمقراطية تؤدي إلى ظهور صانعي قرار ديمقراطيين و إدارة ديمقراطية .. انه يعني الحاجة إلى خلق ظروف و شروط يستطيع من خلالها الشعب مراقبة و انتقاد الحكومة بحرية". غير أن الزعيم الصيني استدرك قائلا " بالنسبة لبلد كبير و معقد التركيب كالصين، فانه من الأفضل أن تأتي الديمقراطية في صورة خطوات متدرجة، و متوازية مع تحقيق العدالة الاجتماعية و الاقتصادية لجماهير الشعب".

هذه التصريحات المثيرة و غير المسبوقة لأحد صناع القرار الكبار في بلد تعتبر فيه مفردة "الديمقراطية" من التابوهات و المحرمات، معطوفة على امتداح رئيس الدولة "هو جينتاو" مؤخرا لديمقراطية هونغ كونغ، وسماح السلطات في الشهر الماضي لاثنين من كبار النشطاء السياسيين ممن ارتبط اسميهما بحادثة ساحة "تيان إن مين" الشهيرة بزيارة البر الصيني والتجول فيه بحرية و التحدث إلى الصحافة بصراحة، دفعت مراقبين كثر إلى الجزم بأن هناك شيئا ما يجري خلف الكواليس لجهة الشروع في إصلاحات سياسية تواكب ما حققته البلاد من صعود اقتصادي وتنموي مذهل.

و تزامنت هذه التطورات مع حلول ذكرى حدثين بارزين في تاريخ الصين المعاصر. ففي الشهر الماضي حلت الذكرى الخمسين للحملة التي قام بها نظام "ماو تسي تونغ" لإرهاب خصومه وتمتين قبضته المطلقة على السلطة، و هي الحملة التي طورد و حورب فيها أكثر من 550 ألف مثقف صيني بدعوى معاداتهم للثورة و تبنيهم لأفكار يمينية في الفترة ما بين عامي 1957 و 1976 . وفي الشهر الماضي أيضا حلت الذكرى الثامنة عشرة لوفاة الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي الحاكم "هو ياوبانغ"، الذي كان قد الهم آلاف الطلبة بأفكاره الإصلاحية و جعلهم يتحولون لاحقا إلى وقود لحركة المطالبة بالديمقراطية التي انتهت بمجزرة ساحة "تيان إن مين" في الرابع من يونيو 1989 . و المعلوم أن "هو ياوبانغ" هو الذي أنهى رسميا حملة المعلم ماو القمعية بعد عامين من وفاة الأخير في سنة 1976، و أعاد الاعتبار إلى المتضررين، لكن الكثيرين من هؤلاء كانوا وقتذاك قد ماتوا. أما الأحياء فقد فضل البعض منهم أن يعيش في الظل يائسا، فيما شق البعض الآخر طريقه في أجهزة الدولة و الحزب ليصل لاحقا إلى مواقع قيادية مهمة على نحو ما حدث مع رئيس الحكومة السابق " زو رونغجي".

غير أن هناك من المراقبين من لا يرى في هذه التطوارات شيئا يمكن أن يعتد به أو يؤسس لنهج جديد. فالثناء الذي خص به رئيس الدولة النظام الديمقراطي في هونغ كونغ، في نظر هؤلاء، يجب ألا يعطى اكبر من حجمه لأن بكين ملزمة بالحفاظ على ذلك النظام بموجب الاتفاقية الصينية-البريطانية لعام 1997 حول إعادة الجزيرة إلى السيادة الصينية، و إلا لكانت غيرته. و أما حديث رئيس الحكومة، وقرار السماح لعودة اثنين من المنشقين، و ما نشرته الصحافة المملوكة للدولة مؤخرا من مقالات حول الإصلاح الديمقراطي، فليست عند هؤلاء المراقبين سوى محاولات تستهدف تحقيق غرضين. الأول هو تلميع صورة النظام الحاكم قبيل دورة الألعاب الاولمبية التي ستستضيفها بكين في صيف العام القادم، و إظهار البلاد كما لو أنها مقبلة على خطوات إصلاحية كبيرة للحيلولة دون قيام وسائل الإعلام الاجنبية التي ستغطي الحدث بتوجيه انتقادات قاسية للسلطات. أما الغرض الثاني فيحتمل أن يكون تقوية نفوذ وشعبية الرئيس "هو جينتاو" قبيل المؤتمر العام السابع عشر للحزب الشيوعي المقرر انعقاده في خريف العام الجاري.

وفيما يتعلق بهذا المؤتمر الذي بات ينعقد كل خمس سنوات منذ عام 1977 وجرت العادة أن يكون مقدمة لإحداث تغييرات في القيادات العليا و الوسطى و إجراء تعديلات في السياسات الداخلية والخارجية، فان هناك اتفاق كامل في أوساط المراقبين بأنه سيشهد جملة من التطورات. فعلى حين سيبقى زعيم الحزب و الدولة و رئيس الحكومة في مناصبهما حتى المؤتمر الثامن عشر في عام 2012 ، فان قيادات الحزب المتقدمة في العمر ستستبدل بعناصر أكثر شبابا و حيوية من الجيل الخامس، أي من الذين ولدوا في خمسينات القرن الماضي و كانوا صغار أثناء التحولات العاصفة التي شهدتها البلاد في ظل حكم ماو، و بالتالي تميزوا عن أبناء الجيل الرابع في أفكارهم وتطلعاتهم و ثقافتهم وخلفياتهم الإدارية و اتصالهم بالخارج و نظرتهم إلى العالم المحيط. و في هذا السياق يتوقع رحيل 60 بالمئة من أعضاء اللجنة المركزية الحالية للحزب و حوالي نصف أعضاء المكتب السياسي، كما يتوقع على نطاق واسع أن تجرى عملية انتخاب أعضاء المؤتمر السابع عشر بطريقة أكثر ديمقراطية وتنافسية، بحيث يتم انتخاب الأعضاء ال 2200 من ضمن قوائم تحتوي على أسماء كثيرة و ليس مجرد انتخاب الأسماء المراد توصيلها إلى المؤتمر كما جرت العادة. و كان الرئيس "هو جينتاو" قد صرح في إحدى جولاته الداخلية الأخيرة أن هذه الانتخابات سوف تجري وفق معايير جديدة و ستكون أفضلية الترشيح فيها للرسميين الذين امضوا مدد خدمة طويلة في الأرياف والمناطق النائية، و الذين حققوا سمعة جيدة من خلال إنجازات فعلية و ليس وهمية، و الذين اجتهدوا في سبيل وضع قواعد التنمية طويلة الأجل.

بقي أن نقول أن هذه التغييرات المتوقعة قد بدأت فعلا في أواخر العام الماضي مع تعيين قادة شباب أكفاء على راس فروع الحزب الحاكم في الأقاليم، و تواصلت مؤخرا مع إزاحة الدبلوماسي المخضرم "لي تشاو- 67 عاما" من منصبه كوزير للخارجية لصالح دبلوماسي شاب (بالمقاييس الصينية) هو " "يانغ جيتشي – 57 عاما" الذي عمل سفيرا للصين في واشنطون ما بين عامي 2001 و 2005 قبل أن يعين كنائب لوزير الخارجية المقال، و تعيين وزراء جدد في العقد الخامس من العمر للعلوم و التكنولوجيا، و الأراضي و الموارد الطبيعية ، و المصادر المائية.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية إذ تصبح عبئا: بنغلاديش مثالا
- .. لكن ماذا عن صناعة الكتاب في الصين؟
- حكاية المسجد الأحمر .. الباكستاني
- نحو باكستان علمانية على النمط التركي
- جدلية المفاضلة بين الملكية و الجمهورية في نيبال
- لكم ثقافتكم و لنا ثقافتنا
- الجنرال خاتون
- درس جديد من ماليزيا: لا للتجسس الاجتماعي
- ماذا يجري في بلوشستان الإيرانية؟
- ميلاد دولة نفطية جديدة!!
- أبو الفقراء لم يكافح الفقر فقط !
- غاندي في ذكراه : يا لها من ذكرى عطرة!
- تركمانستان بعد رحيل ديكتاتورها
- حينما يفسد عضو مصداقية منظومة بأكملها
- الأمم المتحدة ما بين أمينين عامين آسيويين
- لعله الموت الأخير للقذافي جانجلاني!
- عن القرصنة في مياه المحيط الهندي
- مشرف و نساء باكستان
- حوار مع القيادي الليبرالي البحريني د. عبدالله المدني
- رفقا بالبحرين الجميلة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله المدني - شيء ما في الصين باتجاه الإصلاح السياسي