أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عالية بايزيد اسماعيل - لماذا هذا التباكي الزائف ام هي دموع تماسيح















المزيد.....


لماذا هذا التباكي الزائف ام هي دموع تماسيح


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 13:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جميل أن نرى هذا الكم الهائل من دعوات الاستنكار والإدانة للجريمة البربرية التي ارتكبت بحق الفتاة المغدورة دعاء على أيدي حفنة من جلاوزة حماة التقاليد والأعراف الزائفة من الوحوش البشرية , وجميل أن نرى تعالي الأصوات التي تدعو إلى إنصاف المرأة من كافة أنواع العنف ضدها , حيث لم يحظى موضوع في الآونة الأخيرة بالاهتمام البالغ مثل هذه القضية التي حركت الرأي العام على جميع الأصعدة , إلا أن ما هو غير الجميل هي تلك الهجمة الشرسة التي يتعرض لها اليزيديون من جميع الفئات من تضييق الخناق عليهم من قبل أنصار الدولة الإسلامية التي اتسمت بالتحدي وباسم الدين الإسلامي وكأنهم يعيشون الحرية والديمقراطية ونحن نعيش الهمجية والبربرية , وكان المجتمع اليزيدي وحده الذي يهين المرأة ويمنعها حقوقها ولا ينصفها , فمن كان بيته من زجاج أن لايرم الناس بالحجر , أن ماحدث رغم وحشيته يحدث كثيرا في المجتمعات العشائرية إن كانت مسلمة أو حتى المجتمعات المسيحية , تعددت طرق الموت والقتل غسلا للعار واحد , فالمجتمعات العشائرية الإسلامية اشد ضراوة واقسي على المرأة التي تعاملها كسلعة في فض النزاعات والمساومات خاصة في المجتمعات الريفية وساحات المحاكم العراقية تشهد على ذلك فعليهم أن لايزايدون علينا ويعلنوها حربا شعواء ضدنا يدفع الفاتورة فيها الأبرياء من طلبة المدارس والجامعات والموظفين والعمال والكسبة الذين لادخل لهم لامن قريب ولامن بعيد بهذه الإحداث , إن ما يحدث اكبر من مسالة استنكار ضد جريمة بشعة واكبر من صيحات الثار والانتقام التي يصمون أذاننا بها لان المئات من النساء قتلن غدرا ولمجرد الاشتباه بالسلوك فلماذا لم نسمع صرخة احتجاج واحدة ولماذا كان التعتيم الإعلامي على جرائم القتل غسلا للعار والتي لايكاد يمر يوم إلا وتقتل امرأة في قضية شرف ولماذا هذا التركيز الإعلامي على قضية فتاة بحزاني , العنف موجود ضد المرأة كان ولايزال إن لم يكن اشد قسوة في الآونة الأخيرة وهو واقع اليم تعيشه المرأة العراقية رغم كل الدعوات والشعارات التي تنادي بان المرأة هي إلام و الأخت الزوجة المربية والأساس في بناء الأسرة والتي منحها الدستور بعضا من الحقوق البراقة اليتيمة إلا أنها على الصعيد الواقعي والعملي التطبيقي تعاني الكثير من مصادرة الحقوق والخناق والتضييق على حريتها نتيجة ممارسات قبلية متخلفة ومتوارثة التي تجعل من المرأة بحكم الولد القاصر حتى لو كانت حاصلة على اعلي الشهادات والخبرات وتجعل منها ناقصة عقل ودين لأنها عورة , هذا ما يمنحه الفكر الديني من حقوق للمرأة والذي بدا يستشري كالداء خاصة لدى الطبقات العشائرية والفقيرة التي تعتبر أكثر التصاقا بالقوانين الدينية وأكثر استجابة للتيارات السياسية الدينية , لذلك من النادر أن لانجد امرأة عراقية لم تتعرض للعنف سواء من قبل الأسرة أو المجتمع ذلك العنف الذي يهين المرأة ويهمشها ويقلل من قدرها ويخلف لها معاناة نفسية واجتماعية , وبسبب خصوصية المجتمع العشائري فانه يفرض تعتيما إعلاميا على العنف والتمييز الذي تتعرض له المرأة .
وان ثقافة المجتمع هو الذي يتيح تلك السيطرة والسلطة والمرجعية في ذلك هو العادات والتقاليد لان النساء هن دائما ضحايا العرف الديني والقانون التي يحكمها شريعة الغاب خاصة في جرائم الشرف التي تعاني المرأة فيها من إرهاب اجتماعي وتشريعي بسبب تلك الخطابات الدينية المستشرية في جميع مفاصل الدولة فلو وضع الدستور على أساس علماني وتم بناء مؤسسات علمانية لما استمر تدهور الأوضاع كما هي عليه ألان لان التاريخ لن يرجع إلى الوراء وان مسار التقدم لن يتوقف لذلك من العبث أن نطبق ما لا ينسجم مع منطق التطور والتقدم والتجديد وان الالتزام بالمواثيق الدولية ومعاهدات حقوق الإنسان هو الوسيلة الفعالة للتغلب على عوامل الضعف والتخلف لهذا نرى الشعوب المتحضرة تفكر وتهتم بالمستقبل بينما نحن لانزال ننجذب بقوة إلى الماضي البعيد والطائفية البغيضة وصرف الجهود والوقت في مناقشة ملابس المرأة وحجابها وإطالة اللحى والقتل لحماية الشرف الذي هو نتاج ترسبات و تراكم سنين الجهل التي تواجه المرأة فيه سيلا من الخطوط الحمراء .
إن حقوق المرأة جزء من حقوق الإنسان فإذا كان نصفه معطلا ومشلولا فلا وجود لحقوق الإنسان طالما كانت حرية المرأة منقوصة , وهنا يحق لنا أن نتساءل أين هي دور وزارة حقوق الإنسان ووزارة المراة ووزارة المجتمع المدني ووزارة الهجرة والمهجرين من كل الإحداث التي تجري حاليا على الساحة العراقية أم أن هذه الوزارات تعكس الوجه الحقيقي للحكومة الدينية , وما جدوى باب الحريات العامة في الدستور العراقي إن كانت معطلة وان كان أول حق للإنسان في الحياة وهو حق الحياة مهددا فما بالك بالحريات الأخرى وأين هي المساواة التي يضمنها الدستور إن كانت الأقليات الدينية مضطهدة حتى في عقائدها ناهيك عن التميز الاجتماعي والوظيفي والسياسي , وما تقوم به سرايا وفصائل جيش محمد في الدولة الإسلامية لهو اكبر دليل على ذلك وغيرها من التيارات الدينية التي لاتهمها إلا مصلحتها وتفرض تفوقها الديني على الأقليات والمكونات الدينية الأخرى , فالى من الشكوى وهم الخصم والحكم ,السلطات هي التي تتحمل مسؤولية ما يحدث إن لم نقل بمباركة منها لان لو كانت السيطرة وسلطة العقاب بيد الدولة لما آل الأمر إلى ما هو عليه .
إن احترام الحقوق المدنية لايكون إلا بفصل الدين عن الدولة وتهميش دور الدين اجتماعيا وسياسيا لتبقى في حدود العلاقة بين الخلق والخالق ووضع تشريعات وقوانين مدنية وعلمانية بما فيها قوانين الأحوال الشخصية بعيدا عن عوامل الضغط والإكراه وتفعيل دور التشريعات في مجال حقوق المرأة وإنشاء منظمات نسائية جديدة وتوظيف وسائل الإعلام لتكون قادرة على نشر الوعي القانوني في مجالات حقوق الإنسان والمرأة بشكل خاص والعمل على القضاء على الموروثات الثقافية السيئة ضد المرأة وتعديل الدستور الذي بات مطلبا أساسيا ويحتاج إلى الكثير من التغييرات والتعديلات في مواده للخروج من الأزمات بما يضمن الاستحقاقات المهمة والثوابت الأساسية على صعيد الأقليات الدينية ومجال حقوق المرأة لان المرحلة القادمة إذا ما استمرت الأوضاع فيه على هذا الحال فإنها ستقود إلى نتائج عكسية لاتكون في صالح أي احد .



#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن انتهاكات حقوق اليزيدية
- التشريع والثورة العلمية والطبية
- لماذا يتهم العلمانيون بالالحاد
- كيف يتحقق الردع عند الغاء عقوبة الاعدام
- ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق
- العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع الم ...
- في يوم المرأة العالمي .. اثر التيارات الدينية على واقع المرأ ...
- عن اي ديمقراطية يتحدثون
- رئيس تحرير منتدى انا حرة في حوار مع الامين العام لحركة الاصل ...


المزيد.....




- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟
- سجلي 800..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائ ...
- لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عالية بايزيد اسماعيل - لماذا هذا التباكي الزائف ام هي دموع تماسيح