استبعاد المستبعد وتهميش المهمش

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قرأت فى جريدة المصريون الالكترونية على الانترنت يوم الاول من مايو الجارى ان الحزب الوطنى يدرس فى سرية تامة استبعاد اى مرشحين اقباط فى الدوائر الانتخابية العشرين التى قرر الاخوان المسلمون النزول بمرشحين فيها فى انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى القادمة والمقررة فى 11 يونيو القادم وذلك تفاديا لما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الماضية عندما ضغط الحزب الوطنى على المرشح القبطى نادى اسحاق فى المطرية الذى وصل للاعادة كى يتنازل امام مرشح الاخوان للفئات وفعلا تنازل الرجل ونجح مرشح الأخوان للفئات مع مرشح الحزب الوطني للعمال فى هذه الدائرة .
وبداية نقول ان هذه الانباء لو صحت فهى تعنى ان الحزب الوطنى بقراره هذا لايكتفى بالاستبعاد والتهميش الحالى للاقباط من العملية السياسية بل اصبح يضع سيف الاخوان على رقبة الاقباط وعلى مرشحيهم فيكفى ان يعرف الاخوان بنية احد الاقباط للترشح فى دائرة ما فيسارعوا بالترشح فى هذه الدائرة او تلك وبذلك تبدأ ضغوط الحزب الوطنى على هذا المرشح القبطى للتنازل او الانسحاب وهذا هو ما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الماضية حيث رأينا الأخوان يترشحون غالبا فى اماكن التجمعات القبطية فى الصعيد امام الاقباط الذين رشحوا انفسهم كما حدث فى المنيا واسيوط وغيرها وبالعكس فانهم لم يرشحوا لهم مرشحين فى أماكن الندرة القبطية .
اذا لو جاء يوم وقرر الاخوان الترشح فى كل الدوائر فأن الحزب الوطنى ببادرته هذه سيقرر عدم ترشيح اى قبطى على صفوفه وإذا فعل حزب الأغلبية هذا فان بقية الأحزاب ستحذو حذوه ولأعزاء للأقباط فى اوطانهم .
ان الحزب الوطنى والحكومة القائمة مطالبين ان يفعلا القانون ويطبقا المادتين الدستوريتين اللتين أقرتا فى التعديلات الدستورية الأخيرة وهما:
1 مادة المواطنة التى صدعوا رؤسنا بها والتى قيل انها ستلغى اى اثر سلبى للمادة الثانية من الدستور والتى تنص على ان كل المصريين سواء ومن المفروض ان تتيح للاقباط مشاركة اوسع .
2 المادة الخاصة بحظر اى نشاط سياسى يستند على دعاية دينية وهذا يعنى انه من الضرورى حظر مشاركة الاخوان فى هذه الانتخابات لان نشاطهم السياسى مازال وسيظل بالدعاية الدينية .
ولكن بدل من استبعاد الاخوان وتشجيع الاقباط نجد ان مايحدث هو العكس .
يا سادة ان طريقة الانتخاب الفردى الحالية او حتى لو تم تغييرها كى تتم الانتخابات بالقائمة النسبية او المطلقة لن تكفل ابدا التمثيل المناسب للاقباط فى مجلس الشعب لانه حتى لو وضع مرشحين اقباط على رأس القوائم لن يكفل هذا نجاح الاقباط ووصولهم لمجلس الشعب لان المناخ الطائفى الحالى سيجعل الناخبين يسقطون اى قائمة بها اى قبطى .
وطالما ان الحل المتاح حاليا وهى التعيين لاتضمن تمثيل حقيقى للاقباط لان ولاء من يعين لايكون للناخبين الذين يمثلهم بل لمن عينهم وهو الرئيس والمحيطون به فاننى وكما سبق ان طرحت فكرة فى مقالة سابقة (
http://www.copts-united.com/wrr/go1.php?subaction=showfull&id=1156446736&ucat=23&archive=11 )75508534
بان الحل لن يتأتى الا عن طريق أقفال بعض الدوائر للأقباط وتركها كى يتنافس عليها مرشحين اقباط وهذا مايشبه قانون التمييز الايجابى الذى طبق فى امريكا لصالح السود وهو ايضا مشابه للقانون الذى اقرته ثورة يوليو من ضرورة احتواء اى مجالس نيابية على 50 % عمال وفلاحين وكذلك هناك قانون ينص على حق المعوقين فى نسبة 2% من الوظائف الحكومية وهذا الحل كما قلت هو حل مؤقت حتى لو استمر تطبيقه لمدة خمسين عام وذلك الى أن تختفي حالة الاحتقان الطائفي الموجودة ويتم اختيار المرشح حسب كفائتة ومؤهلاته وليس حسب دينه وعقيدته .

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات