أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - قاب قوسين مني- مجموعة -هدية حسين- القصصية تصدع بنيان المجتمع العراقي في تسعينيات القرن العشرين















المزيد.....

قاب قوسين مني- مجموعة -هدية حسين- القصصية تصدع بنيان المجتمع العراقي في تسعينيات القرن العشرين


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 05:16
المحور: الادب والفن
    


تظهر في نصوص بعض الكتاب الذين بدءوا النشر في العراق فترة التسعينات مظاهر تصدع بنيان المجتمع العراقي. عقب حروب النظام وما خلفته من دمار.. أرامل..أيتام.. معوقين. أسرى. بمعنى أخر غياب الرجل من الأسرة أما مقتولا في الحرب أو أسيراً أو سجيناً أو هارباً.. ثم ظروف الحصار التي دفعت بقسم كبير من الرجال إلى الهجرة. كل هذه العوامل متضافرة عصفت بمنظومة القيم والعادات والتقاليد وأدت إلى تهدم العديد من المثل والمعايير الأخلاقية التي كانت قائمة قبل الحروب. هذا الحصاد المر نراه منعكساً بوضوح في نصوص أولئك الكتاب الجدد ممن عاش فترة التسعينات في العراق. ومن هؤلاء الكاتبة الشابة "هدية حسين" التي سأتناول كتابها " قاب قوسين مني" الصادر بطبعته الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 2000 بالتحليل في هذه المقالة.

في أولى نصوص المجموعة "رجل في فنجان" يرسم النص المكثف عالم امرأة وحيدة تقترب من خريف العمر لم تتح لها الظروف المضطربة زمن الحرب الزواج تعيش في بناية سكانها بين مهاجر ومعوق حرب وأرامل. ووسط هذه الأجواء الموحشة تستيقظ المرأة فتجد أنها شربت فنجان قهوة مع أخر لا تتذكره.. حبكة النص مبنية على محاولتها تذكر صاحب الفنجان وعندما يخطر لها كونه بواب العمارة تستنكر ذلك على نفسها. لكننا نكتشف في ذروة النص أنه فعلاً البواب الذي يدخل عليها طالباً أعداد فنجان قهوته قبل أن يسبقها إلى غرفة النوم. والنص يلقي الضوء أيضاً على وضع ذلك البواب البائس، فزوجته مريضة بالبلهارزيا، وأمه ضريرة، ولديه أخت اختفت في ظروف غامضة.

إذا كانت المرأة الوحيدة في "رجل في فنجان" وجدت حلاً مؤقتاً في العلاقة بالبواب. فأن الساردة في "ليس على سلوى حرج" وهي أخت سلوى الصغيرة تضطر بعد أن أصيبت سلوى بحادث سيارة. وكانت تقوم بإعالة بقايا العائلة ممتهنة العهر بتواطؤ مع الأم المريضة بضغط الدم، موفرة اللقمة لأخويها الصغيرين الذين تركا المدرسة ليبيعا الأشياء المستعملة في الشارع. فبعد موت الأم وإصابة الأخت تضطر الساردة إلى الخروج كي تبيع جسدها. النص يرصد بضمير المتكلم عملية الخروج إلى السوق كي تصطاد رجلا. وتفاصيل ملاحقتها من قبل رجل خمسيني ثري، يشتري لها الملابس الثمينة من محل فاخر فنطل على مشاعر تلك الفتاة الداخلية وذلك الصراع المرير بين السقوط والاعتداد بالنفس بلغة شديدة البساطة والعمق تغور عميقاً كاشفة ما يجري من احتدام في الذات البشرية في لحظة فاصلة بين حياتين، لنقرأ هذا المشهد

"منومة أنا أم بكامل صحوي؟ أشتري أم أبيع؟ أحيا أم أسير نحو الهاوية؟. تعود البائعة، يأمرها أن تضع زوجين من كل لون، يلتصق بيّ من الخلف واضعاً السترة على كتفي، يفاجئني وجهي المتشظي داخل المرايا المزخرفة، عبثاً أحاول لملمته بحركات مرتبكة، فقد تراءى لي قبيحاً على هذا النحو من التصدع، يرفع خصلات شعري التي انطوت تحت ياقة سترته:ـ ستعيشين ملكة! ص23"

هذا النص يعرض ما أصاب بنية المجتمع العراقي ومنظومته الأخلاقية الصارمة من تصدع طال الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي تدهور وضعها بسبب الحصار. فامتهان العهر في النص يعزى إلى العوز الاقتصادي المحض، وهذه الظاهرة النادرة سابقاً أصبحت واسعة الانتشار بعد حرب الخليج الثانية.

نص "خارج الزمن" يلقي الضوء بكثافة على تفاصيل أخرى من تصدع ذلك البنيان من خلال زيارة صحفية تقوم بها الساردة إلى مستشفى الأمراض العقلية ـ قسم النساء. فتصور ظروف المستشفى الصحية المزرية.. قذارة وأمراض وجوع. ورعب الصعقات الكهربائية المضاف إلى خداع العاملين ومعاملتهم الخشنة. وقصص النزيلات صورة حية تعكس ظروف التي خلفتها الحروب والحصار. امرأة جنت بعد فقدان ابنها الوحيد في الحرب. "حربية" يتخلص منها أخوها بإيداعها المستشفي كي يجعل من البيت وكراً لعشيقات ضباط وحدته العسكرية. "أيمان" شابة عراقية شاركت بالسطو على مصرف الرشيد في الكاظمية، فادعت الجنون عند القبض عليها، لكن الأطباء أكدوا سلامتها وستنقل إلى السجن قريباً. نص يكشف عن استشراء الجريمة والسقوط الأخلاقي.. قوادة وعهر. جنون وسطو. كذب وقسوة.

في نص "الصورة تضحك سراً" تغور في موضوعة الزمن وهوى الروح، عن امرأة تزور مصور فوتوغرافي فتتعلق بوجه فتي يطل من صورة معلقة. فذلك الوجه أثار كل رغائبها السرية الدفينة التي تتألق في الليلة تلك، مما يجعلها تزور المحل في اليوم التالي لتكتشف أن صاحب تلك الصورة عجوز سبعيني يعط برائحة الشيخوخة العطنة. فتهرب من المحل قبل أن يقوم صاحب المحل بتعريفها به.

تفتقد عدة نصوص المغزى، فتضيع الثيمة التي تبرر النص كونه فناً جمالياً يساهم بتوفير المتعة وتعميق المعرفة الإنسانية بالكشف عن جوانب غامضة من عالم الإنسان. والفقدان ذاك يأتي من عدم إجابة النص على العديد من الأسئلة التي تتركها الحبكة دون إجابة. ففي "النبوءة" مثلاً لا نعرف عن الساردة التي تحاول زيارة إحدى الشقق. فلا يفتح لها الباب. وفي أثناء ذلك تتذكر حبيبها يوسف الذي تعرفت عليه في مرقص بمدريد. ثم مشهد إلقاء القبض عليها. لتعلق القاصة في مقطع مستقل على ما نشرته الصحف من أخبار ضمنها أن امرأة قتلت "يوسف" قبل ثلاث سنوات. لكن النص لم يجب على الأسئلة التالية: لماذا قتلت؟.. لماذا زارت البيت؟.. أين قضت السنوات الثلاث؟.. ما طبيعة علاقتها بالقتيل؟.. ما سبب وجودها في مدريد؟. كل هذه الأسئلة تجعل من القصة فاقدة لمغزاها. يعاني هذا النص مع "رمل الذاكرة" و " شوارع حديثة جداً" و " الساحر" نفس المشكلة في بنيته. فالنمط الذي تكتب به الكاتبة هو قصة حدث بلغة معنية بالتفاصيل مما يحكم على بنية النص تلبية كل رغبات القارئ وحل الحبكة التي ينسجها الحدث. وبطبيعة الحال فأن الإجابة على أسئلة النص في هذا النمط من الكتابة هو ما يمنح بنية النص مغزاها. بالعكس من القصص المكتوبة بأسلوب مغاير غير معني بنسج الحدث وتوتراته بل معني بمناخ وبنية النص لغوياً كنصوص محمد خضير.

يضاف إلى ذلك عمدت في العديد من قصصها إلى إضافة مقطع أخباري ملحق في القصة، أي لا علاقة له ببنية السرد. وهو أسلوب قديم جداً أستخدمه القصاصون في بواكير ظهور القصة القصيرة في أوربا. حيث كانت القصص تصاغ معتمدة على خبر منشور في الصحافة. فينسج الكاتب قصة الخبر وعندما يتعسر على مخيلته إتمام النص يضطر إلى إضافة ملحق شارحاً فيه بشكل مكثف مصائر شخصيات قصته. هذا يضعف بناء القصة ويوحي للقارئ كونها مجرد نسج غير واقعي لحادثه ما.0

قسمت الكاتبة كتابها إلى قسمين، الأول يحوي أثنتا عشرة قصة اعتبرتها قصصاً قصيرة، والقسم الثاني يحوي ست عشرة قصة اعتبرتها قصيرة جداً. لكن أجد أن نصوص الكتاب هي قصص قصيرة جداً في أغلبها، لا من حيث حجمها الصغير الذي لا يتجاوز أطولها الخمس صفحات رغم أن بعض النقاد يضعون عدد الكلمات معياراً، لكن من طبيعة التعامل المكثف لغةً وسرداً مع المادة الخام. غالبية القصص تلقي الضوء على حدث صغير وتحاول أن تسرده من الخارج.. أو تعلق عليه الشخصية القصصية بإيجاز بأسلوب السرد والحوار الداخلي. القصص الأقصر حظها في النجاح أقل، فمن بين القصص الست عشرة، لم أجد سوى خمساً مبنية مادة خام "الموضوع المنتقى" ولغة " الإيجاز" المناسب لبنيتها. وهي " صرخة في تراب" وهي عن نحات يتأمل يتحسس عذاب كائناته الحجرية في معرض ويستغرب من عيون الزائرين غير المكترثة. وفي "أحدهم يطرق الباب" نجد مفارقات قصص "إبراهيم أحمد" القصيرة جداً. فالرجل المثقل بالديون والمحروم لا يفتح بابه خوفا من الدائنين ناسياً أنه على موعد مع امرأة تعرف عليها في حافلة نقل الركاب وأتفق معها على طرق الباب ثلاث طرقات. في "منذُ مدة يا صديقي" تفتح المرأة الباب لصديقها الذي غاب عشر سنوات فلا تتعرف عليه فيخرج صوره التي تقلبها سنة بعد سنة وعندما تتأكد منه تكتشف أنها هي لم تعد هي. في "قبل أن أذهب للمرأة" تحاور تلك العلاقة الملتبسة بين الرجل والمرأة، فالمرأة التي تحاول أن تهرب من مملكة الرجل الذي يضغط على حياتها. تكتشف أمام المرآة أنها عندما تزينت ولبست وتعطرت بالطريقة التي يحبها. في "همسات في الظلام" تنوع على ثيمة شعور المرأة بالوحدة. فالمرأة التي طردت الرجل الذي أحبته، يحاصرها الليل برغباته ووحشته فتهرع إلى المرآة لتكتشف أنها قد جاوزت الخمسين. أما البقية فقد كانت محبطة من ناحتي اختيار اللقطة ومعالجتها. فالتفاصيل التي اشتغلت عليها عادية ليس بها من الدلالات ما يمنحها العمق المطلوب بالنص القصير جداً. وعلى العموم كتابة النص القصير جداً أجده من أعقد أشكال الكتابة. كان من المفترض بالكاتبة التي غادرت العراق عدم إضافة "أنه يرحل متى يشاء" فالنص ساذج ومكتوب بشكل سطحي عن جندي يتذكر أيام الحرب، وتأخذ الكاتبة بالسرد نيابة عن ذلك الجندي الذي يقلب رسالة رفيق الخندق الذي قتل في "سيف سعد" أيام الحرب العراقية الإيرانية وقام بإخلائه متذكراً بزهو مجد أيامها. النص تعبوي ومكتوب وفقاً لوثيقة حرب كما ذكرت الكاتبة نشر هذه القصة أثار لدي سؤال مهم، ما الذي جر كاتبة شابة لصياغة نص عن قادسية صدام بالروحية هذه في عام 1994 ونتائج الحرب والحصار والخراب بدأت تظهر جليةً على مناحي الحياة كما تعرض نصوصها هي. لكن بعد قراءة روايتها "بنت الخان" 2001 سأجد مبرراً معقولا يتعلق بثقافتها المتشربة بثقافة السلطة والتي لم تستطع الخلاص منها رغم أن الرواية مكتوبة ومنشورة في الخارج وتحاول إدانة الحرب. فتخلص قارئة أفكار الجنود العراقيين المتسائلين: هل الحرب الثانية "تقصد احتلال الكويت" ضرورة؟ص176. وكأن الحرب مع إيران كانت ضرورية.




#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصغي إلى رمادي لحميد العقابي الذات حينما تدمرها الطفولة والح ...
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة5
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة 5
- ما بعد الحب رواية هدية حسين 1
- ما بعد الحب رواية هدية حسين2
- الحرب خربت كل شيء كم كانت السماء قريبة- رواية -بتول الخضيري-
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة2
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة3
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة4
- كتاب يهجو الطغاة ويعرض لصريخ الضحايا -مصاطب الآلهة- مجموعة - ...
- عن معاناة اللاجئين في الشمال الاسكندنافي التأليف بين طبقات ...
- المنفي كائن مشطور بين ثقافتين العنكبوت- مجموعة -علي عبد العا ...
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة1
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- المتاهة قصة قصيرة
- رؤيا المدينة
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - قاب قوسين مني- مجموعة -هدية حسين- القصصية تصدع بنيان المجتمع العراقي في تسعينيات القرن العشرين