أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - شكراً فينو غراد














المزيد.....

شكراً فينو غراد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلياهو فينو غراد القاضي اليهودي الصهيوني ينتصر لحزب الله، ويعترف بالفشل الذريع لإسرائيل في إدارة حرب تموز الماضي. فهل أتى وقت علينا بحيث صرنا نبحث عن العدل، والإنصاف، وكلمة الحق ولا نجدها إلا عند الأغراب، بعد أن أصبحت الحقيقة عزيزة ونادرة وغريبة، ولا تظهر إلا على استحياء في عالمنا العربي المثقل بالرياء والنفاق والمحاباة؟ وصار اليهودي والغربي، هو من ينتصر لتجني الأشقاء وأبناء العمومة والخؤولة؟ وهل هناك حائل ما، في أن يرى البعض الصورة، كما هي عليه، ودون تشويه وتحريف؟ وهل ننتظر في كل مرة فينو غراداً آخراً لينطق بالحقائق، ويصحح الحول في النظر لدى البعض بعد أن يكون قد سبق السيف العذل، ومن ضرب ضرب، ومن هرب هرب؟ وأين يكمن السر في تلك الحالة المزمنة من الرؤى المغلوطة التي يصر أصحابها على أنها صحيحة؟

لم يأت، في الواقع، تقرير فينو غراد بالشيء الجديد، بالنسبة لنا على الإطلاق. فقد قلنا ما قاله هذا الصهيوني "البار" من زمان حين كان البعض يطبل، ويبشر بهزيمة حزب الله، وانتصار الثلاثي أولمرت- بيريتس - حالوتس. فلقد أظهر الصمود البطولي الذي قام به مقاتلو حزب الله أظهر مدى هشاشة وضعف "الجيش الذي لا يقهر".

"تسونامي سياسي " لأولمرت، هكذا وصفت الصحف الإسرائيلية تقرير اللجنة التي يرأسها القاضي إلياهو فينوغراد المكلف بالتحقيق في حرب تموز الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله. وأفادت اللجنة التي عينتها الحكومة في تقريرها حرفياً وبالنص، أن أولمرت «اتخذ قراره في عجالة» وحمـّله "المسؤولية الشاملة والكبرى"، بشن حملة ‏جوية وبحرية وبرية في تموز ضد مقاتلي حزب الله. واتهمته اللجنة «بالإخفاق الذريع في التقدير ‏وتحمل المسؤولية والتعقل"، إضافة إلى التهور وعدم الجهوزية أو الكفاءة والمهنية والتشاور في قرار الحرب. وبغض النظر عن كل تلك الحيثيات الواردة في هذا التقرير، وكل تلك التوصيات الأخرى التي خرج بها، فإن له عنواناً واحداً، وهو الإنصاف. الإنصاف ليس للمسؤوليين الإسرائيليين، كما تفعل معظم التقارير العربية الملفقة التي تميـّع الحقائق وتنافق، وتبرئ، لا بل تؤله، اللصوص والجلادين والمافيات وتجعلهم صناديداً وأبطالاً، وتحول الهزائم إلى انتصارات، وتجعل من الحقائق ضلالات، ولكنه الإنصاف للمقاومة الوطنية التي حاول "إعلام التضليل الشامل" العربي تزييف موقفها، وتشويه صورتها في تلك الحرب لمصلحة الجانب الإسرائيلي المهزوم، وهذا الكلام ليس من عندنا الآن، بل حسب آخر تقرير لطيب الذكر فينوغراد. ويتمثل الحيز الأهم في تقرير فينو غراد بالكلام الواضح، والذي لالبس فيه، حول إخفاق الثلاثي، أولمرت-بيريتس- حالوتس، في إدارة الحرب وتحديد أهدافها من قبل الطبقة السياسية والعسكرية، وبأنها كانت مبيـّتة، حين أشار قسم خاص منه للاستعدادات المسبقة لهذه الحرب التي لم تكن كما يجب.

لقد حاول اتجاه عريض في الشارع العربي، تؤازره بعض من النخب الفكرية والسياسية العربية، حثيثاً، بلورة موقف مؤيد، وداعم وموحد حيال هذه الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل ضد لبنان، إلا أن تلك المحاولات باءت بفشل يوازي، ربما، فشل أولمرت نفسه، وطاقمه في الحرب، وقوبلت، بمعارضة شديدة، وصلت حد التهكم، والاستهزاء بـ"الوعد الصادق"، و"النصر الإلهي"، وإلى آخر ما هنالك من اسطوانة، ورطانة لوذعية قاسية طالت الأداء البطولي الذي اتسم به حزب الله ومقاتليه عبر قلب الصورة، والحقائق بأن المقاومة فشلت، وهزمت شر هزيمة، لأن النصر لا يروق، عادة، لمن امتهن الهزيمة والذل والهوان، والإيحاء بأن المقاومة هي المتسببة والمسؤولة عن الحرب، ولقد كرست إمبراطوريات إعلامية كبرى، وأقلام نبيهة ونحريرة كثيرة لرسم ذاك التصور في عقول وأذهان الناس. إلا أن "البطل" فينو غراد يعيد، وحده، اليوم، مشكوراً، الحق لأصحابه، والوضع لنصابه، ويصحح الصورة، وينصف كل أولئك الذي جرّمتهم، وهزأت منهم الأقلام إياها. لقد قال فينو غراد ما حاولنا كثيراً قوله بشأن هذه الحرب. وخرج بما كنا نأمل، وعبر محاولاتنا العبثية، أن تخرج، وتقتنع به تلك الرؤى الأحادوية المتشنجة العوراء صاحبة المواقف المسبقة.

ومهما يكن من أمر، فلا يهم، بعد اليوم، إن استمر أولمرت، أو سقطت حكومته، أو ذهب بيريتس وحالوتس إلى الجحيم، ومزابل التاريخ، لكن المهم أكثر، أن أخذ حزب الله، اليوم، حقه من الجدل العنيف الدائر، هنا وهناك، حول تلك الحرب. وبالطبع ليس العرب، وآلاتهم الإعلامية الدعوية، هم من أنصفوا حزب الله، ولكن الإسرائيليين أنفسهم، أعداء الحزب الألداء.

ولكم في ذلك درساً، وعبرة، يا أولي الألباب، الأعراب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يشتري الهوية العربية؟
- حوار مع آفاق
- لماذا لا يكرهوننا؟
- هل العولمة شريرة؟
- هل كانت الأديان ضرورية؟
- الاتجاه المعاكس
- وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!
- توضيح حول مؤتمر زيوريخ
- أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرها ...
- حوار مع أصولي
- حذارِ من الضحك والابتسام !!!
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح - 2
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح 1
- مؤتمر زيوريخ: لماذا؟
- كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ
- مؤتمر القمة العربي: من يحيي العظام وهي رميم؟
- الانهيار الطبقي
- إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!
- بأيّ ذنب حجبت؟
- حوريات الحوار المتمدن !!!


المزيد.....




- بعد عزل الرئيس.. كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسي ...
- مواصفات الهاتف المنافس الجديد من Xiaomi
- الجزائر وفرنسا: كيف يفتتح البلدان -المرحلة الجديدة- بعد أزمة ...
- جماعة أنصار الله: غارات أمريكية قتلت شخصين على الأقل في صعدة ...
- مالي والنيجر وبوركينا فاسو تستدعي سفراءها من الجزائر بعد اته ...
- ما قصة اشتعال السباق النووي بين الصين والهند وباكستان؟
- نتنياهو يصل واشنطن لمناقشة -ملفين رئيسيين- مع ترامب
- بدنيا ونفسيا.. إسرائيل تعلن عدد جنودها المصابين في حرب غزة
- الجيش الروسي يسيطر على بلدة في سومي ويدمر 100 مسيرة أوكرانية ...
- -لا يتذكر-.. أردني أن حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - شكراً فينو غراد