أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عيسى - الأعراب والبلدان المعربة















المزيد.....

الأعراب والبلدان المعربة


علي عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 573 - 2003 / 8 / 27 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم – صدق الله العظيم – الحجرات 14 )


صدق الله العظيم حين أخبرنا في كتابه الكريم أن الأعراب أشد كفرا ونفاقا , وأن أكثرهم لا يعقلون , هؤلاء الأعراب الذين أزعجت النبي (ص)    وقاحتهم  وغلاظتهم وفظاظتهم , فحجب نساءه عنهم بأمر من رب العالمين , هؤلاء الأشد كفرا ونفاقا , ولا يعقلون , الذين كانوا يمنون على النبي    (ص)  بإسلامهم  ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين – الحجرات 17 ) , هم الذين  حرضتهم  قريش على  مهاجمة البلدان والشعوب وغزوها , وزينت لهم ذلك الفعل , وأقنعتهم بفوائده ومحاسنه وعوائده المالية والغريزية عليهم , رغبة   منها في إلهائهم , لإبعادهم عن السلطة , خشية مزاحمتهم لها فيها , بعد أن سببوا لها من المشاكل الداخلية ما لا يعد ولا يحصى , ومن أهمها ارتدادهم   عن الإسلام  بعد وفاة النبي (ص) , ولولا السيف الذي أعمله خليفة رسول الله في رقابهم , الذي كان خير علاج وطبيب لقلوبهم السوداء , وعقولهم المسطحة ,     لظلوا في غيّهم وارتدادهم ولما عادوا إلى دين الله أبدا , وهم إلى هذه اللحظة لا يمكن منحهم حرية الاعتقاد , لأن شيطانهم مازال يزين    لهم الردة والعودة عن دين الله , لولا الخوف من ضرب الرقاب الذي يجعلهم يحجمون , أي أن العودة للإسلام , واعتناقهم له , واستمرارهم فيه , إنما خوفا ورهبة واتقاء ونفاقا , لا إيمانا بدين الله , ومحبة برسوله الكريم العظيم .
منذ اللحظة التي توفي فيها رسول الله (ص) , وقبل أن يوارى جثمانه الطاهر الثرى , دب الخلاف بين     قريش  والأنصار , وكادا يقتتلان , حول من هو أحق بخلافة النبي (ص) , ولم يكن خلافهم على من هو أكثر تقوى , أو أكثر تديّنا, وأغزر علما ,
والتزاما بشرع الله وسنة رسوله , بل من هو أقرب عشائريا للرسول (ص) , وكل ذلك إخفاء وتسترا على مطامعهم وحبهم للسلطة والمال والنفوذ , ومنذ
تلك اللحظة اكتسبت قضية المصالح الشخصية والقبلية والاستيلاء على الحكم والمال المرتبة الأولى , وما الفتنة الكبرى التي دفع الخليفة الراشد الثالث حياته ثمنا لها لتفرده وأقربائه بالبلاد والعباد والحكم والأموال , والموقف من ابنة الرسول (ص) و قتل أحفاده
, وسيرة بني أمية, وبالأخص أمراء المؤمنين منهم , وسيرة بني العباس وأمرائهم  , وبني  عثمان وأمرائهم , إلا تأكيدا لهذا الانحراف والابتعاد عن جوهر الدين الإسلامي , والالتزام بتعاليمه السمحة , والأمثلة والشواهد كثيرة , واكثر من أن  يستطيع المكابرون والمزورون إخفاءها أو تجاهلها,
وتجهيل الآخرين بها .
لم يستطع حاكم أن يحكم هؤلاء الأعراب إلا بحد السيف وبطشه لأن المفاهيم القبلية والعشائرية الجاهلية التي تنخر عقولهم  وقلوبهم , وأساليب القمع 
والإرهاب التي  رضعوها , ونشئوا وترعرعوا , وأنشئوا أولادهم عليها , جعلتهم يفهمون الحرية على أنها فوضى وارتداد وشغب وغزو وسلب ونهب  واستهتار بحقوق الآخرين وحريتهم وكرامتهم , لأنهم أشد كفرا ونفاقا , وأكثرهم لا يعقلون ,  ( " وأكثرهم " هي القاعدة التي ُيبنى عليها
أما الاستثناء فلا يؤسس عليه ) فغرائزهم أقوى من أن يتمكنوا من السيطرة عليها أو التحكم بها , ولهذا  فهم يحللون ويحرمون , ويفتون لأنفسهم
كما تقتضي أحوالهم ومصالحهم , فتراهم يتلاعبون بالألفاظ والكلمات , كأن يغيروا كلمة " ربا " إلى " ربح " لتصبح حلالا , ويقسمون أغلظ الأيمان
وهم كاذبون , وإن سألتهم , يبررون أنهم قد أضمروا في قلوبهم غير ما جهروا به , وأقسموا عليه , , لأن حياتهم أصبحت خوفا وحقدا  وإكراها ,   ولهثا وراء المصالح الشخصية , ولذا لا تجد بلدا غزاه هؤلاء الأعراب واستوطنوه وملكوه , يتمتع بالحرية والديمقراطية وتداول السلطة .
إن علاقة هؤلاء الأعراب بالله ودين الله علاقة مصلحة يتم فيها حساب الربح والخسارة , فلا يعطون إلا بقدر ما يأخذون , ولا يصلون أو يصومون أو    يحجون إلا من أجل الجنة , التي لا يرون فيها إلا الملذات الحسية , فهي في نظرهم : اتكاء على الأرائك  وخمر وعسل ولبن وفاكهة وحور عين ,
أما السمو الروحي والمعاني الروحية , فلا يفهمونها ولا تعني لهم أو تهمهم بشيء . 
بتحريض من قريش , لإبعادهم وإلهائهم , غزا هؤلاء الأعراب البلدان , فمن مصر إلى بلاد الشام إلى شمال أفريقيا , وبلاد فارس وإسبانيا , داسوا
بحوافر خيلهم أهلها , وأعملوا السيف برقابهم , قتلوا رجالها  وأسروا أولادها وحوّلوهم إلى عبيد وغلمان , نهبوا أموالهم وسرقوا أرزاقهم وسبوا
نسائهم وبناتهم وجعلوهم إماء وجواري يطأ ونهم , ويتسرون ويتمتعون بهم , ويبيعون الفائض – وما أكثره – في سوق النخاسة والرقيق .
لقد جعلوا من الإسلام مصدر رزق لهم . فباسم الإسلام غزوا وسرقوا ونهبوا وأسروا وسبوا وباعوا , وباسم الإسلام استوطنوا وامتلكوا , وفرضوا               على الشعوب لغتهم وعاداتهم وأعرافهم وقوانينهم , وتناسوا قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ( يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى   وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير – الحجرات 13 )  وقوله أيضا ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر –   الكهف 29 ) وقوله أيضا ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي –البقرة 256 )  والحديث الشريف ( الناس سواسية كأسنان المشط ) . 
لقد اضطرت هذه الشعوب المغلوبة المغزية حتى تضمن حياتها أن تتزيا بزيهم وتتخلق بأخلاقهم وتنسج على منوالهم , حتى تطبعت بطبعهم , فلا   يستطيع أحد أن يعيش فوضويا بين النظاميين , ولا نظاميا بين الفوضويين , إلا إلى حين , والمثل يقول : ( من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم
وفيهم ) و ( الناس على دين ملوكها ) ولهذا تعاني البلاد العربية والمعربة وشعوبها من الفساد والقمع والدكتاتورية , والجهل والأمية , والإرهاب             والتخلف والتعصب والغيبية والاتكالية , ونظرية المؤامرة , والتمييز ضد المرأة



#علي_عيسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل +أمرأة ...... وقع المحظور
- خطان متوازيان لايلتقيان 2- الخرافة والحضارة
- هل هذا يحدث في مصر؟


المزيد.....




- سيارات تاكسي قديمة من الهند تقدم -الدجاج بالزبدة- في شوارع ا ...
- العراق.. رجل أمن يوقف شابا عن الرقص
- انهيار في مداولات البورصات الأوروبية بعد تراجع كبير في البور ...
- -كنيسة التوحيد- اليابانية تطعن في قرار حلها وسط تداعيات اغتي ...
- كوهين: نتنياهو طلب مني إلغاء تصنيف نفتالي بينت لمنعه من عضوي ...
- هلع في أسواق المال.. وترامب يطالب بالدفع مقابل تخفيض الرسوم ...
- جيل Z يستثمر في موضة الأزياء
- مصر تعلن عقد قمة ثلاثية بين السيسي وماكرون والملك عبد الله ا ...
- ارتفاع حصيلة قتلى العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة إلى ...
- استراتيجية الردع والمواجهة.. -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي يس ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عيسى - الأعراب والبلدان المعربة