أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الدين بن عبد الجليل - بين السؤال و الجواب














المزيد.....

بين السؤال و الجواب


جمال الدين بن عبد الجليل

الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أعتقد أن مفردتي السؤال و الجواب على درجة كبيرة من الأهمية و لا تُختزلان في حدود صيغة أو تركيبة لغوية فقط. لهاتين المفردتين وظائف و دلالات أخرى تتجاوز الاختزال اللّغوي إلى مناطق تأثير تصبغ الجهاز المفاهيمي و الأنماط السلوكية بصبغتها.
فالسؤال يستبطن غالبا الإجابة من حيث تحديد أفقها و احتمالاتها و من حيث موضوعها. فالسؤال يضبط مسبقا فضاء الإجابة بل إنّه يخلق الإجابة من حيث إمكان مقاربتها و توفير رحم لنشأتها و تطويرها. فالتفكير في السؤال هو تفكير محدِّد و مهئّ لاحتمالات الجواب و فضائه بشكل ما قبليّ.
لذلك يكتسي السؤال حول أهمية التساؤل من حيث مشروعيته المنطقية و الواقعية أهمية قصوى سأحاول لاحقا تبيانها من حيث مساهمتها في صياغة جهاز مفاهيمي معيّن و تحديد ملامح عقلية معيّنة و توجهاتها.
و كذلك الجواب فهو يعبّر بهذا المعنى عن الانخراط و الارتهان المسبقين ضمن فضاء و حدود تشكلت ملامحها من خلال السؤال المطروح صراحة أو المُضمَر ضمنا. فالكشف هنا عن التساؤل يمكن أن يوضح أو يفضح تماسك الجواب من عدمه في بنيته و مشروعيّته. غالبا ما يعتمد الخطاب الديماغوجي سواء كان سياسيا، عقائديا أو تسويقيا على بنية خطاب الجواب، إذ أنه بعتمد الإيحاء و الإيهام بإيجاد و توفير حلول تدّعي تقديم الخلاص و الإنقاذ في ذاتها دون تشجّم عناء طرح السؤال حول الأسئلة التي توجب طرحها و مدى ضرورتها. فخطاب الجواب في بنيته يشي لدى متلقّيه بعقلية تميل إلى تقبّل الحلول الجاهزة و الرّغبة الملحّة في الإحساس بالأمان من دون توتّر أو تعقيد حتى و إن كان هذا الشعور تبسيطيّا ساذجا بمنأى عن تعقيدات الواقع في علاقاته و تركيبته. ولعلّ من أمثلة هذا الخطاب هي أشكال الخطاب الوعظي و الخطاب الشعبوي.
فنحن هنا أمام نسقين أو توجّهين، أحدهما يستند على التساؤل و الإشكال و الآخر يعتمد على الإجابة و التسليم بها جاهزة. العقل الإشكالي المتسائل يعيش حالة توتر و قلق معرفيّين و يرفض الركون إلى إجابة تدّعي الإطلاقية لنفسها، بل يحيطها دوما بأسئلة تزيد من نسبيّتها و يجعل من الإجابة صيرورة متواصلة مدعوّة إلى تجاوز ذاتها عند مقاربتها، فالإجابة هنا لا تتحقق بما هب لحظة منجَزَة ساكنة.
أما العقليّة الحاملة لخطاب الإجابة فتتسم بميل جامح يكاد يكون طفوليّا نحو الاستقرار و الاحساس الغريزي بالاطمئنان و الأمان و الوضوح البسيط في أحضان إجابة جامعة مانعة ناجزة جاهزة تعد بالخلاص و الوصول لفردوس الراحة بعيدا عن قلق السؤال و اهتزازاته.
أعتقد أنّ هذين النمطين من الخطاب يعكسان من خلال تحققهما سواء على مستوى العقل الفرديّ أو الجماعي صيرورة نضج من عدمه تصبغ الأنساق و الشخصية المتسمة بها بصبغتها.



#جمال_الدين_بن_عبد_الجليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد و الجماعة و المجتمع
- قراءة الواقع و قراءة النصوص
- الأفكار و التفكير
- عَقْل و عِقَالٌ


المزيد.....




- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الدين بن عبد الجليل - بين السؤال و الجواب