أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بديع - غواية الشوكولاته














المزيد.....

غواية الشوكولاته


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أنكر اهتمامي ببعض الاكتشافات العلمية التي تعطي شرعية لبعض سلوكياتنا العفوية أو تدينها..إذ هي تشبه بهذا ما حدث حين اكتشفنا فجأة بأن الأرض كروية وليست مسطحة..
فها هي الأنثى أخيرا بريئة من تهمة الدلع وقلة الأدب فهي تسير حسب تركيبة جسمها وبنيانها الجسدي ليس إلا بعد أن كانت مشيتها إلى هذا اليوم مثار ريبة وشك في نواياها.
أما الشوكولاتة فبعد أن كانت مادة بريئة طفولية أصبحت مدانة بلا مقدمات بالتحريض على الحب بل والتفوق على القبلة في التسبب في الإثارة.
وهذه التهمة الجديدة قد تغير طعم مستقبلها اللذيذ إلى شبهة من النوع الثقيل حتى أظنها ستصبح محرمة أو ربما تصدر فتوى بتحريمها قريبا.
يهمني أمر الشوكولاته كثيرا فبنا نحن الشعراء والكتاب افتتان بهذه القطعة السمراء المثيرة لشهوة الكتابة ربما إكراما للحظة الإلهام الأدبية نغوي بها تلك المنطقة الخاصة بالعاطفة في أدمغتنا ففي ضؤ كل حالة كتابة غواية من نوع خاص.
لكن الأخطر من التفوق على القبلات في مضمار الإثارة هو أنها تعمل على نفس المنطقة في الدماغ لتشترك مع الحب في أن تجعل التوقف أمرا صعبا للغاية
مما يعني أننا ندمن على التهامها تماما كما ندمن على مادة النيكوتين .. فمصطلح ( chocholic ) يعني مدمن شوكولا وهو مصطلح يعبر عن الإدمان قبل أن يصبح مصطلحا علميا.
فكما أن الوقوع في الحب ينشط مراكز المتعة في الدماغ ويلعب دورا رئيسيا في الإدمان عليه فان هذا الأمر يفسر بدوره إقبال الناس على تناول الشوكولاته كلما شعروا بالحرمان العاطفي كما يدمن المتألم على مسكنات الألم فحبات الكوكو التي تصنع منها الشوكولاته تحتوي على مادة غذائية ذات تأثير مباشر على الجزء الخاص بالعاطفة في الدماغ
لهذا قد تعبر الطريقة والكمية التي نلتهم بها هذه الشوكولاته عن حالتنا العاطفية البائسة أما مؤلف كتاب (العلاج بالشوكولاته .. رحلة لاكتشاف ذاتك الداخلية ) فيرى في الأمر ما هو ابعد من ذلك فاختيار نوع الشوكولاته وشكلها وحشوها بالإضافة إلى كيفية التخلص من أوراق تغليفها بعد أكلها سلوكا يكشف الكثير عن الشخصية وميولها
فمحبو الشوكولاته باللبن على سبيل المثال أشخاص يتسمون بالبراءة ويحبون العيش في ذكريات الماضي أما عشاق الشوكولاته السوداء الغامقة فهم أشخاص عمليون ماديون ومحبو الشوكولاته البيضاء فلديهم إحساس داخلي بالاستقامة ويعتقدون بنفوذهم وتأثيرهم .
إذن الشوكولاته محبوبة الصغار ومعزية الكبار وليس عبثا على الإطلاق أن أطلق عليها الأطباء الفرنسيين اسم (طعام الآلهة) وليس غريبا أيضا أن تصبح عبر العصور رمز للاحتفاء والإهداء والتلذذ والمشاركة
لم أكن اشك للحظة أن هذه القطعة التي تشكل أهم لوازم تحسين المزاج هي من يغوي مزاجي الشعري ويحث الانجاز الفكري فينا..
انجازاتنا هذه تتحول فيما بعد إلى مصدر فخرنا واعتزازنا وربما انطلاقا من هذا الإيحاء عملت إدارة المهرجان الايطالي للموسيقى على إهداء الفائزين جوائز مصنوعة من الشوكولاته ولم تتردد مؤخرا الممثلة الاسبانية الشهيرة بينلوبي كروز على التهام جائزتها التي كانت عبارة عن تمثال مصنوع من الشوكولاته في رد فعل فوري لحالة عاطفيه مفعمة بالجوع،
نعم الجوع ..
فكلما ازددنا نجاحا ازددنا وحدة وإحباطا عاطفيا وإذا كان لا شيء يستحق الحزن ولا حزن يستحق البكاء فيكون الاحتفاء بهذه الشوكولاته بدل التهامها نوع من الإبداع الفكري
وهو ما أقدمت عليه المصممة البريطانية زاندرا رودوس عندما قامت بتصميم فستان مصنوع من الشوكولاته لصالح احد المعارض في لندن، شاركها في هذا الجنون احد عشاق الكمبيوتر بصنع لوحة مفاتيح من الشوكولاته التي تتميز بأذواق مختلفة
أما المترفين الذين لا يجدون دافعا عميقا وحقيقيا للألم والإثارة والإبداع فان شركة ديلا في (Delafee ) في سويسرا لم تنسى أن تصنع لهم أفضل أنواع الشوكولاته المصنوعة من الكاكاو مع رقائق صغيره صالحة للأكل من الذهب ذي الأربع وعشرين قيراطا.
بي فضول أن أقف على أرباح تلك الشركة باعتبار أن فالمترفون أكثر من يعاني من الإحباط والجوع العاطفي



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلة أدب
- للحب ناسه وللزواج ناسه
- عورات العقل
- القانون لا يحمي المغفلين ..
- هنا بيروت
- مطرود من الجنة
- صورة صدام على وجه القمر!
- ماجدة الرومي خلطة ملائكية فريدة
- أطارد أرانبي البيضاء
- وحشّية محبتي كالتَتار
- واني بعفوك زاهدة
- ما بين الرمد والعمى
- عيناك والمطر
- من هو المسئول عن توحش الرجل ؟
- بين النقاب وجائزة نوبل
- جوارب الحبيب
- تدريس الجنس بين الحذر والخوف
- رواية -شفرة دافنشي ومصيبتنا الثقافية-
- ملح وسكر
- ثلاجة الثقافة العربية


المزيد.....




- بعد لقاء السوداني والشرع، ما دلالات ذلك بالنسبة للعراق وسوري ...
- هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تُكبد قناة السويس خسائر بـ6 م ...
- اليمن.. الحوثيون يعلنون ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الأمريكية ...
- قاضية أمريكية تعلق العمل بخطط إدارة ترامب لتنفيذ عمليات التس ...
- الأمين العام لحزب الله: نزع سلاحنا بالقوة خدمة للعدو الإسرائ ...
- دعاوى جنائية ضد المتورطين في تزوير ملفات الجنسية الليبية
- -واشنطن بوست-: روبيو ووالتز يؤيدان تدمير القدرات النووية الإ ...
- ترامب لا يستبعد وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
- انكشف أمرها بعد 16 عاما.. إسبانية تدعي فقدان القدرة على الكل ...
- -تشرنوبيل الصامتة-.. كارثة جيولوجية نادرة في بحر آرال!


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان بديع - غواية الشوكولاته