|
العقل الجمعي
محمد عبدالله الاحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:00
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أعرف أن الموساد و شبهاءه يصبون الزيت على النار في العراق و أعرف أن سحق أمتنا هو الامل النهائي لليهودية السياسية (الصهيونية) التي تعمل سرا و علنا لتحقيق مآربها و ساذج من لا يرى ذلك . لكني أود أن اناقش مسألة في غاية الاهمية تبدأ من (الذاتي) لتصل الى (الموضوعي) فيما يتعلق بالتعصب بكل أنواعه القبلي و الطائفي و أنواع أخرى من التعصب تبدأ من خلاف بين قريتين متجاورتين يمتد عشرات السنين على الماء أو الكلأ و يستمر ربما باطلاق النكات اليومية بعضهما على بعض و قد يصل لاطلاق الرصاص عوضا عن النكات حين يشاء الزمن (المحلي) أن يوظف نفسه في خدمة (كبيري) العقول فينسج الزمن العربي عوضا عن داحس ألف و عوضا عن غبراء آلاف . في اليسيكولوجيا هناك ما يدعى عقل الجمع و هو موصف كحالة تبتعد عن العقل اثناء ما يسمى (الفورة الجمعية) و هي سمة من سمات التخلف لتأجيلها العقل بل لتأجيرها للعقل .. هذا الامر هو بنفسه مدعاة للتأمل و التفكير عند نقاش قضية التعصب للجماعة بأي لون و بأي شكل .... فليس للمتآمرين علينا أن يقدروا للوصول الى مثل هذه النتائج المخيفة و المدمرة للكيانات و الدول و الضاربة لنفوس الشعوب على المستوى النفسي للمستقبل (أقصد الحدث العراقي بما سيترك من أثر) ليس لهم أن يصلوا لنتائج بهذا المستوى اذا لم نكن نحن مهيئيين لممارسة العقل الجمعي التخلفي بعد القاء أول قنبلة موسادية على جمع من المصلين الشيعة (مثلا) و استنفار الحقد التراكمي (المنسي) تاريخيا و استخراجه من لمبة (علاء الدين) ليقتل فينا قبل ابنائنا و زهراتنا كل ما هو متسامح و جميل . تنشأ أسئلة موضوعية : هل نحن أوطان طوائف بالفعل ؟ بل ربما أوطان قبائل ؟! ان القول بأننا أوطان طوائف و قبائل يسقط أمام مقدرة الطليعة السياسية على اقناع الناس بأن البرنامج الوحيد الممكن التنفيذ و الذي من خلاله تحيا الامة و تترك خلافاتها هو البرنامج القومي .... القومي بالمعنى الشامل و أقصد الكلمة بمعناها الفلسفي الذي يحمل في ثناياه المنتدى الجامع لكل أبناء الوطن .... و هو بذلك (القومي) يكون معنى فوق سياسي أو بعبارة أدق تعاقدي بين الجميع يسمح لهم بممارسة الفعل السياسي الذي يشاؤون على ان لا يهدد بقاء الامة ككيان سياسي . قد يتهمني البعض بممارسة النخبوية فيما قلت و أنا أقبل هذه التهمة اذ كنت في معرض الفعل التنظيري الباحث عن حلول تقف في وجه ( العقل الجمعي ) فالافكار تبدأ في عقول أفراد عاديين يتمكنون بنضالهم من اقناع الناس بصحة الفكرة ... و انا لا أستطيع المرور سريعا على المسرح السياسي اللبناني مثلا و لا أقدمه للقارئ كمثال حي على تجسد العقل الجمعي . فأنا المؤمن بصندوق الانتخاب لا استطيع قبول فكرة أن أغلب اللبنانيين ينتخبون الطائفة في نهاية المطاف و أنهم لو لم يفعلوا ذلك لحلوا وحدهم كل مصائب لبنان السياسية .. باستقدام أحزاب غير طائفية الى البرلمان لتضرب على الطاولة و تسكت روح الطوائف و العقل الجمعي الذي حرق ما حرق و أكل ما أكل في لبنان . و في سورية انا لا أستطيع الا احترام النظام السياسي فيها لانه برغم كل التقول عليه من اجل ايقاع الضرر في اليلاد هو نظام يقف في وجه (عقول الطوائف الجمعية ) و لكل امرئ ان يزور سورية التي باتت ملاذا آمنا (حماها الله) للعراقيين و الفلسطينيين و حتى للبنانيين أثناء العدوان الصهيوني ... لكل زائر أن يرى كيف يكون الامان في منطقة باتت محيطا تآمريا و طائفيا و (جمعيا) ... و ليعذرني مثقفوا المعارضات العربية الذين يتهمون النظام السوري بالطائفية بأني أحيلهم الى كل الامثال الشعبية الممكن تذكرها هنا و التي تعني أن البعض لا يصدق حتى يشاهد بأم عينه ؟!! ان العقل الجمعي الذي يشبه صياح مشجعي كرة القدم و الذي يجعل مشجعي جوفنتوس و ليفربول يقتلون العشرات دهسا في ملعب هاسل في بلجيكا هو الذي يحكم شوارع بغداد الان و بأمر و فعل صهيوني أمريكي و نحن على استعداد لكتابة شعر الغزل بالنظام السوري الذي يقف بصلابة ضد العقل الجمعي و مثل ما كان المرحوم أبو عمار يقول ( اللي ما عجبه يشرب من البحر الميت ) .. و ليفهم أنني لست هنا في معرض موازين نظام بلادي الذي لا يمدح في كل شيئ و لكني أقف احتراما له عل ما قلت و مستعد للدفاع عنه بالروح ، ضد كل آت بالعقل الحمعي ، كل آت ليس فقط على الدبابة الامريكية بل آت على (صهوة) عقل الطائفة الجمعي المدمر لكل شيئ . سأنهي بالقول أن اطلاق النكات بين القرى و الحارات و القبائل أمر طبيعي في حياة طبيعية و لكن التخلف الموروث منذ مئات السنين و الذي لم تعمل عليه الاحزاب و جمعيات المجتمع المدني بما يكفي ( لن أتحدث عن الانظمة هنا) أدى لبقاء تخلفنا في هذا المجال حتى ان احدى البيانات التي بعمل أصحابها على ( مقرطة) سورية لم تكتف بأنها لم تقم بأي نشاط مدني ضد الطائفية بل أنها استثنت ( مناضلين) من طائفة معينة و لم تطلعهم على بيانها عند التوقيع عليه و اقصد ( اعلان دمشق) ..... فكيف تجد الحل عند المريض بالعقل الجمعي .
#محمد_عبدالله_الاحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسلامهم و اسلامي
-
هل ستكون ؟
-
برات بيت و الضحك في مرحاض مغربي
-
ثلاثية -بوتين- و -أبوهولو-
-
بابا( شو) يعني علوي ؟
-
حمحمة بوش الجديدة
-
محاولة تحليل ماجرى يوم 11-9-2000م
-
عين الكاميرا المقلوعة
-
حدوتة مصرية
-
ياشعب مصر الحبيب يا عرب
-
ساعة الحرب الممكنة يا سورية
-
الطائفية و بوالين ابو حامد
-
اذا فعلها الامريكي في الشام
-
مؤتمر الالف
-
فيتس جيرالد
-
صمت القبور
-
اين تخطئ السياسة السورية
-
الاسلام و الجمال 2
-
الجمال و الاسلام
-
حــــدو
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|