أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - عن التجليات التعبيرية في أعمال علي طالب في غاليري اتاسي














المزيد.....

عن التجليات التعبيرية في أعمال علي طالب في غاليري اتاسي


متعب أنزو

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


في العرض البصري الذي استضافته لاهاي والموسوم بالحب والموت , تفرد الأكاديمية والتشكيلية الهولندية أنغريد روليما أصابعها لتشير إلى مايشبه أو يقترب من العالم الموازي الذي تقترحه نعمة التشكيل في لحظة ما . ربما هي لحظة اليقين بمعنى من المعاني . عالم يكاد يكون محكوم بقدريات لا تحيد ولا تخطئ من شئنها أن تحيل كل الدفاعات الروحية والذهنية إلى لاشيء .
تقول أنغريد بفعل سطوة التشكيل " عندما يلعب علي بالحب بهذه الطريقة فإنه يخلق لدينا الشعور بأننا يمكن أن لا نموت , وبالنسبة لي شخصيا وبشكل حساس , فإن علي يلعب في مقولة أن الحب والموت لعبة متواصلة "
نوع من الرؤية, تحترفه الأكاديمية الهولندية إزاء رؤية مقابلة تتّعمد بها أبحاث التشكيلي العراقي علي طالب... أو اللغة التي تمنطق الأشياء بالدرجة التي تمنطق فيها أملاءات التصوير واللون وتشير بدورها إلى أن الموت يمكن أن يكون ممرا إلى حياة أخرى بقدريات أقل ...هي أيضا إخبار عن فعل تصويري عالي وسلوك بمسميات حرفية ماهرة تعرفها جيدا ميادين المعاصرة في التشكيل العراقي ويأخذنا بها علي عبر أعماله إلى مايسمى بلوحة النقض والاختلاف , ثم وعبر ذلك إلى حدود الرمز والذاكرة ونعمة البصر دون الوقوع " كليا أو جزئيا " في أسر إحدى هذه التوصيفات .
علي طالب, أحد المجددين في المفاهيم التي أخذت حضورها المعرفي من أبحاث المعلم جواد سليم, خمسينيات القرن الماضي. حركة ناشطة كان قد عرفها التشكيل العراقي في فترة ما وأخذت على عاتقها النهوض بالتركة الرؤيوية لسليم بموازاة الحضور الرمزي والفردي لأسماء من وزن ضياء العزاوي وشاكر حسن وفائق حسن ,وأسست فيما بعد لتجربة متأصلة في مقولة التشكيل العربي .
المعنى الذي يقود لإحداثيات بصرية أكيدة يقترحها غاليري أتاسي على الدوام للنخب المتابعة في دمشق ومنها أبحاث علي طالب في عرض أول ومؤجل لأعماله منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي . بعد حضور قاده إلى أماكن متعددة وانتهى به إلى لاهاي في هولندا ابتداء من العام 1998 .
يقول التشكيلي العراقي فيما يخص فكرة الرؤية وعلاقته بالشخوص والمثيولوجيا الغنية في بلاد الرافدين وتمارين البحث لدى جيله من المجددين , كذلك عن الكيمياء اللونية والتقنية في أعماله التي تعيد ترتيب الحدود الفاصلة والتقليدية فيما بين الواقعي والتجريدي , مع كل ما يمكن أن يمليه هذا السلوك من طاقة تعبيرية تكاد لا تنضب , يقول : في البدء كان جواد سليم بأبحاثه الغنية التي نقلت التشكيل العراقي إلى مقولات حضارية يشكل التجريب والمكان والتاريخ سياقها الفني والبصري , الأمر الذي هيأ بدوره لظهور حركة المجددين التي انتمي إليها وضمت أسماء تعتبر اليوم أشارات أساسية في تجربة التشكيل العراقي المعاصر. نوع من النهوض عرفه التشكيل العربي ككل في تلك الفترة وكانت أمثلته الموازية في دمشق تختصر أيضا بأسماء كالياس الزيات ونبعه وحماد والمدرس وشورى وغيرهم .
منذ ذلك التاريخ حتى اليوم عرفت مناسيب تجريبية مختلفة كان الفضل في مناخها التحريضي الأول يعود لفائق حسن , تجريب ضمن مفاهيم المعاصرة والحداثة وإخلاصها لمفردات المكان والتراث المثيولوجي العراقي لناحية الموضوع والتون اللوني وحتى هوية الشخوص , كانت هناك لي تجربة في الأقنعة أيضا عرضت في بغداد في العام 1976 ثم قادني التشكيل إلى القاهرة ,الأمر الذي حرك عندي أحاسيس جارفة للانحياز أكثر فأكثر للقيم الجمالية في اللون مع التأكيد على زوايا حادة في التجريب التقني .
بفعل كل هذا يمكن أن تتشكل مناخات الرؤية وافتراضات التشكيل النهائي والمشهد التعبيري على سطح اللوحة ودون ذلك يمكن أن يذهب العمل في اتجاهات مجانية غير منتجة لأثارها .
مغامرة شديدة التشعب تلك التي يتناولها علي طالب في أعماله ، معززاً حضورها بالصوت والرائحة وموسيقى الخطوط ونسيج تقني ماهر. تلك المفردات المستعارة من جموح مخيّال وبحث منهجي مستديم الخطى في تعبيراته الفنية ، تبرز فيه مقدرته على تحريك عناصره ومكوناته في مساحات البياض...كإيقاعات ضوئية مرصوفة بالأفكار ومسالك الجدل ، وحوار سردي بصري مفتوح على فضاء اللوحة وفق نصوص فنية تشكيلية قابلة للفهم والمجادلة وتنوع الرؤى والاستنتاجات .
في أعماله التي توزعت فضاء غاليري أتاسي ، والمنفذة بأمزجة لونية مختلفة وبمهارة فائقة وعين بصرية مقتدرة على التقاط "الرمزي والإيحائي" في ذاكرة ثرية تعود إلى العام 1964 . تاريخ لمعانها البصري والتصويري الأول , يتعمد طالب إعطاء الأشياء المصمتة والمهملة في حياتنا اليومية بعداً أجمالياً يدخل من نافذة الحساسية القابلة للتفاعل مع عقل المتلقي وعينه.
المعنى الذي يشكل حالة أشبه بالتناص البصري واستعارة مقصودة ، فيها المجاز والمتخيل والمقارن وأساليب التعبير المساعدة على التكييف مع مكونات الطبيعة وتكثيف المعاني والرموز الدلالية الموحية ، والمكانة التي تشغلها مثل هذه المفردات في الطقس الفني والتشكيلي لديه.
تجربة تؤكد بتأثيراتها أن خلاص الفن يكمن في حرفيته الذاتية ، فكلما كانت ذات المبدع شمولية من حيث الثقافة والمعرفة كانت أمامه مجالات عديدة للتعبير .
ولذلك تبدو التنويعات الخاصة التي يعمل عليها علي طاب قادرة على منح المتلقي أينما كان رؤى جديدة يزاوج من خلالها بين ما يناسب فكره وتاريخه وبين ما هو داخلي في ذاته وبين ما هو ثقافي وتجريبي.
مع كل التغيرات والتحولات التي طالت دور الفن في القرن الماضي وعن أهمية هذا الدور وفعاليته يبقى الفنان الأول المسؤول عما يقدمه للإنسانية من عطاء ونتاج يقرر موقفه من الحياة .
علي يقف وسط هذه المسؤولية بامتياز العارف و يعمد إلى تجيير كل سلوكه الفني لغايات الفن الممتلئ حتى أخره بالحوامل الحضارية المشرقية .مع ركونه إن صح التعبير إلى مصداقية عالية في البيان اللوني الذي يؤكد على الإمساك بالتراكم الحدسي للإنسان ، وتسجيل مكاشفه حسية وحقيقية لحياته وخيالاته المجنحة .



#متعب_أنزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رؤيا القديس سبستيان ونساء غوغان ورموز أخرس
- في الثقافة البصرية لغاليري اتاسي
- عن التعبيرية وثقافة المحترف ... الوثائق البصرية الاخيرة لليا ...
- احتجاج أنثوي... مغاير
- جان درومسون...مترجما إلى العربية .......كهانة ثقافية من نوع ...
- خوان ميرو ودالي وأنطونيو تايبيس في معهد سرفانتس دمشق ....الح ...
- كائنات محمد عمران .....عرض أول لبيت الفن
- رؤيا اللون ...الفن من الزاوية الحرة , التي يقف عليها سعد يكن
- فن الأفكارلبثينة علي في عرض عالي ومفاجىء لنخب دمشق التشكيلية
- ضياء العزاوي يجدد العلاقة بين الرؤية والنص الأدبي
- إدوار شهدا في غاليري أتاسي ....المرور بالأخرين إلى الذاكرة ا ...
- - طربق قصيرة إلى عراس - .....أو هي كذلك ......حازم العظمة من ...
- موسم باريس التشكيلي....يستضيف السوري سبهان أدم ... في أربع م ...
- فرنسيس بيكون... التدخل لدى افتراضات القبح
- استعارة النص من المتخيل اللغوي ...سليم بركات ينشط مجددا في - ...
- التمسك بأسوار الشعر الغربي.....- بلامغفرة- تكرار مهذب لأبحاث ...
- رهاب بزوايا مختلفة
- - رهاب الموصوفات ......عازفة البيانو -رواية ألفريدة يلينيك
- رؤية محرفة......عن علاقة الحدس باللوحة
- فن الأفكار ..ثلاث مشاهد منصبة في دمشق


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - عن التجليات التعبيرية في أعمال علي طالب في غاليري اتاسي