علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 5

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

من ضمن من حضروا المؤتمر ، دكتور جهاد عودة – عضو لجنة السياسات بالحرب الوطني الذي يحكم مصر - ، ولجنة السياسات تلك لجنة يرأسها ابن رئيس الجمهورية – ابن مبارك – وتضم أساتذة جامعيين وشخصيات من المفروض أن لها مقامها العلمي والأكاديمي، الا أنهم قبلوا الانضواء تحت رئاسة ابن حسني مبارك الذي هو بالتأكيد أقلهم علما وفكر وفهما سواء في السياسة - منفردة – او في السياسات – مجتمعة - .. ، ولكن يبدو أنهم يتعاملوا معه – أي جمال ابن حسني مبارك – بصفته ( البيه الصوغير ) ابن ( البيه الكبير ) صاحب العزبة ، التي هي مصر ! أي أنهم يتصرفون بنفس عقلية السفرجية والشغالين والبوابين ، كما نري في الأفلام المصرية القديمة .. تجاه سيدهم البيه الاقطاعي ، أو الرأسمالي .. (!) وجهاد عودة واحد من هؤلاء ، فهو أستاذ ورئيس قسم باحدي الجامعات المصرية ! وقبل أن يكون عضوا بلجنة يرأسها البيه الصوغير ابن البيه الكبير !!
وقال الدكتور جهاد عودة أنه لم يحضر لتمثيل الحزب الحاكم أو لجنة سياسات ابن حسني مبارك –احدي لجان الحزب الهامة – وانما جاء بصفته الشخصيه .. وهو يعرف بأن أحدا لا يمكن أن يصدقه في ذلك أبدا .. ولكنه يقول !
والدكتو جهاد عودة لديه قدرة غير عادية في اللولبية قولا وكتابة ..، فباستطاعته أن يمشي علي الخيط الرفبع الفاصل بين الحق والباطل ، بين الصدق والخداع ، يدخل في هذه الناحية تارة ويدخل في الناحية الأخري تارات .. ليكون كلامه في النهاية في غير صالح الحق وفي غير صالح الصدق بما لا يتبينه بسطاء القراء أو المستمعين اليه ، ولكن سرعته ومهارته في تلك اللولبية هو يظنها لا ترصد بسهولة شديدة من قبل كل ذي عقل يقظ ..
وبطريقته تلك في كلمته التي ألقاها في المؤتمر أثار ثائرة راعي المؤتمر المهندس عدلي أباديرالذي حشد غيظه وغيظ كل المصريين وغيط طوب الأرض في مصر من حسني مبارك وأولاد حسني مبارك وأعوان حسني مبارك بمن فيهم جهاد عودة وصب كل ذاك الغيظ فوق رأس الدكتور جهاد عودة ..
وكانت جرعة الأساءة التي وجهها لجهاد عودة ، عالية ، زائدة . ولم يعمل حسابا لوجود كثيرين من غير المصريين بيننا ..، ولم يحتج دكتورة عودة بأي شكل من الأشكال وبقي جالسا بقاعة المؤتمر ..
وبعد تلك الجلسة وفي فترة الاستراحة كانت مفاجأة لأعضاء المؤتمر أن الدكتور عودة لا يزال موجودا ولم يغادر المؤتمر بعد ، وكأن شيئا لم يحدث ! ، مما جعلهم يتساءلون همسا ، كيف لم يغادر المؤتمر بعد ما ناله من الاساءة ؟؟!!
فماذا كانت النتيجة ؟
النتيجة سمعتها بنفسي من سيدة سورية عضو بالمؤتمر قالت : " لو كانت الاساءة التي وجهت للدكتور جهاد عودة قد وجهت لواحد سوري .. لقلب المؤتمر علي رأس من فيه ، ولكن المصريين هم هكذا يسكتون "
أوجعتني كلمات السيدة السورية ، ودخلت في عظامي كما الابر فوصلت للنخاع .. ، فقلت لها وأنا أتألم : لا .. لا ، ان جهاد عودة لا يمثل المصريين ، جهاد عودة يمثل حسني مبارك وابن حسني مبارك ، وهكذا حسني مبارك .. يهان في كل وقت وفي كل أذان بالداخل أكثر من الخارج ، ولا يرحل عن السلطة ، كل الشعب يسبه في الصحف وفي الشارع وبالمقهي وعلي المصطبة ، ومع ذلك فهو قاعد ومبلط ومتبت في السلطة وابنه كذلك - رئيس جهاد عودة في لجنة السياسات - يريد التبليط في السلطة بعد والده رغم كراهية وسباب كل شعب مصر ، وهكذا جهاد عودة مثلهم ويمثلهم فظل مبلط في المؤتمر رغم ما وجه له من الاساءة ..
وأقول للسيدة السورية الكريمة ، والتي لا ألومها علي ما قالته وانما نلوم أنفسنا ، أريد وحسب أن أبرهن لها من واقع المؤتمر نفسه ، علي أن " جهاد عودة لا يمثل المصريين ، وانما يمثل حسني مبارك وابنه - رئيسه في لجنة السياسات -.. أقدم لك دليلا من المؤتمر لا من خارجه :
هل تذكرين تلك السيدة السمراء الطويلة الممتلئة ، التي صاح فيها راعي المؤتمر بحدة " يا تقعدي يا تطلعي بره .." ؟؟
ان هذه السيدة مصرية .. فهل سكتت وبقت جالسة مثل جهاد عودة ؟؟؟ كلا ..
كلا لم تسكت وانما وقفت محتجة – برقة – وقالت له بلوم واستنكار مؤدب : أطلع بره ؟؟! أطلع بره ؟؟!! ثم أضافت بلهجة وعيد وتهديد – ولكن بلياقة وتهذيب - : طيب ، أنا حطلع بره.. ( وخرجت تاركة القاعة ).
ان هذه السيدة ليست سورية يا سيدتي وانما هي مصرية.. وقد عرفت اسمها فيما بعد عقب انتهائي من القاء كلمتي وجاءني عدد من الحضور ليشرفوني بمعرفتهم ، وكانت هي واحدة منهم فعرفت اسمها وهي السيدة : هدي حليم – المصرية المقيمة في أمريكا –
فلعل السيدة السورية الفاضلة تتذكر موقف السيدة المصرية " هدي حليم " ، لتعرف أن " دكتور جهاد عودة " لا يمثل المصريين .. وانما يمثل من يقهرون مصر وشعبها وينهبوه ويسرقوه ويسجنوه ، ويزروا ارادته في صناديق الانتخابات .
والي الحلقة القادمة ..

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات