ميزة هذه البلاد الشهداء . وللشهداء فيها درجات فمنهم شهيد يكتفله ربه بالعطاءات ومنهم اخر رغم عطاءات الله ، يمجد اهل العراق استشهاده .وقائمة الشهداء الابطال لدى العراقيين طويلة : واطول من تاريخ العراق . لان لكل شهيد تاريخ يمتد قبل ولادته ويستمر بعد موته . لانهم كائنات ازلية.ولانهم خاضوا معاركا كونية جبارة . وميزة هذا البلد ان كثيرا من ابطال الارض فضل ان يستشهد على ارض العراق .
وبما اننا نستذكر الشهداء الذين لهم عند السماوات درجة خاصة ولهم عند اهل الارض منزلة . فاننا سنتوقف عند اخر الشهداء على ارض العراق . والذي قدم من بلاد بعيدة كما الاسكندر ومجده القرآن . وهو الشهيد سيرجو دي ميلو ولو كان حضوره بارض العراق سنوات نزول القرآن لحظى بآية . ولكنه رحمات الكون على اسمه كان اخر شهداء الابطال على ارض العراق . وهو آية للناس جميعا لانه لم ينتم الى بلد بقدر انتمائه الى الناس والناس جميعا .
***********************
كان مكتب الشهيد سيرجو دي ميلو في الطابق الثاني في فندق القناة المتواضع . كانت خدمات الطابق الارضي اكثر امنا ، ولكن الشهيد سيرجو اختار الطابق الثاني آو بالاحرى الطابق الذي اقل امنا . لانه يريد من نافذة غرفته ان يطل على البلاد وعلى بغداد .
لكي يرى أي منطقة لايصلها النور وفي أي مكان تندلع النيران ، كان يراقب مايحدث من نافذة معرضة للخطر . وكان يحلم بعراق سعيد .
**********************
اخر من بقى مع الامام الحسين في معركة الطف ابنا رضيعا طلب له قليلا من الماء فجاء اليه سهم ( حرملة ) وذبح الرضيع من الوريد الى الوريد . واخر ماطلبه الشهيد سيرجو دي ميلو قليلا من الماء . ولم يصل اليه حتى نزف دمه وبرد جسده الطاهر .
************************
سيرجو دي ميلو ملق الان في مشرحة في بغداد .
شيعوه يااهل العراق وابنوا له قبرا رمزيا وانصفوه مثلما نصفتم كل العادلين والقادمين الى العراق مثل الاسكندر والخوئي .
واننا بعد حين مثلما وقف شاعرنا الجواهري وامتدح المعرة وجهها التربا ، فقد يأتي واحدا من شعرائنا القادمين سوف يمتدح بقعة سيرجو دي ميلو ويمتدح قبره التربا ...................