|
ألمثقف..وصراع الحضارات
فواز فرحان
الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيره هي المصطلحات التي افرزتها لنا المرحله الحاليه من تاريخ الشعوب وهي على اية حال لم تكن دارجه في السابق او لم نكن نسمع بها,ومن بين جملة هذه المصطلحات صراع الحضارات اوحوار الحضارات ولا يمكننا الا التوقف عندها والاسهام بقدر بسيط من التوضيح الذي من شأنه اعطاء دفعه للذين يحاولون البحث في الموضوع من جوانب متعدده تقود الى المام واسع بحيثياته والخروج بنتائج مثمره من الدراسة.وصراع الحضارات هذا خرج الى العلن بعد انتهاء الحرب البارده والصيغة التي خرج بها تقود الى انقسام العالم واصطفافه من جديد ولو بطريه تختلف عن السابق وشعوب العالم لا ترغب في ان يقودها احد كما هو معلوم الى حافة حرب جديده من قبيل تلك التي كانت تحدث في السابق لكن لا حول لها ولا قوه فكل شئ يفرض عليها كما نعلم دون ان تجد الوقت الكافي الذي يؤهلها للتصدي الى تحديات من النوع الذي جاء به هذا الصراع.عالم مميز وعالم متخلف...المميز يتألف من اوربا والعالم الانكلوساكسوني والعالم المتخلف هو العالم الاسلامي دون استثناء بين عربي وعجمي,اما العالم الاخر المؤلف من امريكا اللاتينيه واسيا الغير مسلمه فلا دخل لها على الاطلاق بهذا الصراع الذي ارادت القوى التي روجت له ان يكون محصورا بين الديانات التي تسمي نفسها بالسماويه وكذلك حصر الصراع في مركز لا يتعدى حدود الشرق الاوسط والعالم الاسلامي واعتقد ان كل مطلع على طبيعة الصراع في المنطقه يعلم جيدا السبب الذي حدى بهذه القوى لاختيار هذه التسميه ومكانها بالتحديد,ثم اين هي هذه الحضارات؟ هل حققت الحضاره الاسلاميه اختراعا واحدا يسهم في تقدم العلوم البشريه او حتى غيرت مجرى حياة الشعوب كي نتمكن من اطلاق تعريف حضاره عليها؟وكذلك الحضاره المسيحيه اوحتى اليهوديه لان معظم الاختراعات التي شهدتها البشريه جاءت على ايدي علماء لم يكونوا يعطوا اية مكانه للدين في حياتهم وابرز مثال على ذلك هو العلامه اينشتاين الذي وضع النظريه النسبيه والذي صرح في اكثر من مناسبه انه يؤمن بالله كهيكليه عظيمه فائقه التطور اما الاديان الموجوده على الارض فأن الرجل لم يؤمن بها لكن البعض يحاول تصوير ذلك على انه انتصار للحضاره الغربيه وهذا الشئ لا يتعدى ان يكون بهرجه لا دخل للعالم بها والكثير من الاكتشافات الاخرى التي ساهم بها علماء اغلبهم لا وجود للدين في حياته لا من قريب ولا من بعيد فنحن جميعا ندرك ان التورات والانجيل لم يتحدثا ذات يوم عن الذره والفيزياء والخارطه الجينيه كما ان القران لم يفعلها لذلك ان تسميه حضاره على هذه الاديان هي مسأله لا تمت للواقع بصله واتعجب عندما استمع للذين يتحدثون عن المنجزات الغربيه وكانها من اختراع حاخامات او رجال الفاتيكان خاصة الذين يسمون انفسهم باللبراليين الجدد او الذين يتطوعون للدفاع عن العالم الذي استقبلهم وقدم لهم الامان والحريه التي سلبهم اياها العالم الاسلامي كما يدعون ان هناك التباسا كبيرا يحدث دون ان تتمكن حتى وسائل الاعلام من توضيحه في بعض الاحيان وهو ان المنجزات والاختراعات العلميه يجب عدم خلطها بالاديان وكانها ثمرة افكار موسى والمسيح ومحمد واتباعهم حتى العلماء الدين اسهموا في تقدم العلوم الطبيعيه والبشريه في الجانب الاسلامي كابن الرشد وابن سينا وابن خلدون لم يكن الدين يلعب دورا مؤثرا في حياتهم فلماذا هذه الاسقاطات التي تشبه الفانتازيا التاريخيه في الدراما العربيه والعالميه.هل شهد العالم قبل هذا الوقت صراع للحضارات؟هل كانت الحرب البارده هي الاخرى صراع للحضارات بين معسكرين؟ثم ما الذي يدفع العالم للقبول بأن يفرض عليه صراع كهذا وهو يعلم مسبقا العواقب الوخيمه المترتبه عليه؟ان البحث في بعض الاحيان يأخذني للتساؤل عن دور وسائل الاعلام التي تسمي نفسها مستقله والتي تساهم الى حد معين في ادارة هذا الصراع وزياده حمى وطيسه,والشئ نفسه ينطبق على منظمات حقوق الانسان التي تسكت على تمرير مشاريع كهذه تعمل على اضفاء الفتنه في المجتمع البشري دون ان تحدد موقفا واضحا منها.وهنا لا اقصد ان نذهب الى حد الافتاء والتنظير لكن من واجب المؤسسات والنقابات في العصر الذي نعيش فيه ان تتصدى حتى لوسائل الاعلام العربيه التي تروج لحروب من هذه النوع يكون ابطالها دجالين في العالم الاسلامي ومن خلفهم جهله ومتعصبين وكذلك منافقين وكذابين في العالم الغربي يتقدمهم بوش وبلير ورامسفيلد ونكروبونتي ومن خلفهم شله من المنافقين الذين يروجون للفكر اللبرالي الغربي ان صحت تسمية الفكر على ما يروجون اليه وفي النهايه تدفع الشعوب الثمن!!الحضاره الغربيه التي يدعي بوش الانتماء اليها هي التي تقذف بملايين الاطنان من القمح سنويا في البحر كي يحافظ على سعره في الاسواق العالميه وتترك شعوبا كثيره تتضور جوعا...هي التي علمت مبارك والحسين وبن على وضياء الحق اساليب القمع والبطش والتعذيب بشعوبهم ..هي التي أسست السجون في معظم البلدان التي احتلتها لقمع الشرفاء والوطنيين فيها ..هي التي تبتاع الاسلحه وتذكي نار الفتنه بين الشعوب كي تزداد معدلات ارباحها كما حصل في الحرب بين العراق وايران!هي التي صدرت ألايدز وجنون البقر وانفلاونزا الطيور لتلهي البشر عن مهمتهم الاساسيه وهي مناهضة العولمه والرأسماليه العالميه وقوانينها الجائره ومن المخجل ان يتحدث مثقف عن الضمانات الاجتماعيه والصحيه التي تقدمها هذه الدول لشعوبها ولاجئيها على اساس انها من المميزات التي يتحلى بها النظام الغربي فكلنا نعلم ان هذه المكتسبات هي ثمره نضال مكلل بالدماء لالاف المناضلين اليساريين والعلمانيين اجبروا الحكومات على الاعتراف بها وفي نفس الوقت اعتبرتها الحكومات الرأسماليه ابر مهدئه سيتم التخلي عن الالتزام بها حال حلول الفرصه المناسبه وهو ما حدث في فرنسا اثناء الانتفاضه الاخيره التي الغت فيها الحكومه الفرنسيه معظم الامتيازات والضمانات الاجتماعيه بحجة عجز الموازنه وتصدى لها الفقراء بقوه ليجبروها على اعادة النظر فيها من جديد..ويجب علينا عدم الخلط بين مفهوم الحضاره التي تقصده وسائل الاعلام الغربيه الذي يعني المسيحيه واليهوديه وبين تعريف الحضاره الحقيقي القائم على التطور التدريجي للمجتمعات وفق نظريات علميه واقتصاديه بحته كتلك التي اسهمت فعلا فيما وصلنا اليه والذي يحاول البعض جعله من منجزات المسيحيه.والاسلام نفسه لم يجعل السعوديه او ايران تتمكنا من صناعة منتوج محلي واحد دون الاعتماد على الشركات الاجنبيه بينما الماركسيه والعلم ساهما في جعل كوريا الشماليه دولة صناعيه يحسب لها الغرب الف حساب ومكناها من بناء محطات نوويه بجهود وطنيه بحته دون مساعده من احد وكذلك تمكنت من صناعة اقمار صناعيه استنادا لنتائج التجارب العلميه التي اجرتها وحتى الاتحاد السوفيتي والصين اعتمدا في معظم مراحل تطورهما في الفضاء على التقنيه الكوريه رغم ان البلاد واقعه تحت حصار حديدي منذ عام 1953 وخاصة في مجال الاجهزه والمعدات.الحضارات التي نتحدث عنها اليوم في وسائل الاعلام اسهمت في قتل اكثر مئة مليون انسان منذ معركة بدر ومرورا بالغزوات الاسلاميه في العالم ومحاكم التفتيش في اوربا وصكوك الغفران والحربين العالميتين وانتهاءا باحتلال العراق من العار ان يطلق البعض تسميه حضاره على هذا الفصل المظلم من التاريخ البشري وان كان من العدل الحديث عن دور المثقف فيها فأنه ينبغي عليه تعريه هذه المفاهيم والتصدي لكل من يروج لها لانها تصب فعلا بطرفيها في خانه واحده اسمها الارهاب..ارهاب الشعوب وتركيعها هذا عن طريق السيف والاخر عن طريق اعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله!!وقبل ظهور هذه الديانات نعلم جميعا ان البشريه شهدت ولادة وبناء اكثر من حضاره فالحضاره السومريه والبابليه وحدها امتده لقرون وانجبت الكثير من الاختراعات من الات العزف كالقيثاره الى الساعه وتوقيتها وفي معهد مونستار فيست لاند هنا في المانيا تجري عملية ترجمه للمخطوطات البابليه والسومريه والاشوريه هي الاوسع منذ سنين طويله وقد تم ترجمة ما يقارب ال68 الف فقره في القانون والعلوم الاخرى ولا زالت عمليه الترجمه جاريه للمخطوطات التي وصلت للمعهد وتركت هذه الحضارات بالاضافه الى الحضاره الكونفوشيوسيه في الصين وحضارة الامه الكوريه والشنتويه في اليابان اثرا لا زال يمتد لعصرنا الحالي ولازالت تزخر بالكثير من الالواح التي لم يتم ترجمتها لحد هذه اللحظه وهي تمتد لعشرة الاف سنه في اعماق التاريخ مع ذلك نجد من خلال دراستنا لهذه الحضارات انها لم تكن دمويه بل كانت قائمه على التسامح والبحث المستمر ولولا هذه الحضارات ومنجزاتها العلميه لما وصلنا الى ما نحن فيه الان..وحتى هنا في اوربا ورغم ان السياسه تحاول دائما جر شعوبها الى الصراعات الدينية الطابع نرى ان اكثر من نصف هذه الشعوب لا تعترف بوجود خالق يتحكم في حياتنا فلولا احداث الحادي عشر من سبتمبر لكان لاوربا دورا اخرا غير الذي نشاهده اليوم من تبعيه للمعلم بوش!!فهي كانت تستعد لوضع دستور علماني لا يعترف بتأثير لا المسيحيه ولا غيرها في التطور الذي وصلت اليه لكن الراسماليه العالميه لا ترغب في ان يشفى الجسد البشري من هذا السرطان الخبيث في المانيا جرى قبل فتره استطلاع للراي على طبقه واسعه من المجتمع الالماني بصدد الدين والايمان بالله فكانت النتيجه ان 89%منهم لا يؤمنون بوجود خالق وفي هولنده وفرنسا كانت النتيجه متقاربه فهل نستطيع فرض تسمية هذه المجتمعات بالمجتمعات المسيحيه في الوقت الذي لا تعترف نسبة كبيره منه الا بنظريه تشارلس داروين؟ اذن لا بد لنا ان نحدد عن اي صراع نتحدث طالما انه صراع مفروض على البشريه باسره كي تغرق في حروب ودماء ولا تنتهي الا عندما تكتشف الراسماليه وسائل اكثر تطورا لتخدير المجتمعات وتمنعها عن مواصلة طريقها في القضاء على الاستغلال والقهر ومصادرها واقامة المجتمع الانساني العادل...
#فواز_فرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عقوبة الاعدام ..والتساؤلات المشروعه
-
.. العلمانيه وألأسس الفكريه للدوله الحديثه 2
-
العلمانيه..والأسس الفكريه للدوله الحديثه1
-
العراق..اربعة اعوام من النكبه
-
الحرب المقدسة...
-
مؤسسات المجتمع المدني..الدور الغائب
-
دور الافراد في الدستور العلماني..
-
الرأسماليه..وعولمة المجتمعات..2
-
الرأسماليه..وعولمة المجتمعات
-
اليسار الماركسي العراقي..والحوار الغائب
-
المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث
-
سقوط الدكتاتوريه..والبديل الديمقراطي
-
المصالحه الوطنيه..والحلول الواقعيه
-
الماركسيه...واليسار العالمي
-
البيت الابيض..واليوم الاسود
-
بعشيقه والفكر الشيوعي
-
جوانب مظلمه في الحرب الامريكيه على الارهاب 2
-
حول تعريف حقيقي لليسار
-
جوانب مظلمة في الحرب الامريكيه على الارهاب
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|