أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أريحية...ى جدوى...فراغ_ثرثرة














المزيد.....


أريحية...ى جدوى...فراغ_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


يصفها البعض بالجرأة, ويرى آخرون فيها الخفّة والطيش,أيضا هناك من يعتبرها تحلّل وقلّة أدب وذوق فاسد, بالمعنى الحرفي....هي ثرثرة من الداخل.
تنطبع فيها وعبر مجاريها المتعدد, أحداث حقيقية هنا والآن, ذكريات مشحونة من ماض بعيد, وأخرى متخيّلة على صورة رغبة أو تخوّف وقلق...
لطالما رغبت في تجربة نمط من الكتابة(هي ما أرغب بقراءته), بعبارة معاكسة, أن يكون القارىء الفعلي والمشخّص هو(أنا غدا). أعتقد أنها تشير صراحة إلى نوع من الفصام العقلي, وهذا ما أجد نفسي عليه في حالات عديدة...وأتساءل, أليس الجميع على هذا النحو...!؟
شخصيات لا نهائية داخل وعي وعقل وعواطف شخص واحد؟
في حالات(لا علاقة لها بالكحول) لا أقيم أدنى اعتبار لقوى الخارج وقوانينه ونظم أخلاقه... أتخيّل نفسي أعيش منذ مئة سنة مضت, والعكس أحيانا, بمعنى أنني أعيش في زمن قادم لم يصل بعد, هذا التصور يمنحني حرية كبرى,عندما أعجز عن بلوغها في حالة الصحو, لا أتردد, في إغراق عقلي بالكحول...حتى أصل إلى حالة اللاوزن. أشعر فعليا أنني فراغ بلا اسم ولا تبعات, وانظر إلى يدي وبقية أجزاء جسدي وكأنها تخصّ شخصا آخر, لا تربطنا علاقة.
عرفت هذه المشاعر في الطفولة الأولى, وتركت أعمق الأثر والانطباع في سلوكي وتفكيري, وحدها المعشوقة كانت تخرجني من دوامة الاستغراق الذاتي, حيث يتركّز عالم الداخل والخارج في نقطة, صغيرة وضبابية, هائمة على سطح الوعي.
الموت بدوره يوصل إلى هذه الحالة, تصوّر الموت الشخصي والفناء, وأقلّ منه صدمة الموت المفاجئ لقريب من الروح والعقل.
*
خرجت من الواقع بفعل ثلاثي الهلاك, الأم ومحو الثقة والتقدير الذاتي, الأب وتشويه كل علاقة بالسلطة والمال, والزوجة ورعب المنافسة والألم الأكبر من طاقة التحمّل. فوق الأرصفة الممتدة وداخل المقاهي والخمارات, أجد بعض السلوى والعزاء, بيت الأم سجن وبيت الزوجة مقبرة. قريبا تطفأ الأضواء وتسقط في الماضي كل حياتي.
أتصور نفسي غالبا شخص حذر وجبان, يعبث في مناطق الآخرين ومجالاتهم الشخصية( العاطفية والأخلاقية), ولا يقترب أبدا من دائرة أمانه الخاصّة, إلا في حالات محسوبة سلفا.
هذه الفكرة تشعرني بالعار والخزيّ.
في محاولة لرفع درجة التقدير الذاتي لا حقا,أباشر عملية كشف في مناطق الضعف والهشاشة, والتي تملأ مختلف جوانب عالمي الداخلي, المعطوب والمخرّب, بحماقاتي الكثيرة وسوء أفعالي وخياراتي الغبية, أو عبث الآخرين وبقايا زبالتهم في عقلي ومشاعري.
لاشك وصلت درجة من الأريحية في التعامل مع ضعفي, بواسطة ثرثرتي وبفضلها, وتلك فكرة لطالما أحببتها في كتابات الآخرين وفتحهم لعوالم الداخل المعتمة, على عكس الادعاء.
فكرة الجنون منذ البدايات, داعبتني وأفزعتني, فجأة أفقد إدراك الواقع, واغرق في حرية مطلقة, مؤلمة وقد تكون أعلى مراحل النشوة...
تنظيم العقل والسلوك, العيش وفق مخططات واضحة المعالم والتفاصيل والأطر, بدوره إغراء كبير ومريع. هناك المعنى وهنا الغاية والجدوى. التعارض الوجداني عبارة ناقصة ومبتسرة, تعارضات واختلافات, بل شبكات من الخطوط المتقاطعة والمتداخلة والمتباعدة عشوائيا.
والنتيجة...حفرة بطول متر ونصف عرض, وينتهي كل شيء





#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رامبو وآل عمران واللاذقية ....في الجحيم_ثرثرة
- دوران بين المشفى المركزي والحكيم_ثرثرة
- ترتيب البيت الداخلي_ثرثرة
- السوري بين المحتار والمحتال_ثرثرة
- رؤية أحشاء اللاذقية_ثرثرة
- رائحة الربيع و.....الموت في بيت ياشوط_ثرثرة
- تراجيديا شخصية_ثرثرة
- بين الكلمات والنسيان_ثرثرة
- الأعصاب العارية_ثرثرة
- يوم حزين في اللاذقية_ثرثرة
- أحلام سعدية مفرح المتواضعة_ثرثرة
- هذه المرة لن أكون الشخص الثالث ولا أريده_ثرثرة
- محنة الشخص الثالث_ثرثرة
- شراك الماضي_ثرثرة
- آذار يركض في اللاذقية_ثرثرة
- بعد منتصف العمر_ثرثرة
- جمال المرأة في سوريا_ثرثرة
- تشيخوف في جبلة واللاذقية_ثرثرة
- مجاذيب جبلة_ثرثرة
- عودة إلى العالم الواقعي_ثرثرة


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أريحية...ى جدوى...فراغ_ثرثرة