ثورة على نفسك من أجل إنطلاقة جديدة

جلال الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الثورة هى التغيير الشامل والجذرى فى كل جوانب الحياة بهدف الإصلاح والتطور . وذلك فى وقت محدود نوعا ما
والعمل الثورى عمل جرئ فية قدر كاف من الشجاعة والإقدام . وتحكمة دوافع قوية من الإحساس بالتبعية والرجعية والتقهقر إلى الوراء
والمعاناة الجماعية والفردية من أجل حياة كريمة مع الشعور بالذل والهوان أحيانا
وقد توالت على أرضنا الطيبة الطاهرة ثورات عديدة آخرها ثورة الجيش فى 23 يوليو سنة 1952

وبناء الإنسان هو أحد أركان العمل الثورى وهو إمتداد لمسيرة الثورة التى ما تزال آثارها تنعكس على مستقبل أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة
وبناء الإنسان هو عمل ثورى فردى فى حد ذاتة لا يقل أهمية عن الثورة الجماعية للإصلاح والتغيير ذلك لأن الإنسان الفرد هو عنصر من عناصر الثورة الكبرى
وبناء الإنسان يحتاج إلى ثورة على النفس
بينما بناء الدولة يحتاج إلى ثورة على كل ما هو فاسد من أوضاع ونظم وقيود
والثورة على النفس هى تحرير لكل طاقات وإرادة الإنسان الكامنة . وهى تفجير لقدراتة تعميقا لمفهوم الحياة الكريمة لدية وتهذيبا لمقوماتة الأخلاقية ولسلوكة العام وتطهيرا لكل ما يحتوية من معتقدات ومذاهب وإرتفاع بمستوى عواطفة ووجدانة إلى درجات سامية وشحذا للهمم للوصول إلى أداء أفضل فى العمل
والثورة السياسية والإجتماعية تقوم بها محموعة من الأفراد الذين أخذوا على عاتقهم مسؤلية التغيير والتحرير وهم بلاشك مجموعة متميزة منفردة بصفات خاصة
بينما الثورة على النفس هى مسؤلية كل فرد ولا تحتاج لسابق إعداد أو تجهيز ولا تحتاج إلى صفات خاصة أكثر من التبصير والبصيرة المنفتحة لدى كل إنسان بأن يقف أولا بأول على جوانب العجز والتقصير داخلة ، وأن يعى تماما قدراتة ومقوماتة الإيجابية الكامنة فى أعماقة
وأن يعرف جيدا أن الحياة مسيرة لا تتوقف ، وتيار جارف لا يبقى فيها إلا كل من هو كفء ولا يصح معها إلا الصحيح

والثورة على النفس هى ضرورة حتمية لمراجعة كل إنسان لنفسة وبحث سلبياتة وأخطائة للتخلص منها
ولا أحد رقيب على هذة الثورة الفردية سوى الله سبحانة وتعالى ويأتى بعد ذلك الضمير الحى لكل فرد

والثورة على النفس هى تفجير للطاقات التى تجعل للحياة طعما وتجعل للفرد قيمة فى مجتمعة
والعمل الخلاق والجهد البشرى لا يأتى من الفراغ وإنما من محصلة مجموع همم الأفراد وعزيمتهم وإصرارهم على السير نحو الأفضل
وقد لا يمكن للإنسان معرفة حقيقة نفسة وأبعاد قدراتة والثورة على ما بداخلة ، وأن يكشف ما بين الحين والآخر عن مكونات نفسة وعن أسرار شخصيتة وعقلة الباطن وعندئذ تختلف الصورة ويتغير مفهومة عن نفسة وتتضح الرؤية أمامة فيجد أنة إنسان آخر قادر عامل منتج مجد ولة قدرة على التضحية والعطاء


إن الثورة على النفس هى أساس الثورة الشاملة وهى حجر الزاوية لبناء الإنسان لذاتة ولعقلة ، وهى سر تقدم وإزدهار للشعوب ورفعة الدول

فلنبدأها ومن الأن ولنعلنها ونثبت فيها حسن النوايا ، ولتكن ثورة من داخل كل إنسان منا فى وقت واحد نصحح فيها المسار
وترضى بها أنفسنا ثم أمتنا الغالية حتى يرضى عنا الله

#جلال_الرفاعى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات