أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - فيلم - 300 - للمخرج الأمريكي زاك سنايدر















المزيد.....

فيلم - 300 - للمخرج الأمريكي زاك سنايدر


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


اليونانيون يتمنون مشاهدته برحابة أفق، والإيرانيون يرون فيه إهانة للحضارة الفارسية
أثار فيلم " 300 " للمخرج الأمريكي زاك سنايدر ردود فعل إيرانية غاضبة على المستويين الرسمي والشعبي. وقد اعتبر الإيرانيون هذا الفيلم الذي جاء متزامناً مع تصاعد وتيرة الملف النووي الإيراني " إهانة للحضارة الفارسية ". كما وصفه بعض من النقاد الإيرانيين بأنه تزوير وتشويه متعمَدين لتاريخ الإمبراطورية الفارسية. وقد خلصت مجمل الآراء بأن هذا الفيلم ناجم عن " موقف عدائي هدفه شن حرب ثقافية ونفسية مؤازرة للحرب الإعلامية التي تشنها الولايات المتحدة مع الغرب الأوروبي المناهضَين للتوجهات الإيرانية. وجدير ذكره أن هذا الفيلم قد تصدر قائمة أعلى ايرادات شباك التذاكر في الأسبوع المنصرم، حيث حصد في عروضه الأولى ما يزيد على " 70 " مليون دولار، وهو رقم قياسي كبير حتى في حسابات السينما الهوليوودية. وقد بلغ غضب بعض البرلمانيين الإيرانيين أشدّه حينما ناشدوا كلاً من وزير الخارجية منوشهر متكي، ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد حسن صفار أن يطلبوا من بعض الدول الإسلامية عدم عرض هذا الفيلم الهوليوودي المعادي لإيران، والساعي الى مسخها، والحط من مكانتها الحضارية بين شعوب ودول العالم.
الملحمة التاريخية
لا بد من الاشارة الى أن فيلم " 300 " مأخوذ عن رواية كوميدية مصورة عنوانها " 300 " لفرانك ميللر، وهي تتحدث عن المعركة الدامية " تيرموبيل " التي دارت بين الاسبارطيين والفرس عام 480 ق.م. وثيمة هذه الرواية تقول بأن " 300 " محارب اسبارطي يقودهم الملك ليونيداس " جيرارد باتلر " قاتلوا حتى الرجل الأخير من أجل اعاقة تقدّم الجيش الفارسي الجرار الذي يقوده الملك الفارسي أحشويرش " رودريكو سانتورو ". إن تضحية المقاتلين الأسبارطيين بأنفسهم في الدفاع عن بلادهم قد ألهمت كل اليونانيين في التوحد بوجه الغزاة الفرس الذين جاؤوا لكسر شوكة اليونان. وفي القصة ذاتها تحاول " غورغو " ملكة أسبارطة " جسدت الدور الفنانة لينا هيدي " أن تحشد الشعب الأغريقي لمؤازرة زوجها الذي يقود حربه الطاحنة ضد الفرس الغراة الذين حشدوا جيشاً كبيراً بلغ تعدادة نحو مليون مقاتل.
أسفرت هذه المعركة عن هزيمة الأغريق الذين كان عددهم " 300 " مقاتل، لكنهم كبدوا الجيش الفارسي خسائر كبيرة ظلت مضرباً للأمثال التي تعكس شدتهم في القتال، وتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجل الذود عن بلادهم. وأكثر من ذلك فإنهم ينسبون خسارتهم في المعركة الى الخيانة التي وقعت بين صفوفهم، ولولاها لربما عاد الجيش الفارسي يجر أذيال الخيبة والخسران. أن تنديد بعض الوزراء الإيرانيين، وأعضاء في البرلمان الإيراني، وأصحاب المدوّنات الإليكترونية قد جاء على خلفية مضمون الفيلم، والرسائل المبطنة فيه، والتي تصف الجيش الفارسي الكبير بالغلظة والفظاظة والوحشية حيث تنسب إليهم مشاهد قطع الرؤوس بطريقة بربرية غير مسبوقة، بينما يرد المسؤولون الإيرانيون بأن امبراطوريتهم الفارسية فى عام 480 ق. م " كانت الامبراطورية الأكثر عظمة وتحضراً.".
حرب ثقافية ونفسية
وصفت النقاد والساسة الإيرانيون فيلم " 300 " بأنه عدائي يستهدف الحط من الشخصية الإيرانية المعاصرة من خلال خلق صورة نمطية ترسخ مفهوم وحشية المقاتل الإيراني الذي يتعامل مع أعدائه بطريقة لا انسانية حتى وإن جاء هذا الاستهداف عبر قصة تاريخية يزيد عمرها على ألفي وأربعمائة وثمانين سنة! والمثير للدهشة أن إزدراء الأسلاف في هذا الفيلم قد أجج الإنتقادات من كل حدب وصوب، فلقد اجمعت الأطياف الإيرانية برمتها على التصدي لهذه الصور النمطية التي تسعى هوليوود لترسيخها في الذاكرة الجمعية للعالم. وهم يخشون أن تستثمر أمريكا هذه الصورة في ظل الظروف الراهنة التي تشهد فيها ايران ضغوطاً متنوعة من جانب أمريكا وأوروبا على حد سواء. ان مبعث هذا التوتر بين الشرق والغرب يعود الى أن الغربيين أنفسهم كانوا يرون، ولا يزالون بأن هذه المعركة كانت بمثابة الحرب الأولى بين الشرق بمحمولاته العدوانية المتخلفة، وبين الغرب الذي ينطوي قيمٍ حضارية متطورة. ومن هنا، على وجه التحديد، نستطيع أن نفهم اتهام جواد شامقدري، المستشار الفني للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي قال " بأن الفيلم جزء من الحرب الأمريكية النفسية الشاملة التى تستهدف الحضارة الايرانية". ولكنه شدد بالمقابل على أن " القيم فى الثقافة الايرانية والثورة الإسلامية راسخة بعمق، ولا تحطمها مثل هذه الخطط." وطالب المخرجين الإيرانيين بإنجاز الكثير من الأفلام الإيرانية ذات الطابع الفني العميق والذي يُعتبر رداً مناسباً على مثل هذه الأفلام الإستفزازية.
وجهة النظر الأوروبية
لم يكلف الأمريكيون واليونانيون أنفسهم عناء الرد على هذه الاتهامات، بل لأنهم تجاهلوها تماماً، وأعتبروها ضرباً من التهويل والمبالغة المفرطة في الخشية من الآخر. وهم يرون أن المخرج الأمريكي زاك سنايدر، الذي سبق له أن أخرج " فجر الموتى " و " المراقبون "، إنما يعتمد في أفلامه على الكثير من الخدع المشهدية التي ينجزها عن طريق الكومبيوتر، وذلك من أجل خلق مشاهد مرعبة تعكس أجواء الحرب الدموية التي اندلعت قبل نحو ألفي وأربعمائة وثمانين سنة. وإن الإثارة والتشويق هما عنصران أساسيان في هذا النوع من الأفلام التي تعيد لنا تاريخاً مدفوناً في الذاكرة البعيدة. كما أشاد النقاد بالمؤثرات السمعية والبصرية التي جسدت هول المعركة وفظاعتها، كما لفتت الانتباه الى ممثلين بارعين من طراز الأسكتلندي جيرار بتلر، والبرازيلي رودروغو سانتورو، والبريطاني دومنيك ويست، والأسترالي ديفد ونهام، والنجمة الريطانية لينا هيدي. إن ممثلين من هذا الطراز لا يفكرون بالإساءة الى شعب بحد ذاته، ولا حضارة بعينها. وفي اليونان نفسها، حيث جرت وقائع هذه المعركة التاريخية القديمة، تم عرض الفيلم في مدينة أسبارطة جنوبي اليونان خلال معرض للقصص الكوميدية المصورة، ومنها قصة " 300 " للكاتب الكوميدي فرانك ميللر التي أخذ عنها هذا الفيلم المثير للجدل. كما أن بانوس بابادولياس، مدير المعرض المذكور، والمولود في إسبارطة قد صرّح لوكالة أثينا للأنباء قائلاً: " إن الفيلم ليس عملاً تاريخياً، لكنه عمل فني يقدم تصوراً مرئياً لرواية كوميدية، وإذا أدركتم هذه النقطة ستشاهدون الفيلم برحابة أفق". متغاضياً عن الضجة المفتعلة التي أثارها الإيرانيون، وذهبوا بعيداً في تصوراتهم التي لا تمت الى الحقيقة بصله بحسب وجهات النظر الغربية. فهم، أي اليونانيون، يأملون بأن يزداد اهتمام السواح الأجانب بمدينتي أسبارطة ولاكونيا من خلال معرض القصص الكوميدية والأفلام المستوحاة عنها، الأمر الذي يبعد عنهم الشكوك والتخرصات التي تقول بأنهم يهدفون الى إهانة الحضارة الفارسية من خلال إعادة انتاج المعارك التاريخية. وأكثر من ذلك فاليونانيون يقولون " إن إسبارطة القديمة لم تكن فقط ساحة للقتال مثلما يصورها الفيلم، لكنها كانت أرض حضارة وشعر وموسيقى وثقافة".



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي الأمريكي كورت فَنَغوت يستعين بالسخرية والكوميديا الس ...
- فاضل العزاوي على غلاف مجلة -بلومسبوري ريفيو-: دعوات ودواوين ...
- كوبنهاغن، مثلث الموت - نص توثيقي، وسيرة مدينة بامتياز
- متابعات صحفية
- معجبة تعثر على رواية مخطوطة لجينيت ونترسن وتعيدها لدار نشر ب ...
- بريطانيا تودِّع أبرز كتاب الرواية البوليسية وأدب الجريمة
- طارق هاشم في فيلمه الجديد www.Gilgamesh.21 مقاربة في تسخير ا ...
- في شريطه الجديد - ماريا / نسرين -: محمد توفيق ينجز السيرة ال ...
- تقنية - البوتو - في مسرحية - الراقص - لحازم كمال الدين: تثوي ...
- مونودراما - أمراء الجحيم - إدانة مباشرة لثقافة التطرّف والظل ...
- في المعرض الشخصي الجديد للفنان آراس كريم: كائنات متوحِّدة تس ...
- كاظم صالح في شريطه الجديد - سفر التحولات-: محاولة لتدوين الس ...
- ظلال الصمت - لعبد الله المحيسن وإشكالية الريادة الزمنية: هيم ...
- الخبز الحافي- لرشيد بن حاج: قوة الخرق والإنتهاك للأعراف الإج ...
- الشاعر العراقي كريم ناصر ل - الحوار المتمدن -: الشعر يستدعي ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: يجب أن أخرج بقارئي من المألوف المع ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: أدلِّل النص و- أدلَِعه - مثلما أدل ...
- صباح الفل - لشريف البنداري: الإمساك بالمفارقة الفنية عبر رصد ...
- المخرج التونسي الياس بكار ل :- الحوار المتمدن-: أشعر بأنني ل ...
- الواقعية الجديدة في - العودة الى بلد العجائب - لميسون الباجج ...


المزيد.....




- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - فيلم - 300 - للمخرج الأمريكي زاك سنايدر