حارس الأنقاض

ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:36
المحور: الادب والفن
    

إلى محمد رضا

عمال الهدم لا يستحقون كراهيتنا

هم يؤدون عملهم فحسب

خاصة أنهم جاءوا بعد عشرين عاما

لم نتقابل خلالها في مكتبة قصر ثقافة الطفل ولو لمرة واحدة

مسلحين بكافة الأقلام والأوراق والألوان وقصاصات الصحف

اللازمة لعمل مجلة تتحدث عن الأمنيات العادلة في مستقبل العالم

مفاجأتنا السرية الجميلة التي كنا نعدها لأسرتينا ومعلمينا وأصدقائنا

وللحياة كلها

بنشوة حماسية رقيقة أبقتنا بعيدا عن الأطفال الآخرين الأشقياء

الذين كانوا يملأون الدنيا صخبا بالخارج

نحن لم نكمل المجلة لأسباب أعتقد أننا لا نتذكرها الآن

وربما لمجرد أننا كنا نكبر تدريجيا فقط

ثم توقفنا عن المجيء

وكان عليهم تحويل المكتبة إلى أنقاض

ليأتي رجل عجوز ويجلس بينها طوال الليل

مؤديا عمله هو الآخر كحارس

نفس المهمة التي كان يؤديها ربما منذ عشرين عاما

الأمر الذي قد لا يجعله يرصد فروقا جوهرية بين أنقاض المكتبة

وبين أنقاض كثيرة سابقة كان يجلس بينها .

هو أيضا غير مسئول عن شيء

ليس مطالبا مثلا بتنشيط خياله ليشعر ببقايا آدمية

تحت الحوائط والأسقف المتهدمة

كما أنه ليس ذنبه بالتأكيد

أن الأطفال لا يذكرون شيئا عنه

حينما يتحدثون عن أمنياتهم العادلة في مستقبل العالم .

#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات