أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة عبد الأنيس - السياسة الايرانية تجاه العراق ما بعد التغير- دراسة في طبيعة الدور الايراني وتاثيره في العملية السياسية في العراق














المزيد.....

السياسة الايرانية تجاه العراق ما بعد التغير- دراسة في طبيعة الدور الايراني وتاثيره في العملية السياسية في العراق


سهيلة عبد الأنيس

الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعد العلاقات الايرانية - العراقية العنصر الاكثر تعقيدا في ركن العلاقات العربية - الايرانية والعائق الاكبر لاستثمار ايران موقعها الاستراتيجي وحجمها الكبير اقليميا وعربيا على مدى اكثر من ربع قرن ، وتجسدت في حرب الثماني سنوات التي تركت اثارها في امور متعددة واضحة للغاية ، اذ افرزت هذه الحرب تناقضات البلدين في معادلة توازن دخلت فيها معظم القوى العربية بكل ثقلها لحماية العراق خشية الانتصار الايراني في المواجهة .
واليوم وبعد احتلال العراق تحققت الرغبة الايرانية بسقوط النظام العراقي على الرغم من انه تم على يد "الشيطان الاكبر" الولايات المتحدة وحلفائها ، غير ان الحكومة الايرانية اعترفت بالامر الواقع واعتبرت سقوط النظام فرصة لبسط نفوذها بين الشرائح والفصائل التي ساندتها .
على هذا يعد البحث محاولة لفهم السياسة الايرانية تجاه العراق بعد احتلاله من خلال بيان الموقف الايراني من الاحتلال الاميركي للعراق واسباب تدخلها في الشان العراقي ومدى تاثير ذلك في العملية السياسية . ففيما يخص الموقف الايراني من الاحتلال نجد ان ايران التزمت موقف الحياد الايجابي واكدت عدم رغبتها بالتدخل لصالح هذا الطرف او ذاك كون ان الحرب الدائرة على حدودها الغربية حرب تدور بين اعدائها ، وعبر وزير خارجيتها انذاك كمال خرازي عن موقف حكومته بالقول " نحن لانؤيد اميركا ولانؤيد العراق " بعدها تحولت هذه السياسة من سياسة الرفض للحرب الى سياسة هدفها منع الحرب ، ولكن وبسبب الضغوط الاميركية وجدت طهران نفسها مضطرة الى اتباع سياسة "الانحياز الحرج" لصالح الولايات المتحدة وظهر ذلك جليا في تصريح وزير دفاعها علي شمخاني اذ قال "ان صدام لن يرحل لو لم يهزم عسكريا "واضاف " ان بلاده ستعطي الاولوية لمصالحها في الازمة العراقية " وعلى هذا وبعد ان تم احتلال العراق بدات ملامح التدخل الايراني في العراق يساعدها في ذلك عدة عوامل منها : العامل المذهبي والارث الاجتماعي والتاريخي والعامل الجغرافي ، اضافة الى مستجدات الساحة العراقية التي خدمتها في هذا الجانب ومنها الفراغ الاستراتيجي والسياسي الذي شهده العراق ، فكان طبيعيا ان يؤدي مثل هذا الوضع الى اثارة المخاوف لدى ايران من ان يؤثر هذا الفراغ وما قد ينجم عنه من اضطرابات داخلية على الاوضــاع بداخلها ، وكان على ايران من جراء ذلك مواجهة ثلاثة احتمالات وهي : 1- تشكيل حكومة مستقرة لكنها موالية للاميركان ومعادية لايران وهذ ما قد يشكل خطرا حقيقيا على ايران ، ذلك ان احتمال استخدامها كقاعدة انطلاقا لتهديدها تظل قائمة خصوصا في ظل حالة العداء بين الطرفين ، ويصبح العمل على عدم ظهور مثل هذه الحكومة امرا حيويا لاستمرار بقاء النظام الايراني .
2- ان يفشل العراق في ايجاد حكومة قوية تمنع حالة الفوضى وانتقالها الى الحدود مع ايران ، فضلا عن احتمال حدوث عملية انفصال لاحد الاقاليم العراقية كاقليم كردستان ما من شانه التاثير على الاقلية الكردية في ايران وتشجيعهم على السعي لتحسين اوضاعهم في ايران او طلب الانضمام الى الدولة الكردية.
3- وجود حكومة عراقية مستقرة ومركزية وذات طبيعة علمانية تناصب العداء لايران ، وتحاول مجابهة الطابع الديني للدولة الايرانية بحيث تقترب في التعامل مع طهران الى اسلوب النظام السابق .
في ظل هذه الاحتمالات السلبية لايران كان من الضروري ان تعمل ايران على عدم تحقيق اي منها والاستعاضة عن ذلك بالعمل على ايجاد حكومة عراقية مستقرة باغلبية شيعية وذات طابع ديني ليس بالضرورة ان يكون قائما على اساس"ولاية الفقيه" السائدة في ايران ولكن في الاقل لاتناصبها العداء ، لذا كانت ايران اول حكومة تعترف بمجلس الحكم العراقي المؤقت (السابق) وكانت اول من استقبل معظم اعضائه واعلنت تاييدها للحكومة ودعمت الدستور ، وكانت اول دولة ترحب بالقرار الاممي 1546الخاص بنقل السيادة للعراقين واوفدت وزير خارجيتها مرتين للعراق، واستمرارا في نهجها هذا ايدت اجراء الانتخابات وقدمت الدعم اللازم للقوى الشيعية المشاركة ، انطلاقا من رؤيتها القائمة على اساس ان وجود حكومة عراقية يقودها الشيعة تشكل لها ورقة ضغط مهمة للتعامل مع الولايات المتحدة اذ تسعى طهران الى استمرار العمل على تقليص النفوذ الاميركي مع المحافظة على قدرة اي حكومة عراقية على ايجاد المشاكل لقوات الاحتلال عندما تدعو الحاجة ، فايران ترى انه كلما زاد التورط الاميركي في العراق كلما زادت فرصها في تحسين اوضاعها .
في ظل كلما تقدم يمكن القول ان ثمة مصلحة حقيقية لايران بلعب دور مهم ومؤثر في الساحة العراقية ، ذلك ان دولة بحجم ايران وطموحاتها الاقليمية لايمكن ان تقف مكتوفة الايدي ازاء ما يحصل في العراق.
وهنا يمكن القول ان الاستراتيجية الايرانية في العراق تنبع من طبيعة المصالح الايرانية في هذا البلد والمتمثلة في الحيلولة دون ظهور عراق قوي قد يشكل تهديدا سياسيا وعسكريا وايديولوجيا لايران وعلى هذا انطلقت ايران لتنفيذ استراتيجيتها في العراق من خلال – التشجيع على الديمقراطية كوسيلة لانتاج الحكم الشيعي . - العمل على تكوين شبكة واسعة من الفاعلين العراقيين المتنوعين والموالين لها . - الترويج لايجاد درجة من الفوضى سهلة الانقياد.
وعلى ما تقدم يمكن القول ان الحرب على العراق خلقت معطيات امنية وسياسية جديدة خرج منها العراق من ميزان القوى في المنطقة وافسح المجال واسعا امام ايران لتعزيز دورها في هذه المنطقة الحيوبة رغم الوجود العسكري الاميركي الذي يشكل قيدا على المشروع الايراني ، وعليه فان ايران لن تتوانى في استخدام كافة السبل من اجل انجاح مشروعها انطلاقا من العراق .



#سهيلة_عبد_الأنيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لأنهم استولوا على أموالنا-.. شاهد ما قاله ترامب مع هبوط الأ ...
- بكاميرا استشعار حراري.. شاهد كيف عثرت الشرطة على طفل مفقود و ...
- برلين تدعو إلى فتح تحقيق -بشكل عاجل- في مقتل مسعفين في غزة
- طرد السفير الإسرائيلي من مقر الاتحاد الإفريقي
- ألمانيا.. انتقادات للحكومة بسبب قضية إعداد أطفال المدارس لحا ...
- وسائل إعلام: محامو رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو يحتجون على ...
- الجيش الإسرائيلي يدعي استهدف -إرهابي تنكر بزي صحفي- في خان ي ...
- روسيا تطور أول معالج كمي يتألف من 40 كيوبت!
- -بلومبرغ-: رسوم ترامب الجمركية ستضر بالتحول الأخضر في الولاي ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 150 جنديا في محور كورسك خلال ي ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة عبد الأنيس - السياسة الايرانية تجاه العراق ما بعد التغير- دراسة في طبيعة الدور الايراني وتاثيره في العملية السياسية في العراق