نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:16
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
" الموت من اجل الوطن _ يعني الخلود للوطن "
فيديل كاسترو
أولا : كاسترو يتحدى
في 16/10/1953 , تم اعتقال فيديل كاسترو , بسبب نشاطه الثوري ودفاعه المبدئي والحقيقي عن مصالح الشعب الكوبي , وقد عبر كاسترو أثناء المحاكمة عن معاناة شعبه والتي تمثلت بالآتي :ـ
أشار كاسترو أمام المحكمة الى أن الشعب الكوبي يواجه البطالة وخاصة وسط الشباب , اذ بلغ عدد العاطلين عن العمل 600 ألف شخص , وخلال الفترة من أيار 1953 وحتى كانون الأول من نفس العام , , بلغ عدد العاطلين عن العمل مليون شخص , حيث يعمل رب الأسرة 4 شهور في السنة فقط ! وكما يوجد نصف مليون عامل زراعي كوبي يعملون لمدة 4 شهور في السنة أيضا ! , أما بقية الفترة الزمنية فهم يعانون البطالة والجوع والبؤس الحقيقي . وهناك عشرات الألوف من العمال ألصناعيين يعانون من انحطاط المستوى ألمعاشي بسبب قلة الأجور وعدم انتظام دفعها في الوقت المحدد , وهناك (10) ألاف من الخريجين , لم يحصلوا على العمل لا في مجال اختصاصهم و لا في غيره , فالباب مغلق أمام هؤلاء الخريجين ؟ .
وأوضح كاسترو أمام المحكمة أن أكثر من 50 % من الأراضي الزراعية في كوبا هي تحت تصرف الأجانب , وان هناك 3 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية غير مستخدمة , وهناك (200) ألف عائلة فلاحيه في كوبا لا تمتلك الأرض الزراعية من اجل العمل والعيش الكريم , وان 85 % من المزارعين الصغار يدفعون الضرائب وبانتظام للنظام الحاكم , كما ويوجد ( 2,200.000) شخص من سكان المدن يدفعون الجزء الأكبر من دخلهم النقدي لقاء خدمات السكن !! كما ويوجد (2,800,000 ) شخص في الريف والمدينة لا يملكون الكهرباء , وان أكثر من 50 % من أطفال المدارس يذهبون للمدارس وهم حفاة وجياع وملابسهم ممزقة , وان 90 % من أطفال الريف يعانون من نمط حياة كارثي , والألأف منهم يموتون بسبب الأمراض المختلفة المتفشية في المجتمع , وان 90 % من الشعب الكوبي أميين وأشباه أميين .
هذه بعض الحقائق الموضوعية التي أدلى بها فيديل كاسترو أمام المحكمة في أكتوبر عام 1953 .
ثانيا : بعض المنجزات الاشتراكية في كوبا .
من اجل اعطاء تقييم موضوعي للمقارنة بين منجزات الثورة الاشتراكية في كوبا وما قبل الثورة , لا بد من الاعتماد على بعض المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية , وهذه المعطيات والمنجزات تعطي ألاجابة الموضوعية وهي الحكم , وتعكس أيضا أفضلية وفاعلية وحيوية الاشتراكية في كوبا .
جدول مقارنة لبعض المؤشرات الاجتماعية _ الاقتصاد
بين الرأسمالية والاشتراكية في كوبا
في الاشتراكية عام 2002 في الراسمالية عام 1953 التفاصيل
11,177,734 نسمة
18000 ( امي)
5,733,243 طالب
712,672 طالب
4,427,028 شخص
5,7 %
95 , 5 %
5,820,000 نسمة
807,700( امي)
139,984 طالب
53,490 طالب
2,059,659 شخص
33,3 %
55,6 %
1ـ عدد السكان
2ـ عدد الأميين
3ـ عدد الطلبة في المرحلة المتوسطة
4ـ عدد الطلبة الحاصلين على التعليم العالي
5ـ عدد الناشطين اقتصاديا
6ـ نسبة البيوت السكنية (كوخ )
7ـ نسبة البيوت التي فيها كهرباء
ان الجدول لا يحتاج الى شرح وتوضيح , فالأرقام والواقع الموضوعي خير دليل على صحة ما ذكر اعلاه .
منجزات اشتراكية اخرى
1ـ تحتل كوبا الاشتراكية المرتبة الاولى في العالم في عدد المعلمين والمدرسين بالنسبة لحصة الفرد الواحد , اذ يوجد في كوبا 290574 معلم ومدرس , وفي المرحلة الابتدائية فان حصة كل معلم 20 طالبا , وفي المرحلة المتوسطة فلكل معلم 15 طالبا , وهذا غير موجود حتى في غالبية البلدان الراسمالية , ناهيك عن البلدان النامية , كما ويوجد في كوبا 63 جامعة ومعهد علمي , و22 كلية طب , و13 معهد متوسط للعلوم الطبية , كما ويوجد ايضا 133 معهدا للبحوث العلمية والتكنولوجية, ويعمل فيها الالاف من حملة الشهادات العليا بدرجة دكتوراه وبروفسور.
2ـ يوجد في كوبا 711 مستشفى ومستوصف حكومي ويبلغ عدد الاطباء في كوبا 67079 طبيب منهم 45599 طبيا بدرجة تخصص طبي , ويبلغ العدد الاجمالي للأطباء ومساعدي الأطباء والممرضين 214877 شخص 3ـ وفي ظل الاشتراكية توجد 43 مدرسة للفنون و306 دار للثقافة و181 مسرح للفنون و292 متحف و368 مكتبة علمية وكل ذلك مفتوح أمام جماهير الشعب الكوبي .
4ـ يوجد في كوبا (1,012.000) متقاعد , و ( 252,000 ) عامل زراعي, وان 85% من الشعب الكوبي يملكون بيوت خاصة بهم , وان 48450 كيلومتر من الطرق وفقا للمواصفات الدولية المتعارف عليها , وتم انشاء 1005 سدا لحفظ المياه .
5ـ يبلغ متوسط العمر في كوبا 76 عاما ( في روسيا 58 عاما ) , وهناك خطة لدى الحكومة الكوبية تهدف الى زيادة متوسط العمر الى 85 عاما , ومن كل الف طفل يموت في كوبا 6.2 طفل , وهذا اقل رقما يتم تحقيقه في العالم , سواء في البلدان الراسمالية المتطورة او في بلدان اسيا وافريقيا وامريكا الاتينية .
6ـ تولي الحكومة الكوبية اهتماما بالطفل , وهذا نابع من جوهر وطبيعة النظام الاشتراكي , فالحكومة الكوبية تضمن للطفل الحليب وبكمية لتر في اليوم الواحد حتى عمر 7 سنوات . وان سعر اللتر الواحد من الحليب هو اقل من سنت واحد , أي ان العائلة الكوبية تستطيع ان تشتري لاولادها بدولار واحد حليبا لمدة اكثر من 100 يوم .
7ـ كما نجحت الحكومة الكوبية بالرغم من الحرب الاقتصادية والاعلامية والنفسية ... التي تقودها " الديمقراطيات الكبرى " وحلفائها خلال 44 عاما , من تعزيز عملتها الوطنية . ففي عام 1994 كان سعر صرف ألبيزه < العملة الوطنية الكوبية > 150 بيزه للدولار الواحد اصبح في عام 1999 20 بيزه للدولار الواحد .
أن هذه السياسة سوف تؤدي الى تعزيز واعادة الثقة بالعملة الوطنية , وهي بنفس الوقت تعكس فاعلية ونمو الاقتصاد الاشتراكي في كوبا , بالرغم من الصعوبات والضغوطات الخارجية , التي تواجه الشعب الكوبي , وان كوبا هي البلد الوحيد ـ تقريبا ـ الذي لا يملك علاقات اقتصادية أوتجارية مع أمريكا ولا مع مؤسساتها المالية والاقتصادية الدولية .
وبالرغم من الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على كوبا من قبل الغرب الامبريالي , منذ قيام ثورة الشعب الكوبي عام 1961 ولغاية اليوم , فأن كوبا كانت ولا زالت تؤدي دورها الأممي في تقديم كل انواع المساعدات للشعوب المظلومة في البلدان النامية من اجل تحررها السياسي والاقتصادي .
ان الدستور الاشتراكي في كوبا ضمن ويضمن حق العمل ومجانية التعليم والعلاج والسكن .... للمواطنين الكوبين بدون تمييز.
ثالثا : من يساعد من ؟
شن ويشن الاعلام البرجوازي في دول الاتحاد الاوربي , حملة اعلامية مظللة وغير موضوعية على انه يقدم " مساعدات انسانية " !! الى كوبا وبدون (شروط) , فعلى سبيل المثال : في عام 2000 قدمت دول الاتحاد الاوربي " مساعدات" قيمتها (3,6 ) مليون دولار , وفي عام 2001 (8,5 ) مليون دولار , بالمقابل قدرت الخسائر المادية التي تكبدها الشعب الكوبي (3) اعاصير كارثية , تقدر بـ (2,5) مليار دولار , وفي نفس الوقت انخفض سعر السكر عالميا وتقلص عدد السواح الى كوبا بسبب احداث ايلول عام 2001, وبسبب الحصار الاقتصادي والذي يشكل ارهاب دولي على الشعب الكوبي , ولمدة 44 عاما , تحملت كوبا من جراءه خسائر مادية قدرت بـ ( 72) مليار دولار ¸فعلى الرغم من الكوارث الطبيعية والارهاب الاقتصادي والحرب الاعلامية السوداء , فان كوبا الاشتراكية صامدة ويتطور اقتصادها ومجتمعها نحو الافضل .فقد استوردت كوبا خلال 5 سنوات الاخيرة من دول الاتحاد الاوربي ما قيمته (7,2 ) مليار دولار , أي بالمتوسط السنوي (1,4 ) مليار دولار , في حين استوردت دول الاتحاد الاوربي ولنفس الفترة من كوبا ما قيمته (571) مليون دولار , أي بمتوسط (117,2) مليون دولار . ويمكن القول ان دول الاتحاد الاوربي تقدم " مساعدات " الى كوبا بمقدار مليون دولار , مقابل ذلك تحصل على 27 مليون بيزه < العملة الوطنية لكوبا >, فأين مبدأ العدالة والتكافؤ الاقتصادي بين الدول !!!.
رابعا : المساعدات الاشتراكيةـ نزيهة وغير مشروطة
خلال 40 سنة , بلغ عدد الطلبة الاجانب الذين تخرجوا من الجامعات والمعاهد الكوبية 40 الف طالب وطالبة , وهؤلاء يمثلون اكثر من 100 بلد من بلدان اسيا وافريقيا وامريكا الاتينية وبالمجان , ومنهم 30 الف طالب وطالبة من البلدان الافريقية الفقيرة , وان جميع الخريجين ملزمون بالعودة الى بلدانهم عكس ما يحدث في الغرب الامبريالي .
( ان الاتحاد السوفييتي وخلال الفترة من 1960 حتى عام 1990 , كان يقبل سنويا 100 الف طالب وطالبة من جميع انحاء العالم وبالمجان ... )
تشير الدراسات العلمية الى ان الكلفة الأجمالية للتحصيل العلمي العالي ( الجامعة ) تتراوح بين 75 الى 100 الف دولار للطالب , وبهذا يتضح دعم واسناد الاشتراكية في كوبا اليوم , بالرغم من ان كوبا ليس بلدا غنيا !!!!.
ان الغرب الا مبريالي لا يمكن ان يقدم أي دعم مادي وغير مادي بدون شروط سياسية , واقتصادية , وغيرها للبلدان النامية , لأن ذلك يتعارض وفلسفة النظام الراسمالي , السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وان العداء للشعب الكوبي ونظامه العادل يحمل طابعا ايديولجيا بالدرجة الاولى , وان الهدف الرئيسي من ذلك هو العمل على تقويض الاشتراكية في كوبا , بدليل تعرض الرئيس الكوبي فيديل كاسترو الى اكثر من 637 محاولة اغتيال , وجميعها بأت بالفشل ؟ وهذا تم ويتم في ظل ما يسمى بالعولمة !!!
ان صمود وتحدي كوبا الاشتراكية يعود بالدرجة الاولى الى صمود الشعب الكوبي , وخياره المشروع للنظام الاقتصادي ـ الاجتماعي العادل , ووجود قيادة ثورية حقيقية مؤمنة قولا وفعلا بالاشتراكية العلمية , على انها الخيار الحاسم والأفضل والسليم والحتمي للمجتمع الكوبي , ولمستقبل البشرية جمعاء .
وعن حق عندما قال الرئيس الكوبي كاسترو " الوطن او الموت " و " الاشتراكية او الموت " هذا هو الصمود , وهذا هو التحدي من اجل الوطن والشعب والاشتراكية .
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟