أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - اللوحة














المزيد.....


اللوحة


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 11:58
المحور: الادب والفن
    


خطوط مستقيمة .. متوازية .. متعامدة .. متقاطعة تشكّل ضلالاً من الزرقة المتقرحة على كفّيه .. ذلك الجسد المسجّى المرتكز على سكون بانشداه الضجيج المرتقب قد يخلق في داخله قلقاً يتزايد من تراكم المتناقضات التي هزّت واضطربت المسافة التي تربط بندول الحركة المتصاعدة إلى أفق الخطوط المستقيمة لتتوازن مع خطوط وهمية طليقة ، قد تقف عند حدود لم تلمس بعد سطوحاً ، وهي متحركة باتّجاه الأطراف الأخرى خلقت هي الأخرى الصراع الأزلي ما بين حدود نهاية الخط وبدايته وحرّكتْ في كيانه دفق الألوان ، وهناك في الليل يتحرّى فراشه بأنامل مرتجفة وحلكة الظلام في غرفته العلوية واختلاج أفكاره حينما تتلاطم والساعات الأخيرة من الليل وقبل ذلك .. في السوق المزدحم من قلب المدينة , يبحث الوجوه الغريبة ذوات السّحنة السمراء وخطوط غير بائنة من التعب تميل نحو ألوان البرونز والرصاصي .. ثمّة أثواب رثّة وأرجل شبه حفاة ، تبتلع هذه الأشكال ذهنيّته ليكون الجوع شهيّة لعينة تحترق في مسافاتها رغبات عديدة تتقاطع في كثير منها مع خطوط الرحمة والحب ، لم تظهر صورة الجسد المسجّى بانشداه الضجيج الذي له نقطة انطلاق والقلوب المرتجفة في لجة خطوط الظلمة وزوايا الازدحام المرّ وحتماً ستكون الأحلام سارية الوجود حينما تختلج القلوب في أعالي الهمّة للوصول .. ولا ترسي تلك السفينة أمام الشاطئ مادامت الهمم تتصاعد في شقّ جدار ذلك السكون المرتقب .. في خضمّ هذا وخارج تلك المساحة كان قوله يدور بأسف شديد ابنتي تتلوّى من ألم حاد، وراحة البال جمال يطرّز أياماً خلت ذات سماء زرقاء .. كل هذه الأشياء قد تخلق حالات إضافية عن روحه المعلّقة بين متاهات الظنون وبحر المسافات التي لا تشكّلها أي أنواع من الخطوط المتوازية أو المتعامدة ، لكنّها تتعفّر بألوان الفضّي المزرقّ المعلّق بين خطوط الأرض وخطوط السماء على سلّم متدحرج هو الآخر ، وقد تصاب بالانشداه حينما صعدت ثم ما نزلت فظلّ ينقّب عنها في السماء بعيون كرهت قدرتها على البصر ، ثم أن القلق المتزايد من صعودها والجسد معاً، خلقت هُوّةً سحيقة في علياء فردوسه المنتظر وألهمته عافية الطريق السالك نحو أعالي الوجود المنغّم على عزف ارتجاف القلوب المستمر ... لكنّه ضمن تكويرة الأشياء هذه قد يرتّل : أيها الربّ خذ بيدي ويا يسوع المسيح خذ بيدي نحو الخطوط المستقيمة تلك التي توصلني إلى خدود ألوان الطيف الشمسي لأجعل من الأبيض لباسي المحبب ، وأقبر الظنون السوداء التي تراود الأخر منّي ، بيد أن الخطوط تتوازى وتتعامد وتتقاطع وحينما تكون هكذا تبدأ حدود الرؤيا تضيع منه .. يصرخ .. يصيح ، لكن بصوت محبوس ، اللّعنة على كل ظلامات الأرض ... ينتبه ، يعود أدراجه من مقبرة موحشة يختلج فيها صفير الريح مع أنفاسه المتصاعدة أبداً .. ولا تساوره الشكوك في الوصول إلى حدود نهاية اللوحة ، حتى أن ارتجاف الفرشاة بين أنامله لدليل لا يقبل غير ما شدّ العزم عليه .. من خطّ الشروع الأول إلى نهاية المطاف ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذيني اليك
- اول فتاة في العالم
- ثم ابتسمنا معا
- اتربة التعب
- حكمة الحب
- اتمنى ذلك !!
- بعيدا عن كراسي المقدمة
- فلتر الحب
- قصة قصيرة (هذيان شاعر


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - اللوحة