ابراهيم سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمنى صاحبي انه خواجة .. حتى يتمتع بحماية القانون ويشعر بالأمان النفسي والفكري والاجتماعي
قلت له : ليه تروح بعيد .. خليك في أسيا .. حتى تعيش حرا كريما .. لك قيمة وصوت ووزن .. وحتى لا يتعدى أحدا مهما كان عليك .. وحتى لا تتعرض حقوقك للانتهاك .. لا يحتاج ان تكون أمريكيا ولا أوربيا غربيا .. يكفي أن تكون أسيويا من الهند .. تلك البلاد الحرة .. التي صنعها عظماء الهنود وجعلوها عظيمة بحرية أهلها الفقراء .. بلاد تحتوي الأديان والقوميات والمذاهب الفكرية والسياسية .. أقليات كثيرة وكبيره متعايشة بفضل سلطة ومرجعية العقل وحده .. يعيشون بلا تفجير ولا إرهاب ولا معتقلات ولا سجن عشوائي .. لأنهم لا يحتكمون إلى شريعة أديان وعادات وأعراف بل إلى شريعة العقل التي يفصلونها حسب احتياجهم ويبدلونها متى ما رأوا خللا جديدا .. لأنهم لا يحتكمون إلى الماضي بل إلى المستقبل .. لهذا لا نسمع لهم أخبارا سوى عند حلول موعد الانتخابات .. أو أخبارا اقتصاديه .. لا نعرف أسماء ساستهم ولا جنرالاتهم .. بلاد فقيرة مليئة بالأميين والقبائل والطوائف ولكنهم محترمون جدا .. لا الشيعي يقتل السني ولا السني يقتل الشيعي رغم وجود هذه الطوائف في الهند بعكس ما يحصل في باكستان المسلمة التي نشأت أصلا هربا من سيطرة الهندوس لتقع في ورطة الطائفية الإسلامية .. بينما إخوانهم الهنود المسلمين ينعمون بالأمن والاستقرار في ظل ما كان يظن انه الدولة الهندوسية تماما كما ينعم المهاجرين العرب للغرب بمختلف الحريات بما فيها حرية الدين .. ولكن الفرق أن المهاجرون في الغرب يشتمون العلمانية التي ينعمون بالحريات في ظلالها ليل نهار باعتبارها كفر وزندقته وانحلال .. و ينسون السنين الطويلة من حرية الاعتقاد والعبادة والأمان ونيل الحقوق كاملة من تلك المجتمعات العلمانية .. أليس بناء المساجد والمدارس وتوزيع المصاحف بكل اللغات في الغرب يتم بفضل العلمانية .. ؟
لا ادري من هو المغفل الذي افهم الناس إن العلمانية تحارب الإسلام ..؟!
وهل توجد دوله في العالم تحمي غلاة الإسلاميين مثل بريطانيا ..؟
العلمانية التي تحارب الإسلام ليست علمانيه .. بل استبداد ..
العلمانية تتقبل كل فكر أنساني مهما كان طالما هو لا يتعدى على حرية الآخرين ..
تلك الحرية التي مرجعها الأول و الأخير العقل والقانون .
#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟