أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تكوشت لحسن - هواجس منتصف الليل














المزيد.....

هواجس منتصف الليل


تكوشت لحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:36
المحور: الادب والفن
    


الجو ممطر , والسماء ملبدة بالسحب السوداء , البرد القارس يلفح أطراف أصابعي و بين الحين و الاخر تنتاب جسدي قشعريرة تنتفض لها فرائصي انتفاضا , انا الان قابع في أقصى زاوية في قلب الفضاء الداخلي لمقهى "الريف" , أترشف قهوتي السوداء , و بنهم كبيركنت أدخن سجائر رخيصة , كنا أنا و صديقي(م)نزجي لحظات الزمن المنفلتة , بأحاديث شجية , وقد يحدث أن ينقطع فجأة خيط الحديث بيننا , لندخل سوية في لحظات سهو عميقة , و كمن يصارع أمواج اليم الهادرة , كنت أواجه القلق الذي تثيره في روحي المضطربة كل هذا السيل الجارف من الأسئلة , غير أني كنت أحاول التحايل على هذا الاحساس المستحكم بالنظر من النافذة , كانت الرياح قوية جدا , مشهد الأشجارالمصطفة على طول الشارع وقد انحنت هاماتها حتى كادت تلامس الارض بدت مثل طابور من النساك وهم يأدون مراسيم طقوس مهيبة ,أحد العابرين كان يمسك مظلته بكلتا يديه يصارع الرياح العاتية مثل محارب روماني لكن المسكين لم يصمد كثيرا فقد مزقت الرياح قماش مظلته و تلاعبت بأسلاكها , قذف بها بحنق , واصل طريقه , كان يلوح بيديه غاضبا وعلى شفتيه كانت تتدافع كلمات مبهمة . فضاء المقهى من الداخل تؤثثه بضع طاولات مهترئة , على الجدران ثمة صور لمناظر طبيعية , في الزاوية المقابلة جلس شابين يتناولان لفائف محشوة بالحشيش , بين الحين و الاخر كانت قهقهاتهما المجلجلة تكسر سكون المقهى , على الطاولة المحاذية تحلق بضعة أفراد يدخنون و يلعبون الورق , بينما انشغل أغلب رواد المقهى بمتابعة شريط سنيمائي رديء...في مثل ليلة رمضانية كهاته فان السهر يتواصل الى ساعات متأخرة من الليل في انتظار موعد وجبة السحور...الساعة الان تشير الى منتصف الليل , استأذنت صديقي في الرحيل فأومأ لي باشارة من رأسه مشيعا دون أن ينبس بكلمة...في أثناء عودتي بدا الشارع هادئا يلفه سكون رهيب , خاليا الا من بضع كلاب أو قطط لقيطة , كانت الامطار قد هدأت في الوقت الذي كان ضوء المصابيح الباهت يكشف عن الرذاذ المتساقط , وبينما كنت أنتشي بسحر اللحظة الآسر , تناهى الى سمعي وقع خطوات تتعقبني...لم أعر للأمر اهتماما...فكرت ...قد يكون مجرد عابر سبيل...واصلت السير...الخطوات خلفي تتبعني...أسرعت قليلا...الشخص خلفي يسرع أيضا...خفضت ايقاع خطوي...الشخص خلفي يخفض ايقاع خطوه...عرجت على الزقاق الذي يؤدي الى مسكني....الخطوات ذاتها تترصدني...فكرت...ربما تكون نكتة سمجة أو مقلبا مدبرا من صديق...لا..لا من يمنع من ان يكون شخصا شريرا يريد أن يقتلني...أو حتى "جنيا" من يدر؟...لم تعد تفصلني عن مسكني سوى أمتار قليلة أحسست بأن الخطوات خلفي بدأت تقترب مني...اسمع صوت لهاث...أكاد أتحسس أنفاس الشخص الغريب...استجمعت كل قوتي ,و تهيأت لكل أمر طارئ , بحركة خفيفة استدرت ...لم يكن هناك أحد...لقد كنت "انا" الذي يتبعني...



#تكوشت_لحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة الى فضح الجوهر الطبقي للفاشية
- مظاهر اجرام الدولة بالمغرب:فضيحة شركة -النجاة- نمودجا


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تكوشت لحسن - هواجس منتصف الليل