|
عمارة دار الاوبرا في كوبنهاغن - نقد تطبيقي
خالد السلطاني
الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 11:12
المحور:
الادب والفن
في الفترة الاخيرة اكتمل المشهد المعماري في العاصمة الدانمركية باضافات تصميمية مميزة لمبان ٍ مختلفة الوظائف ، وذات لغة معمارية ما بعد حداثية تساوقا ً مع خصوصية المرحلة التى انشئت فيها تلك المباني . ومن ضمن تلك المباني المهمة التى اضافت بحضورها المعماري شيئا مميزا الى " سلويت " Silhouette خط سماء كوبنهاغن وفي وسط منطقتها القديمة ، مبنى " الاوبرا " للمعمار " هينينغ لارسن " ( 1925 ) Henning Larsen ، المشيد بمنطقة الميناء . يعود تاريخ تنفيذ مبنى الاوبرا الى اعوام 2001-04 ، وافتتحت رسميا في كانون الثاني / يناير 2005 . وقد انشئت في المنطقة القديمة من المرفأ الذي اعيد تأهيله وتخطيطه ليكون مكانا حاضنا لمختلف الابنية الثقاتفية والادراية والتعليمية والسكنية . ففي سنة 1995 تم استدعاء اربعة مكاتب استشارية دانمركية لتقديم مقترحاتها للمنطقة الى كانت بالسابق منطقة عسكرية . وكان مكتب هينينغ لارسن احد المكاتب المدعوة ، وتم الاخذ بمقترحه فيما يخص تأهيل وتخطيط جزيرة " دوكين " Døken التى سيشيد لاحقا عليها مبنى الاوبرا ؛ المبنى الذي سينهي المحور البصري المبتدأ عند "كنيسة فريدريك " (الكنيسة الرخامية ) ومرورا بمجمع القصور الملكية في " آمالينبورغ " Amalienborg ، عابرا المضيق البحري وليتوقف عند مقترح مبنى الاوبرا في جزيرة دوكين ؛ التى اريد لها ان تكون " جزيرة حجرية " بحي المدينة الجديد المطل نحو البحر من جهة ، والمتوجه نحو حديقة مزروعة صممت لتنشأ في الطرف الاخر من المضيق . لكن تخطيط الجزيرة سرعان ما اتخذ طابعا اخرا عندما رغب " اي . بي . مولير " A.P. Møller احد الشخصيات المالية ، ورجل الاعمال المعروف في الدانمرك ان " يهب " الى مدينة كوبنهاغن " مبنى الاوبرا " الجديد في نفس الموقع المحدد من قبل الاستشاري ، ولكن بشرطين اشترطهما لاجل الموافقة على تحقيق منحته الكبيرة التى قدر لها ان تكون بحوالي 2,5 بليون كرونة دانمركية ( ما يعادل 500 مليون دولار امريكي تقريبا ) ، اولهما ان لايكون مبنى الاوبرا الجديد موضوعا لمسابقة معمارية دولية ، والشرط الثاني ان يقرر هو، الشخصية المانحة ، اسم المعمار الدانمركي والذي حدده بمكتب " هينينغ لارسن " ، الذي سبق وان تعامل معه في تصميم كثير من مشاريعه البنائية . وبعد نقاش سريع وافقت الجهات المسؤولة على مقترح رجل الاعمال الغني المشرف وقتذاك على اعتاب التسعين ! . يتعامل هينينغ لارسن مع المكونات التقليدية لمبنى الاوبرا وهي : المدخل ، البهو ، قاعة النظارة الرئيسية ، خشبة المسرح ، فضاءات ما بعد الخشبة ، المسرح التدريبي والتسهيلات الادارية والخدمية والنفعية ، يتعامل معها معماريا بصورة تقليدية .. ايضا ً. وهذا واضح من طريقة اختيار الصفة التماثلية لمخطط مكونات المبنى ، وكتلته الثابتة ذات الحجوم الهندسية الاولية والمنتظمة ، فضلا عن هيئة القاعة الرئيسية التى جاء شكلها على شكل : الشكل التقليدي والمألوف جدا في تصاميم تلك القاعات . بعبارة اخرى يتغافل هينينغ لارسن عن سياق الخطاب المعماري العالمي الموار بمقارباته المعمارية مابعد الحداثية ويلجأ الى الاسلوب الكلاسيكي الفاضح لحل اشكاليته التصميمية . لكن هينينغ لارسن لا يرغب ان يكون كلاسيكيا بالمعنى المباشر للكلمة ، كما انه لا يتوق ان يكون تقليديا ، رغم مايراه الناقد الانكليزي " وليم كيرتس " W. Curtis في تعليقة على عمارة مبنى الاوبرا ، حيث يشير في مقال منشور له في المجلة المعمارية الدانمركية بان " من الواضح جدا ان مبنى الاوبرا يرسي بمرساته في خضم التقاليد بمفهومها " التـّحتاري ". فهو ينزع لكسر وازالة الانطباع الكلاسيكي عن مخططه باللجوء الى ناحيتين اثنتين ، اولهما : استخدام السقف الكابولي الممتد طويلا حرا وطليقا ، والمغطي للميدان الواقع امام المدخل ، والناحية الاخرى اسلوب المعالجات الخاصة و" غير التقليدية " لتصميم البهو الرئيسي واختيارعناصره التكوينية . وقد افضى الاشتغال على تينك الناحيتين الى " انتشال " التصميم من الوقوع في " احابيل " التأثيرات الكلاسيكية وقربه من تطبيقات اجواء الخطاب المعماري المعاصر وسياق مقارباته المهنية . ولئن كان امرا تقليديا ان يتطلع مصممو الابنية الثقافية الكبرى كالمسارح الى ناحية المدخل الرئيس للمبنى كونه يمثل عنصرا دالا ً عن مداليل كثيرة ، وتسخيره ليكون احد المراحل الاساسية في مجمل الحل التصميمي ؛ فان هينينغ لارسن لا يشذ عن هذا التقليد . بيد ان مقترحه سيكون مقترحا مختلفا وغير عادي في آن . اذ انه سيتجاهل المدخل ذاته ليجعل من دلالاته موضوعا لاشتغالاته التصميمية . فنحن هنا " تحت " سقف واسع وفسيح ممتد بشكل كابولي الى نحو من 32 مترا ، يغطي كل ارضية " الميدان " الموصل الى المدخل . وتنوب هذه المعالجة الفريدة عن اساليب التعاطي التى ارتبطت فى ذهنية الزائر او المشاهد للسلالم العريضة والمرتفعة التى تقود عادة الى مداخل المسارح والحافلة بالعناصر التزينية التى تشي الى ثراء الاحداث المعمارية القادمة داخل فضاءاتها . لم يكن " لارسن " اول من لجأ الى مثل هذه المعالجة سعياً لتأكيد رمزي لاهمية اشكالية تخوم الخارج والداخل ، والذي تمثله ابواب المداخل في الابنية العمومية . لنتذكر " سقيفة " محطة " ترميني " بروما / ايطاليا في بداية الخمسينات والتى كانت ابعادها الكابولية الطليقة ( 19 مترا ) باعثا لعمارتها المؤثرة وحدثا تصميما لتلك المرحلة الزمنية من عمارة الحداثة . وهل بالامكان هنا تفادي ذكر " سقيفة " مجمع " مجلس الامة الكويتي " ( 1972-82 ) لمصممه " يورن اوتزن " – مواطن " لارسن " الدانمركي ذي الشهرة العالمية المعروفة ؟ فمفردة السقيفة بشكلها المميز المغطية كل المساحة الواقعة امام المدخل الرئيس لذلك المبنى الجليل ، عدت بمثابة " ضربة " التكوين والعنصر الاكثر حضورا وتذكرا في مخيلة مستخدمي المبنى ومتلقي عمارته رغم انها ليست كابولية بالمعنى الانشائي . كما ان ممارسة شبيه لتلك المعالجة الكابولية كانت حاضرة في تصميم مبنى " المؤتمرات والمركز الثقافي " في لوسيرن Luzern بسويسرا ( 1997-2000 ) للمعمار جان نوفيل J. Nouvel . ويظهر ان معمار الاوبرا الكوبنهاغنية كان معجبا بها وباسلوب عملها جراء قوة تأثيراتها التكوينية والجمالية على قراره التصميمي . وهو امر اشار اليه ايضا الناقد الانكليزي " وليم كيرتس " في مقاله المنشور في المجلة اياها . يرى المعمار ان البهو الرئيس مؤهل لان يؤدي دورا فاعلا في اكساب التصميم نزعة المعاصرة ، النزعة المتساوقة مع اجواء الممارسة المعمارية مابعد الحداثية ، من خلال التأكيد على اهمية انسيابية الفضاء الفسيح ، وتغلغله في جميع طوابق البهو الاربعة ، فضلا على توظيف قناطر الاتصال بين مناسيبه المختلفة وطوابق القاعة الرئيسية . وكل ذلك عمل على " تشويش " الفراغ المصمم مكسبا اياه حيوية بصرية يزيدها تأثيرا مرى جموع النظارة المنتشرين في المناسيب المختلفة اوقات الانتظار وبين الفواصل . لقد تطلع المعمار لان يكون المنظر البانورامي المرئي من بهو الاوبرا متاحا لزوار المبنى بزاوية كبيرة تصل الى 180 درجة . ولهذا فانه حرص على ان تكون واجهته الامامية مزججة بالكامل ، وان تكون مساحات مناسيب البهو ملاصقة للواجهة الامامية ، ومتصلة بواسطة جسور / قناطر ، لكن مواقع تلك القناطر متناوبة باختلاف من طابق لاخر ، ما يتيح لزوار المسرح ان يشاهدوا الاخرين بسهولة وان يكونوا انفسهم موضوعا للمشاهدة ، تماما كما هو الحال في نوعية تصاميم مقاعد القاعة الرئيسية ، بحيث لا تقتصر المتعة البصرية في تتبع مايدور على الخشبة لوحدها فقط ، وانما يتيح اسلوب تصميم القاعة وطريقة انتشار مقاعدها امكانية ان يكون المشاهدون انفسهم مجالا " لتتيع " الاخرين . بتعبير آخر يتوق المعمار لان تكون اجواءالمسرح الخاصة الحافلة بالاداء التمثيلي ، وفرضية ، احد المقومات التى اعتمدها في حله التصميمي لمفردتي القاعة والبهو الرئيسيين . من هنا يمكن تفسير النزعة " الاخراجية " التى غلفت قرار شكل القاعة وتأثيراتها على الجهد المبذول في تنظيم عناصر البهو المتعددة وتوظيف مفردات التأثيث المشغولة بتصمم استثنائي بالاضافة الى تنظيم حركة النظارة ؛ ليكون كل ذلك بمثابة اداء مسرحي حر " يعمل " بتلقائية في فضاءات اروقة الاوبرا وبهوها الفسيح . ثمة احساس خاص يتبدى عن رؤية كتلة الاوبرا وينجم عن التمعن بتفاصيل معالجات واجهاتها الاخرى . واعترف بان ذلك قد يكون محض احساس شخصي ، احساس متأت ٍ جراء مشاهدتي شبة اليومية لمبنى الاوبرا التى تقع بجوار مكان عملي بمدرسة العمارة ؛ فاطلالتها المميزة تظل مرافقة لي طيلة ساعات العمل اليومي . لكنه احساس ازعم بان كثر من المشاهدين للاوبرا يشعرون به ، وهو الفة ومقبولية الكتل المصممة وحتى انتمائيتها الى المكان ، المكان المترع بالنكهة المعمارية الكلاسيكية المنتشرة في مجمل صياغة واجهات المباني المحيطة . هل هذا سبب كافي لتفسير تلك المألوفية ؟ ربما . لكني اشعر من جانب اخر بان ثمة تماثل بين اسلوب معالجات واجهات الاوبرا وبين مبنى " وزارة الخارجية " بالرياض ( 1980-84 ) لنفس المصمم . وربما كان هذا باعثا مضافا لاحساسي عن مألوفية المبنى . واتساءل هل ان مرد ذلك التماثل الطريقة ذاتها لكيفية رسم فتحات النوافذ ؟ ، ام في تشابه اسلوب اكساء الواجهات بالحجر الضارب الى الاصفر ؟ ؛ ام في نوعية اصطفاء الحجوم الهندسية المنتظمة ذات الاشكال الاساسية ؟ . وفي الاحوال كافة ، فان تماثل الواجهات في كلا المبنيين وشى الى مثل ذلك الاحساس الاليف ( لدى على وجه الخصوص ) ، وهذا عمل الى جعل حدث تصميم وتنفيذ مبنى الخارجية بالنسبة الى المعمار بمنزلة مرحلة ابداعية غاية في الاهمية ، ان كان ذلك لجهة نوعية كشوفات الحلول التصميمية ، ام لناحية قوة تأثيرات تلك التفاصيل على قرارات تكوينات مشاريع عديدة تلت حدث ظهور ذلك المبنى . ومعلوم ان عمارة مبنى وزارة الخارجية بالرياض ، عدت من قبل كثر وانا منهم ، كحدث مؤثر في منجز العمارة العالمية في العقود الاخيرة ، وقد حازت على اهتمام واسع من قبل الاوساط المهنية ونالت عمارتها جوائز محلية وعالمية مرموقة ، تلك العمارة التى تدين بتكوينها المميز وعناصرها التصميمية الى فعالية " التناص " Intertextuality التى اجراها المعمار مع منجز العمارة الاسلامية وتأويلاته الشخصية المميزة لخصائص تلك العمارة واعادة قراءته الفريدة لمداليل مبادئها التصميمية . وعودة الى مبنى الاوبرا ، ولكن بتساؤل مشروع ، هل ياترى سنتوقع ثمة هياب ما ، ونفور لمبنى الاوبرا عن مجاوراته فيما لو كانت المعالجات التصميمية معتمدة كليا ً على طروحات لغة عمارة ما بعد الحداثة ، بكل ما يعني ذلك من " تشويش " كتلوي وبصري وما قد يرافق ذلك ايضا من انزياحات كبرى في استراتيجية آليات ادراك المنجز المعماري ؟ ! بالنسبة الى " هينينغ لارسن " الجواب جاهز ، ومكتمل وحتى ... مشيد ! . وما علينا الا التمني بان قراراته المعمارية التى افضت لمثل ذلك الجواب كانت سليمة وايضا متساوقة مع مكانها ومع ... زمانها . □□
د . خالد السلطاني مدرسة العمارة / الاكاديمية الملكية الدانمركية للفنون
#خالد_السلطاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية الشاهد : الممثل ، حينما يتماهى مع نصه
-
مسرح في لبنان :النظّارة والممثلون في - قفص - واحد
-
تيارات عمارة ما بعد الحداثة : التفكيكية
-
تيارات عمارة مابعد الحداثة : تيار - الهاي – تيك -
-
فعل العمارة.. ونصها
-
- رسالة خاصة جدا ..الى سعدي يوسف -
-
العَلم العراقي : مرة اخرى
-
العمارة الاسلامية : التناصية وفعاليات التأويل
-
ثمانينية رفعة الجادرجي : الحداثة اولا ... الحداثة دائما
-
تيارات معمارية معاصرة :- سليك – تيك -
-
اسبوع المدى : لقاءات المثقفين العراقيين
-
عراق 9 نيسان و - المحيط - العربي
-
في وداع الشيخ جلال الحنفي - البغدادي -
-
اشكاليات تعاطي الاخر مع - الاخر - : العمارة نموذجا /القسم ال
...
-
اشكاليات تعاطي الاخر مع -الآخر- : العمارة نموذجا
-
جبرا ابراهيم جبرا : المثقف رساما ً
-
تنويعات عمارة ما بعد الحداثة
-
كتاب - خواطر السنين - : مكان .. يتوارى
-
العمارة ، بصفتها قبولاً للآخر : عمارة مبنى سفارة الدانمرك في
...
-
معاداة الاخر : ايران نموذجا
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|